كتاب الكليات لأبي البفاء الكانوي
الاسم معها عن هيئة التذكير فزادت على التأنيث قوة لكن دخول تاء لتأنيث في الكلام أكثر من
دخولها لأنها قد تدخل في الأفعال الماضية للتأيث وتدخل المذكر للتأكيد والمبالغة نحو ( علامة )
و ( نسابة ) وتحذف الألف من الأسماء الأعجمية الكثيرة الاستعمال ك ( إبراهيم 4 و ( إسرئيل 4
كما يحذف أحد الواوين من ( داود 4 لكثرة الاستعمال ولا تحذف الألف مما لا يكثر استعمله ك (
هاروت 4 و ( ماروت 4 وما كان على ( فاعل 4 ك ( صالح 4 يجوز إثبات لفه وحنفها إن كثر
ك ( سالم 4 وما كثر لستعماله ودخله الألف وللام يكتب بغير الألف فإن حذفتهما أثبت الألف تقول
( قل الحرث 4 و ( قال حارث ) ولا يحذف من ( عمران 4 ويجوز لحذف والإثبات في ( عثمان ) و
( معاوية 4 و ( سفيان ) و ( مروان ) وتكتب الألف في نفس المتكلم مع الغير إذا كان واويا كما في
( نرجوا ) ونظيره قوله تعالى ( أندعوا من دون الله ) وكتب الألف في ( ذووا ) واقع من الثقات
وزيدت الألف بعد الواو آخر اسم مجموع نحو ( بنوا إسرائيل ) و ( أولوا الألباب ) بخلاف المفرد
نحو ( لذو علم ) إلا ( الربوا 4 و ( إن امرؤا هلك ) وآخر فعل مفرد أو جمع مرفوع أو منصوب إلا
بمعنى ( نما ) أو ( طهر 4 و ( لربوا ) غير مضافات بالواو على لغة من يفخم وزيدت الألف بعدها
تشبيها لها بواو الجمع ويحتمل أن يكون من هذا القبيل كتب الألف بعد الواو في الأفعال المضارعة
المفردة مرفوعة كانت أو منصوبة في كل القرآن والحق أن مثل ذلك يكتب في المصحف بالواو
اقتداء بنقله عن عثمان رضي الله تعالى عنه وفي غيره بالألف وقد اتفقت في خط المصحف أشياء
خارجة عن القياسات التي بني عليها علم الخط والهجاء قال ابن درستويه خطان لا يقاسان خط
العروض وخط لقرآن وتدخل الألف للفرق بين لضمير المرفوع والضمير لمنصوب في نحو قوله
منصوب وإذا أردت ( كالوا ) في أنفسهم و ( وزنوا ) في أنفسهم أثبت الألف مثل ( قاموا هم ) و (
بخلاف الجمع والألف دثما حرف مد ولين والياء بعد الفتحة حرف لين وبعد الضمة والكسرة حرف
مد ولين
كتاب الكليات لأبي البفاء الكانوي
وإذا نسبت الاين إلى لقب قد غلب على أبيه أو صناعة مشهورة قد عرف بها فحينئذ تحذف الألف
( هذه هند بنت فلان ) بالتاء
ولحرف الذي عند عد الحروف قبل ( الياء 4 يرى ابن جني أن اسمه ( لا ) وقول المتعلمين [ لام
ألف ) خطأ لسبقهما وليس الغرض بيان كيفية تركيب الحروف بل سرد أسماء الحروف البسائط قل
مظهر اللام ناسب أن يكون اللام مظهرا لها أيضا وقال ابن دريد الحروف التي استعملتها العرب في
كلامهم في الأسماء والأفعل والحركات والأصوات تسعة وعشرون حرفا مرجعهن إلى شانية وعشرين
حرفا وأما الحرف لتاسع والعشرون فحرف بلا صرف - أي بلا تصريف - وهي الألف الساكنة
قلت الشافعية فلو جنى شخص على لسان أحد حتى بطل كلامه ببعض الحروف توزع الدية على
