العهد القديم وحدها. وأصبح المؤمنون يعيشون في الكنيسة والجامع على هيئة رموز صامتة ؛ مثل
كلمة حية وأخرى ميتة - كمايقول "الصادق النيهوم" (© ). وهو انقسام حقيقي وشامل؛ بيد أن
قواعد اللغة لا تستطيع أن تتبيّه؛ لأنه لا يظهر في بناء اللغة ؛ بل يكمن وراء سلوك الناس ؛ وعلامة
الكلمة أنها مطوعه تاريخيا لخدمة أغراض السحرة ؛ فعبارة "العالم الآخر" التي نحتت من
لغة الناس لا تعني طموحا دنيويا يتطلب سلوكا وبرنامج عمل ؛ بل تعني عالما آخر مجهولا ؛ أول
اصفاته أنه غائب عن عيون الناس ؛ وهي مغالطة شفوية لتعاليم المسيح ؛ ولكنها ضمنت للبعض أن
قبل الناس الأحياء يبدا فقط بعد أن يموتوا وثالث صفته أنه عالم خارج سنن الطبيعة ؛ وهي
صياغة تريد أن تقول إن عالم الناس الأحياء ليس عالما حقيقَيًٌ
وردا على هذه الخدعة الشفوية بالذات + جاءت لغة السيد المسيح ؛ وتميز ميلادها بظهور تعاليم لها
لغة مقدسة تختلف عن لغة البغض من كنَائس اليوم .في لغة المسيح تكلم الإله الحي؛ وسكت الصنم
الميت ؛ وبات العالم قابلا للتفسير بلغة الأحياء فقط
ليحقق آمال "إسرائيل" وحدهاء؛ بل جاء من أجل كل الأمم ؛ وكل العالم. أما عندمايقراً العهدان؛
القديم والجديد معا ؛ في ضوء الإيمان بالشعب الإسرائيليّ وحده ؛ في ضوء فضله وتميزه وتفرده؛
فذلك هو المأزق الحقيقي الذي يصعب الفكاك منه ؛ ولا يصح مغه أن يتنتمر تبشير المسلمين ؛ فلا بد
من إعداد البيت وتأهيله ؛ ولو أن غالبية المسيحيين يمارسون تعاليم المسيح فعلا ويعيشونها يقينا +
لأصبحت بيوتهم قبلة المسلمين بدون أدنى شك . وهذا ما يذكرني لفتأقاله "ادي" في مجلا
العموم البريطانئي: "أعطوني مسيحكم ؛ وخذوا مسيحيتكم".
اليأس من الحاضر إلى صدور الناس حتى يلتفتوا إلى الماضي ؛ بوصفه العصر الذهبيٌ ؛ فحين لا
يتبقى من الماضي سوى الملامح المبهمة التي يتشكل منها الموروث ؛ يجد الفقيه لذة كبرى في سد
ثغرات الذاكرة
لقد حرص نبي المسلمين على التناقل الشفهي للخطاب القرآني من جهة؛ ولأحاديثه من جهة ثان
فقد ثبت أنه أراد للقرآن أن يكون محفوظا فقط في صدور القرّاء ؛ وحدّر من تدوين أحاديثه والافتراء
عليه لأن الرواية المكتوبة لا يمكن أن تسلم لمدة طويلة من عبث العابثين وتزوير المزوّزين ؛ فيما
التناقل الشفهي وهو المأثور الذي يصبح موروتا يمكن أن يظل حصينا لمدة أطول ؛ سيما وأنه لا
يخضع كما يخضع المدوّن لميول ونوازع الكاتب والمحرر . وبالفعل ؛ فقد بقي الإسلام موروثا
شفاهيا للعشرات من السنين بعد وفاة رسول المسلمين ؛ إلى أن تم تدوين الحديث. وبعد متي سنة
الإسلام من أصل ستمائة آلف حديث
لقد كان على الفقه الإسلامي ؛ منذ العصر الأموي ؛ وربما قبله؛ أن يختار واحدا من طريقين ؛ فإما
أن يموت فقهاء المسلمين أو أن يموت الإسلام نفسه ؛ ورغم أن بعض فقهاء المسلمين اختار طريق
مراجعة شاملة قبل مواصلة واستمرار الدعوة الإسلامية لأنه لم يتبق من الماضي سوى ملامج
مشوهة .. لا ليست مشكله السلفيين أنهم مروعون بفقدان الذاكرة » وإنما العلة أنهم يتذكرون أكثر
القساوسة في معظم الكنائّناليوم؛ قد اكتسب مقاومة أكبر. إنه اليوم أكثر خداعا لأنه يكمن في
طريقة الحساب؛ والتعداد والتقييم ؛ وذلك برغم كل الحجارة التي تنهال على رموزه ؛ وبرغم كل
التعويذات التي كانت ألقَتَ بالشيطان خارجا
المشكلة أن الشيطان يكمن في آلاتهم الخاسبة الصغيرة التي يستخدمونها عند الحساب. إنه في
أحداء (مع أنه اله واحد).
