عبدالله القصيمي ؛ وجهة نظر اخرى
لكن الملفت في تجربة القصيمي عند من احتفى به أنه ذو سابقة علمية
السنة ومنهجهم؛ وفات هؤلاء أخبار المرتدين بعد وفاته صل الله عليه وسلم»
فهل هذا يقدح في الصحابة رضي الله عنهم وفي منهجهم؟!
عقول فريق ممن تستهويهم مغامرات التمرد والتعدي على الحدود؛ ولو كانت
حدود الدين وأحكامه؛ ولهذا لاا عجب أن يُخبر ناشر كتبه الأخيرة عن تهافت
الشباب عليهاء
الردود وأصبح حديث أهل العلم والفكر في منتدياتهم وصحفهم؛ ثم
خفتت تلك الضجة حيناً من الدهر» بعد أن اختار وجهته بإصرار وعناد؛
غير آبه بالناصحين المحذرين.
ثم جاء من يبعثها في السنوات الأخيرة بمناسبة وفاته؛ ولسبب آخر
هذه البلاد (بلاد الحرمين) التي ازداد تسليط الضوء عليها بعد أحداث
عبدالله القصيمي : وجهة نظر اخرى 7
الخليج تقريباً فأصبحت محط أنظار كثيرين؛ مختلفين في نظرتهم ومشربهم»
ومن هنا جاء الاهتمام بهذه الشخصية الفريدة.
ومن تلك الجهود الباعثة لفكر القصيمي» وكتبه؛ إفراد موقع «إيلاف»
الإلكتروني ملفاً عنه؛ صيغ بعبارات احتفالية تمجيدية» ومثل ذلك إفراد
صحيفة «عكاظ» حلقات عديدة للحديث عنه وعن أحواله وكتبه وأقوال
المعجبين به المنافحين عنه » مع خلط ذلك بقليل من شهادات المخالفين له؛
ومن أهم هذه الشهادات» شهادة الشيخ محمد بن عثمان القاضي؛ والشيخ
الأديب عبدالله بن إدريس» وابن الشيخ محمد عبدالرزاق مزة - رحمه الله
وقد أجادوا جميعاً في كبح جماح المحتفين به با ذكروه من حقائق تبين
جنسيته السعودية طيلة بقائه في مصرء وظلت حكومة المملكة العربية
السعودية تصرف له راتباً شهرياً بصفته سعودياً مدة حياته..
)١( بلغت (34) حلقة؛ | اريخ ١474/1/1١ه من إعداد الكاتب هاشم الجحدلي؛
وسيتم توثيق ما يُنقل منها فيما يأتي إن شاء الله بحسب رقم الحلقة.
عبدالله القصيمي: وجهة نظر اخرى
المكتبة العربية الإسلامية يكتبهم القيمة» فقد دافع عن الاتجاه السلفي دفاعاً
قوياً تمثل في عدد من كتبه؛ نحو «البروق النجدية في اكتساح الظلمات
الرجوية» وكتاب «الفصل الحاسم بين الوهابيين ومخالفيهم» رداً على كتاب
محسن الأمين العاملي «كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبدالزهاي*
وله كتب قيمة في هذا الاتجاه خلال فترة حياته السلفية.
مثل «هذا الكون ما ضميرها» «العرب ظاهرة صوتية»... الخ
لقيته أكثر من مرة في السفارة السعودية في القاهرة وطلب مني زيارته
أتهرب من المشاركة في جلسته تلك؛ لما وقر في ذهني عنه بأنه لم يعد يسير وفق
الاتجاه الإسلامي» بل تغير تغيراً كبيراً في فكره وآرائه وثوابته الإسلامية من
النقيض إلى النقيض» وهذا ما لا أطيق الانسجام معه».
)١( الصواب أن كتاب «الفصل الحاسم؟ رد على المنصوفة من شيوخ الأزهر؛ كالدجري
عبدالله القصيمي : وجهة نظراخرءٍ ةق -
وقال الشيخ محمد بن عثمان القاضي بعد أن تحدث عن حياته: «وطلب
مواجهة شيخنا ابن سعدي في بيروت؛ واشترط شيخنا عليه الرجوع إلى سابق
عهده؛ فامتنع؛ وكان من تلامذة الشيخ ابن بشر وسماحة الشيخ محمد بالرياض»
وقال الأستاذ عبدالرزاق ابن الشيخ محمد مزة: «كتب الأستاذ هاشم
الجحدلي في صحيفة عكاظ الصادرة يوم الخميس الموافق 1417/1/8
ولابد أن القراء الأعزاء يودون معرفة معلومات أكثر عنه؛ ولذا فقد اخترت
العنوان الذي اختاره شيخنا الكبير أبوعبدالرحمن الظاهري للحوار الذي دار
بينه وبين عبدالله القصيمي في القاهرة قبل سنوات قليلة من وفاة القصيمي
بينه وبين شيخنا ابن عقيل» فأقول وبالله التوفيق:
(7) المصدر السابق. الحلقة العشرون.