عدد الحروف
! فصل الألف ولباء 4
أبلج كل متضح أبلج وهو في الأصل خلاف الأقرن ثم قالوا للرجل الطلق الوجه ذي الكرم ولمعروف
بلج وإن كان أقرن ثم استعير للواضح على الإطلاق ومنه صباح أبلج وإبثلج الفجر وتبلج إذا أنار
وأضاء والابليجاج الوضوح الأب هو إنسان تولد من نطفته إُسان آخر ولا بد من أن يذكر الابن في
تعريف الأب فالأب من حيث هو الأب لا يمكن تصوره بدون تصور الاين كما يقال ( العمى عدم
البصر عما من شأنه أن يبصر ) فلا بد من ذكر لبصر في تعريف العمى مع أنه خارج عن ماهيته
كما أن الابن خارج عن ماهية الأب وقد يراد بالأب ما يتناول الأم إذ كل من نطفتي الأب والأم
تدخل في لتولد وكذلك قد يراد بالابن ما يتناول البنت عند تعريفه بحيوان تولد من نطفة شخص
وأرباب الشرائع المتقدمة كانوا يطلقون الأب على الله تعالى باعتبار أنه السبب الأول حتى قالوا الأب
هو الرب الأصغر ولله هو لرب الأكبر ثم ظنت الجهلة منهم أن لمراد به معنى الولادة فاعتقدوا
قرينة ولم يرد في القرآن ولا في السنة مفردا وإنما ورد في ضمن الجمع بطريق لتغليب بالقرينة
الواضحة قال الله تعالى حكاية عن بني يعقوب ( نعبد إلهك وإله آبائك إيراهيم وإسماعيل وإسحق 4
وكان إسماعيل عم يعقوب
كتاب الكليات لأبي البفاء الكانوي
والعرب تجعل العم أبا والخالة أما ومنه قوله تعالى ( ورفع أبويه على لعرش 4 يعني أباه وخ
وكان إسحق جده وإراهيم جد أبيه ولمراد من قوله تعالى ( كما أخرج أبويكم من الجنة ) آدم وحواء
إنما سميا أبا للازم آخر من لوازمه وهي التربية والقيام بمصلح المرء وهذا لمجاز مشهور في
الشرائع السالفة على ما روي في الإنجيل أن عيسى - عليه السلام - قل أنطلق إلى أبي وأبيكم
وأراد اليب سبحانه لأنه القائم بمصالح العباد وإتمام أمورهم والابن أصله ( بني 4 بلياء لما قي أن
والابن بما يبنى عليه ( ونادى نوح ابنه ) أي ابن امرأته بلغة طيئ وقد قرئ ابنها ويستعار الابن في
كل شيء صغير فيقول الشيخ للشاب الأجنبي ( يا ابني 4 ويسمي لملك رعيته بالأبناء والأنب
ابني إسرائيل كانوا يسمون أممهم أبناءهم والحكماء ولعلماء يسمون المتعلمين منهم أ
بالابن في بعض الأشياء لمعنى الصاحب كقولهم ( ابن عرس 4 و ( ابن ماء 4 و ( بنت وردان ) و
( بنات نعش ) على الاستعارة ولتشبيه ويل أيضا لكل ما يحصل من جهة شيء أو تربيته أو كثزة
السبيل 4 و ( من أبناء الدنيا 4 ومن هنا سمي عيسى النبي - عليه الصلاة والسلام - ابنا وذلك
لتوجهه في أكثر أحواله شطر الحق واستغراق أغلب أوقاته في جائب القدس قل الإمام العلامة
محمد بن سعيد الشهير بالبوصيري - نور الله مرقده وفي أعلى غرف الجنان أرقده - إن بعض
به فقلب حروفها ونكر معروفها وفرق مألوفها وقدم فيها وأخر وفكر وقدر ثم
وبسر ثم أدبر واستكبر فقال قد أنتظم من البسملة المسيح ابن الله المحرر فقت له فبحث
الأشرار ولتفضلن أصحاب لجنة على أصحاب النار قالت لك
