وقد جعلنا هذا العمل -كله- في مجلدٍ واحد لتسهيل الإفادة منه -سقراً وحَضَراً-» واجتهدنا في
تنسيقه؛ حتى يكون ذا شكل أنيق» يَركلُ بجمال المظهر» ويزهو بصبحة المخبر.
فيه مدارج الصواب.
وكتب
علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد
صفر / )اه وفق 8/0/4
<م8 ترجمة ابن الأخيرا" ودب
هو الْقاضي الرَّييسُ العلآمة البارع الأوحد البلِِمْ مجد الذين أبو السعادات المبارك بن محمد بن
محمد بن عبدالكريم بن عبد الواحد الثشيباني الْجْرَرِي ثم الموصلي؛ الكاتب ابن الأثير؛ صاحب «جامع
الأصول»؛ و «غريب الحديث»»؛ وغير ذلك.
مولده بجزيرة ابن عُمر في أحد الربيعين سنة أربع وأربعين وخمس مئة؛ ونشا بهاء ثم تحول إلى
المصل؛ وسمع من يحيى بن سعدون القرطبي؛ وخطيب الموصِل؛ وطائفة.
ابن محموية.
ثم اتصل بالأمير مُجاهد الدين قَيْمَارُ الخادم» إلى أن توي مخدومه؛ فكتب الإنشاء لصاحب
الموصل عز الدين مسعود الأتابكي» ووَلي ديوان الإنشاء؛ وعظم قدره.
ثم غَرّضَ له فالج في أطرافه؛ وعجر عن الكتابة؛ ولزمٌ دار وأنشا رباطاً في قرية وقف عليه
أملاكه؛ وله نظم يُسِير
سعيد ابن الدّمان؛ وأبي الخحَرّم مكي الضرير
(1) من كتاب دسير أعلام النبلاء (11/ 441-444
بهي ذا ب وإحسان.
وأخوه عز الدين علي صاحب «التاريخ»؛ وأخوهما الصاحب ضياء الدين مصنف كتاب «الثل
وقال ابن خلْكان: لمجد الدين كتاب «الإنصاف في الجمع بين الكَشْفِ والكضّاف»؛ تفسيري الأعلبي
والرمُخْشْرِي» وله كتاب «المصنُطقّى المختار في الأدعية والأذكار»؛ وكتاب لطيف في صناعة الكتابة؛
وكتاب «البديع في شرح مُقدمة ابن الدّمان»؛ وله «ديوان رسائل».
قلت: روى عنه ولده؛ والشهاب القُوصي؛ والإمام تاج الدين عبد اللحسن بن محمد بن محمد بن
الحامض شيخ الباجَرَبَقِي وطائفة.
وآخر من روى عنه بالإجازة الشيخ فخر الدين ابن البخاري.
قال ابن الشعار: كان كاتب الإنشاء لدولة صاحب الموصل نور الدين أرسلان شاه بن مسعود بن
«المختار في مناقب الأخيار»؛ و «شرح غريب الطوال؟.
قال: و كان من أشد الناس بُخلاً.
عاش ثلاثاً وستين سنة؛ توفي في سنة ست وست مئة بالموصل
حكى أخوه العزّء قال: جاء مغربي عالج أخي بدن صنعه؛ فبانت ثمرته؛ وتمكن من مذ رجليه؛
(1) هو الإمام الذهبيا
عطائه ورافده؛ وأعترف بلطفه في مصآدر التوفيق وموارده.
مستقل بإحكام قواعد التوحيدٍ ومَعَاقدِِ
وأَصَلّي على رسوله جامع توافر الإبيمان وشتوارده» وراقع أعلام الإسلام ومطارده" "+ وشارع نَهْجٍ
فلا خلاف بين أولي الألباب والعقول» ولا ارتياب عند ذَوِيي المعارف والمحصول. أنّ علم الحديث
والآثار من أشرف العلوم الإسلامية قا رآ واحنها ذكراً؛ وأكملها نقعاً» وأعظمها اجراً.