ومن أجل رفع تحدي الشيطان يجب أن نقاتل عَلى أرضية الحاضر. ولكن تحدي الشيطان هو تحدي
النفس أليس عملا شيطانيا أن تنزلق بشكل طفولي نحو الأصل؟ إنحو ماض مختر؟ ننزلق كبهلوان
على حبل مشدود إلى زمن سيء ؛ ...... زمن يتجه صو الأموات لا الأحياء ؟..؛ صوب القبور
في أعماق الأرض وليس نحو السماء ؟!
إن استضافة السلفويين المسلمين لجدودهم من وقت لآخر ؛ قد يمكن أن يتريحياتهم لبرهة. ولكن
هؤلاء الجدود يستقرون بينهم بشكل نهائي ؛ ولهذا فهم يفترسون صباكتهَمَ وشمسهلوليلهم. صحيح
أن مستقبل أجسادهم هو الموت ؛ ولكن كيف يمكن إنقاذ أرواحهم في الوقت المتاتتب ؟
على آبائنا ؛ وبدون ذلك ستبقى الحياة غير مبررة. ومن هنا ضرورة إعادة النظر في كل شيء +
التدقيق في "المقدسات" دون مبالاة بكل هالات القدسية ؛ إلى أن يتم التأكد ممآ'هو مقدسٍ فعلا +
وتمييزه عن ما كان مقدسا باختيار الجدود الذين تم تنويمهم قبل أن يموتوا
وبالطبع ؛ فإنه ليس كل من يقراً الماضي مؤهل لنقده؛ مطلوب منا أن نناقشه ؛ وليس أن نتلوه كصلاة
سحرية. ومن أجل قراءة نصوص قديمة يجب أن نتجذر في الحاضر ؛ وأن لا نسقط مشاكلنا على
النصوص السلفوية
نعم؛ إنني أدعو إلى توجيه أبصارنا نحو الماضيء لا لنعيشه؛ إنما بغية نقده؛ وردم الهوة السحيقة بين
المؤلف
هوامش المقدمة
19597 تموز يوليو؛ و “ آب/أغسطس ١“ العدادان -١
٠الرد الكامل على الدكتور مصطفى محمود“مطبوعات دار الكرازة - كولورادو سبرنغ - عام
*- من كتاب للمؤلف سيصدر قريبا تحت عنوان " شهادات مسيحية في زمن إسرائيل". "..وقال
ًُ إنجيل يونا
©- من كتابه "السلام في الأسر" مطبوعات "دار الريس"
مدخل
إنها مأساة فعلا أن ينهض واحد مثلي اليوم ليقول لنحو مليار من المسلمين إنهم خدعوا ؛ وتوارثوا
الخديعة؛ أبا عن جد ؛ على مدار أربعة عشر قرنار
أعترف أن في الأمر قسوة لايمكن وصفها ؛ لأن ذلك يمسّ الجذور في الأعماق ؛ والتاريخ الموغل
غيري حتى لا أتهم بالزندقة ؟ إوإذا سكت كما فعل غيري على مدار ألف وأربعمائة عام أو نحوها ؛
فأين الخلاض ومتى يكون ؟!