البسملة بلسان حالها إنما الله رب للمسيح راحم النحر لأمم لها المسيح رب ما برح الله راحم المسلمين
سل ابن مريم أحل له الحرام لا لمسيح ابن الله محرر لا مرحم للثام أبناء السحرة رحم حر مسلم
أئاب إلى الله لله نبي مسلم حرم لراح الحلم ربح رأس ماله الإيمان فإن قلت نه رسول صدقتك وقالت
إيل أرسل الرحمة من بلحم وإيل من أسماء الله بلسان كتبهم وترجمة ( بلحم 4 بيت اللحم لذي ولد
كتاب الكليات لأبي البقاء الكنوي
فيه المسيح إلى غير ذلك مما يدل على إطال مذهب لنصارى ثم انظر إلى البسملة قد
عن الإجابة ويصمتك فتعلم به أنه هذه البسملة مستقر لسائر لعلوم والفنون ومستودع لجوهر سرها
المكنون ألا ترى أن البسملة إذا حصلت جملها كان عددها سبعماثة وستة وثمانين فوافق جملها مثل
عيسى كآدم ليس لله من شريك بحساب الألف التي بعد لامي الجلالة ( ولا أشرك بربي أحدا 4(
يهدي الله لنوره من يشاء ) بإسقاط لف الجلالة فقد أجابتك لبسملة بما لم تحط به خبرا وجاءتك بما
وجمعا لكن في العرف اسم الولد حقيقة في ولد الصلب واستعمال الابن والولد في ابن الابن مجاز
صارفة عن إإادة المعنى الحقيقي إذا استعملا في ابن الابن أو في معنى شامل له كما في قوله
تعلى ( يا بني آدم ) فإن عدم كون أحد من ولد آدم من صلبه موجودا عند ورود الخطاب قرينة
صارفة عن المعنى الحقيقي فيكون المراد أبناء الأبناء فقط لا معنى شاملا للابن لصلبي وان الابن
وهذا لا يدل على صحة استعمال لفظ الولد في المعنى لشامل للأولاد لصلبية وأولاد
الأبناء ولحق أن إطلاق الابن على ابن الابن لا يستلزم إطلاق الولد على ابن الابن قطعا فإن حكم
لفظ الابن مغاير لحكم لفظ الولد في أكثر المواضع وتناول لفظ الابن لابن الابن إنما يدل على
وكلاهما ممنوع لأن الأولاد تطلق عرفا على أولاد الأبناء بخلاف الأبناء فإنها تطلق عليها بدليل
دخول الحفدة في المستأمن على أبنائه فبينهما عموم وخصوص وجهي فلا يلزم من تتاول لفظ الابن
له تناول لفظ الولد له أيضا ولا يطلق الابن إلا على الذكر بخلاف الولد والبنون جمع ( ابن ) خلف
تصحيح جمعه تثنيته لعلة تصريفية أدت إلى حذف الهمزة ويقع على الذكور والإناث كأبناء إذا
اجتمعوا وقوله تعالى ( يذبحون أبناءكم ) المراد لذكور خاصة
الأب بالفتح والتشديد ما رعته الأنعام ويقال الأب للبهائم كالفاكهة للناس أو هو فاكهة يابسة تؤود
بكر الصديق رضي الله عنه لما سئثل عن قوله تعالى
ماء لني وأي أرض تلي إن أنا قلت في كناب الله تعالى ما لا أعلم
وأب أيه قصد قصده وإيان الشيء بالكسر والتشديد حينه وأوله بقل ( كل الفاكهة في إيانها ) وإبانئذ
كتاب الكليات لأبي البفاء الكانوي
بمعنى حينئذ والأباب بالضم معظم السيل ولموج الإباء هو امتناع باختيار وأبى لشيء لم يرضه و
أبى عليه امتقع وهو غير الاستكبار وكل إياء امتناع بلا عكس فإن الإياء شدة الامنقاع وإياء
