77 الرسالة الثالثة
أن هذه الامة تصنع من حديد المعادن مايريدون ٠ فان قيل ان آدم عليه
السلام نرل معه جميع الآلات ؛ فهذه مكابرة للعيان وان قيل بل نزل معه
آل واحدةرتلك لاقعرف ؛ فأى فائدة فى هذا لسائرالناس ثم ما يصنع بهذه
«الالات إذا لم يكن ثم حديد موجود !طرق بهذه الآلات ؛ وإذا خلق الله
الجديد صنمت منه هذه الآلات ؛ مع أن للأثور أن أول من خط وخاط
دريس عليه السلام » وآدم عليه السلام لم يخط ثريا فا يصنع بالابرة
م أخبر أنه أنرل الحديد فكان المقصود الا كبر بذكر الحديد ؛ هو
اتخاذ آلات الجهاد منه كالسيف والسنان والنصل وما أشبه ذلك » الذى به
ينصر الله ورسوله صل الله عليه وسلى + وهذا لم يرل من السماء » فان قيل
المتقدمة ؛ والآلة وحدها لاتكنى بل لابد من مادة يصنع بها آلات الجهاد؛
لكن لفظ المرول أشكلع ل كثير من الناس حتىقال قطرب رحمه الله معناء
ومثله قوله تعالى : ( وأنزل لك من الانعام ثمانية أزواج ) وهذا ضعيف
فان المرل نما يطلتى على ما يؤكل لاعلى ما يقابل به قال الله تعالى : ( فرل
من حم ) والضيافة سميت رلالان العادة أن الضيف يكون را كباً فينزل
فلان ضيف ؛ ولمهذا قالنوح عليه السلام : ( رنى أنرانى نردلا مباركا وأنت
خير الممزلين ) لانه كان راكباً فى السفيئة وسميت المواضع التى بزل بها
المسافرون منازل + لانهم يكو نون ركبانا فينرلون والمشاة تبع لاركبان ؛
وتسمى المساكن منازل
التبيان فى ثرول القرآن 77١
وجعل بعضيم : بزرولالحديد بمعنىالخلق لانه أخرجه منالمعادن وعلمهم
صنعته » فان الحديد إنما بخلق فى المعادن : والمعادن إنما تكون فى الجالء؛
فالحديد ينزله الله من معادنه التى فى الجبال لينتفع به بنو آدم ؛ وقال تعالى :
( وأنرل لك من الانعام ثمانية أزواج )
وهذا ما أشكل أيضاً فنهم من قال جعل » ومنهم من قال خلق لكونبا
خلق من الماء » فان به يكون النبات الذى ينزل أصله من السياء وهو الماء
وقال قطرب : جعلناء زلا ولا حاجة إلا إخراج االفظ عنمغاه المعروف
أمهاتها » ويقال للرجل قد أنزل الماء » وإذا أمرل وجب عليه الفل + مع
أن الرجل غالب إنزاله ؛ وهو على جنب » إما وقت الجاع و[ما بالاحتلام ؛
كيف بالانعام التى غالب [ زالحا مع قيامها على رجليها وارتفاعها على ظبور
أنرل النبات ولا أنزل المرعى » وإنما استعمل فيا بلق فى محل عال وأنزله
الآية ) وفها قراءتان إحداهما بالنصب فيكون لباس التقوى أيضاً مزلا +
وقبل ألهمنائم كيفية صنعته» وهذه الاقوالضعيفة ؛ فانالنبات الذىذكروا
أ الرسالة الثالثة
وقد قيل إن الريش والرياش المراد به اللباس الفاخر كلاهما بمنى واحد
مثل اللبس واللباس » وقد قيل هما المال والخصبوالمعاش ؛ وارتاشفلان
والصحيح أنالر يش هو الاثاث والمتاع ؛ قال أبر عم_والعرب تقول :
أعطانى فلإان ريشه أى كسوته وجهازه ؛ وقال غيره الرياش فى كلام العرب