قرب ظهيزة يوم الإثنين ؛ أول الربيعين ؛ في السنه الحادية عشر للهجرة أي في السابع من حزيران
/ يونيو عام 177 ميلادية ؛ توفي نبي الإسلام عليه السلام دون أن يتمكن من كتابة ما طلب أن يكتب
معظمها يتعلق بالخلاقة وشؤونها ؛ فقد قال "البكريون" أن الكتاب الذيلم يتمكن محمد عليه السلام
من وضعه ليس أكثر من وصية لإثبات الخلافة لأبي بكر الصديق ؛ وقال العلويون أنها كانت لإثبات
الخلافة لعلي بن أبي طالب. وتعديت الظئون مع أن الكتاب لم يكتب ؛ وهو في الأصل لم يدون لأن
أحدا من صحابته لم يشاً المغامرة بقبول كتاب جديد قد ينسف جزءا من البناء العقائدي الإسلامي +
وربما كله ؛ إذ لا أحد يدري ماذا يمكن لني الإسلام محمد عليه السلام أن يكتب قبل ساعات من
قائلة: "فلتفرح قلوبكم فقد واريتموه التراب". ومثل هذه الكلمات تعكس مناخا نفسيا عاشه بعض
ابة أبيهاء فكأنما موته قد خلصهم من همّ أن يطلع عليهم بمفاجأة يكون وقعها أكبر من وقع وفاته.
ومن المؤكد أنهم توقعوا أن يتناول في كتابه جوهر الدين ؛ ولو فعل ما جرؤ أحد منهم أن يقاوم عملية
يستبعدوا المساس بجوهر الدين. وبمعنى آخر فإنهم آثروا الاختلاف في مسألة الخلافة على
الإختلاف في العقيدة بجوهرها وبنائها.
في أمس ذلك اليوم الذي انقضى عليه نحو أربعة عشر قرنا ؛ كان محمد عليه السلام يغالب سكرات
الموت في بيت أصغر زوجاته ؛ عائشة ؛ وفي رعايتها وقد طلب ممن كانوا في حضرته من
ابن العباس" الرزية ما فصل الرسول عن كتابه"(7) وقال عمر بن الخطاب: "دعوه إنه يهجر فقد
أمرهم محمد عليه السلام بالإنصراف ؛ وأسند رأسه على راحتي زوجته السيدة عائشة ؛ ومات دون
أن يكتب تلك الورقة أو الوريقات
لقد اتجه معظم الدارسين و اء من المسلمين إلى الإفادة من كلام نبي الإسلام محمد عليه السلام
قبيل ساعات من وفاته في مناقشة الأساس الفقهي لنظرية الخلافة في الإسلام وحسب ؛ وهذا يعني
سلخ حديث محمد عليه السلام عما تبعه من رد عمر بن الخطاب وجواب ابن العباس. ولو كان الأمر
الذي عناه قبل وفاته يتعلق بمسألة الخلافة أو الولاية لما قال عمر بن الخطاء
'إن رسول الله يهجر
أي يهذي. ولما قال ابن العباس: "الرزية ما فصل الرسول عن كتابه". لقد اتهم ابن الخطاب رسول
الإسلام بأئه "يهجر”» وذلك في العربية يعني أنه يهذي. فيماينزهه الخطاب القرقي عن الهذيان
حدث يشير إلى تمرد خطير مارسه كبار صحابته عليه
فقد جهّز رسول الإسلام جيشا لغزو الروم قبل وفاته بيومين؛ وجعل على السرية المقائلة أسامة بن
صحبته من المهاجرين والأنصار ؛ ومنهم أبو بكر؛ وعمر بن الخطاب ؛ وعبيدتبن الجراح +
بعارضيه ؟... وكانواقد طعنوا قبل ذلك في تأمير أبيه حتى غضب محمد أشد الغضب مما سمع من
طعتهم ؛ وكان بعد ذلك أن اتهمه إبن الخطاب بالهذيان ؛ فخرج معصب الرأس. محموما ؛ يتهادى
بين رجلين يحملانه ؛ وقَدماة تخطان في الأرض من شدة مابه من لغوب. فصع المنبر وحمد الله
ثم جعل رسول الإسلام يحضه على التعجيل وجعل يقول .جهزوا جيش أسامة؛ أنفذوا جيش أسامة +
أرسلوا بعث أسامة"(1) وجعل يكرّرَ ذلك على مسامعهم وهم لا يفعلون
وكالعادة عند قراءة مثل هذه الأحداث الت تمس كرامة كبار الصحابة يحاول المسلم تكذيب مثل هذه
القضايا وتجاهلها ؛ ولكن لا يمكن تكذيب ما أجمع عليه المؤرخون والمحدثون من علماء السنة
والشيعة معا
ونقراً اعتذار أهل السنه على هؤلاء بأنهم كانوا مشايخ قَريُلٌ وكبراءها ولهم الأسبقية في الإسلام +
بل كان صغير السن عندما ولآه رسول الإسلام إمارة السرية ؛ ولذلك طعنوا في تأميره وأرادوا من
