والمغرب يستفتونه؛ ويأخذون بآرائه وفتاواه في المسائل الفقهية. ومشاكل حياتهم
اليومية التي تتطلب معرفة حكم الشرع فيها؛ وظل متقلداً لخطة القضاء بقرطية
حتى استعفى وقيل عزل - في سنة “ااه أر قاف ه 0
أما في السياسة : فقد وقف موقفاً حازماً ومشهوداً من حملة الفونسو
المحارب (ابن ردمير)ملك أرغون ( أراجون 878801/) على الأندلس في سنة
8ه ه / ١79 ١م؛ والتي قام خلالها بأعمال النهب والتخريب في شرق وجنوب
شرق الأندلس. حيث توجه ابن رشد إلى المغرب في عام ١ 0ه / 76١١م إثر
تلك الغارة النصرانية المدمرة على الأراضي الإسلامية؛ وقابل أمير المسلمين علي
ابن يوسف المرابطي بالحاضرة مراكش. الذي استقبله بالحفاوة والإكرام» وأوضح له
ابن رشد مدى الخطر المسيحي الذي يهدد بلاد الأندلس, وما حدث من المماهدة
(النصارى المستعريين) بها من غدر ونقض للعهد؛ وخروج عن الذمة؛ وأفتى
بتغريبهم وإجلاتهم عن أوطانهم؛ وهو أخف ما يُوُخْذ به من عقايهم؛ واستحسن
أمير المسلمين فتواه وأخذ برأيه؛ وأمر بإجلاء المماهدين إلى العدوة المغربية
«فأزعج منهم إلى بر العدوة في رمضان من العام المذكور (أي سنة 87٠ ه )
عدد جم؛ أنكرتهم الأهواء وأكلتهم الطرق ...» , كذلك أوصى ابن رشد بضزورة
بناء وترميم الأسوار حول المدن. واستمع أمير المسلمين إلى نصحه؛ وشرع في بتاء
سور محدق بمراكش - حاضرة المرابطين - في عام 01٠١ ه / ١7٠ام؛ كما بعث
برسائل إلى أمراء المرابطين في مختلف الولايات الأندلسية, يأمرهم فيها بضرورة
* بابن رشد الحفيد .. اشتهر بعلم في مجال الفلسفة والطب. علاوة على أنه كان من قضاة
قرطبة في عصر دولة الموحدين؛ وتوفي بمراكش في حدود سنة 448 ه وقيل سئة 454 هن
انظر (النباهي. نفسه. ص 4١١١ السلاوي الناصري. الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى» ج1١
جامعة الإسكندرية .1406م دس 8 - 197
النظر في الأسوار بجميع الحواضر هناك )١( .
وللفقيه ابن رشد نشاط علمي ملموس. ومؤلفا عديدة نذكر منها ؛ كتاب
«المقدمات لأوائل كتاب المدونة» ؛ و «البيان والتحصيل» ؛ و «بداية المجتهد
وهي موضوع بحثنا - والتي اضطلع تلميذه ابن الوزان !"١ بجمعها وترتيبها في
كتاب مستقل عرف باسم «نوازل ابن رشد» ") .
وبعد حياة حافلة بالنشاط والعمل في مجال القضاء والفتيا والتأليف +
توفي الفقيه القاضي أبو الوليد بن رشد بقرطبة عقب عودته من مراكش في سنة
٠ ه / 76١١م ؛ ودفن بمقبرة العباس ١*ا. «بالروضة المنحازة لهم بمدفن
سلفد» ؛ وشهد جنازته جمع عظيم من أهل قرطية (8).
