وقد اشتخلص هذا الكتاب على بساطته ماتنوء به معاجم كثيرة فى
أسماء الأشياء ؛ وليس سبيله فى ذلك بدعاً فى العربية فقد سبق هذا الكتاب
فى هذا الموضوع كثير من كتاب العربية ٠
أَمَا الجزء الذى اصطفيناه من هذا الكتاب , وهو الجزء الأول كبداية
لمترادفات ؛ ولعلماء العربية قديماً وحديثاً موقف من الترادف فى اللغة العربية ؛
وقد أَكَزْتُ إليه فى الدراسة عن هذا الموضوع + + فأسماء الأشياء أو الألفاظ
المترادفة فى الموضوع الواحد مجموعة تحت عنوان مما بيسر معرفتها ؛ فقد
جُمِعَ فى الكتاب أكبر قَذر استطاع المؤلف أن يجمعه من المترادفات أوما يقال
الموضوعات بالإشارة إلى ما وقع تحت يدى من المراجع التى تناولت جزئية من
جزئيات الكتاب ليرجع إليها من أراد أن يتوسع ٠
(1) سورة البقرة » الآية 187 +
هو الشيخ الفاضل : أحمد بن مصطفى البابيدى ؛ من أهل دمشق
توفى سنة ١718 هد - الموافق ٠م » ولم أجد فى ترجمته !© زيادة على
ذلك ولم نقف إلا على هذا لزنف له » قال عنه صاحب ( معجم المطبوعات
َة ) : له كتاب « لطائف ال ؛ وهو يشتمل على غريب الات
من كتب الأّة الموثوق بها كالقاموس ؛ وفقه اللغة ؛ ومزهر السيوطى ©
والأشباه والنظائر آستانة سنة 171١ ه فى 748 صفحة !6
وقد طبع أصل هذا الكتاب سنة ١171ه » وهى النسخة التى اعتمدنا
عليها فى هذا الإخراج الجديد .
+ ص 38/8 » ومعجم المطبوعات العربية والمعربة ١ انظر : الأعلام ؛ لخير الدين الزركلى ج )١(
78/4 ليوسف إليان سركيس ج 7 ص 1583 » وفهرس المكتبة الأزهرية
+ 1885/7 انظر : معجم المطبوعات العربية والمعربة )(
وضع لكاب
الترادف : أصله اللغوى : (المادى ) ركوب أحد خلف الآخر ء فيقال :
شىء خلف شىء فهو الترادف .
ومن هذا قولهم : مرادفة الجراد : أى ركوب الذكر على الأنثى -
وقد فُْرَ قوله تعالى : ل( ... بِألْف 1
بأنون فرقة بعد فرقة » على وأى الزجاج + وقال القراء : مردفين : متابعين .
الترادف فى القة :
الترادف ألفاظ متحددة المعنى » وقابلة للتبادل فيما بينها فى أى سياق +
أى تعد الألفاظ لمعنى واحد ؛ أى عبارة عن وجود أكثر من كلمة لها دلالة
واحدة ؛ أو هو الألفاظ المفردة الدّالة على شىء واحد باعتباره واحداً . وقد
تنشأ ظروف فى اللغة تؤدى إلى تعدد الألفاظ لمعنى واحد ؛ أو تعدد المعانى
للفظ واحد ؛ ومن الترادف ما هو لهجات لقبائل مختلفة ؛ أوتناسى الفروق
الدقيقة بين الكلمات .
يقول سبيويه : ١ واعلم أن من كلامهم (يقصد العرب) اختلاف
واختلاف المعنيين »0 .
+7 ص ١ الكتاب لسييويه ج )١( 4 سورة الأنفال » الآية )١(
ويقول قطرب : ١ الكلام فى ألفاظه بلغة العرب على ثلاثة أوجه
الكلام عليه .
والوجه الثانى : اختلاف اللفظين والمعنى واحد , وذلك مشل : ( عير »
فق اللفظ ويختلف المعنى فيكون اللفظ الواحد
من الأمثلة على ذلك ما سنجده فى هذا الكتاب ما جُمِعَ من الأسماء
للأسد أو السيف ... وغيرهما ؛ بل نجد الفيروزآبادى صاحب القاموس يضع
كتاباً فى أسماء العسل , فذكر له أكثر من ثمانين اسماً » وقرّر مع ذلك أنه لم
يستوعبها كلها .
العامية الحديثة المتشعبة عنها ؛ فمتون هذه اللهجات ضيقة وتكاد تكون مجردة
من المترادفات 0 .
(1) انظر : فقه اللغة » للدكتور على عبد الواحد وافى + ص ٠88 وما بعدها » إلى حص 134 +
موك نوين لعا شارف
ججمع اللقة ين مَصَادرها :
منذ بدأ الرعيل الأول من اللغوين فى جمع اللغة فى القرن الغانى
والثالث الهجريين : من القرآن الكريم والحديث الشريف وكلام العرب : من
شعر وخطب ورسائل ؛ بل ومن أفواه فصحاء العرب ؛ بدءوا فى تدوين
تدل على معنى واحد فى تأليف واحد سَموْهُ ١ المترادف )© أو ١ ما اختلفت
وقد وصل الأمر فى جمع المترادف إلى أن ظهر به التحدّى بين العلماء
مارواه ابن فارس : « أن هارون الرشيد سأل الأصمعى عن شعر لابن
حزام العكلى فَفَشَرَهُ ؛ فقال : يا أصمعى ؛ إن الغريب عندك لغير غريب +
قال : يا أمير المؤمنين ألا أكون كذلك وقد حفظت للحجر سبعين اسماً 6( .