ولكنه اعتذار لا يستند إلى دليل شرعي في الإسلام ؛ ولا يمكن لأي مسلم قرا القرّآن,وعرف أحكامه
يوم الخميس ؛ ثم اتهموه بالهجر والهذيان بعد يومين ؛ أييوم السبت ؛ وقالوا: "حسبنا كتاب الله"
الأساس في وصول القرآر
إن تاريخ الإسلام يصور لنا صحابة رسول المسلمين وكأنهم ملائكة لا يخطئون ولا يننبون لأن
القرآن والحديث وصل عن طريقهم. ولقد سألت مرة أحد علماء المسلمين ؛ كيف يقتل خَلية
المسلمين عثمان ذو النورين وهو صهر رسول الإسلام ؛ كذلك هو الذي أمر بجمع القرآن ؛ وصار
القرآن الحالي يعرف باسم ؛ وجاءني الجواب فورا ؛ فأنهى الموضوع كله بجملتين :" إن
المصريين - وهم كفرة - جاءوا وقتلوه". ولكني وجدت في تاريخ الإسلام شواهد أكيدة تدل على أن
قتلة عثمان بالدرجة الأولى هم من الصحابة أنفسهم؛ وفي مقدمتهم أم المؤمنين عائشة؛ وهي التي
يزكيها رسول الإسلام بقوله: " خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء» فقد كانت تحرض على قتل
جثته في مقابر المسلمين ؛ فدفن في " حش كوكب" وهي من مدافن اليهود ؛ دون غسل ولا كفن.
أن هؤلاء الصحابة استباحوا قتل عثمان لما اقترفه من أفعال تتنافى مع الإسلام كما جاء ذلك بالقول:
"إن المصريين + وهم كفرة ؛ هم الذين قتلوه" ! وفي كلا نفي قاطع لعدالة الصحابة ؛ ونفي
أكيد لكونهم ثقاة؛ فإما أن يكون عثمان غير عادل؛ وإما أن يكون قتلته غير عدول وغير تقاة ولكن أن
يكون الضحية والجلاد عادلين في الآن ذاته ؛ وتحت سقف واحد ؛ فذلك جزء يسير من المأزق
كذلك يتمثل المأزق الفكري علد فقهاء الشيّعة في نظرتهم إلى "القرآن" ذاته؛ فهم يعتقدون بأن عليا
بن أبي طالب ؛ وبتكليف من سول المسلمين قبل وفاته ؛ جمع القرآن ونسخه خلال عزلة في بيته
دامت نحو ستة أشهر فلماجاء به إلى أي بكر قل له عمر بن الخطاب: "لا حاجة لنابك وبقرقك"
فمنعه عنهم ؛ ولن يظهر بحسب معتقدهم إلا مع عودة الإمام الغائب
وهنا يتعمق المأزق إلى أقصى الحدود. فالإسلام الذقي ظهر وكأنه رسالة لتحرير الدين من هيمنة
السحر والكهنوت تحول على أيدي الفقهاء إلى رسالة مستقرة لخدمة مذهب صوفي يهودي قائم على
الإيمان بالعلم السري ؛ وتعدد مراتب المعاني في الكتب المقدسة© وهي كارثة افتتح مسيرتها أهل
السنة ولا سيمافي عصر الشيخ المتصوف محي الدين ابن عربي ثم ما لبث الشيعة أن أظهرواتفوقا
ملحوظا في تطويرها إلى مذهب حلولي متطرف ؛ وقصة ذلك تبدا :مع قصة الحكمة الخفية التي
تبناها القرآن
ما هي هذه الحكمة الخفية
من المعروف أن نحو ربع سور القرآن تبداً بحروف هجائية منفصلة يسمونها "المقطعات" مثل:
"كهيعص" ؛ "ألم" ؛ "حم" ؛ "آلف لام راء".... وهي لا تعني شيئا في ظاهر اللغة مما أطلق العنان
لخيال المفسرين حتى وصل الأمر بأحد الباحثين المعاصرين إلى حشد هذه الحروف في برنامج آملا
وواقع الأمر أن هذه الحروف لم تكن في يوم من الأيام ألغازا ؛ بل كانت علامات في مذهب متطرف
يهودي يدعى و«لقبّالة 'كلمة عبرية من أصل آرامي تركز على الجذر
ارتضى. "وسنأتي على تفاصيل ذلك حلال الحديث عن مصادر الوحي. ويكفي أن نعرف الآن أن
"لقبالة" مرتبطة بالحكمة الخفية. التي نسيها الناس حتى شاعت بينهم الحروب والمجاعات مما دعا
ملخصا في اسم "يهوه" ؛ وهو اسم يذكر متصوفة اليهود أنه يتكون في صيغته العبرية من أربعة
حروف تربط مقام الرحمة بالقلبب» ومقام القلب بالحكمة ثم مقام الحكمة بمقام الرحمة ثم تعود فترب
مقام الحكمة بالقلب وذلك في دائزؤذاتةزرموز خاصة.
