خواطر الشعراوى حول آيات القرآن الكريم تأتى فى عشرين مجلداً ، مكتوبة بأسلوب الشيخ السلس الذى يأسر القلوب ، فلقد امتن الله - سبحانه وتعالى - على الإمام الشيخ محمد متولى الشعراوى بفتوحات ربانية ، ألهمته معانى وأفكاراً جديدة لآى الذكر الحكيم ، فكان تفسيره للقرآن جديداً ومعاصراً يفهمه العوام ، ويلبى حاجات الخواص ، وكانت موهبته فى شرح آيات القرآن وبيان معانيه قادرة على نقل أعمق الأفكار بأسلوب سلس جذاب ، يكاد يأخذ بلباب العقول ، ويدخل القلوب بغير استئذان..
ويقول الشيخ الشعراوى حول خواطره: خواطرى حول القرآن الكريم لا تعنى تفسيراً للقرآن .. وإنما هى هبات صفائية ، تخطر على قلب مؤمن فى آية أو بضع آيات ، ولو أن القرآن من الممكن أن يفسر ، لكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولى الناس بتفسيره ، لأنه عليه نزل وبه انفعل وله بلّغ وبه علم وعمل ، وله ظهرت معجزاته ، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اكتفى أن يبين للناس على قدر حاجتهم من العبادة التى تبين لهم أحكام التكليف فى القرآن الكريم وهى افعل ولا تفعل ، أما الأسرار المكتنزة فى القرآن حول الوجود ، فقد اكتفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما علم منها ، لأنها بمقياس العقل فى هذا الوقت لم تكن العقول تستطيع أن تتقبلها ، وكان طرح هذه الموضوعات سيثير جدلاً يفسد قضية الدين ، ويجعل الناس ينصرفون عن فهم منهج الله فى العبادة إلى جدل حول قضايا لن يصلوا فيها إلى شيء.
مع ذكر الله , لذلك قال بعض العارفين : قل هذه الكلمة بقوة وكأنك
فماذا نفعل إنْ جاء لاحدنا وهو يقرأ القرآن ؟ قالوا : يقطع
قراءته , ويقول بصوت أعلى وباسلوب مغاير لقراءته : أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم وقد حاولنا أن رت هذا المعنى لأذهان الناشئّة
لصأ يحاول دخول بيته , فقام من مكانه وقال ( إحم ) ماذا يصنع
التى بعدها , فتنبّه له صاحب البيت ٠ وقال ( إحم ) عندها يفر بلا
عودة فصاحب البيت متنبه غير غافل
كذلك , قَول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم يُفزْع الشيطان ويطرده ؛
من الشيطان الرجيم ؛, عندها سيعلم أنك ( فقسته ) ٠ وأنه لا مدخل له
وقد عرف الشيطان حين جادل ربه من أين يدخل على ابن آدم ١
لا يقعد فى خمارة مثلاً إنما يقعد فى المسجد ؛ فهو يعلم أنك فى
الله , وألاً ينشغل بأى شىء وهو فى حضرة ربه
فالصلاة هى الضراط المستقيم الذى سيقعد لك الشيطان عليه ؛
الشيطان , ف إذا وسوس لك فى الصلاة بحيث لا تدرى , أصليت
وظاهرة السهو فى الصلاة فى الحقيقة ظاهرة صحية فى
هذا ( واشخط شخطة إيمان ) فإنك تحرقه ٠» وإن عاد فَعْدْ واعلم أن
فلا قدرة له عليك ما دمت فى معية الله + وما دمت ذاكر) لله ,
وسيق ان حكينا قصة الإمام أبى حنيفة لما جاءه رجل يستفتيه
ويقول : يا إمام , لقد كنت أخفيتٌ مالاً فى مكان فى الصحراء
وَغلمتنة بحجر + اقجاء النسيق قلانسة حت ختللتٌ مه فتك
الإمام وقال للرجل بما لديه من خبرة وتمرس وملكة فى الفتيا :
يا بنى ليس فى هذا علم , لكنى ساحتال لك , اذهب بعد أن تصلى
