الزنازل
قبل عام فقطء
فارتجفت المدينة برفق في شهر يناير تحت لمسات الأمواج الامتزازية لزلزال
نما غير البعيد عن الماضمة. لقد تسنى لي مع طلبة قسم الجغرافية
زيارة منطقة الزلزال. وكان مركز الزلزال قريبا من مديتة ذمار ولم يكن
آثاره التدميرية لم تكن هينة . مررث ببعض المدن الصفيرة والقرى الواقمة
بالسقف أو بجدار أو أكثر. كما أن الشقوق تملأ الجدران وذات اتجاهات
وزوايا معينة وملأت شظايا الزجاج الأرض وتناثر بعضها في الشوارع. لقد
ذكرني متظر التدمير بمدن الحروب المخربة كبرلين.
الزلازل جزء من حياة الأرض وجزء مأساوي من تاريخ البشر ولا يمر
عام إلا وتسمع بعشرات الزلازل وبعضها قوي ومدمر كزلزال أرمينيا في
عام 1989 وزلزال شمال غرب إيران 1990 . ولقد ذهب ضحيتها الآلأاف
ودمرت مراكز بشرية بكاملها . ولقد تفحصت المكتبة العربية في مكتبات
القطر فلم أجد سوى النزر اليسير والقديم عن الزلازل, فأحببت أن أسهم
بتقديم شيء ما عن هذه الظاهرة الطبيعية التي شاركت بفعالية في رسم
تاريخ الأرض الطبيعي؛ وهي المنوط بها تفيير معالم الأرض في يوم من
نشيطين هما نطاق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر.
ومنفصل عن المكان الذي تحدث فيه وهي الأرض. بل كان لابد من استعراض
مبسط للإطار الذي تتكون فيه الزلازل فكان لابد من إعطاء صورة مختصرة
ومركزة عن منشاً الأرض وبنيتها الداخلية وقشرتيها القارية والمحيطية
وحركة المواد المكونة للأرض. لأن الهزات الأرضية نتاج خصوصية بنية
الأرض وبنائها
وعليه تضمن البحث الموضوعات التالية؛
الأرض الباطنية ومظاهر الحرارة أو الضغط والساحة المفناطيسية.
- حركة القشرة الأرضية والمسطحات أو الصفائح البنائية.
- أسباب ومسببات الزلازل.
- قياس ومقاييس الزلازل»
- توقع الزلازل»
- دور الإنسان في حدوث الزلاؤل»
- الزلازل والأبنية.
- قصص من الزلازل»
- ماذا علينا أن نفعل وننجز
ل الله أن يكون قد وفقني في إضافة لبنة جديدة إلى المكتبة
حدوث الزلزال وحين وقوعه وبعد
كلمة شن أصل الارض
الأرض هي الحيز الذي تظهر فيه الهزات
والتي يمكن من خلالها إلقاء الضوء على كثير من
الجوانب المبهمة لظاهرة الزلزلة.
تشير أكثر الفرضيات حول متشاً الأرض. أن
عن الطاقة الحرارية الكبيرة الموجودة بين
الشدة على شكل براكين أو حركات زلزالية. ولكن
ستحاول بيانه عبر فرضيات تشكل الأرض.
لقد بدأ البحث الحثيث عن أصل ومنشاً الأرض
والمنظومة الشمسية كاملا في مطلع القرن الثامن
ولعل من أبرز رواد هذه الفترة عالم الطبيعة
الفرنسي ج. ل. لاكليرك دي بيوفون. الذي تقول
تمزق الجزء الخارجي وتشكل مختلف الكواكب
الزنازل
الأرضية”". ويعتبر العالم المذكور أول من نادى بفرضية الكارثة الأرضية
لتفسير عملية تكون الأرض والكواكب الشمسية الأخرى. لقد طورت هذه
الفرضية لاحقا من قبل علماء بارزين وذلك حتى مطلع القرن العشرين. إلا
أن ستار النسيان قد أسدل في هذا القرن على مثل هذه الآراء. لأن عملية
الصدم الآنفة لا يمكنها أن تتطابق مع عمليات تكون الكواكب التي تمت عبر
مراحل تطورية منطقية طويلة الأمد»
في صرح المعرفة البشرية عن أصل الشمس وكواكبها المختلفة. ولقد وصل
يتشكل العالم منها ِ
تنطلق فرضية كانت من اعتقاد مفاده أن المادة المنتشرة في الفضاء
قيما بعد وتحت تأثيرقوة الثقالة الكونية بدأ ظهور مراكز تجمع مادية
ومثلت الشمس أحد هذه المراكز. في الوقت نفسه وبتأثير من قوة الجاذبية
بدأت المادة بالحركة الدورانية؛ ونتيجة لهذه الحركة المادية حول مركز
الشمس كون غبار السحب الكونية كواكب المجموعة الشمسية.