)١( راجع التفاصيل حول حملة الفرتسو المحارب في : (مجهول ؛ الخلل الموشية. تحقيق سهيل زكار
وعبد القادر زمامهء الرياطء 1474م. ص 0 - 47؛ اين الخطيب ؛ والإحاطة في أخبار
غرناطة. المجلد الأول . تحقيق عبد الله عنان. القاهرة 181/7. ص ٠١8 - 7١1؛ عبد العزيز
سالم؛ تاريخ المغرب في العصر الإسلامي. الإسكندرية؛ بدون تاريخ + ص
الحجي. التاريخ الأندلسي؛ دار القلم؛ دمشق ؛ 1887 ص 477 - 77
() هر الفقيه أبر الحسن محمد بن عبد الرحسن بن إبراهيم بن يحبي ابن مسعود ؛ المعروف بابن
الوزان بمقرطبة في سنة 1 8ه / ١69 - ١148 ١م. انظر (ابن بشكوال. الصلة؛ ق1١؛ ص
١ه ترجمعة رقم ١١8 ازل ابن رشد؛ نشر إحسان عباس مجلة الأبحاث. الجامعة
الأمريكية ببيروت؛ مجلد ١1١ ج؟ - ) سئة 14 ص )ء
() انظر ابن بشكوال ؛ نفسه؛ ق 7 ؛ ص 178, النباهي ؛ نفسه؛ ص 44؛ المقري؛ أزهار الرياض
في أخبار عياض جع" الرياط 14/68 نس ١30
(+) مقبرة العباس أو مقبرة عباس - تسمى أيضاً بقبرة البرج - وكانت تقع على مقربة من باب
عباس؛ من أبواب محلة الشرقية بقرطبة انظر (عبد العزيز سالم؛ قرطبة - حاضرة الخلافة؛ ج١
بيررت ١ الاك ص 1796)
(ه) راجع ترجمة ابن رشد بالتفصيل في:لابن بشكوال, نفسهء قلا ترجمعة رقم .117 النباهي <
لات
أهمية توازل ابن رشد «
أوضحت في بحث سابق حول مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية والدينية
والعلسية في المغرب الإسلامي؛ من خلال نوازل المعبار ١" مدى أهمية كتب
النوازل والفتاوى الفقهية بصفة عامة في دراسة التاريخ الحضاري للمجتممات
الموجزة على الإشارة إلى أهمية توازل ابن رشد - علي وجه الخصوص - في
دراسة المجتمع الأندلسي في عصري الطوائف والمرابطين.
من جوانب الحياة الاجتماعية والدينية والاقتصادية في الأندلس خلال النصف
الثاني من القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي) وحوالي الربع الأول من
القرن السادس الهجري (الشاني عشر الميلادي) أي في عصري الطوائف
وبلاحظ على تلك النوازل قيزها بالشمولية. بمعنى أنها تمعرض لمختلف
مظاهر الحضارة؛ كما تتميز بتجسيدها للواقع الأندلسي ونبض الحياة اليومية
يكشف لنا عن نواح مهمة في حياة المجشمع الأنداسي ودور الطبقاث الاجتماعية
بدون تاريغ؛ ص ٠١7 ه ١؛ المقري. أزهار الرياض ج7. ص 4 - 1١ لوازلء ابن رشد؛ نششر
إحسان عباس .ص ٠ -8؛ (9 ,1987 تتاف بقعضة عصا ار 027106 ,زان (0508[
)١( جدير باللاحظة أن الونشريسي صاحبٍ كتاب «نرازل العبارة أورد لي كتابد ها الكثير من
راجع؛ كمال أب مصطلى , جراتب من الحباة | لاجتماعية والالتصاديذ والدبنية والعلمبة في
الغرب الإسلامي من خلال نوازل وفتارى المعبار للرنشريسي؛ دار نشر الثقافةالإمكندرية
)١ انظر : نرازل ابن رشد , نشر إحسان عباس» ص ٠١ - 14ء سعد غراب ٠ كتب اللتاوى وقينتها
الاجتماعية - مثال نوازل البرزلي, حوليات الجامعة الترنسية. عند ١7 سل 14004 من 984
لقم
فمن الناحية الاجتماعية تعرضت النوازل لبعض طبقات المجتمع وأهم
المشكلات الأسرية (مثل مشكلة زواج المتتعة والطلاق وحضانة الأطفال)؛
والعلاقات بين الجيران والمنازعات التي تتشب بينهم وأسبابها؛ علاوة على
إشارات تتعلق ببعض الاحتفالات الأسرية. وجوانب من العادات والتقاليد
الأندلسية؛ ودور المرأة في العصر المرابطي وإسهاماتها في الحياة الأدبية
ومن جهة أخرى ألمحت النوازل إلى المذاهب الدينية الغريبة على المجتمع
كذلك تسلط النوازل الأضواء على قضية الجهاد ضد التصارى الإسبان ومدى
أهميتها في الأندلس خلال عصر المرابطين. وما ترتب على ذلك من مشكلات
اجتماعية, كما تشير إلى مظاهر الرعاية الاجتماعية في المجتمع ؛ وجوانب من
القلق ا الذي كان الأندلسيون يحسون به نحو المرابطين البرير.