وأنه أَحَدُ أقطاب الإسلام التي يُدُورُ عليهاء ومَعاقدِه التي أضيف إليهاء وأنه فَرْضٌ من فروض
مُتَحَلُ بقلائد الإخلاص وفرائيه»
افاضم لو ذم قت ف دهي لآنّ التركيب فَرْعٌ
والألفاظ المفردة تتقسم قسمين ؛ الخفعنا خاصن والآخر عام:
)١( الطارد: جمع مطرد -على وزن منبر-: الرمح الفصير.
مقدمة ييف[ 1 النهاية في غريب الحديث والاثر]]
تي بهاء وحافظ عليها واستخْرّجّها من مظائها -وقليلٌ مآ هُمٌ- فكان الاهتمام بمعرفة هذا النوع
التعريف يذكره؛ إذ الحاجة إليه ضرورية في البيانء لازمة في الإيضاح والعرفان.
ببناء
قد عرفت -آيّدك الله وإيّانا بطفه وتوفيقه- : أن رسول الله َي كان أنضح المرب لساناء
ُطقآء واسَدهم لفظاًء وأبينهم لَهجَة؛ واقوتهم حجة؛ وأعرفَهُم بمواقع
لقد قال له على بن أبي طالب -كرم الله وجهه- وسَِمَهُ يخاطبً وقد
والفرس والحبش والنبّط» وغيرهم من أنواع الأمم الذين فتح الله على المسلمين بلادعهم» وآقَاءً عليهم
ما عداه لعدم الحاجة إليه؛ وأهمّلوه لقلّة الرغبة في الباعث عليه؛ فصار بعد كونه من أهمٌ المعارف مُطرّحاً
)١( وهو حديث موضوع؛ كما في «الفوائد المجموعة» (1070)؛ و«السلسلة الضعيفة؟ (07): و(د318).
() وهو لا يصح! انظر «المقاصد الحسنة» (185).
الْسُتَقَلٌ به والمحافظ عليه إل الأحاد.
وحفظاً لهذا المهم العزيز من الاختلال.
من الفاظ غريب الحديث والأثر كتاباً صغيراً ذا أوراق معدودات» ولم تكن فَلنّهُ لجهله بغيره من غريب
الحديث» وإنما كان لأمرين:
ثم جَمَع أبو الحسن التُْر بن ميل المازني -بعده- كتابا في غريب الحديث كبر من كتاب أبي
أوراق قوات عدد؛ ولم يكَدْ احدعم ينفردُ عن غيره بكبير حديث لم يذكره الآخرء
واستَمرتِ الحال إلى زمن أبي عُبيد القاسم بن سلآم وذلك بعد الماثتين» فجمع كتابه المشهورٌ في
صدق -رحمة الله-؟ فإنه احتاج إلى تَتبُم أحاديث رسول الله كه -على كَثرتها- وآثار الصحابة
والتابعين -على تَفَرقها وتعدوها-» حتى جمع منها ما احتاج إلى بيانه بطرق أسانيدها وحفظ زُواتها.
نما
أنه قد أتى على معظم غريب الحديث واكثر الآثار؛ وما علم أن الشنوط بَطين''» والمنهل مَعين» وبقي
على ذلك كتابُه في أيدي الناس يرجعون إليه؛ ويعتمدون في غريب الحديث عليه؛ إلى عصر أبي محمد
عبد الله بن مسلم بن فيه وَرِي -رحمه الله-» فصنف كتابه المشهور في «غريب الحديث والآثار؟؛
حاجةً من زيادة شرح وبيان؛ أو استدراك أو اعتراض» فجاء كتابه مثل كتاب أبي عييد أو أكبر منه؛
وقال في مقدمة كتابه: «وقد كنت زماناً أرى أن كتاب أبي عبيد قد جمع تفسير غريب الحديث؛ وأن
الناظر فيه سُتَفْن به؛ ثم لك بالنظر والتفتيش والمذاكرة فوجدت ما ترك نَحُواً مما ذكرء فتبّْتُ ما
وقد كان في زمانه الإمام إبراهيم بن إسحاق الحري" -رحمه الله-» وجمع كتابه المشهور في
مُتْقنا؛ عارفاً بالفقه والحديث واللغة والأدب -رحمة الله عليه-.
