بسم الله الرحمن الرخيم
مقدمة
الجمد لله القائل : « وانزلنا إليك الذكر لتبين للناس
ما نزل إليهم ؛ ولعلهم يتفكرون » )١( ) والصلاة
والسلام على سيدنا ونبينا محمد الذى أوتى القرآن
فقد قال المعصوم صلوات الله وسلامه عليه :3 نضر
مبلغ أوعى من سامع » وفى رواية : « فرب حامل فقه
غير فقيه ؛ ورب حامل فقه الى من هو أفقه منه » (")+
فلا عجب ان شمر العلماء عن ساعد الجد من لدن
الصحابة فى جمع الاحاديث والسنن وحفظها وتبليغها
للناس ؛ وقد انقطع الى هذا العمل الجليل أئمة لا يشق
لهم غبار فى فقه الأحاديث ؛ ونقدها ومعرفة صحيحها
من معلولها ؛ وجيدها من زائفها - معرفة أوفت على
4: سبورة التحل )١(
ويكتبون + ويتخيرون ويتحرون الصسدق والحق )
النبوى الشريف ؛ يجد فيها المسلم والباحث عن الحقيقة
ما يشا من دين ودنيا » وعقيدة وتشريع » واخلاق
وآداب » ومواعظ وزواجر » وقصص وتواريخ ؛ وحكمة
واجتماع » وبلاغة وفصاحة +
وسنتناول فى هذه الرسالة تعريفا باهر كتب
صحيح البخارى ٠
وصحيح مسلم ٠
وسنن النسائى ٠
وسن أبى داود +
وسنن الترمذى +٠
وسنن ابن ماجة ٠
ومن الله أستمد العون والتوفيق فاللهم أعن وسددء»
كتبه ابورضا
محمد محمد أبو شهبة
منزلة السنة ى التشريع
مرجع الشريعة الإسلامية إلى اصلين كريمين:
الأول : القرآن الكريم ٠
وهو كلام الله المنزل على سيدنا محمد المعجز بلفظه»
المتعبد بتلاوته » المنقول بالتواتر » المفيد للقطع واليقين
المكتوب فى المصاحف من أول سورة الفاتحة الى آخر
سوزة الناس وهو هداية الخالق للخلق ؛ وشريعة السمّاء
لاهل الأرض + ختم الله به الكتب السماوية » وناط به
سقعادتى الدنيا والآخرة ٠
وقد أنزله الله سبحانه على نبيه محمد عل فى اثنتين
وعشرين ونصف سنة تقريبا ؛ نزل به آمين الوحى
ظاهرا فى اليقظة لا فى المنام ولاعن طريق الإلهام ثم
والقرآن الكريم كلام الله سبحاته ليس لجبريل ولا
تحريف ولا تبديل ٠
وقد تلقاه من النبى عم العدد الكثير من الصحابة »
حتى وصل إلينا كله ؛ كما أنزل على نبيه محمد وحيا
الثانى : السنة ٠
وهى فى اصطلاح المحدثين : أقوال النبى عع +
وزاد بعض العلماء أقوال الصحابة والتابعين
وافعالهم ويشهد لهؤلاء ما ورد فى الحديث الصحيح :
« عليكم بسنتى ؛ وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من
والتزمذى وقال : حديث حسن صحيح +
ومعنى التقرير أن يقول احد قولا ؛ أو يفعل فعتلا
يبلغه فيسكت عنه فسكوته وعدم إنكاره تقرير له »
يكتسب به صفة الشرعية » إذ حاشاه ب ان يقر امترا
غيرمشروع فيما يرجع الى الاحكام ؛ والحلال والحرام +
والسنة بهذا المعنى مرادفة للحديث عند كثير من
العلماء ٠
منزلة السنة من القرآن
القرآن هو الاصل الأول فى التشريع الاسلامى +
والسنة هى الأصل الثانى » ومنزلة السنة من القرآن
أنها مبينة له وشارحة : تفصل مجمله ؛ وتوضح مشكله»
وتقيد مطلقه ؛ وتخصص عامه ؛ وتبسط ما فيه من
إيجاز ؛ قال الله تعالى : « وأنزلنا اليك الذكر لتبين
للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون » ٠
وقد كان النبى - عم - يبين تارة بالقول وتارة
بالفعل ؛ وتارة بهما معا ؛ وقد ثبت عنه أنه قال :
بعد عامى هذا » رواه مسلم +
امثلة من بيان السنة للقرآن
ولم يرد فى القرآن بيان عدد الصلوات ولا كيفيتما
تجب الزكاة ؟ وأنصبتها » ومقدار ما يخرج فيها ؛ وفيم
وقال تعالى : « والسارق والبارقة فاقطعوا أيديهما
جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم )١( » ولم
يبين ما هى السرقة .؟ وما النصاب الذي يخد فيه
السارق ؟ ومن أاى موضع يكون القطع ؟ فبينت السنة
ولما استشكل بعض الصحابة قولَه تعالى : « الذين
أن المراد بالظلم : الشرك ؛ واستدل بقوله سيحاته فى
آية أخزى : « إن الشرك لظلم عظيم (") » + ِ
كما فس رلهم الحساب اليسير بالعرض فى قوله سبحانه
الاعمال .من غير مناقشة + ٍ
(ا) سورة المائدة :8
)١( سورة الاتعام : م
() سورة لقمان : 1١
(©) سورة الانشقاق :1+
وقد كان الصحابة ومن بعدهم يعلمون هذه الحقيقة؛
روى ابن المبارائهجن عمزانبنٌ حِصَيَع ته قال لرجل :
إنك رجل أحمق اتجد الظهر فى كتاب الله أربعا لا يجهر
فيها بالقراءة ؟ ثم عدد علية” الصلاة والزكاة ونخو
الله أَبَهمٌ هذا ؛ إن السنة تفسر الكتاب وتبينه *
استقلال السنة بالتشريع
وقد تستقل السنة بالتشريع فى بعض الأحيان» وذلك
كتحريم الجمع بين المرأة وعمتها وخالتها وتحريم
سائر القرابات من الرضاعة - عدا ما نص عليه فى
القرآن إلحاقا لهن بالمحرمات من النسب ؛ وتحريم
كل ذى ناب من السباع ومخلب من الطير +
وتحليل ميتة البحر من السمك ؛ الى غير ذلك من
الاحكام التى زادتها السنة عن الكتاب )١( +
9-7 اص ١ تفسبر القرطبى بج )١(
وقد اتفق العلماء الثقات على حجية السئة سواء
منها ما كان على سبيل البيان أو على سبيل الاستقلال
واستقلالها بتشريع الاحكام ضرورة دينية ؛ ولا يخالف
فى هذا إلا من لا حظ له فى الإسلام )١( +
وصدق الشوكانى فإنه لم يخالف فى هذا إلا شرذمة
من الخوارج والروافض لا يقام لهم وزن فى معيار
البحث العلمى السليم +
,وقد استفاض القرآن والسنة الصحيحة بحجية كل
ما ثبت عن الرسول فمن ذلك :
وقوله جل شأنه : « من يطع الرسول فقد أطاع
الله ()» +
79١ ارشاد الفحول ص )١(
(؟) سورة الحشر : ا
() سوزة النساء :86