أما د. ي لابلاس عالم الرياضيات الفرتسي فلقد أسهم في إعطاء
التفسير الرياضياتي لفرضية كانت (1796). الأمر الذي جمل العلماء يقرنون
مع الزمن للتجمع والتمركز والحركة الدورانية والاتضغاط المتزايد في مركز
والكثافة. ومع تزايد الانضفاط وحركة الدوران داخل الكتلة هذه أخذت
الحرارة؛ ثم مع مرور الزمن أخذت بالتبرد والتصلب والتقلص التدريجي.
كثير من العلماء في تأكيد الكثير من النظريات العلمية. ومع ذلك بدأات
الآراء المعارضة بالتجمع التدريجي وكان من أهم الاعتراضات:
«أن الأمر الحيوي بالنسبة للمجموعة الشمسية هو توزع لحظة وكمية
الحركة بين الكواكب والشمس. الأمر ا لذي يخضع للعلاقةبين كتلة الكواكب
والشمس والمسافة التي تفصل بين الكواكب من جهة والشمس من جهة
أخرى. وبما أن أصل الشمس وكواكبها واحد؛ وبما أن كتلة الشمس تعادل
الجزء الأكبرمن لحظة ”" وكمية الحركة. ولكن وبسبب حركة الشمس
وفي بداية القرن العشرين بدأ البحث عن فرضيات جديدة تفسر هنه
الإنجليزي جينيس, والذي عرج ثانية على مقولة بيوفون القائلة إن الكواكب
مذنب هائل, وإنما بسبب مرور نجم ضخم قرب الشمس. ولقد جاء كل من
مشابهة مفادها أن الغازات تتطلق من الشمس نتيجة لممليات مد غنيفة
كويكبية ثم تتطور لاحقا إلى كويكبات صغيرة ومن ثم إلى كواكب حقيقية
ككواكب المجموعة الشمسية. لم تلق هذه النظرة الرواج العلمي المناسب
وسط الفلكيين مع أن بعضا من مقولاتها أكدته البراهين والمعطيات العلمية.
لقد شارك العالم السو
أو يو. شميث في حل مسألة توز
0 ف. ن. جاركوف. بنية الأرض الداخلية والكواكب: موسكو 1983
الزنازل
الشمسية. إن الأمر الإيجابي في هذه الفرضية والذي طور لاحقا من قبل
تلامنته إيجاد موديل (أنموذج) عملية تكاثف وتجمع السحب الكونية ثم
تطورها إلى مرحلة الكواكب. وتلاحظ في الفرضيتين أن مواد السحابة
الكونية كانت باردة في البدء خلافا لما جاء به لابلاس, ولكنها تتطابق مع
رأي كانت.
في العقدين الأخيرين من هذا القرن ونتيجة للتطور العلمي الكبير
الذي شهدته علوم الفيزياء والرياضيات والفلك اتضح كثير من جواتب
إلى ماجاء به كانت في زمن سابق. لقد تمكن علماء الفلك من مباشرة
مراقبة وملاحظة عمليات ولادة النجوم من الهيولى الغازية الغبارية الموجودة
بين النجوم. وقد تبين أنه بالإمكان تكون النجوم نثيجة للتأثيرات المتضادة
من المناطق الحدودية الموجودة في أذرع المجرات الحلزونية ومن المجرة التي
قد يكون اتفجار نجم حديث جدا حافزا لإثارة الغازات السحابية الموجودة
بين النجوم مما يؤدي في النهاية إلى انضفاط هذه السحب وبدء تمركزها
حول نوى تمركز أساسية . ويشير إلى ذلك احتواء المنظومة الشمسية العناصر
يمكن أن تكون هذه النظائر نتاج تفاعلات نووية عظيمة لا تحدث إلا عند
انفجار نجوم كبيرة وتتحول بعد ذلك إلى نجوم أصفر حديثة جداء
وهكذا عندما وصلت الشمس إلى حجم وبُعد معين بدأ في جوفها
ظهور عمليات حرارية نووية تحولت نتيجة لها عناصر الهيدروجين إلى
هيليوم. والنجوم المشابهة تفقد جزءا من موادها على شكل ريح نجمية (ريح
شمسية عند الشمس). وبالواقع تشاهد نجوما محاطة بطوق سحابي غازي