عبدالله القصيمي ؛ وجهة نظر أخرى
في أواخر الخمسة الأولى من العام ست وستين بعد الألف من هجرة
المصطفى صل الله عليه وسلم»؛ وكنت في السنوات الأخيرة من المرحلة
الابتدائية رأيت أي الشيخ المرحوم محمد عبدالرزاق حمزة الإمام المساعد
لخطيب وإمام الحرم المكي الشيخ عبدالظاهر أبوالسمح وكنا في فصل
الإجازة (تفكير طفولي)؛ بعد ذلك عرف أن الوالد يرد على كاتب انحرف
بعد أن كانت له صولات وجولات في الدفاع عن ديننا الإسلامي الحنيف»
وبخاصة مذهب أهل السنة والجماعة من السلفيين» ولما يمفي وقت طويل
حتى ظهرت ثمار هذا الانكباب» إذ ظهر إلى الوجود كتاب سياه الوالد اس
طويلاً على عادة العلماء الأقدمين هو: (الشواهد واللصوص من كتاب
الأغلال على ما فيه من زيغ وكفر وضلال بالعقل والنقل) » ويقع الكتاب
في أكثر من ماثة وثيانين صفحة من الحجم الكبير غير المقدمة الإضافية التي
كنبها عميد أساتذة الصيدلة بمصر: الأستاذ: محمد أحمد الغمراوي» مؤلف
عبدالله القصيمي : وجهة نظ ر أخري مض
الجاهلي» وكتاب «في سنن الله الكونية»» وهذه المقدمة بلغت صفحاتها ثمانية
وثلاثين صفحة. وهذا العالم الجليل الغمراوي هو أول عميد لكلية الصيدلة
بجامعة الملك سعود بالرياض» وقد جاء في مقدمة مقدمته قوله:
لله الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة المدرس بالحرم المكي الشريف» تأبيداً
افتراه القصيمي في أغلال ثم يقول الأستاذ الغمراوي: «وقد أقنعتني
كتاب سوء يحارب الإسلام بكل وسيلة ومن كل سبيل» لكن الموقف
تغير حين طلب إليّ أخي وصديقي الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة أن أعلق
على كتابه؛ وأن أقدم له إن أمكن. وحين أرسل إل مع كتابه رسالة الشيخغ
السعدي هدية من نبيل جدة ووجيهها الشيخ محمد نصيف» قرأت رسالة
عبدالله القصيمي ؛ وجهة نظر اغرى
إلى صاحب الأغلال» ونصوص شنيعة منقولة عن كتابه» لم يذهب بي الخيال
يوماً إلى أن مثلها يمكن أن يصدر عن مسلم كان له يوماً في الإسلام قدم» ولم
أجد بدا حين قرأت الكتابين من أن أقرأ كتاب الأغلال من أوله إل آخره؛
أما الشيخ سيد قطب فقد كتب في مجلة السوادي الأسبوعية يوم
كريم عزيز أحمل له في نفسي وداً مكيناً؛ وسر لي الصديق» ثم أعلن أنه وافد
إلي في مهمة» أن حرية الفكر في خطر» فهذا الرجل قد عنت له أفكار جريئة
وشك أن يستدعي لمحاكمته وربيا لشنقه؛ وأن علي ككاتب يقدر رسالة الفكر
. ستأتي بتمامها في ردود سيد قطب على كتاب «هذي هي الأغلال» إن شاء الله )١(
عبدالله القصيمي؛ وجهة نظراخرى ١ت
أن أتحمس في أول الأمرء فعزيز على صاحب فكر وقلم أن يسمع ويرى خنق
حرية الفكر ولا يتحمس أو يثور» ووعدت أن أفعل في حدود ما أستطيع»
وجلس الرجل وأخذنا بأطراف الحديث في داري وشيئاً فشيئاً بدأت أشم
عن صاحب الأغلال ويقول: «وطال الحديث وأنا بعد هذا كله لا أزال
معتزماً أن أقرأ الكتاب فإن وجدت فيه حرية رأي حقيقية وفكرة ناضجة
الكتاب» وهنا تحول شعوري إلى اشمئزاز عميق» هذا رجل منافق يريد أن
يطعن الطعنة في صميم الدين خاصة؛ ثم يتوارى ويتحصن في الدين؛ ثم هذا
رجل يسفسط ولا يأتي بشيء (دون كيشوت) جديد يطعن في الهواءء ثم هذا
الرجل يسرق أفكار غيره بالنص» وينكر أن يكون قد قرأ شيئاً عن هذه
ضد التدين وبخاصة الإسلام؛ وضد الروح الخلقية في الننفس والضمير».
إنه رجل يعرف طريقه جداً فلا داعي للخوف الشديد».
عبدالله القصيمي : وجهة نظر اخرى
وقد صدق حدس الشيخ سيد قطبء لقد عاش القصيمي بعد هذا
الكتاب قرابة نصف قرنء وم يُقَدّْ إلى مشنقة أو مقصلة؛ ويختتم سيد مقالته
بقوله: «لقد كنت على استعداد أن أدافع عن الرأي المخالف لو وجدت شيئاً
شيء ماء شيء غير نظيف».
أما المرحوم الشيخ عبدالظاهر أبوالسمح إمام وخطيب الحرم اللكي
الشريف وقتئذ فقد جادت قريحته بثلاث قصائد عصاء يهجو فيها هذا
الضال» وقد بلغت أبيات هذه القصائد الثلاث سبعة وسبعين بيتا؛ وهي
مدحتك يا أخا الأغلال قبلا با ألفت (من يسفر الصراع)!"
فأما الآن فاسمع من قوافي هجائك مهلكاتٍ كالأفاعي
تساور مارقاً يدعو لكفر تردى في الشرى بعد ارتفاع
عزوتٌ إلى الشرائع كل نقص ومنك النقص في كل المساعي
وقلت(الدينأخرتابعيه) | وهذاقول حو لايراعي
)١( ستاتي بتمامها إن شاء الله ...
() يعني: كتاب القصيمي «الصراع بين الإسلام والوثنبة؛ كما سيأتي إن شاء الله .