الشكيمة مثل فيه ويقل أبى على فلان وتأبى عليه إذا امتنع والاستنكاف تكبر في تركه أنفة ولي
في الاستكبار ذلك نما يستعمل الاستكبار حيث لا استخفاف بخلاف التكبر فإنه قد يكون
باستخفاف والتكبر هو أن يرى المرء نفسه أكبر من غيره والاستكبار طلب ذلك بالتشبع وهو التزين
الإعراض وهو أن تولي الشيء عرضك أي جانبك ولا تقبل عليه والتولي الاعراض مطلقا ولا يلزمه
الادبار فإن تولي الرسول عن ان أم مكتوم لم يكن بالإدبار والتولي بالإدبار قد يكون على حقيقته
كما في قوله تعالى ( بعد أن تولوا ) وقد يكون كناية عن الانهزام كما في قوله تعالى ( ثم وليتم
مدبرين ) والتولي قد يكون لحاجة تدعو إلى الانصراف مع ثبوت العقد والإعراض الانصراف عن
الشيء بالقب قال بعضهم المعرض والمتولي يشتركان في ترك السلوك إلا أن المعرض أسوأ حالا
لأن المتولي متى ندم سهل عليه الرجوع والمعرض يحتاج إلى طلب جديد وغاية الذم الجمع بينهما
والتولي إذا وصل بإلى يكون بمعنى الإقبال عليه ( ثم تولى إلى لظل 4 وإذا وصل بعن
معنى الاعراض وترك القرب وعليه ( فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين 4 والصد هو
العدول عن الشيء
عن قلى يستعمل لازما بمعنى الانصراف والامتناع ( يصدون عنك 4 ( لذين كفروا وصدوا عن
سبيل الله ) ومتعديا بمعنى الصرف والمنع لذي
يطاوعه الانصراف والامتناع ( ولا يصدنك عن آيات الله ) ( هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد
أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها ) والآية محتملة لها كآية ( فمنهم من آمن به ومئهم من
صد عنه ) الإبداع لغة عبارة عن عدم النظير وفي الاصطلاح هو إخراج ما في الإمكان والعدم إلى
الوجوب والوجود قيل هو أعم من الخلق بدليل ( بديع السموات والأرض ) و ( خلق السموت
والأرض ) ولم يقل بديع الانسان وقيل الإبداع إيجاد الأين عن لليس ولوجود عن كتم العدم
والإيجاد والاختراع إفاضة الصور على المواد القابلة ومنه جعل الموجود الذهني خارجا وققل بعضهم
الإبداع إيجاد شيء غير مسبوق بمادة ولا زمان كالعقول فيقابل التكوين لكونه مسبوقا بالمادة
والإحداث لكونه مسبوقا بالزمان والإبداع يناسب الحكمة والاختراع يناسب القدرة والإنشاء إخراج ما
في الشيء بالقوة إلى لفعل وأكثر ما يقل ذلك في لحيوان قال الله تعالى ( وهو لذي أنشأكم ) ( ثم
أنشأناه خلقا آخر 4 ولفطر يشبه أن يكون معناه الإحداث دفعة كالإبداع في الجوهري الفطر لشق
كتاب الكليات لأبي البفاء الكنوي
يقال فطريّه فانفطر فالفطر الابتداء والاختراع والبرء هو إحداث الشيء على الوجه الموافق للمصلحة
وقال بعضهم الإبداع والاختراع والصنع والخلق والإيجاد والإحداث والفعل والتكوين والجعل ألفاظ
متقاربة المعائي أما الإبداع فهو اختراع الشيء دفعة والاختراع إحداث الشيء لا عن شيء ولصنع
