١ صلاج الأمة في عَلْوْ الهمة - المجلد الأول
ولما كان كمال الإرادة بحسب كمال مرادها » وشرف العلم تابعًا
لشرف معلومه ؛ كانت نهاية سعادة العبد - الذي لا سعادة له بدونها 6
له إلى هذا المطلب الأسنى والحظ الأوفى ؛ إلا بالعلم الموروث عن عبده
وجعله واسطةً بينه وبين ل الأنام » وداعيًا لهم بإذته إلى دار السلام © وأبى
والقلوبٌ بأسرها إلا ورب أتباعه المنقادة إليه عن الله محبوسة مصدودة
فذاك لقيطٌ ما له نسبة الولا ولا يتعدى طورّ أبناء جنسهٍ
واعيَّا ؛ أن يجعل على هذين الأصلين مدار أقواله وأعماله » وأن يُصِيُرّهما
الجهل ٠ وأذى عبادك ذراعه » فهو لجهله يرى الإحسان إساءة ؛ والسئة
يدعة م و الويف نُكرًا : يُجالس أهل الغي والجهالة و يزاحمهم بركبتيه ؛ ) قد
ارتوى من ماءٍ آجنٍ » وتضلّع واستشرف إلى مراتب ورثة الأنبياء وتطلّع ؛
47 - 41/١ مفتاح دار السعادة ج )١٠(
صلاح الأمة في عَلْوْ الهمة - المجلد الأول سس و
يركض في ميدان جهله مع الجاهلين » وييرز عليهم في الجهالة » فيظن
أنه من السابقين » وهو عند الله ورسوله والمؤمنين عن تلك الوراثة النبوية
بمعزل » وإذا أنزل الورثة منازلهم منها » فمنزلته منها أقصى وأبعدٌُ منزل
نزلوا بمكة في قبائل هاشم | ونزتٌ بالبيداء أبعدّ منزل؛!"
وإذا كانت العين لا تكاد إلا على هؤلاء تُفتح » والميزان بهم يخ
ويُسافر في طريق مقصده بينهم سفره إلى الأحياء بين الأموات ؛ وما أحسن
ما قال القائل :
وفي الجهل قبل الموت موتٌ لأهلهٍ وأجسامُهم قبل القبور قبور
م48 - 477 / ١ مفتاح دار السعادة )١(
صلاح الأمة في عَلْوْ الهمة - المجلد الأول 7/1١
لزموا المساجد » وعمّروا المشاهدت لابسين ثوب الخضوع » مُسالمين
من الأجام ؛ يُناضلون عن معالم الإسلام ؛"
الإمام السيِّد ؛ المُحدّث » مُسد خراسان » أبو الحسن » محمد بن
الحسين بن داود الحسني النيسابوري 6 رئيس السادة » وهو شيخ الحام
قال عنه الحاكم : « هو ذو الهمَّة العالية » والعبادة الظاهرة » وكان
يُسأل أن يُحدّث فلا يُحدّث ؛ ثم في الآخر عقدت له مجلس الإملاء ؛
ثلاث سنين !"
٠7 - الحا النيسابوري :
الإمام الحافظ شيخ المُحدَّثين » أبو عبد الله بن البيّع الضب
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ( ١7 / 1673 ) : « طلب هذا
وهو ابن ثلاث عشرة سنة ولحق بالأسانيد العالية بخراسان والعراق وما
وراء النهر » وسمع من نحو ألفي شيخ » ينقصون أو يزيدون » فإنه سمع
بنيسابور وحدها من ألف نفس » وارتحل إل العراق وهو ابن شين معةا
صنّف وخرّج ؛ وجرح وعدل ؛ وصحّح وعلل ؛ وكان من بحور العلم على
) 77١ - المحدّث الفاصل بين الراوي والواعي للرامهرمزي ( ص 70؟ »١(
1 سير أعلام ل )7(
م صلاح الأمة في عَلْوْ الهمة - المجلد الأول
قال عنه عبد الغفار بن إسماعيل : الحاكم أبو عبد الله هو إمام أهل
أبي سهل ؛ واختصٌ بصحبة الإمام أبي بكر الصبغي ؛ وكان الإمام يراجعه
في السؤال والجرح والتعديل » وأوصى إليه في أمور مدرسيته دار لتقام
من ألف جزء من تخريج «الصحيحين» والعلل والتراجم والأبواب والشيوخ؛
م المجموعات مث «١معرفة علوم الحديث»؛ و «المستدرك»؛ و «تاريخ
النيسابوريين»؛ وكتاب «مزكّي الأخبار»؛ و «المدخل إلى علم الحديث»؛
يذكرون أيامه؛ ويحكون أن مُقدَمي عصره مثل أبي سهل الصعلوكي والإمام
ابن فورك وسائر الائمة يقدمونه على أنفسهم ؛ ويُراعون حقّ فضّله 6
ويعرفون له الحرمة الأكيدة؛ ثم أطنب عبد الفا في نحو ذلك من تعظيمه؛
كلامه في تصائيفه » وتصرّفه في أماليه » ونظرهٌ في طرق الحديث ؛ أذعن
قال الحاكم رحمه الله : شرت ماء زمزم ؛ وسألتٌ الله أن يرزقني
حْْنَ التصنيف "
له » ولقبوه : بديع الزمان » فأعجب بنفسه إذ كان يحفظ المائة بيت إذا
1723 - ١17 / ١١7 سير أعلام النبلاء )١(
صلاج الأمة في عَلْوْ الهمة - المجلد الأول ب أ|#لام
أنشدت مره » ويُنشدها من آخرها إلى أولها مقلوبة ؛ فأنكر على الناس
قولهم : فلان الحافظ في الحديث؛ ثم قال : وحفظ الحديث مما يُذكر ؟!