غباري كثيف يشبه الطوق الذي يحيط بكوكب ساتورن. هذه السحابة الغبارية
رض مع الزمن للتكاثف ثم تتطور تدريجيا إلى الكواكب المعروفة
المفناطيهيدروالحركية أخذت سرعة الدوران بالتباطة وتم نتيجة لذلك توزيع
مكنت العلماء من التغلب على التناقض الموجود في فرضية كانت ولابلاس
آما الطريقة الأخرى التي تم التغلب فيها على هذه الممضلة فتتمثل في
عملية نقل وإعطاء لحظة وكمية الحركة من الشمس إلى الكواكب المحيطة
بهاء
المراحل التالية":
2- استمر تطور الشمس والسحابة المحيظة بهاء واستمر كذلك
كهرمناطيسية الحركة بوساطة الممليات الإلكترومناطيسية أو عن طريق
3- تكائفت الهيولى الشمسية على شكل حلقة حول الشمس وهذه تحولت
لاحقا إلى نوى كويكبية (شكل -)١
ل المنظومة الشمسية الأكثر احتمالا الآن تتضمن
هذه الأطوار بسرعة فائقة مقارنة مع التطور اللاحق
الذي اعترى الكواكب وبزمن قياسي لا يتجاوز المئة مليون سنة.
لقد فقدت الكواكب الداخلية (الأقرب للشمس) المناصر الكيميائية
نجد أن غلافها الجوي الأولي قد اختفى وظهر مكانه غلاف آخر يختلف
عنه ويحتوي على عناصر مادية وغازية أثقل من الأوكسجين والأزوت.
وبالطبع قد شاركت أعماق الأرض وخاصة طبقة المانتيا السميكة بهنه
ارتفاع مواد المهل (الماغما) ببطء نحو الأعلى وانطلاق المركبات والعناصر
المختلفة نحو السطح والفلاف الجوي. لقد بدأ تشكل الغلاف الجوي منذ
(4.4) مليار سنة وظهرت المياه على الأرض قبل الكواكب الأخرى. وفي
المريخ المياه في حالة التجمد. ا
بصورة أساسية من الجليد والغازات الخفيفة المتجمدة ومن الهيدروجين
لقد افترض العلماء سابقاء على أن الكواكب الأرضية الداخلية ومنها
الأرض كانت مكونة في البدء من مزيج حديدي سيليكاني. ثم تلا ذلك فرز
وانقسام هذه المواد إلى نواة حديدية وغلاف سيليكاتي يحيط بها (طبقة
نتيا). ولكن الصخور القديمة التي رافقت تشكل المراحل الأولى للأرض
قد أوضحت أن النواة الخارجية المصهورة موجودة من ثلاثة مليارات ونصف
واقع جديد مفاده أنه في بداية تشكل الأرض قد تجمعت المواد الصعبة
الذوبان العائمة والمؤلفة بشكل رئيسي من الحديد والموجودة بكثرة في
الحديدية المواد والمعادن الأسهل ذوبانا والمؤلفة بالدرجة الأولى من المواد
السيليكاتية”'". وتعرف هذه الطريقة لتشكل طبقات الأرض بالطريقة
المتبايئة التركيب. وهي عكس النظرة السابقة القائلة بالطريقة المتجانسة
مرحلة إثر أخرى.. وهتاك نظرة يمكن أن تسمى بالمتوسطة؛ وترى أنه قد
عمليات الفرز والتمايز الثقلي للمواد الأرضية. يرتبط بالمسألة السابقة
(منشاً الأرض) مسألة آخرى هي درجة تسخن الأرض والكواكب الأخرى
فإن ارتطام النوى الكويكبية في البدء سيرافقه انطلاق طاقة حرارية؛ كما
أن التمايز الثقلي للمواد في الأرض وظهور النواة لابد من أن يؤدي إلى
تجمع طاقة حراريا ويجب ألا تنسى دور المواد المشمة وخمودها في
اق الطاقة الحرارية. ومن ضمن هذه المواد اليورانيوم والثيريوم والكاريون
والرصاص المشع وكذلك النظائر المشمة قصيرة العمر الأليمونية واليود؛
إلخ. وهناك مصدر ثانوي هو قوى الاحتكاك الداخلية لمواد الأرض وسبيها
قربا من الأرض.
أما ما مقدار درجة حرا
ترتبت على
الأرض في البدء وما الآثار الت