مغتربا في مصر واضطر أن يحتفظ بالسرمعه في القبر؛ مؤثرا أن يترك شعبه دون حكمة على أن
ابراهيم كان قد دونها في كتاب أسماه "سفر التكوين" وأودعه في كهف.
الإمام الغائبء؛
أو باب العلم - الذي يطلع على نبع المعرفة؛ ويدرك معنى الأسماء "... وقد طال ا لانتظار بضعة قرون
قبل أن يظهر الحكيم المطلوب وهو النبي موسى الذي تعلم من أسرار الحكمة ما يقيح له أن يديل
النيل إلى دم ؛ ويغرق مصر في القمل والضفادع ؛ ويفلق مياه البحر بعصاه
بنذ نبوة موسى الذي يتكون اسمه من ثلاثة أحرف ثمثل "ألماء"؛ و "النار”ة و"الريح"” ؛ عاد
الوحي المباشر ؛ وتم منحه كتابين مقدسين أحدهما "علم الظاهر" ملخصافي الوصايا العشر
+ والثاني ملخصا في "القبّالة" أي الحكمة الخفية وبموجب "القبَالةَ"فان كلمة "في البدء" التي
افتتحت سفر التكوين لها معنيان أحدهما ظاهري ؛ وهو مفهوم الكلمة في اللغة ؛ والآخر باطني لا
يطلع عليه الا من يعرف الغاز الأجدية العبرية. فهذه الكلمة لها ترجمة محددة واحدة هي" براشيت
التي تتكون من ستة حروف كل حرف منها له الرمز التالي
آلباء. الكون
الراء: الشمس
ألشين الروح
آلياء: آدم
ألثاء. حواء
ومن مجموع هذه الرموز تتكون صيغة سرية تقول: "من الكون انبثئق ضوء الشمس الذي تجلت فيه
في الإسلام؛ وظهر منهج التفسير الباطني عند الشيعة لكشف الحجاب عن الحكمة الخفية بل إن رواة
الحديث عندهم تكفلوا بتوفير النصوص الشرعية المطلوبة ومن ذلك حديت "الخرقة"(5)
الزمرد ؛ ففتخ لي جبريل الباب ؛ فدخلت ؛ وشاهدت في الداخل بيتا مبينا بحبات اللؤلو ؛ فإذا في
وسطه صندوق مصنوع من نور ومقفل بقفل من نور ؛ فقلت يا جبرائيل ما شأن هذا هذا الصندوق +
الخرقة هي جبة مرقعة يزعم رواة الشيعة أن رسول الإسلام أحضرها معه من السماء في ليلة
المعراج فأعطاها لعلي بن أَبي طالب بمثابة رمز للولاية ؛ ثم إن عليا ألبسها ابنه الحسن؛ من بعده
قرآن الإمام . وكلمة "الولاية" هي الترجمة الإإشلامية لمصطلح "صاحب السر الإلهي القادر على
تغيير سنن الطبيعة" عند اليهود
وكما في المعنى الباطني تكمن الحكمة الخفية؛ كذلك عند الشيعة ؛ فإن اعتماد التأويل بحثا عن المعنى
الباطني لآيات الخطاب القرآئي تغديهم عن قبول المُعنى الظاهري على ما فيه من تعارضات قد
تخالف عقيدتهم. ومثال ذلك ؛ أنهم يجدون عودة الإمام آلغاتب في اعتماد المعنى الباطني للآية القائلة
فقد جاء في" تفسير القمي : "عن ابن أبي عمير عن حماد عن أبي عبد الله جعفر الصادق قال ما يقول
فلم نغادر منهم أحدا"(١١)
ويتحدث علماء الشيعة عن الحديث فيرفضونه لأنه من وضع الوضاعين ؛ وقد رأينا رأي علماتهم
أحد الصحابة فان الصحابة عندهم غير ثقاة فيما عدا نفر قليل منهم مثل أبي ذر الغفاري ومتله كان
