ترجمة المؤلف
هو أحمد بن على بن ثابت بن أحمد بن مهدى ويكنى أبا بكر وأشتهر بالخطيب
البغدادي . أصله من العرب ولم يكن والده من المبرزين في فن من فنون العلم إلا
أن الخطيب في تاريخ بغداد يحدثنا عن والده فيصفه بالحفظ للقرآن الكريم
قال : 354/1١٠ تاريخ بغداد» .
( وكان أحد حفاظ القرآن » قرأ على أنى حفص الكناني وتولى الإمامة
« الخطيب » لحق والده بسبب توليه الخطابه مدة طويله ثم انتقل إليه ) +
ولد أبو بكر الخطيب يوم الخميس لست بقين من جمادي الآخره سنة اثنتين
وتسعين وثلاثمائه وقد نشاً في كنف والده فيث فيه روح العلم والتلقى وحبب إليه
القران » والعلم ؛ وحضور مجالس العلماء . وحثه والده على سماع الحديث وهو
ابن إحدى عشر سنة : فجلس في حلقة ابن رزقويه ثم انقطع عنه مدة ثلاث
سنوات ولعل السبب في ذلك أنه أراد أن بيدا بالفقه فجلس إلى أبى حامد
درسه سبعمائة متفقه ولم يقتصر على شيخ واحد حتى صار من كبار فقهاء
الشافعيه فقد قال عنه السبكى 70/4 دوكان من كبار الفقهاء تفقه على أأى
الحسن بن المحاملى ؛ والقاضي أنى الطيب الطبري » وعلق عنه الخلاف » وأنى نصر
وقال الذهيى في التذكره © //11797 «وكان من كبار الشافعيه » تفقه بأ
ثم مال بعد الفقه إلى الحديث حتى غلب عليه كا يقول ابن خلكان « كان فقيها
فغلب عليه الحديث والتاريخ» . لقد أخذ الخطيب من كل علم بنصيب جيد فقد
قرأ القرآن وتعلم وجوه القرات في صغره كم درس الفقه وأصوله حتى صار
فقيها . من كبار فقهاء الشاقعيه ودرس علوم الآلات وحل فيه وصنف ومع
وهذب ورتب ونقد » واشتغل بالتاريخ وخصوصا تاريخ الرحال
وقد كان على جانب عظيم من الأخلاق الكريمة والمثاقب النبيلة ؛ وأنه كان
من العلم ولا متكبراً بل كان متواضعاً حتى أنه كان لاتروق له الأسماء والألقاب
الكبيرة . كالحافظ والمحدث
الخطيب عند لقان إياه : أنت الحافظ أبو بكر ؟ فقال انتبى الحفظ إلى
الدارقطني » أنا أحمد بن على بن ثابت الخطيب؛ . « الطحان 4 » والتذكره +
وقد أضفى الله عليه حله من الميبه والوقار فقد قال ابن السمعانى ( معجم
ونقيله ويجمعه » حسن النقل والخط كثبر الشكل والضبط » قارثا للحديث ؛
فصيحا وكان في درجة الكمال والرتبه العليا تُلْقاً وخَلَقاً وهيئه ومنظر .
توفى رحمه الله بعد أن أشتد مرضه ضحى يوم الاثنين سابع ذى الحجه من سنة
بالتحقيق والتصنيف . وفقد المسلمون علماً من أعلام النحدا
للرئيس أنى الخطاب بن الجراح يقول فيها :
فاق الحخطيب الورى صدقا ومعرفه
وأعجز النساس في تصنيفه الككيبا
بوضعه ؛ ونقى التدليس والكذبا
جلا محاسن بفداد فأوردعهسا
وقال في السساس بالقسطاس منزويا
عن الهدى وزال الشك والرا
جون ركام يسح السواكب البريا
المقدمة وتشتمل على
© النصيحة في اللغة والإصطلاح ٠
أحاديث النصيحة دراية ورواية ومعنى وتحريجا
النصيحة أحد أرباع الدين -
النصيحة لكتاب الله تبارك وتعالى .
النصيحة لرسول الله تكله ٠
النصيحة لأئمة المسلمين .
© نصيحة أولى الأمر محفوفه بالمخاطر
© النصيحة لعامة المسلمين .
0 نماذج من نصائح أولى الفضل .
النصيحة في اللغة والإصطلاح :
النصيحة مشتقه من النصح ؛ يقال نصح الشىء إذا خلص ؛ ونصحت العسل
إذا صفيته » ونصح له القول إذا أخلص له .