الآثاث وما ظبر من المتاع والثياب والفرش ونحوها + وبعض المفسرين
أطلق عليه لفظ المال ؛ والمراد به مال مخصوص قال ابن زيد جالا؛ وهذا
لانه مأخوذ من ريش الطائر وهو مايروش به ويدفع عنه الحر والبرد ؛
وجمال الطائر ريشه » وكذلك مايبيت فيه الإنمان من الفرش وما ببسطه
تحته ونحو ذلك » والقرآن مقصوده جنس اللباس الذى يلبى على البدن وى
البيوت كا قال تعالى : ( والله جعل لك من بوتكم سكنا الآية ) فامّن
سبحانه بما يفتفعونبه منالانعام فى اللباس والاثاث » وهذا والله أعلم معنى
إنزاله » فإنه يزله من ظهور الأنعام وهو كسوة الأنمام من الاصواف
والأوبار والاشعار » ويفتفع به بنو آدم من اللباس والرياش » فقد أنرلها
علهم ٠ وأكثر أهل الأرض كسوتهم من جلود الدواب ؛ فبى لدفع الحر
والبرد ؛ وأءظم ما يصنع من القطن والكتان والله تعالى ذكر فى سورة
النحل إنعامه على عباده » فذكر فى أول السورة أول النعم الى لابعيش
يذو آدم إلا بها » وذكر فى أثنائها تمام النعم التى لايطيب عيشهم إلابها
فذكر فى أولها الرزق الذى لابد لهم منه ؛ وذكر مايدفع البرد منالكسوة
يقوله : ( والانعام خلقها لكم فيها دفء ومنها تأكاون ) ثم فى أثناء السورة
التبيان فى نرول القرآن ,1
ذكر لهم الما كن ومنافع التى يسكنونها مسا كنالحاضرة والبادية ومسا كن
المسافرين فقال تعالى : ( والله جعل لكم من بيوتك مك الآية ) مم ذكر
إنعامه بالظلال التى تقيهم الحر والأس فقال : (والله جعل لك مما خلقظلالا
وجعل لك من الجبال أكنانا -- إلى قوله كذلك يتم نعمنه عليكم
لعلكم تسلدون) ولم يذكر هنا مايق منالبرد لأنه قد ذكره فى أول السورة
وذلك فى أصول النعم لان البرد يقتل فلا يقدر أحد أن بعيش فى البلاد
الباردة بلا دفء بخلاق الحر ؛ فانه أذى لكنه لايقتل كا يقتل البرد» فإن
كا يحتاج إليه البرد » بل أدنى وقاية تكفيهم ومم فى الليل وطرف النهار ؛
ولا قصور فى المعنى كا بظنه منلم بحسن القرآن » بل لفله أتم لفظ ومعناه
أكل المعانى فاذا كان اللباس والرياش يمزل من ظهور الانعام » وكسوة
الانمام منزلة من الاصلاب والبطون كا تقدم » فهو مزل من الجهتين فانه
عل ظبور الأنعام لاينتفع به بنو آدم حتى ينزل
فقد تبين أن ليس فى القرآن ولانى السنة لفظ رول إلا فيه معنىالترول
المعروف ؛ هذا هو اللائق بالقرآن فإنه ُرل بلغة العرب ولاتعرف العرب
هو استعال اللفظ المعروف له معنى فى معنى آخر بلا بيان وهذا لايجوز
با ذكرنا ؛ وبهذا يحصل مقصود القرآن واللغة الذى أخبر الله تعالى أنه بينه
- الرسالة الحادية عشر
عشره ؛ وكذلك كلام الناقلين لمذههم مشل : ماذكره أبر سلمان الخطانى
الصفات ؛ وما جاء منها فى الكتاب والسنة ؛ قا مذهب السلف إثياتها
وإجراؤها على ظواهرها » وننى الكيفية والتشبيه عنها ؛ وقد نفاها قوم