العشاء فتوضاً وضوء) جديداً بنية أن يهديك الله إلى ضالتك وصلّ
له زكفتين كم خيرات اماثا اك
وقال له : إن المال فى مكان كذا وكذا , فراح فوجد المال , ثم عاد
إلى الإمام فأخبره فقال : والله لقد علمتٌ أن الشيطان لا يدعك تتم
ليلتك مع ربك
إذن : فثق بكلمة ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) وقُلْها بقوة
إيمان ؛ أيقول الله قَولة يأتى واقع الحياة من المؤمن به ليكذيها ؟
ونيد معرب لولم ل ابي بتر جيَاي كز
طريقة التغلب عليه فلم يفعلوا
ما سيكون منهم أزلاً , لكن لا بُدّ أن يحدث منهم الفعل لتقوم الحجة
عليهم كالمعلم الذى يرى على تلميذه علامات الفشل , فيحذره ٠ فحين
يدخل الامتحان ويرسب فيه يأتى يعاتب أستاذه أنه بشره بالرسوب
فيقول المعلم : وهل أمسكتُ بيدك ومنعتُّك من الإجابة , لقد حكمت
سبحانه فعلّم تام إذن : فعلْم الوقوع ألزم للحجة
صيفة مبالغة من الحفظ : فالله تعالى حفيظ على الكنوز وعلى الارزاق
هو الحفيظ : فلا آحدً يستطيع أن يخ بِهَدْه القخدية
والعجيب أن أصحاب هذه الحضارات التى جابت سمعتّها الآفاق
لم يستطيعوا أن يضعوا لحضاراتهم ما يصونها من الاندثار
فمنذ عهد قريب كنا نعتقد أن السير فى الأرض يعنى على
الأقوات , وسيد الأقوات الهواء , بدليل أنك تصبر على الماء لعدة
أيام وتصبر أكثر منها على الطعام , لكنك لا تصبر على الهواء إلا
بمقدار شهيق أو زفير ٠ لو حّبس عنك لفارقت الحياة
الذى يحلق بالطائرة فى طبقات الجو العليا أيضاً يسير فى الأرض ؛
لان الهواء من الأرض ٠ وهو أصل قوامها نفساً وقوتا
وليتأكد لك أن الهواء سيد الأقوات , إجر هذه التجربة ٠ خذ
إصيصا أو برميلاً مثلً وضَّعْ فيه تربة زراعية بوزن معين ؛
وازرع فيه شجرة مثمرة كالموز مثلاً وبعد فترة زنْ الثمار التى
أخذتها من الشجرة وزن ما نقص من التربة ٠ وسوف تجد أن التربة
نقصت بمقدار خمسة بالماثة , أما نسبة الخمسة والتسعين فمن
الهواء
فكأن الهواء هو المغدّى الأساسى للنبات ؛ لذلك نقول : إنه
الأصل فى القوت على خلاف ما كنا نعتقده من أن التربة هى
الحق سبحانه وتعالى فى هذه الآية © ( أو لم يَسيرُوا فى الأرض
فيََظْرُوا (55) © [فاطر] يريد من الكفار أن ينظروا إلى مواقع الحياة لا
بالسير , بل يقرر واقع) حدث بالفعل ؛ لأنهم كانوا أمة لها تجارة فى
وفى هذه الأسفار رأوا الكثير من آثار من سبقهم فهل رأوا فى
السابقين رسولاً هزم من المكذبين به ؟ لقد هزم الله المكذبين
والكافرين ٠ وكتب النصر للمؤمنين الصادقين ؛ وهؤلاء الذين أخذهم
الله كانوا شد منهم قوةٌ , لكنها قوة البشر مهما بلغت من التقدم ماذا
تفعل أمام قوة الله , فلا تنظر إلى قوة الرسول ٠ لكن انظر إلى قوة
يتناقض مع نفسه , فمن جهة يرمى أهل الكتاب من اليهود والنصارى بالكفر ٠ ومن جهة
أخرى يطالبهم أن يقيموا التوراة والإنجيل ويطالبهم بالرجوع إليهما كما فى هذه الآية إنهم
يتجاهلون أن الذى أنزل القرآن هو الذى أنزل التوراة على موسى والإنجيل على عيسى ٠
والإسلام يعترف بالاديان قبله فهناك تواصل فلماذا يقفون عند حد التوراة والإنجيل