ووجدنا السيوطى ينظم لمنظومة أحصى فيها أسماء الكلب , قَدُمَ لها قاتلا :
« دخل يوماً أبو العلاء المعرى على الشريف المرتضى فعثر برجل ؛ فقال
الرجل : من هذا الكلب ؟ فقال أبوالعلاء : الكلب من لا يعرف للكلب
سبعين اسماً . قلت : وقد تتبعت كتب اللغة فَحْضَلتها ؛ ونظمتها فى أرجوزة »
وسميتها : التبرى من معرة المعرى » .
)١( مشل كتاب « الألفاظ الترادفة والمتقارية فى المعنى » (للرمانى ت 384 ه ) وقشمه إلى
(1) مثل كتاب « ما اختلفت ألفاظه واتفقت معانيه » للأصمعى ... وغيره
(©) الصاحبى » ابن فارس ص 44 » والمزهر للسيوطى 375/1 +
وقد بلغ السيوطى فى عَدّ أسماء الكلب سبعين فصاعداً إذ اعتبر فى
العدّ ... لغات القصر والمدّ وتغير البنية
وفى تلك الأسماء ما كان صفة فغلبت عليه الاسمية مثل : الوازع ©
وكسيب : لأنه يزع الذئب عن الأغنام , ويكسب لأهله ؛ وكالأعقد : لانعقاد
ذنبه ؛ وكالبصير : لحدة بصره ؛ والمنذر : لأنه ينذر باللصوص .
ويوجد فيها ماهو كنية كأبى خالد .
ويدخل فيها ما يتعلق بالفصائل مثل : العسبور لولد الكلب من الذئبة +
وكالديسم لولد الكلبة من الثعلب أومن الذئب .
افتح السيوطى التبرى بقوله :
قذ تقل الات عن أبى العلا لما أتى لِلمرتضى وَدَعَلَا
وَالدص والجرو فتك ألا
... ثم ختمها بقوله :
فيه حياة الحيوان للكمال الدميرى ؛ والذى توجد منه مخطوطة بدار الكتب
المصرية ضمن مجموعتين , وقد صدر مطبوعاً ضمن المجموع المسمى بتعريف
القدماء بأبى العلاء سنة 1464م 6 وطبع بتحقيق محمود نصار بدار الجيل
ببيروت سنة :1487م .
ويروى ابن فارس أن ابن خالويه قال : « جمعت للأسد خمسمائة اسم »
وللْحَّة ماثتين 006
وغير ذلك من الروايات التى تؤكد الترادف فى العربية .
ومن القصص والآثار التى تؤكد وجود الترادف فى اللغة العربية +
ماروى : « أن رجلا كأبى هريرة لا يعرف كلمة السكين (لأنه من قبيلة أزد )
» ثم قال بعد أن كَوْرَ الرسول عله
له القول ثانية وثالثة : آلمدية تريد ؟ فقال الرسول نَكْتِ : نعم 6 .
نحن عرب ؛ فما الميلة ؟ فقال رسول الله ته : سبل الإزار 906 .
بكر الصديق رضى اللّه عنه كان يقف عند قوله تعالى :
على كُلّ شَوْءٍ فقا » ©.
وعمر بن الخطاب يسمع قوله تعالى : ف وَفَاجِهةٌ وا 0" فيقول :
ونجده يسأل فى كلمة ١ الُخوّف » من قوله تعالى : ل أَوْيَأعذَُمْ علَى
+ 304/7 معجم الأدياء » 395/١ انظر : الصاحبى ص 43 » المزهر )١(
+ ) انظر : لسان العرب ( سكين )(
(©) الكابل 3110/3
(4) انظر : الصاحبى ص 114 6 115
(ه) سورة النساء الآية 85 (9) سورة عيس ء الآية ١
() سورة النحل ء الآية 49 .
وقد انقسم علماء العربية تجاه الترادف إلى فريقين :
. منت للترادف . ؟ - منكر للترادف - ١
ويدو أن مثبتى الترادف من علماء العربية كانوا فريقين :
فالفريق الأول : وسَّع مفهومه ؛ ولم يُقَيِد حدوثه بأى حدود .
ويذكر ابن فارس (ت 148 ه) هذا الخلاف بقوله : ١ ويسمى الشىء
الواحد بالأسماء المختلفة نحو : (السيف ؛ والمهند ؛ والحسام ... ) والذى
نقوله فى هذا أن الاسم واحد , وهو السيف ؛ وما بعده من الألقاب صفات »
ومذهبنا أن كل صفة منها ومعناها غير معنى الأخرى ؛ وقد خالف فى ذلك
قولنا : سيف ؛ وعضب ؛ وحسام 6 .
وكذلك الأفعال نحو : ((مضى » وذهب ؛ وانطلق ؛ وقعد ؛ وجلس؛ وركض ؛
ونام ؛ وهجع ) وهو مذهب شيخنا العباس أحمد بن يحبى ؛ ثعلب 096.
والفريق الثانى :فَبِدَ حدوث الترادف ووضع شروطاً تحد من كثرة وقوعه .
ومن أثبت الترادف ووضع له قيوداً ليحدٌ من كثرة وقوعه :
فخر الدين الرازى : الذى كان يرى قصر الترادف على ما يتطابق فيه
المعنيان بدون أدنى تفاوت ؛ فليس من الترادف عنده السيف والصارم ؛ لأن
فى الثانية زيادة فى المعنى .
ومنهم الأصفهانى : الذى كان يرى أن الترادف الحقيقى هو ما يوجد
فى اللهجة الواحدة , أما ما كان من لهجتين فليس من الترادف .
ومن علماء العربية من نفى وجود الترادف فى اللغة ؛ وعلى رأس هذه
الطائفة : ثعلب , وأبو على الفارسى ؛ وابن فارس ؛ وأبو هلال العسكرى .
(ا) الصاحبى ص 114 115