منالتشبيه والتكييف ؛ و إنما القصد فىسلوك الطريقة المستقيمة بين الأمرين
البارى سبحانه؛ إنماهوإثبات وجودلا[ثبات تحديد وتكييف ؛ فاذاقلنا : يد
وسمع ) وبصر »وما أشميا » فانما هى صفات أئيتها الله لنفسه 6 ولسنا
تقول أن معنى اليد القوة أو النعمة ؛ ولامعنى السمع والبصر الع ؛ ولانقول
وأدوات الفعل
ونقول : أن القول إنما وجبت باثمات الصفات لأن التوقف ورد
الخطيب الحافظ فى رسالة له » أخبر فيها أن مذهب السلف علىذلك ؛ وهذا
الكلام الذى ذكره الخطانى ؛ قد نقل نحوا منه من العلساء من لايحصى
مثل : أنى بكر الاسماعيل » والإمام يجين عمار السنجرى شيخ شيخ الإسلام
أي إساعيل الانصارى الهروى ؛ وأنى عثمان الصابونى شيخ الإسلام +
وأنى حمر بن عبد الثر القرى إمام المغرب وغيرمم
طريقة المتبعينالكتابوالسنة وإجماع الامة قال : فيا اعتقدوه أنا لاحاديث
ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل ولاتشبيه ؛ وأن الله بائن من خلقه +
وقال الإمام العارف معمر بن أحمد الأصسبانى شيخ الصوفية فى حدود
المائمة الرابعة فى بلاده قال : أحبيت أن أودى ا رسيا لنت
وموعظة من الحكة ؛ وأجمع ماكان عليه أهل الحديث والاثر ٠» وأهل
المعرفة والتصوف من المتقدمين والمتأخرين قال فها : وان الله استوىعل,
بجهول » وأنهعروجلبائن منخلقه » والحخلق منهباثنون بلا حلول ولامازجة
وأن الله عز وجل سميع بصير علم خبير » بتكام ويرضى ؛ وإسخط
ويضحك » ويعجب ويتجل لعباده يوم القيامة ضاحكا ؛ وينزل كل ليلة إلى
سماء الدنيا كيف شاء فيقول : هل من داع فأستجيب له ؛ هل من مستغفر
السماء بلا كيف » ولاتشييه ؛ ولاتأويل » فن أنكر النزول أو تأول فبو
مبتدع ضال » وسائر الصفوة من العارفين على هذا » ومن متأخريهم الإمام
أبر مد عبد القادر بن أنى صالح الجيل قال فى كتاب الغنية له : أما معرفة
الصانع بالأبات والدلالات على وجه الاختصار » فهو أن تعرف وتتيقنأن
07 الرسالة الحادية عشر
الله واحد ؛ إلى أن قال : وهو بجهة العلو مستو عل العرش ؛ حتو عل الملك
محيط عله بالاشياء » إليه يصعد اللكلم والعمل الصالح برفعه + يدير الم
تعدون ؛ ولابجوز و صفهبانهنى كل مكان بل تقال : أنه فىالسماء علىالعرش
كا قال : ( الرحمن على العرش استوى ) وذكر آيات وأحاديث إل أنقال :
وينبغى إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل » وأنه استواء الذات على
العرش قال : وكونه علىالعرش ؛ مذكور فى كل كتاب أنزل على في أرسل
بلاكيف ؛ وذكر كلاما طوبلا لابجتمل هذا الموضع » وذكر فى سائر
قال أبو عمر بن عبد الب : روينا عن مالك بن أنس وسفيان الثورى
وسفيان بن عيينة والأوزاعى ومعمر بن راشد فى أحاديث الصفات : أنهم
وسل من ثقل الثقات أو جاء عن الصحابة رضى الله عنهم + فهو عل يدان
به ؛ وما أحدث بعد ولم يكن له أصل فها جاء عنهم ؛ فبو بدعة وضلالة