أو مشتقه من النصح بمعنى الخياطه بالمنصحة ( الأبره ) والمعنى أنه يلم شعك
أيه بالنصح م تلم المنصحه . ومنه التوبة النصوح كأن الذنب يمزق الدين
والتوبة تخيطه . من كلام الحافظ اين حجر عن المازرى وغيره بتصرف « انظر
فتح الباري 174/١ 2 ح »2
وعليه فالنصيحة هى إرشاد الناس لما فيه الصلاح وعلى صدقها ونفاذها يتوقف
نجاح الأنم والشعوب في كل العصور إذ فيا حيازة الحظ للمنصوح له وهى من
وجيز الكلام . قال الخطانى : «ليس في الكلام كلمة مفردة تستوفى بها عبارة عن
معنى هذه الكلمة .
الدين النصيحة :
قال الامام البخاري رحمه الله : «باب قول النبى عل الدين النصيحة لله
ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم وقوله تعال : (إذا نصحوا لله
ورسوله# . قال الحافظ ابن حجر أورده البخاري ترجمة باب ولم يخرجه مسندا
قال مقيده : الحديث رواه مسلم في صحيحه رقم (45) ولا يضر تعليق
البخاري له فقد أورده بصيغة الجزم وهذا محكوم بصحته حتى في البخاري .
وقوله عليه الصلاة والسلام : «الدين النصيحة» يقول الحافظ يحتمل أنه على
ظاهرة لأن كل عمل لم يرد به صاحبه الأخلاص فليس من الدين .
حديث ( الدين النصيحة ) أحد أرباع الد.
قال الحافظ ابن حجر : « وهذا الحديث من الأحاديث التى قيل فيها أنها أحد
أرباع الدين ومن عده فيها الامام محمد بن اسلم الطوس؟ .
وقال النووي : بل هو وحده محصل لغرض الدين كله لإنه منحصر في الأمور
التى ذكرها فالنصيحة لله وصفة بما هو له أهل والخضوع له ظاهراً وباطناً والرغبة
في محاجة بفعل طاعته والرهبة من مساخطه بترك معصيته والجهاد في رد العاصين
لله . وذكر العلامه الشيخ محمد السفار بن الحنبلى في كتابه غذاء الألياب لشرح
منظومه الاداب عن ابن داود صاحب السنن أن حديث النصيحة أحد الأحاديث
التى يدور عليها الفقه .
النصيحة لله تبارك وتعالى :
توحيده ووصفه بصفة الكمال دون تعطيل ولا تمثيل واجتناب معاصيه في السر
والبغض فيه وجهاد من كفر به وبغض شرع الكفار والدعاء إلى ذلك والحث
النصيحة لكتاب الله تبارك وتعالى :
الإممان بما فيه وأنه كلام الله ليس بمخلوق وتعظيمه في النفوس وتلاوته أثناء
الليل وأطراف النبار وتعليمه وتعلمه وكتابته وطبعه والعمل على نشره وتفهم
علومة وأمثاله .
الصيحة لرسول الله ل :
تعظيمه حيا وميتا والإيمان بما جاء به وتوقيره وتبجيله واتمسك بطاعته وإحياء
سنته ونشر علومها بالتأليف والترتيب والتعلم » والاقتداء به في الأقوال والأفعال
والتخلق بأخلاقه والتأدب بأدابه ومحبة آل بيته الأطهار وصاحبته الأبرار ومعاداة
النصيحة لأئمة المسلمين :
الهفوة » وجمع الكلمة علييم ورد القلوب النافرة إليهم . ومحبتهم من غير ملق
ونفاق ومن أعظم نصيحتهم دفعهم عن الظلم بالتى هى أحسن .