ثت التوازل أيضاً عن مظاهر الفساد والاتحلال الأخلاقي 0 المت
ا والسرقة؛ والمشاجرات والمنازعات المسلحة التي تنشب 1
الأفراد , كما أوضحت السياسة القضائية والإجراءات التي يتخذها القضاة عند
تطبيق حد القصاص في القتل. ودور القضاء في الحد من عبث أهل الشر
ومن الناحية الطبوغرافية والعمرانية؛ أوردت التوازل العديد من أسماء
الى والحصون والمواضع التي لا يجد لمعظمها ذكراً في المصادر الماريخية
الأندلسية ؛ ومدى الارتباط الوثيق بين سكانها. وقد احتوث النوازل على
معلومات قيمة عن تأثير ازدياد السكان في مدينة ما على النمو العمراني بهاء
ومن الناحية الاقتصادية تزودنا النوازل بإشارات مهمة لا ترد عادة إلا في
كتب الفتاوى والحسة, وخصوصاً ما يتعلق بوصف الأرحاء!') وكيفية بنائها ء
ومدى اهتمام الأندلسيين باستصلاح الأراضي البور واستثمارها وتحويلها إلى
حدائق وبساتين مزدهرة. ولم تغفل النوازل الإشارة إلى ملامح الريف الأندلسي؛
والعملة المتداولة في بلاد الأندلس خلال عصري الطوائف والمرابطين » وأثمان
بعض العقارات.
وأوضحت التوازل أيضاً مدى تأثير الحروب والفتن واضطراب الأمن على
الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية؛ كالعلاقة بين الملاك والمستأجرين,ورحلة
الحجيج الأندلسيين إلى الأراضي المقدسة . وآثار سقوط بعض الحصون والثغور
الأندلسية في أيدي التصارى الأسبان على مسلمي الأندلس اجعماعياً
بعض الطبقات والفئات الاجتماعية في الاتدلس من خلال التوازل
طبقة الخاصة (الارستقراطية الاندلسية)
أشارت النوازل إلى بعض البيوتات الكبرى في الأندلس خلال عصري
الطوائف والمرابطين ٠ والتي تنتمي إلى طبقة الخاصة أو ما يسمى بالطبقة
الارستقراطية؛ وكان معظم أفراد تلك العائلات الكبيرة يتمتعون بالوظائف
العالية في خدمة الدولة , وقد استطاعوا تكوين ثروات ضخمة؛ علاوة على
الممتلكات من العقارات والأراضي والضياع " .
وتُعدٌ أسرة بني زهر من أشهر الأسر الأندلسية التي أوردها ابن رشد في
نوازله؛ وكانت تلك الأسرة تسكن بمدينة إشبيلية في عهد دولة بني عاد ٠ أي
منذ بداية عصر دويلات الطوائف (أوائل القرن 8 ه / ١١ م ) وقتعوا بنفوذ
)١( الأرحاء : فطع من الأرض غلاظ دون الجيال, تستدير وترتفع عم حرلهاء رقيل ؛ هي مكان
مستدير غليظ يكين بين رمال . لأنظر لسان العرب - مادة درغاى.
)١( انظر . صلاع خالص. إشبيلبة في القرن الخامس الهحري؛ ببروت 1481 صن - 47
فتذكر النوازل أن بني زهر الإشبيليين امتلكوا الضياع الواسعة والفنادق .)١(
ويضيف ابن يسام أن بني عباد !"! حكام أشبيلية نظروا بعين الشك والخوف إلى
الخروج عنهاء ومصادرة أملاكهم بها فرحل محمد بن مروان بن زهر - جد بني
ويتضح من المصادر أن العلاقات بين بني عباد أصحاب أشبيلية وبني زهر
قد تحسنت في عهد المعتمد بن عباد (51) - 6م مى/ ٠١4 - لحعام)ء
فقام المعتمد باستمالة الطبيب زهر بن عبد الملك بن زهر (*' لبراعته في
الطب؛ وحشه على العودة إلى بد ٠ وأعاد إليه بعض أملاك أسرته بهاء
)١( نرازل بن رشد ص 14 بو 18و18
)١( أمدنا اين بسام بمعلومات قيمة حول علاقة بني عباد بالبيوتات الكبرى في |:
نفوذهم رسلطانهم في تلك المنطقة من ازدياد نفوذ بعض تلك العائلات الشهيرة بالمديئة؛
بني زهر؛ فيذكر أن القاضي أبا القاسم محمد بن اسماعيل بن عباد - أول من استقل
بحكم إشبيلية من بني عباد في عصر الطوائف - قرب في بداية حكمه أعيان المدينة
ونبهائها وذوي الرأي والمشورة فيهاء ثم ما لبث أن انقلب عليهم وأسقط جماعتهم؛ وانفرد
بالحكم بعد أن اتتقرت له الأمور , ويضيف بأن ابنه المعتضد بالله عباد سار على نفس سياسة
والده. وقامويهدم ١| البيوتات وتشتيت ذوي الهيئات» بمدينة إشبيلية. (أنظر بسام؛ الذخيرة في
محاسن أهل|. إحسان عباس ؛ ى ؟ مجلد ١ ببروت 1574م صن 18-16 )
(7) شاطبة (بالأسبانبة 008ا18) : كان يطلق عليها عند الرومان 5818015 ؛ وهي من أعمال كورة.