إيجاد الصورة في المادة والخلق تقدير وإيجاد وقد يقال للتقدير من غير يجاد والإيجاد إعطاء الوجود
مطلقا والإحداث إيجاد الشيء بعد العدم والفعل أعم من سائر اخواته والتكوين ما يكون بتغيير
وتدريج غالبا والجعل إذا تعدى إلى المفعولين يكون بمعنى
التصيير وإذا تعدى إلى مفعول واحد يكون بمعنى لخلق والإيجاد ولا فرق على عرف أهل الحكمة
إليه وهو الوجود وإن كان بينهما فرق من حيث إن الأول إيجاد الأين عن مطلق لليس أي أعم من
أن يكون مقيدا بما ذكر أو غير مقيد به واعلم أن الحقائق من حيث معلوميتها وعدميتها وتعين
صورها في العلم الإلهي الذاتي الأزلي يستحيل أن تكون مجعولة لكونه قادحا في صرافة وحدة ذاته
تعالى أزلا غير أن فيه تحصيلا للحاصل فالتأثير إنما يتصور في اتصافها بالوجود وهذا ما عليه
المحققون من أهل الكشف ولنظر والإبداع من محسنات البديع هو أن يشتمل الكلام على عدة
ة كذا في الإتقان الابتداء هو اهتمامك بالاسم وجعلك إياه أولا لثان
من البديع وهي سبع عشرة
كيف بدأ الخلق ) هذا فيما يتعدى بنفسه وبدأت بالشيء وبدأته وابتدأت به وابتدأته بمعنى قدمته على
غيره وجعلته أو الأشياء ومنه ( بدأت البسملة ) وقول الخطباء إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه إلا
أن في الابتداء زيادة كلفة كما في مثل ( حملت 4 و ( احتملت 4 وإذا شرعت في قراءة الكتاب مثلا
الظاهر المعقول أن هذا البدء والابتداء يستعملان فيما له أجزاء أو جزئيات ويكون حدوثه على
التدريج كالقراءة ولكتابة فالبدء إضافي بالإضافة إلى سائر أجزائه أو جزثياته والابتداء أمر عقلي
ومفهوم كلي لا وجود له في لخارج إلا في ضمن الأفراد كسائر الأمور الكلية ولا أفراد
له في لخارج حقيقة كالإنسان مثلا وإنما أفراده حصص الجنس الحاصلة بالإضافة إلى الأزمنة
والأمكنة وهكذا مفهومات المصادر كلها فإنها لكونها أمورا اعتبارية نسبية لا وجود لها إلا في ضمن
كتاب الكليات لأبي البفاء الكانوي
النسب لمعينة والإضافات الخارجية فالابتداء الحقيقي هو الذي لم يتقدمه شيء أصلا والإضافي هو
الذي لم يتقدمه شيء من المقصود بالذات والعرفي هو الابتداء الممتد من زمن الابتداء إلى زمن
الشروع في المقصود حتى يكون كل ما يصدر في ذلك الزمان يعد مبتدأ به قال بعضهم الإضافي
العرفي فإنه يعتبر شيئا واحدا ممتدا إلى المقصود والابتداء بالاسم لشريف أعم من أن يكون
بالذات أو بالواسطة وما ورد في حديثي الابتداء ففي صحته مقال ولهذا لم يكتب في البخاري إلا
البسملة وإن صح فصورة التعارض في صورة ضم الدال في ( الحمد ) على الحكاية وزيادة
على باء البسملة والدفع إما بأن يحمل الابتداء على الشامل للحقيقي كما في البسملة وللإضافي كما
في الحمدلة أو على المتعارف بين الممتثلين للحديث فلتنزيل الجليل مبدؤه عرفا الفاتحة بكمالها كما
يشعر به التسمية بها ولكتب لمدونة مبدؤها الخطبة التي تضمنت البسملة والحمد والصلاة أو تجعل