فسمع به الحاكم ابن البيّع » فوجّه إليه بجزء » وأجُل له جمعة في حفظه ؛
فد إليه الجزء بعد الجمعة » وقال : مَّنْ يحفظ هذا ؟ محمد بن فلان
وجعفر بن فلان » عن فلان ؟ أسامي مختلفة » وألفاظ مُتباينة ؟ فقال له
4 - ابن الباقلاني :
الإمام القاضي أبو بكر محمد بن الطيّب الباقلاني
صنّف في الردٌّ على الرافضة والمعتزلة والخوارج والجهمية والكرامية
قال عنه القاضي عياض في « طبقات المالكية » : ١ هو المُلقّب بسيف
السنة ولسان اأمَّهَ » المُتكلّم على لسان_أهل الحديث وطريق أبي الحسن »
قال أبو بكر الخطيب : « كان وِرَدُهُ في كل ليلة عشرين ترويحة في
عل بن بحتداد لجز يقرل ذلك وسمعت علي بن محمد الحربي يقول : جميع
ما كان يذكر أبو بكر بن الباقلاني من الخلاف بين الناس صنفه من حفظه ؛
قال الخطيب : سمعتٌ أبا بكر الخوارزمي يقول : كل مُصنَّف بغداد
)١( ترتيب المدارك 4 / مدمف حدة
م صلاح الأمة في عغَلْوْ الهمة - المجلد الأول
وعلمّ الناس 0
« لما مات قال فيه أحدهم ٌ
انظر إلى جبل تمشي الرجال به وانظر إلى القبرٍ مايجوي من الصُلّفٍ
والرافضة والمشبّهة » وقد أمر شيخ الحنابلة أبو الفضل اتميمي مناديًا يقول بين
« حافظ المذهب وإمامه » جبل من جبال العلم منيعٌ » وخَبْرٌ من أحبار
الأمة رفيعٌ
قال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي : انتبت إليه رئاسة الدين والدنيا
الموافق والمُخالف على تفضيله وتقديمه ؛ في جودة الفقه » وحُسْن النظر ؛
ونظافة العلم
وقال الخطيب : سمعتٌ مَنْ يذكر أنه يحضر في مجلسه سبعماثة مُتفقهٍ
وكان الناس يقولون : لو راه الشافعي لفرح به
وقع من الخليفة أمير لمؤمنين ما أوجب أن كتب له الشيخ أبو جاملا ؛
385 / تاريخ بغداد ه )١(
17ح - 11١ / ١١ سير أعلام البلاء )»(
صلاح الأمة في عَلْوْ الهمة - المجلد الأول ١١
أفليست دواوينهم - بعد القرآن - دعائم الإسلام التي قامت عليها صروحه ؛
رُزىء بها الذين » في عصر الوضاعين المنافقين » الذين دخلوا في دين الله
للتشويش » فردٌ الله كيدهم بتنقيب المحدّثين عن خُرافاتهم ودأبهم في
التفتيش ) حتى أشرقت شموس صحاح الأخبار © وانبعثث أشعتها في
الأقطار وتمرّقتٌ عن البصائر حُججُب الجهالة ؛ وأغشية الضلالة
صلاح الأمة في عَلّوْ الهمة - المجلد الأول
فصل
دناءة اغهمة فٍِ
لترهيد في العلم أو طلب الفلسفة وعلم الكلام
مرّ بك أحوال السادة من وَرَثة العلم النبوي وخُزانه
فذاك لقيط ما له نسبة الولَا
م ن صوفي صاحب ذوق يُرهّد في العلم ويستغني عنه
ولا يتعدى طورٌ أبناء جِنْسهِ
كقول من قال
وقوهم :
الخلاق 0
وقوهم :
١ : ما يصنع بالسٌُّماع من عبد الرزاق من يسمعُ من
العلم حجاب بين القلب وبين الله عزّ وجل
وقوظم : لنا علم الخرق ولكم علم الورق
وقول الآخر « إذا رأيت الصوفي يشتغل ب « أخبرنا و« حدّثا»
لسان حاطم وبغية مناهم :
ويقول قلبي قال لي عن سره
عن صتفو وقتي عن حقيقة مشهدي
تركوا الحقائق والشرائع واقتدوا
المواجيد د
عن سر سرّي عن صفا أحوالي
عن شاهدي عن واردي عن حالي
عن سير ذاقي عن صفات فعالي
ألقابٌ ور لقت محال
شَطّحًا وصالوا صولة الإدلال
صلاح الأمة في عَلْوْ الهمة - المجلد الأول ,1“
على خيال صوفي ؛ أو قياس فلسفي ؛ » أو رأي نفسي فليس بعد القران
وخيالات المتصوّفين » وقياس المتفلسفين ومن رق لتيل + ضل عن
سواء السبيل » ولا دليل إلى الله والجنة سوى الكتاب والسُتّة وكل طريق
لم يصحبها دليل القرآن والسنة ؛ فهي من طرق الجحيم » والشيطان
واخر مرادهم من العلم الفلسفة ؛ نبوّة الخاصة كا يقولون ؛ وقدّموا
العقل على النقل » وعارضوا نصوص الوحين ؛ وشهودُهم أرسطو وأفلاطون
المعتزلة وأفرا خ الصابئين والمجوس
وانظر إلى فلاسفة الصوفية من الاتّحادية وأصحاب وحدة الوجود
الرعاع من أمثال : العفيف التلمساني والصدر القونوي » وابن سبعين ؛
777/١ نقل بتصرف من مدارج السالكين 418/7 - 414 ؛ إغاثة اللهفان )١(