نصيحة أولى الأمر محفوفة بالمخاطر :
مخاطر من جهة عرضها إذ المخاشنة اللفظيه والمعانده تكن مع الدون فينبغي أن
تعرض بصورة تحقق الهدف السامي والغاية النبيلة ولا يم ذلك إلا إذا كان
الاخلاص رائدها ووجهها لا التلون ؛ والصدق حركتها لا الكذب والمحبه الصادقه
قليها ولسانها لا ضيق الصدر والبغض ونظره التشاؤم وفقدان الأمل ولأن إرشاد
القائد والحلفلان ناف عن إرشاد غيره ولأن إرشاده يعني إرشاد الرعية أجمع
وك من إناس أرادوا نصح الحاكم فأخطوا طريق القوم وسلكوا سيلا معوجه إما
ينصح فاتر مخادع كذاب لا إراده خير فيه فينتبي بإنتهاء مجلسه ولا يجاوز الحتاجر
ولا يغير ولا يؤثر . وصدق القائل :
وغيز تقى يأمر الناس بالق يي يداوي والطيب عليل
وأما بمخاشنة وتنفير تقبيح يجر على الناس الويلات تلوا الويلات من إسالة
دماء وإضاعة عروض ناهيك عن الأموال والممتلكات وفقدان للأمن وهذا أشد
وأشر من الأول
قال ابن رجب قال أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي في كتابة تعظيم أمر
الصلاة : «أما النصيحة لأكمة المسلمين : فحب صلاحهم ورشدهم وعدهم +
وحب إجتاع الأئمة عليهم » والتدين بطاعتهم في طاعة الله عز وجل والبغض لمن
رأى الخروج علييم وحب اعزازهم في طاعة الله عز وجل » ( جامع العلوم والحكم
وقال أبو عنمرو بن الصلاح : « والنصحية لأئمة المسلمين فمعاوتتهم على الحق
ولم ييلغهم من حقوق المسلمين وترك الخروج علييم وتأليف قلوب في طاعتهم؟ +
وقال الخطانى : ومن النصيحة لحم الصلاة خلفهم والجهاد معهم وأداء
الصدقات إليهم وترك الخروج بالسيف علييم إذا ظهر منهم حيف أو سوء عشره +
بأئمة المسلمين الخلفاء وغيرهم ممن يقوم بأمر المسلمين من أصحاب الولايات
وهذا هو المشهور وحكاه الخطاني . ثم قال وقد يتأول ذلك على الأئمة الذين هم
علماء الدين وأن من نصيحتهم قبول مارووه وتقليدهم في الأحكام وإحسان الظن
بهم . ( شرح النووي ١ ألا" /74 ١)
النصيحة لعامة المسلمين :
تبذل لعامة المسلمين دون تمبيز بين الفقير والغنى أو الأسود والأبيض أو العرى
والعجمى ولله الحمد مازالت نصيحة عامة المسلمين مبذولة للجميع في المساجد
والاعلام والجمعيات الخيرية وأماكن الفضل والارشاد والدعوة +
وتكون بالشفقة على المسلمين وبالسعى فيما يعود نفعه علييم وكف وجوه
بعينى رأسى إبان سنوات الجفاف التى وقعت على أفريقيا أهل الاسلام من شيوخ
وشبان عاق الابارا في تتحقيى نفع الحليخ بتلك الناحية لايفرقون بين عرف
وعجمى سواء كانوا من أغنياء وأثرياء أهل الرقعه أم ممن 'جاءوا من خارج بلادهم
والسعودية ممن رباهم الاباء والعلماء على الاصلاح وحب الخير ونسأل الله تعالى
وتكون النصيحة لعامة المسلمين بتخوطم بالموعظة الحسنة ونحبيب شرائع
الاسلام لنفوسهم من غير تنفير ولا تقبيح وتنشيط همهم للعبادة . روى عن
الحسن البصري رحمه الله أنه قال : قال بعض أصحاب النبى عه : «والذى
إل عباده وبحببون عباد الله إلى الله ويسعون في الأرض بالنصيحه» .
( انظر جامع العلوم والحكم /لالا )
ويقبل نصحا من شفيق على الورى
حريص على زجر الأنام عن الردى
وتتوجب بإرشادهم على مصالحهم وتعليمهم أمور دينيم ودتياهم وستر
عوراتهم وسد خلاتهم ومجانبة الغش والحسد لهم .
قال الحافظ ابن رجب الحتبلى رحمه الله تعالى : «ومن أنواع نصحهم تعلم
جاهلهم ورد من زاغ منهم عن الحق في قول أو عمل والرفق بهم في الأمر
بالمعروف والنبى عن المنكر محبة لإزالة فسادهم ولو بحصول ضرر له في دنياه كا
قال بعض السلف + .
وودت أن هذا الخلف أطاعوا الله وأن لحمى قرض بالمقارض . وكان عمر بن
عبد العزيز رضى الله عنه يقول : «باليتنى عملت فيكم بكتاب الله وعملم
به فكلما عملت فيكم بسنة وقع منى عضو حتى يكون آخر شىء منها خروج
( انظر جامع العلوم والحكم ص 78 )
( والسفارين في غذاء الألباب ص 74 )
بعض الأحاديث الوارده في النصيحة :