وقال فى شرح الموطأ لما تكلم على حديث الأزول قال : هذا حديث
ات منجهة النقل صحيح الاسناد ٠ ولايختلف أهل الحديث فى صحته ؛ وهو
منقول من طريق سوى هذه من أخبار العدول عن الننى صل الله عليه ول
وفيه دليل على أن الله فى السماء على العرش ؛ من فوق سبع سموات كا
قالك الجاعة ؛ وهو حجتهم عل الممزلتنى قولحم : انالله فى كلمكان قال :
والدليل على صحة قول أهلالحق قول الله » وذكر بعض 'الآيات إلى أن قال:
وهذا أشهر وأعرف عند العامة والخاصة من أن يحتاج إلى أكثر منحكايته
لآنه اضطرار لم يوقفهم عليه أحد » ولا أشكره عليهم ملم ٠
وقال بو عمر بن عبد البر أيضاً : أجمع علاء الصحابة والتابعين الذين
حمل عنهم التأويل قالوا فى تأويل قوله : ( ما يكون مننجوى ثلائة لاهو
رابعهم ) هو على العرش ؛ وعلسه فى كل مكان ؛ وما خالفهم فى ذلك من
يحتج بقوله
وقال أبو عمر أيضاً : أهل السنة جمعون عل الإقرار بالصفات الواردة
كلها فى القرآن والسنة والإيمان بها ٠ وحلبا على الحقيقة لاعل الجاز ء
البدع الجهمية والمعنزلة كبا والخوارج » كليم يشكرها ولابحمل شيثاً منها
على الحقيقة » ويزعم أن من أقربها شبه وهم عند من أقربها نافون للبعبود ؛
والحق فما قاله القائلون ؛ بما نطق به كتاب الله وسنة رسوله وهم أنمة الجاعة
هذا كلام ابن عبد البر إمام أهل المغرب » وفى عصره الحافظ أبوبكرالببق
مع توليه للمشكلمين من أصحاب أب الحسن الأشعرى وذبه عنهم قال
فى كتاب الأسماء والصفات ٠» باب ماجاء فى إثبات البدين صفتين لا من
حيث الجارحة ؛ لورود خبر الصادق به قال الله : ( يا إبليى مامنعك أن
تسجد لما خلقت بيدى ) وقال : (بل يداه مبسوطتان) وذكر الأحاديث
الصحاح فى هذا الباب مثل قوله فى غير حديث فى حديث الشفاعة : ويا آدم
أنت أبو البشر خلقك الله بيده » ومثل قوله فىالحديث المتفق عليه : وأنت
4ط الرسالة الحادية عشر
النوراة بيده ومثل مافى صميح مسلم : « وغرس كرامة أولياء» فى جنة
عدن بيده » ومثل قوله صل الله عليه وسلم : « تكون الارض يوم القيامة
لهل الجنة » وذكر أحاديث مثل قوله : بيدك الام والخير يديك
والذى نفس محمد بيده وان الله يبسط بده بالليل ليتوب مسىء النهار
وببسط بده بالنهار ليتوبمسىء الليل » وقوله : « المقسطون عند الله على
منابر مننور عزيمين الرحمن وكلتا يديه بمين » وقوله : د يطوى السموات
يوم القيامة ثم بأخذهن بيده المنى ثم يقول أنا الملك أبن الجبارون أن
المتكبرون » وقوله : « مين الله مالاى لابغيضها نفقة سحاء اليل والنهار
أرأيع ما أنفق م:ذخلق السموات والأرض فأنه لم بيغض مألى ينه وعرشه
وذكر أيضاً قوله : د إن الله لما خلق ادم قال له ويداه مقبوضتان اختر
هذا النوع ِ
وسائر الصفات الخبرية ؛ مع أنه يحى قول بعض التأخرين
وقال القاضى أب يعلى فى كتاب ابطال الا بل : لابجوز رد هذءالاخبار