يتساءل الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي عن الوحي الذي جاء بالقرآن فوضعه بين يدي محمد
عليه السلام فيقول:(7١)
“أهونوع من الإلهام النفسي ؟ أم هو حركة فكرية داخلية ؟أم هو إشراق روحي جاءه عن طريق
الكشف التدريجي ؟ أم هو ضرب من الصرع والجنون كان ينتابه كما قيل ؟ أم هو استقبال لحقيقة
ترجمة صريحةل
ويضيف قوله : ونحن لا نملك سبيلا علمية صحيحة إلا بالرجوع إلى حقائق التاريخ الثابتة الواصلة
إلينا عن طريق النقل الصحيح ؛ واذا رجعنا نسأل حقائق التاريخ فإها تضعنا أمام حديث قصةبدء
الوحي الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما"(7١)
؛ وفي عهود الخلافة الأموية. واعتراض فقهاء الشيعة على البخاري ومسلم فيه الكثير من الحق إن
لم يكن الحق كله. وحتى لو صح الإسناد المتصل إلى صحابة نبي الأمة ؛ فإن معظم هؤلاء الصحابة
عندهم غير ثقاة ؛ ويروون أسبابهم التي تبرر نزع الثقة منهم من خلال البخارينفسه.
وهنا يبرز المأزق الفكري عند المسلم عامة. فان انحاز إلى المنهج الشيعي يصل إلى الارتياب
بالقرآن للعلة التي يذكرها علماء السنة ؛ وهم على حق في هذه المسألة ؛ وان نحاز إلى المنهج لسني
مبرراتهم تستقى كلها من صحاح السنة (لبخاري ومسلم)
هل الله عاجز عن إيصال شزّيعة نبيه إلى أجيال المسلمين؛ وإذا ؛ كيف يكون دينا صالحا كل زمان
ومكان ؟!
وكيد بكر وعمر وا ها خروجهم عن طاعة نب
الأمة وإذا لم نثئق كمايرى علماء الشيعة فكيننثق بالقرآن وقد جمع ودوّن بترتيب منهم؛ مع أن
نعم إن الطعن بالصحابة الأولين لا يعني الطعن بالحديث فقط ؛ فان القرآن متله متل الحديث وصل
عن طريقهم أيضا ؛ ولا سيما عن طريق عثمان بن عفان الذي رفض أهل السنه أن يدفنوه في مدافنهم
فواروه في مدافن اليهود إن الصحابة الذين يقول عنهم فقهاء الشيعة أنهم تسببوا في ضائلة أغلب
المسلمين؛ إنما وصل القرآن عن طريقهم ؛ فإذا رفضنا ماروى عتهم بالإسناد المتصل ( في
البخاري ومسلم ) من تعاليم السنة فان ذلك سيكون لعلة أنهم غير ثقاة. وفي هذه الجل ؛ كيف نقبل
بالقرآن وقد وصلنا عن طريقهم ؟
هذا هو مزق المسلم المعاصر الحائر بين السته والشيعة
ما هو ذنب المسلم الذي يقراً في صحيح البخاري وفي صحيح مسلم قول نبي الأمة لأصحابه:
"سيؤخذ بكم يوم القيام إلى ذات الشمل ؛ فأقول إلى أين : إلى النار والله ؛ فأقول يا رب
وهويدرك أن سنة رسول الإسلام ما كان يمكن أن تصله لولا البخاري ؟.. تقول ذلك لأحد المشايخ
١ من السنة كان أم من الشيعة فيقول لك :الفتنة نائمة ؛ ولعن اللدمن يوقظها
والفتنة مانامت في يوم من الأيام ؛ ولكن المسلمين هم النائمون؛ ومن استيقظ منهم وفتح عينيه يتهم
من صحاح ال