الباء فيهما للاستعائة ويجوز الاستعانة بأشياء متعددة كيفما اتفقت بلا ترتيب لازم بها أو للملابسة
والشرع يعتبر لمتلبس في الأول مثلبسا من الأول إلى الآخر كالمتلبس بلبسملة في أول الأكل أو
بالنية في أول كل عبادة أو بأن يكون أحدهما بالجنان أو باللسان أو بالكتابة والآخر بالآخر منهما
أو كلاهما بالجنان معا لجواز إحضار الشيئين بالببل إذا كان له حضور وتوجه تام أو المراد منهما
ذكره تعالى سواء وجد في ضمن البسملة أو الحمدلة وقد صح رواية بذكر الله وقد تقرر في الأصول
أن الحكمين إذا تعارضا ولم يعلم سبق حمل على التخيير في القهستائي قد ورد أيضا كل خطبة
ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء وكل كلام لا يبتدأ فيه بلصلاة علي فهو ممحوق منه كل بركة
السكون لم يكن الموقوف عليه إلا ساكنا كل ذلك للمناسبة الابدل هو رفع الشيء ووضع غيره مكانه
والتبديل قد يكون عبارة عن تغيير الشيء مع بقاء عينه يقل ( بدلت الحلقة خاتما ) إذا أدرتهما
وسويتها ومنه ( يبدل الله سيئاتهم حسنات 4 ( ويوم تبدل الأرض غير الأرض ) وقد يكون عبارة عن
إفناء الذات الأولى واحداث ذات أخرى كما تقول ( بدلت لدراهم دنائير 4
ويتعدى إلى مفعول واحد تقول ( بدلت الشيء 4 إذا غيرته ومنه ( فمن بدله
بدلناهم ب 3
بعد ما سمعه 4 والإبدل والتبدل إذا استعملا بالباء نحو ( أبدل الخبيث بالطيب 4 و ( تبدل به ) فلا
كتاب الكليات لأبي البفاء الكانوي
تدخل الباء حينئذ إلا على المتروك والتبديل مثلهما والإبدال يكون من حروف العلة وغيرها ولقلب لا
يكون من حروف العلة والإبدل في البديع إقامة بعض الحروف مقام
البعض وجعل منه ابن فارس ( فافلق 4 أي البحر أي تفرق بدليل ( كل فرق ) الأبد لدهر والدثم
والقديم والأزلي والأبد والأمد متقاربان لكن الأبد عبارة عن مدة الزمان ألتي ليس لها حد محدود ولا
يتقيد فلا يقال ! أبد كذا 4 والأمد مدة لها حد مجهول إذا أطلق وقد ينحصر فيقال ! أمد كذا ) كما
يقل ( زمان كذا ) وأبدا ( منكرا ) يكون للتأكيد في الزمان الآتي
فصار ك ( قط ) و ( البتة ) في تأكيد الزمان الماضي يقال ( ما فعلت كذا قط ولبتة ) و ( لا أفعله
أبدا ) و الأبد المعرف للاستغراق لأن اللام للتعريف وهو إذا لم يكن معهودا يكون للاستغراق قيل
الأبد لا يثنى ولا يجمع والآباد مولد وأبد الآبدين معناه دهر الداهرين وعصر الباقين أي يبقي ما بقي
دهر وداهر وآخر الأبد كناية عن المبالغة في لتأبيد والمعنى الأبد الذي هو آخر الأوقات الإباحة
أبحتك الشيء أحللته وأبحته أظهريّه والمباح منه والإباحة شرعا ضد الحرمة في النهاية ضد الكراهة
وفي المضمرت أن الحل يتضمن الإباحة لأنه فوقها وكل مباح جائز دون العكس لأن الجواز ضد
ضدها وهو الكراهة ولا ينتفي الجواز لجواز اجتماع الجواز مع لكراهة كما في نكاح الأمة لمسلمة
