الدعاء له.
مستغيث بك؛ مستجير بك وأجرني؛ أغثي ونحو ذلك» لكان الأول عابداً لله
فهذا بعض ما بين البدعية والشرعية من الفروق؛ والمقصود أن صاحب
وأما صاحب الزيارة البدعية فإنه عبد غير الله واستعان بغيره" .
فشد الرحال إلى مسجده يَ وزيارة قبره لا يمنعه شيخ الإسلام حيث
يقول: "قد ذكرت فيما كتبته من المناسك أن السفر إلى مسجده وزيارة قبره -
كما يذكره أئمة المسلمين في مناسك الحج عمل صالح مستحب.
وقد ذكرت في عدة مناسك الحج السنة في ذلك» وكيف يسلم عليه؛ فهل
كمالك والشافعي وأحمد؛ وأبو حنيفة يقول: يستقبل القبلة ويجعل الححرة عن
4775 جامع الرسائل (09/0» 23 - 14)» وانظر أيضاً: التوسل والوسيلة (ص 17 - 14) وض )١(
والجواب الباهر (ضص 07٠٠١ !6 - 817
والصلاة تقصر في هذا السفر المستحب باتفاق أئمة المسلمين لم يقل أحد
إلى مسحجده؛ وإن كان المسافر إلى مسجده يزور قبره 4 بل هذا من أفضل
الأعمال الصالحة.
المشروع في زيارة قيور الأنبياء والصالحين ولا عن المشروع في زيارة سائر
القبور» بل قد ذكرت في غير موضع استحباب زيارة القبور“'" .
هذا نص كلام شيخ الإسلام في كتبه؛ وتجد في هذا الكتاب أنه قرر هذا
عدة مرات!" .
"قال تعالى: شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك
من عبد عبادة ليست واجبة في شرع الرسول ولا مستحبة كانت من الشرك
أن ينقل عنه حديثاً صحيحاً في استحباب ذلك؛ ولا عن أصحايه؛ ولا علماء
وإثما ينقل في ذلك أحاديث مكذوبة فهي من الإفك والشرك وإثما السفر
وم راب ام رص 04
(1) انظر فثلاً: 11 - 017 18 17-11 077 18 وغيرها
بذلك المكان فهو يختص بأعمال لا تشرع في غيره كالطواف بالبيت وبين الصفا
والمروة والوقوف بعرفة ومزدلفة ومنى ورمي الجمار وسوق المحدي إلى هناك
المساجد كالصلاة والذكر والدعاء والاعتكاف, لكن للعبادة فيهما فضيلة على
العبادة في سائر المساجد أوجبت تلك الفضيلة أن يشرع السفر إليهما.
وقبر الي #8 بحاور مسجده فإذا أتى مسجده فعل فيه ما يشرع له من
حق الرسول من الصلاة والسلام وغير ذلك» وكل ما يفعله من ذلك في
مسجده فهو مشروع في سائر المساجد والأمكنة .... وكلما تدبر الإنسان ما
أمر به (رسول الله يق وشرعه تبين له أنه جمع في شرعه بين كمال توحيد
الرب وإخلاص الدين له وبين كمال طاعة الرسل وتعزيرهم ومحبتهم وموالاتهم
ومتابعتهم» فأسعد الناس في الدنيا والآخرة أتبعهم للرسول باطتاً وظاهرا!"؟ .
إلاما شرع» لا نعبده بعبادة مبتدعة؛ وهذان الأصلان هما تحقيق شهادة أن لا
911 370 انظر في الكتاب ص )١(
يكون لله؛ والصواب أن يكون على السنة؛ وذلك تحقيق قوله تعالى: لإفمن
الكيف 1٠:
فشيخ الإسلام في فتواه لم يقصد إلا حماية جانب التوحيد ليكون العمل
من سافر جرد زيارة قبور الأنبياء والصالحين فهل يجوز له السفر؟ على قولين
معروفين» وقوله: من سافر جرد زيارة قبور الأنبياء احتراز عن السفر المشروع
كالسفر إلى زيارة قبر النبي 488 إذا سافر السفر المشروع؛ فساقر إلى مسجده
مشروع مستحب باتفاق المسلمين وليس فيه نزاع ؛ فإن هذا لم يسافر مجرد
زيارة القبور بل للصلاة في المسجد؛ فإن المسلمين متفقون على أن السفر الذي
يسمى زيارة لابد فيه من أن يقصد الملسحد ويصلي فيه لقوله 5: «صلاة في
مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه» ولقوله: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة
مساجد: المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا».