ويتجاهلون أن الله أنزل كتابا يصدق ما بين أيديهم من كتبهم وهو مهيمن عليها حاكم على
اخترعوه هم وأضافوه لادى بهم إلى الإيمان بما أنزل الله عليهم من القرآن فإن كتبهم
ناطقة بتصديقه والأمر باتباعه حتما لا محالة
للقن جد ا ل ع ا
بعض الجولات ليستنفد كل أنواع الحيل , ويستنفد كل قُواهم , إذن :
شريك أو مقابل يساعدكم , فهو إله واحد يساعد المؤمنين به
وينصرهم وأنتم لا ناصر لكم , والحق سبحانه أهلك المكذبين
قبلكم وكانوا أشد منكم قوةٌ , والذى يقدر على الأشدٌ أقدر من باب
أولى على الأضبعف:
والحق سبحانه وتعالى حين يريد أن يؤكد أمر واقعياا من الممكن
أن يأتى به فى صورة الخبر , فيقول : لقد ساروا فى الأرض ؛
ورأوا كذا وكذا لكن عدل عن الخبر هنا إلى الاستفهام يعنى :
والحق سبحانه لا يسأل هذا السؤال إلا وهو واثق أنهم سيقولون
سرنا , وهذا يؤكد الكلام ؛ لانه إقرار من المخاطب نفسه ٠ كما أن
الاستفهام بالنفى أقوى فى تقرر المخاطب من الاستفهام بالإثبات
ومسألة السير فى الأرضن - حظأ واسعا من القرآن كب :
يتأملوا فى الكون ليقفوا على باب ٠ وعلى دلائل القدرة فيه ؛ لذلك
يأمرنا الحق سبحانه مرة بقوله قل سيروا فى الأَرْض فَانظُرُوا
موز ااا
فبينما أهل الجنة مشغولون فى تساؤلهم عن أهل الضلال مَمّنْ كانوا
يععرفوتهم فى الدثيا , إن نتظر احدهم قاطلع على أهل النار ٠ راي
فقال لجلسائه : انظروا هذا فلان فى الثار ٠
أملّ له فى النجاة منها عندها تذكَّر المؤمن نعمة الله التى شملنه
مخاطباً هذا القرين : شتَالله إن كدت لتُرْدِينِ 467 [الصافات] أى : تُهلكنى
)١( سواء الشىء وسواه وسُواه : وسطه [ لسان العرب مادة : سوا ] وقال ابن مسعود
أى فى وسط النار والحسك ( الشوك ) حواليه [ نقله القرطبى فى تفسيره
الموت وفوات هذا النعيم , فيقولون :
فهم إذن يخافون فوات هذا النعيم ٠ فيتساءلون أَفَمَا نحن بِمَيّتينَ
(62 إلا مَوتَسنَا الأول (463 [الصافات] يعنى : ألسنا محَموت مزة وى
إلى الحذاب
لا يتقطع فلا تل + فلا يأتى بعده حساب آخر ولا عذاب لهو الفوز
الإيمان وعاقبة العمل الصالح , ويستحضر لنا ما يحدث فى اليوم الآخر ,
)١( المحضرين : المرغمين على الحضور يُحضرهم الملائكة للعذاب [ القاموس القويم -
لنأخذ من ذلك العبرة والعظة فك عمل يُؤدَى إلى هذه العاقبة سَهُل
طَلعْها كانه ءوس لبط لتَمطين لين 8#
الآيات هنا تراوح بين ذكّر الجنة وما فيها من النعيم ٠ وذكّر النار
وما فيها من العذاب , فتعود مرة أخرى إلى جهنم وعذابها ووَصْف
ما ديه «أذلك © » [الصافات] أى : ما سبق ذكّره من نعيم الجنة
خَيْرُ 7© » [الصافات] أفضل , فهى بمعنى أفعل التفضيل لإنزلاً
فالنُّرل ما يُمَدُّ للضيف الطارىء من مسكن , فيه مُقوّمات الحياة
من ماكل ومشرب وخلافه , لذلك يسمون الفندق ( تُزل ) , والفنادق
هل هى من شجر الدنيا التى تعرفها العرب آم لا ؟ على قولين
شجرة مُرّة تكون بتهامة من أخبث الشجر وقال غيره : بل هو كل نبات قاتل
الثانى : أنها لا تُعرف فى شجر الدنيا فلما نزلت هذه الآية فى شجرة الزقوم قال كقار
قريش : ما تعرف هذه الشجرة فقدم عليهم رجل من إفريقية فسألوه فقال : هو عندئنا