بلنسية بمنطقة شرق الأندلس ؛ ويصفها الإدريسي بأنها مديئة حسئة؛ ولها قصاب يضرب بها
المشل في الحسن والمنعة؛ ويعمل بها من الكاغد ما لا يوجد له نظير بمصمور الأرض؛ ويعم
المشارق والمغارب. (أنظر الإدريسي صفة المغرب وأرض السودان ومصر والأندلس من كتاب
نزهة المشتاق , طبعة ليدن ؛ 1844م ؛ ص 47١؛ محمد الفاسي؛ الأعلام الجغرافية الأندلسية؛
() ابن بسام؛ اللخيرة؛ ق؛ مجلد ١ . ص 18؛ المقري؛ نفع الطيب؛ ج4 ؛ تحقيق يوسف البقاعي+
)8١ هو الوزير الطبيب أبو العلاء زهر بن عبد الملك بن مروان بن زهر الإيادي؛ نشاً بمدينة شاطية ح
غير أن ابن زهر لم يستقر بإشبيلية إلا بعد خلع المتمد وسقوط دولة بني عباد
على أيدي المرابطين في عام 484 ه / ٠4١٠م . فاستدعاه أمير المسلمين يوسف
ين تاشفين إليه بالعاصمة مراكش؛ واستقبله بالحفاوة والعكريم 9١ .
وازداد نفوذ ابن زهر في عهد أمير المسلمين على بن يوسف المرابطي (00 6
- لوم / ١٠١١ - عام وصار من أهل الحل والعقد ومن ذوي الرأي
«يولي من قبله حاكماً يحكم من حاشيته , وصاحب المدينة (") من توليعه»
وشهود البلد بحكمه ؛ وأمر المستخلص (أي أملاك بيت المال) وأملاك السلطان
- وبرع في علم الطب الذي أخذه عن أبيد ؛ كما كان شاعرا أديباً ٠ ويذكر ابن يسام أن الآفاق
كانت تتهادى عجائبه. وتتدارس بدائعه وغراتبه خاصة الشام والعراق.. وتوفى بقرطبة في
عام 7ه؛ وحمل إلى بلدة إشبيلية فدفن بها. (راجع عن بني زهر: ١! 70
ص 118 - 71١ 177؛ اين سعيد. المغرب في حلي المغرب؛ ج٠١
المعارف؛ ص 1١١ ترجمة رقم ٠؛ ابن الأبارء التكملة. ج١١ طبعة
18 ص )77 - 770 ترجمة رقم ١ 4؛ والمقري؛ نفع الطيب+ تاريخ المغرب والأندلس في
)١( صاحب!! يذكر المقري - نقلاً عن ابن سعيد المغربي - أن صاحب خطة الشرطة في الأتدلس
ومنها : مسئوليته عن الأمن في المدينة. والإشراف علي السجون وجمع الضرائب؛ والمحافظة
أعوان صاحب المدينة هم الذين يقومون بتنفيذ تلك الأحكام ويذكر ابن عبدون أن صاحب المدينة
يجب أن يكون رجلاً عفيفا؛ فقيهاً . شبخآ. لأنه في موضع الرشوة وأخذ أموال الناس.. ويجب
ألا ينفذ أصراً من الأمور الكبار إلا أن يعرف القاضي والسلطان بذلك ...». (أنظر : ابن
عبدون . رسالة أتدلسية في القضاء والحسبة نشر ليفي بروفتسال. القاهرةء م48 1م؛ ص ١١
- 17 والمقري نقع ب ج1١ ص 11١6 وليفي بروفنسال سلسلة محاضرات عامة في أدب
الأندلس وتاريخها ؛ ترجمة عبد الهادي شعيرة, الإسكتدرية 1461٠ ١ من 8 - 81) +
(©) البيان المغرب؛ ج4؛ ص 18 +
؛ فلم يسمح له بالقدوم عليه بالحاضرة مراكش (9).