بالمبرّد؛ وأبو بكر محمد بن القاسم الأنباري» وأحمد بن الحسن الكْدي؛ وأبو عمر محمد بن عبد الواحد
الزاهد صاحب ثعلب» وغير هؤلاء من أثمة اللغة والنحو والفقه والحديث. . .
واستمرت الحال إلى عهد الإمام أبي سُليمان حمد بن محمد بن أحمد الخطابي التي -رحمه
الله-» وكان بعد الثلماثة والستين وقبلهاء فألف كتابه المشهور في «غريب الحديث»؛ سلك فيه نهج أبي
جمعها وتفسيرهاء مُتَرْسلاً بحسن هدايتهما وفضل إرشادهماء
لأحد في غريب الحديث مَقَال84.
)١( بطين: أي: بعيد
ذكرناها- أن يكون شيء منها على منهاج كتاب أبي عبيد في بيان اللفظا؛ وصحة المعنى» و-
وكثرة الفقه؛ ولا أن يكون من جنس كتاب ابن في إشباع التفسير وإيراد احج وذكر النظاثر
التي لا يكاد يُشْكل منها شيء» ثم يتكلف تفسيرها ويُطنب فيهاء وفي الكتابين غنى ومَنْدُوحَةٌ عن كل
ولم أزل أتتبع مظانها والتقط آحادهاء حتى اجتمع منها ما أحب ١١ يُوفق له؛ وانّسق الكتاب فصار
كنحو من كتاب أبي عبيد أو كتاب صاحبه» .
قال: «وَبلَغنِي أن أبا عبيد مكث في تصنيف كتابه أربعين سنة؛ يسأل العلماء عما أودعه
قلت: لقد أحسن الخطابي -رحمة الله عليه- وأنصف» عرف الحق فقاله» وتحرَّى الصدق فنطق
به؛ فكانت هذه الكتب الثلاثة في غريب الحديث والأثر أمَّهاتِ الكتب؛ وهى الداثرة في يدي الناس
يرجع الإنسان عند طلب الحديث إليه؛ إلا كتاب الحربيء وهو على
ما فيه من كون الحديث المطلوب لا يُعرف في أي واحد من هذه الكتب هوء فيحتاج طالب غريب حديث
إلى اعتبار جميع الكتب أو أكثرها حتى يجد غرضه من بعضهاء فلم كان زم أبي عبيد أحمد بن محمد
كتابه المشهور الساثر في «الجمع بين غريبي القرآن العزيز والحديث»؛ ورتّبه مُقَقَى على حروف المعجم على
وضع لم يب في غريب القرآن والحديث إليه؛ فاستخْرّجَ الكلمات اللُعويةً الغربية من أماكنهاء وأثبتها
في حروفها وذكر معانيها؛ إذ كان الغرض والمقصدُ من هذا التصنيف معرفة الكلمة الغريبة؛ لغة؛
ثم إنه جمع فيه من غريب الحديث ما في كتاب أبي عُبيد؛ وابن قتيية؛ وغيرهما ممن تَقَدَمُ عضر
التسهيل والتيسير في البلاد والأمصار» وصار هو العمدةً في غريب الحديث والآثار.
غريب الحديث والآثار؛ ويجمعون فيه مجاا
د الإمام أبي
زمي -رحمه الله-» فصنف كتابه المشهور في غريب الحديث»؛
القاسم محمود بن عمر الزمخشري ١
»؛ ولقد صادف هذا الاسم مس وكشف من غريب الحديث كل مُعَمَّى؛ ورتبه على
بين إيراد الحديث مَسْروداً جميعه؛ أو أكثره؛ أو
ال فيجيء شرح كل كلمة غر؛
واحد من حروف المعجم؛ فترد الكلمة في غير حرفهاء وإذا ٍ
كتابُ الهروي اقرب مُتناولاً. وأسهل ماخذاً»؛ وإن كانت كلماته متفرقةً في حروفهاء وكان النفع به أتم»
فلما كان من الحافظ أبي موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني الأصفهاني» وكان إماماً
وقفت عليهاء؛ لأن كلام العرب لا ينحصر».
وكان في زماننا -أيضاً- معاصر أبي موسى الإمامُ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي