ولما كان هذا الكتاب الجليل «الذي لم يعمل في جنسه أكبر منه»"©
في ذاك العصر من أهم المراجع اللغوية بالنسبة إلى الدخيل أحبيت أن أقوم
بتحقيق الكلمات الواردة فيه وذلك من النواحي الآتية:
١ - أعزو الكلمات إلى لغاتهاء فقد وقع خطأ في كلام اللغويين في هذا
أن الأستار والإسفئط والبند والروشم والفندق من الفارسية وهذا ليس
© أذكر المعنى الأصلي بالنسبة لبعض الكلمات مع ذكر ما قيل خطأ في
؛ أذكر التغييرات التي طرأت على حروف الدخيل وبنائه عند التعريب
وأعللها من الناحية الصوتية.
لقد طبع المعرب مرتين: طبع المرة الأولى في مدينة ليزج سنة
هام بتحقيق أدورد زخاو («08ه5 .850). يِل المحقق الكتاب بتعليقات
بالألمانية ذكر فيها أصل عدد من الكلمات.
وطبع المرة الثانية بمصر سنة 1447م بتحقيق الشيخ أحمد محمد شاكر
رحمه الله. قام رحمه الله بتحقيق نص الكتاب من عدة مخطوطات ولم يترك
للمستزيد مزيداً في هذا المجال.
)474 قاله تلميذ المؤلف أبو البركات بن الأنباري (نزهة الألبا في طبقات الأدبا ص )١(
أما تحقيق الكلمات الدخيلة بمعنى إرجاعها إلى أصلها فلم يتعرض له
إلا قليلاً واكتفى في كثيرٍ من المواضع بنقل ماورد في المعاجم كاللسان
ذكر الجواليقي نحو 1730 كلمة؛ 1730 منها أعلام للأشخاص
والمواضع .
نقل معظم الكلمات من جمهرة اللغة لابن دريد وينص على ذلك في
كما نقل من تهذيب اللغة للأزهري ولا يشير إلى هذا المصدر إلا قليلا
وعندئذ يقول: قال الأزهري .
ومن أدب الكاتب لابن قتيبة ويشير إلى هذا بقوله: قال ابن قتيبة.
وقد انفرد بذكر كلمات لم يشر إلى تعريبها أحد من أصحاب المعاجم
كالدرفس والقفيز والنبراس والدرب والسلحفاة.
لقد اتبعت الطريقة التالية في تحقيق الكلمات:
١ - أذكر عبارة الجواليقي نقلا عن كتاب المعرب المطبوع بمصر.
- أشير إلى مصدر المؤلف. وإذا كان المؤلف قد تصرف في العبارة
الأصلية تصرفا غير يسير أورد العبارة الأصلية بتمامها. وإذا كان
الاختلاف يسيراً اكتفى بذكر موضع الخلاف.
٠ أذكر أفوال اللغويين الآخرين فيما يتعلق بأصل الكلمة ومدلولها.
؛ أذكر اللغات المختلفة للكلمة إن وجدت.
٠ - أذكر أصل الكلمة مكتوباً بالحروف الأصلية
١ - إذا اختلفت الكلمة الدخيلة في أصواتها وبنائها عن أصلها المذكور أذكر
ماطرا عليها من إبدال وتغيير» وتقديم وتأخير في حروفها حتى انتهت إلى
١ - معنى المعرب والدخيل والمولد والفرق بين هذه المصطلحات الثلاثة.
» - ضوابط معرفة الدخيل.
؛ - أنواع التغيير الي طرات على الدخيل عند التعريب.
فعلت كل ذلك بقدر استطاعتي فإني أعرف تمام المعرفة أن الخورض
ش الكلمات الدخيلة ليس بأمر سهل» وأنه ينبغي لمن يخوض غمارها أن
كلمة عربية عروبتها. وإن حظي من هذا وذاك لا يتجاوز حد الإلمام. فالله
المدينة المثورة نل عباتم
** الرقم المفرد يشير إلى الصفحة.
** الرقم المزدوج يشير إلى المجلد والصفحة.
*#* بالنسبة إلى جمهرة اللغة وتهذيب اللغة والمحكم والمخصص أذكر
المجلد والصفحة. أما ساثر المعاجم فتنظر فيها الكلمات في مظانها.
إلا إذا كانت الكلمة في غير مظنتها أذكر التركيب الذي ذكرت فيه.
المختصرات المستعملة في الكتاب
١ - الجمهرة: جمهرة اللغة لابن دريد. قولى : «قال ابن دريد» يشير إلى
- التهذيب: تهذيب اللغة للأزهري .
* - الصحاح: تاج اللغة وصحاح العربية للجوهري.
؛ - التكملة: التكملة والذيل والصلة للصغاني . . وقولي «قال الصغاني»
يشير إلى قوله في التكملة فقط.
م اللسان: لسان العرب لابن منظور.
١ - القاموس: القاموس المحيط للفيروز ابادي.