وجدير بالملاحظة أن الفقهاء ورجال الدين والقضاء تمتعوا بمركز مرموق في
ظل دولة المرابطين التي كانت تحرص على استمالتهم وتوثبق أواصر العلاقات
معهم؛ حتى تضمن مساندتهم لهم؛ مما يدعم سلطة المرابطين. وخصوصاً في البلاد
الأنداسية؛ وهذا كان له أثره في ازدياد ثراء الفقهاء الذين احتكروا معظم
المناصب العليا في ذلك العصر. خصوصاً خطط القضاء والفتيا والحسبة "١ .
التوازل: أسرة الفقيه سفيان بن العاصي الأسدي!"؛ وأصل سلفه من مربيطراء!
غير أن سكن قرطبة؛ وكان من الفقهاء وأهل العلم فيها؛ وعلى صلة بالفقيه
ضي ابن رشد - صاحب النوازل - أما أخوه محمد بن العاصي الأسدي فكان
من أعيان بلده مربيطر؛ ومن ذوي والأملاك فيها؛ فتذكر التوازل أنه العزم بعد
)١( ابن عذارى. البيان الم
ادص فلا
جتماعية في المدينة الإسلامية؛ مجلة عالم الفكرء مجلد١؛
14 ء ص 41 - 44؛ عز الدين موسى النشاط الاقتصادي في المغرب؛ يبروت ص
حيث ولد في سنة ٠ 4ه ؛ وسكن قرطبة , وكان من كبار العلماء بها في عصري الطوائف
سنة 81٠ ه / ١171 م ودفن بالريض ٠١ انظر : ابن بشكوال. الصلةء قى ١ ص 77١
ترجمة رقم 1817 )د
شرق الأندلس. شمال بلنسيه؛ على مسافة ١١ سبلا منهاء وتذكر المصادر أنها مديئة
مطلتعلى البحر المتوسط؛ وكانت من أعمال كورة بلنسيه؛ وبها «قرى عامرة.؛ وأشجاره
ومستفلات.ومياد متدفقة .. (أنظر : الرازي. وصف ١ لأندلس؛ نشر ليفي بروفنسال في :81
بلده الذكر سعة حال ووفور ناض (أي الأموال النقدية) ١١ ... »
في التعليم الديني . فتفيد إحدى النوازل بأن المؤدبين كانوا يحصلون على أجرة
مقابل تحفيظ الصبيان للقرآن الكريم "١ .
ويتضح من المصادر أن تلك الطائفة كانت كشيرة العدد داخل المجتمع
الإشراف عليهم من قبل المحتسب أو صاحب السوق فيذكر ابن عبدون أنه يجب
«منع المؤدبين من حضور الولاتم والجنائز والشهادات إلا في يوم عطلة
مستأجرون» ؛ كما ينبغي على المؤدب ألا يكثر من الصبيان , حتى يتمكن من
الإشراف عليهم ورعايتهم» لأن ضبط القرآن شئ والتعليم شئ آخر لا يحكمه إلا
عالم به .. ؛ ويضيف ابن عبدون أن معنى التأديب هو أن يقوم المؤد
الصبي تجويد تلاوة القرآن وحسن الألفاظ في القراءة والخط الحسن والهجاء +
ويأمر من كان كبيراً بالصلاة " .
ويتصل بالمؤدبين . فئة أهل العلم من قراء الحديث والأدياء والكُتّابِ
وغيرهم؛ وقد تعرض لهم ابن رشد في نوازله. وأشار إلى أن قلة منهم جنحوا إلى
التطرف. فاستخفوا باللغة العربية , وجهروا بالقول بأنهم لا يحتاجون إلى لسان
العرب . وأخذوا يقرءون بعض سور القرآن باللسان الأعجمي (أي لاتينية أهل
+2 ٠ نوازل ابن رشد :ص )١(
() الونشريسي. المعبار المعرب. ج8؛ نشر وزارة الأوقاف المغربية؛ ١144م؛ ص 181
() انظر . ابن عبدون. رسالة أنداسية في اء والحسبة؛ ص 78 محمد توفيق بليع؛ المسجد
والحياة الدينبة في المديئة الإسلامية؛ مجلة عالم الفكر. مجلد ١١ الكريت 1880 + م