بناء على مفهوم الوصف والشرط اللذين ليسا بحجة عندنا وحكم المباح عدم الثواب ولعقاب فعلا
وتركا بل عدم العقاب والإباحة ترديد الأمر بين شيئين يجوز الجمع بينهما وإذا أتي بواحد منهما كان
امتثالا للأمر كقولك ( جلس لحسن أو ابن سيرين ) فلا يكون إلا بين مباحين في الأصل وهي
تدفع توهم الحرمة كما أن التسوية تدفع توهم الرجحان وأما لتخيير فهو ترديد الأمر بين شيئين ولا
يجوز الجمع بينهما كقولك ( تزوج زينب أو أختها )
فلا يكون إلا بين ممنوعين في الأصل ومن ثمة يجوز بين المعطوف والمعطوف عليه والإباحة
والتخيير قد يضافان إلى صيغة الأمر وقد يضافان إلى كلمة أو والتحقيق أن كلمة أو لأحد الأمرين
أو الأمور وأن جواز الجمع وامتناعه إنما هو بحسب محل الكلام ودلالة القرائن وليس المراد بالإباحة
الإباحة الشرعية لأن لكلام في معنى كلمة أو بحسب اللغة قبل ظهور الشرع بل المراد الإباحة
بحسب العقل أو بحسب العرف في أي وقت كان وعند أي قوم كانوا الإباق من أ
وضرب وطلب ومنع وهو هرب العبد من السيد خاصة ولا يقال للعبد آبق إلا إذا استخفى وذهب من
كتاب الكليات لأبي البفاء الكانوي
غير خوف ولا كد عمل وإلا فهو هارب
يشترط مميرة السفر الإبهام أبهم الأمر اشتبه وأبهم الباب أغلقه وهو في اليد والقدم أكبر الأصابع
والأسماء المبهمة عند النحويين أسماء الإشارات والإبهام البديعي هو أن يأتي المتكلم بكلام مبهم
يحتمل معنيين متضادين لا يتميز أحدهما عن الآخر وسمى السكاكي ومن تبعه هذا النوع بالتورية
كقوله في خياط أعور اسمه عمرو
خاط لي عمرو قباء
ومنه قوله
الإباتة من لبيتوتة يقال ( أبائك الله بخير 4 والإبتات قطع لعمل والحكم والعزم الإبل في القاموس
أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت لغير الآدميين فالتأليث لها لازم ويجيء بمعنى
اسم الجنس كلطير دل على ذلك ( ومن الإبل اثنين 4 والإبالة ككتابة السياسة والأبلة كالقرحة الطلبة
والحاجة والإبلة بالكسر العداوة وبالضم العاهة الإبلاغ الإإيصال وكذا التبليغ إلا أن التبليغ يلاحظ فيه
الكثزة في المبلغ وفي أصل الفعل أيضا على ما يظهر من قوله تعالى ( وما على الرسول إلا لبلاغ
المبين ) ومن قوله تعالى ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك 4 الإبرام الإملال من أبرمه إذا أمله
وأضجره وأبرم الشيء أحكمه الابتهل الاجتهاد في الدعاء وإخلاصه قيل في قوله تعالى ( ثم نبتهل )
أي نخلص في الدعاء الإبار اسم من ( أبر نخله ) إذا لفحه وأصلحه ومنه سكة مأبورة الإبراء هبة
الدين لمن عليه الدين وكما يستعمل في الإسقاط يستعمل في الاستيفاء يقل أبرأه براءة قبض
واستيفاء ولهذا يكتب في الصكوك وأبرأه عن لشن قبض واستيفاء والإبراء عن الأعيان لا يجوز
يصح لمصادقة البراءة الدعوى وكذا لو ادعت ميراث زوجها جاز الإبراء لأن المدفوع إليها لقطع
المنازعة الإبلاء الإفناء الإبادة الاهلاك