والسؤال والجواب لم يكن المقصود فيه خصوص السفر إلى زيارة لبي
فإن هذا السفر على هذا الوجه مشروع مستحب باتفاق المسلمين ...
فالسؤال والجواب من جنس السفر إلى زيارة قبور الأنبياء و الصالحين كما يفعل
أهل البدع ويجعلون ذلك حماً؛ أو أفضل من الحج» أو قريياً من المج أحخى
يروي بعضهم حديثاً ذكره بعض المصنفين في زماننا في فضل من زار الخليل قال
167 - 15١ التوسل والوسيلة (ص )١(
وهب بن منبه كما أن قوله: «من زارني وزار أبي في عام واحد ضمنت له على
الله الجنة“ كذب على رسول الله به" .
خلاف ما قاله هو» بل من كثرة الناقلين اشتهر عنه أنه يقول بتحريم زيارة قبر
فإن الشوكاني رحمه الله ذكر مسألة زيارة قبر النبي 4# في أواخر
كتاب الحج من نيل الأوطار فيقول:
”اختلف فيها أقوال أهل العل» قذهب الجمهور إلى أنها مندوبة وذهب
الواجبات» وذهب ابن تيمية الحنبلي المصنف المعروف بشيخ الإسلام إلى أنها
والقاضي عياض" .
فنسب الشوكاني إليه القول بتحريم زيارة قبر النبي و ومن قرأ فهما
شيخ الإسلام غير صحيح تماماً.
وقع في هذه السألة رأي: شد الرحال إلى غير المساجد الثلاثة) في عصرنا في
)١( انظر الكتاب (ص 514 - 818)
(9) نيل الأوطار (ه/117 - 7؟١)»
الحافظ ابن حجر يشير إلى ما رد به الشيخ تقي الدين السبكي وغيره على
الشيخ تقي الدين بن تيمية؛ وما انتصر به الحافظ شمس الدين بن عبدالهادي
وغيره لابن تيمية وهي مشهورة في بلادناء
والحاصل أنهم ألزموا ابن تيمية بتحريم شد الرحل إلى زيارة قبر سيدنا
رسول الله # وأنكرنا صورة ذلك» وفي شرح ذلك من الطرفين طول؛ وهي
أبشع المسائل المنقولة عن ابن تيمية!" .
قال سماحة الشيخ ابن باز - حفظه الله تعالى - معلقاً على كلام الحافظ:
”هذا اللازم لا بأس به وقد التزمه الشيخ» وليس في ذلك بشاعة بحمد الله عند
من عرف السنة ومواردها ومصادرهاء والأحاديث المروية في فضل زيارة قبر
زيارة قبره عليه الصلاة والسلام من دون قصد المسجد؛ بل تكون عامة مطلقة؛
وأحاديث النتهي عن شد الرحال إلى غير المساجد الثلاثة يخصها ويقيدهاء
والشيخ لم ينكر زيارة قبر البي 4 من دون شد الرحال» وإنما أنكر شد الرحل
من أجلها بجرداً عن قصد المسجد فتنبه وافهي الله أعلي*" .
)١( فتح الباري (14/7 - 80). كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة.
(1) انظر هذا الكشاب (ص 0777 07177 287) والتوسل والوسيلة (ص 14) وأيضاً: الملسلة
الضعيفة للألباني 167/١( ح 47).
(©) فتح الباري (14/7).
ومن قرأ كتاب شيخ الإسلام وفتاويه في مسألة شد الرحال يرى جلياً أنه
لايمنع من شد الرحل إلى مسجد المديئة الذي فيه قبر النبي ف أن يذهب
ويصلي في المسجد ويزور قبر النبي 488 الزيارة الشرعية» وليعلم أن زيارة القبور
من غير شد رحل إليها مسألة وشد الرحل ججرد الزيارة مسألة أخرى؛ والشيخ
تشهد بذلك»" .