- التاج: تاج العروس للزبيدي
8 - المصباح : المصباح المنير للفيومي .
- الشفاء: شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل للخفاجي .
٠ البراهين الحسية: البراهين الحسية على تقارض السريانية والعربية
١١ - البرهان: المعجم الفارسي المعروف ببرهان قاطع للتبريزي بتحقيق
الدكتور معين.
١ - أدي شير: صاحب كتاب الألفاظ الفارسية المعرّبة.
١“ - دوزي: صاحب المستدرك على المعاجم العربية.
- زخاو: محقق «المعرب» الألماني .
- فوللرس: صاحب المعجم الفارسي اللاتيني .
. بروكلمان: صاحب المعجم السرياني اللاتيني - ١
. فريتاك: صاحب المعجم العربي اللاتيني - ١١
١8 - طوبيا: صاحب تفير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية.
٠١ - غزينيوس: صاحب المعجم العبري الإنكليزي.
٠ المعجم اليوناني الإنكليزي للمؤلفين: ليل وإسكوت.
١١ جفري: صاحب كتاب «الكلمات الدخيلة في القرآن».
"؟ - المعجم السرياني ل باين إسمث.
* الباب الأول:
المعرب والدخيل والمولد
* الباب الثاني:
* الباب الثالث:
تغيير المعرب
المعرب والدخيل والمولد
لقد دخل في اللغة العربية منذ أقدم العصور مثات من الكلمات من
الشعراء في أشعارهم وورد بعضها في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف
ضوابط وسموها الكلمات المعَرَّية أو المُغْرَبة. قال الجوهري (عرب): «تقول
عزّبته العرب أو أغربته». لم يستعمل سيبويه إلا المُغرب بسكون العين وفتح
الراء. وكذلك استعمل فعل «أعرب» فقال في الكتاب (41/7*): «هذا باب
جدة أصلها أعجمي
والتعريب هو نقل اللفظ من العجمية إلى العربية. ويفهم من كلام
علماء اللغة أن المعرب يجب أن يتوفر فيه شرطان لكي يطلق عليه اسم
٠. فأعرب». وقال أبوسعيد في الاستار: لأنه
)©81/17( المصدر نفسه )(
أولهما: أن يكون اللفظ الأعجمي المنقول إلى اللغة العربية قد جرى
عليه إبدال في الحروف وتغيير في البناء حتى صار كالعربي ٠ وإلى هذا أشار
الجوهري بقوله: «تعريب الاسم الأعجمي أن تتفوه به العرب على
والشرط الثاني: أن يكون اللفظ قد نقل إلى العربية في عصر
الاستشهادء ذلك بأن يرد في القرآن الكريم أو الحديث النبوي الشريف أو كلام
العرب الذين يحتج بكلامهم. ولذلك نرى أن أصحاب المعاجم كيرا
ما يقولون بعد ذكر المعرب: «وقد تكلمت به العرب». ففي المعرب في
ترجمة البخت والديبا.
الجؤذر والدمقس
الدرنوك: «يقال إن أصله غير عربي . وقد استعملوه قديمأ». وفي ترجمة
دمشق: «أعجمي معرب. وقد جاء في أشعار العرب»
+ «.. معرب. وقد تكلمت به العرب». وفي ترجمة
... معرب. وقد تكلمت به العرب قديما. وفي ترجمة
ما تكلمت به العرب من الكلام الأعجمي» ونطق به القرآن المجيد وورد في
أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين» وذكرته العرب في
أشعارها وأخبارها ليعرف الدخيل من الصريح؟:2.
وأما ما نقل إلى العربية بعد انقضاء عصر الاستشهاد فيسمى «مولدا».
الحكمة والطب».
)١( الصحاح / عرب.
(©) المعرب (ص 46).
الماء ففارسي معرب. وهومولده. وكذلك الطارمة ففي التهذيب
(40/17©): «الطارمة بيت كالقبة من خشب وهي أعجمية». وقال ابن دريد
المولدين». اه. قلت هو فارسي
هذاء وما اشتق بعد انقضاء عصر الاستشهاد من معرب قديم يُعْدَ أيضاً
الجوهري إنها كلمة مولدة
وكذلك إذا غير المحدثون حركة في كلمة معربة عربت قديماً يُعُذّ هذا
إن الديوان بالفتح لغة مولدة9».
غير أن «المولد» لفظ عام يشمل كل ما أحدث من الكلمات بعد انقضاء
عصر الاستشهاد سواء أكان ذلك عن طريق النقل من اللغات الأعجمية أم
الاشتقاق من معرب أم الاشتقاق من كلمة عربية أم الارتجال.
لقد مر فيما مضى أمثلة القسمين الأول والثاني .
أما القسم الثالث وهو إحداث كلمة عن طريق الاشتقاق من كلمة عربية
(ا) التاج» والشفاء 16١
©) اللسان / دبج
(9» اللسان / دون