"إن القول بتحريم شد الرحال إلى قبر النبي كَ# وأن المشروع هو شد
الرحال إلى المساجد الثلاثة من الغلو“"" .
وأيّ غلو فيه إذا كان دليله الحديث الصريح الصحيح ويقول بما جاء في
الحديث طاعة لله ولرسوله؛ قال شيخ الإسلام:
”الطاعة لله والرسول» والخشية والتقوى لله وحده؛ فالحلال ما حلله الله
والأمراء والمعلمين وسائر الخلق خروج عن ذلك» بل على جميع الخلق أن يدينوا
بدين الإسلام الذي بعث الله به رسوله؛ ويدخلوا به كلهم في دين خاتم الرسل»
وسيد ولد آدم وإمام المتقين خير الخلق» وأكرمهم على الله محمد عبده ورسوله
)١( البداية والتهاية (4 -)١81//1
(1) الاتجاهات الفكرية المعاصرة ص 3١١ للدكتور على جريشة نقله عنه صاحب كتاب الغلو في
الدين ص 1577
وكل من أمر بأمر كائناً من كان عرض على الكتاب والسنة فإن وافق
وهذا هو النهج الذي يجب أن يجعله كل مسلم نصب: عينيه؛ قال السيد
محمد رشيد رضاً مقرظاً على كتاب الصارم المنكي لابن عبدالهادي:
”أخذ ابن تيمية بظاهر الحديث الصحيح : «لا تشد الرحال ..» وذهب
زيارة القبور فليس في أصل استحبابها خلاف بين ابن تيمية والسبكي ولكن
الأول ينكر كل بدعة فيهاء وكل ما لا تشهد له السنة الصحيحة؛ والسبكي
ييح بعض ذلك» ولولا ترويج مثله من العلماء المقربين من السسلاطين والحكام
والذي ينظر في كتاب السبكي ينخدع لكثير من أقواله وما يورده من
الأحاديث والأخبار إلا إذا كان من حفاظ الحديث ورجال النقد الصحيح
وقليل ما هم لا سيما في هذا الزمان ففي الكتاب كما قلنا من قبل كثير من
الأحاديث الموضوعة والواهية والمنكرة!" .
وإن ترك زيارة القبور بالمرة أهون من الكذب على رسول الله ك8 لأن
الله تعال لا يعذب على ترك الزيارة إذ لم يقل أحد بوجوبهاء ولكن الكذب
على النبي ق من الكبائر لما ثبت في الحديث الصحيح بل المتواتر «من كذب علي
.)1 - 7 4/18( مجموع الفتاوى )١(
لإثبات الزيارة.
الجهل ليس بعذر إذ لا يصح لأحد أن ينسب إلى الي عليه الصلاة والسلام شيئاً
قمن قرأ كتاب السبكي أو رسالته!" فهو على خطر عظيم بل على
أخطار متعددة: خطر الكذب على رسول الله صلى اللَّهُ عليه وآله وسل
وخطر الغرور في الدين وخطر الجرأة على المعاصي» وخطر الزيادة في الدين
وغير ذلك؛ وليس له في إزاء ذلك أدنى فائدة» لأننا إذا فرضنا أن شدّ الرحال
إلى غير المساجد الثلاثة لغرض دييٍ (إذا الأغراض الدنيوية المباحة غير مرادة هنا)
مباح فأي حرج على من تركه احتياطاً للخلاف فيه وعملاً بظاهر الحديث
ولا شك أن شيخ الإسلام مظلوم مفزى عليه من قبل بعض علماء
عصره”" قال السيد محمد رشيد رضا
ويعز على الفقهاء المقلّدين أن يوجد في عصرهم من يخالف أثمتهم بل
من دون أئمتهم ممن يجلون من الميتين حتى كأن الموت يجعل العالم معصوماً»
ولذلك ترى أن سبب قيام الشيخ كمال الدين الزملكاني والشيخ نصر بن
)١( وكذلك كل كتاب و رسالة لا ثميز بين الصحيح وغيره وتحشر بين دفتيها كل ما تمده من
ضعيف وموضوع باسم فضيلة؛ ورجاء وتوسل وما إلى ذلك.
(1) بحلة امار (/41ة - 847).
دراسي للكتاب.