من عنت: (أبو بكر وعمار وأمه سمية؛ وصهيب وبلال والمقداد)ا') وفتى صفير السن
هو (علي بن أبي طالب) وضع يده بيد رسول الله كَكةٍ أمام أهله وكفى بتلك مجاهرة
أما البقية فآثروا العمل بصمت وسرية فالبطش القادم مخيف ومخيف جدا
بدأ هؤلاء الأفذاذ يدعون لدين الله جهرة؛ فأسلم بإسلامهم خلق كثير مما أقض
مضاجع الوثنيين فاتجهوا نحو رسول الله كةِ يحملون في أيديهم ألواناً من الأذى
والعذاب عله يتراجع؛ ويتراجع أصحابه معه
يؤذون رسول الله
كانت البداية امرأة امرأة تدعى أم جميل بنت حرب زوجة أبي لهب وأخت أبي
تولول وتبحث في الدور والطرقات؛ وتفتش في كل مكان عن انتقام يخمد هذا الجمر
الذي يحشو قلبها؛ تلتقط حجارة من الطريق تبحث عن محمد ثَلةٍ لتضربه بهاء
وترميه بسلاطة لسانها بينما كان عليه السلام وصاحبه الصديق مشغولين بالتقاط
القلوب
أسرعت نحو المسجد الحرام فرأت أبا بكر الصديق فأقبلت عليه وذلك (لما
نزلت تبت يدا أبي لهب أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب: ولها ولولة وفي يدها
(١)سنده حسن رواه احمد ١-١ عن زائدة بن أبي الرقاد؛ عن عاصم؛ عن زر عن أبن مسعود ؛ وهو حسن
من أجل عاصم وزائدة وله شاهد من طريق شعبة عن منصور عن مجاهد مرسلاً ابن كثير 1414-١ وقد
مر معنا
)١( الفهر: الحجر
ابن أبي قحافة ما شأن صاحبك ينشد في الشمر؟ فقال أبو بكر: والله ما صاحبي
جمل بيني وبينها حجاب فسألها أبو بكر, فقالت: أتهزا بي يا ابن أبي قحافة والله ما
ثم توجهت للطواف بالبيت حيث كانت (أم حكيم) عمة رسول الله يَقِةٍ متواجدة
(تعثرت أم جميل وهي تطوف بالبيت في مرطهاا" فقالت: تعس منمم
فكلتانا من بني العم؛ وقريش بعد أعلم)ا*"
عادت آم جميل إلى بيتها تحمل الفشل تحمل عارهاء وتحمل المزيد من الحطب
والشوك تضعه في طريقه كِيةٍ وتفتح الأبواب لسفهاء مكة ومراهقيها تخرجهم من
والدفاع عن رسول الله كَقةِ علانية فبدات قريش مشروع التتكيل و:
)١( حديث حسن بما بعده؛ رواه الحميدي ١097-١ حدثا الوليد بن كثير وهو ثقة من رجال الشيخين عن أبي
الزبير عن أسماءء؛ وابو الزبير ثقة لكنه مدلس ولم يصرح بالسماع
(1) حديث حسن بما قبله رواه البيهقي 1٠97-7 من طرق عن الثقة علي بن مسهر عن الثقة سعيد بن كثير
بن عبيد عن أبيه عن أسماء وحديث والده جيد في المتابمات وهذا منها
)١( ثوبها
(+) الحصان العفيفة؛ والثقاف هي الفطنة التي تفهم وتدرك
(0) جزء من حديث الحميدي
تعذيب الصحابة
يقول أحد الصحابة: (أول من ظهر إسلامه سبعة: رسول الله؛ وأبو بكر وعمار
بعمه أبي طالب وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه؛ وأما سائرهم؛ فأخذهم المشركون
فالبسوهم أدراع الحديد؛ وصهروهم في الشمس فما منهم إنسان إلا وقد واتاهم على
وعندما سئل أحد الصحابة ذات يوم: (أكان المشركون يبلغون من أصحاب رسول
الله كيةٍ من العذاب ما يعذرون به في ترك دينهم؟) أجاب رضي الله عنه فقال: (نعم
لقد افترش العذاب هذه الأجساد الطاهرة؛ وطاب له المقام؛ ففرز أنيابه بلا
رحمة بلا شفقة يشرحها ويشرب من دمها وقهقهات السكارى والطواغيت حول
هذه الأجساد المطروحة لا تجد من يخرسها حتى رسول الله كه لا يستطيع أن يفعل
لقد اضطر الصحابة إلى اتخاذ إجراء يحمون به رسولهم؛ فكانوا يتتاوبون في
حراسته ليلاً ونهاراً فالتهار لا يخلو من السفهاء والمتهورين والليل يخفي سفر الخناجر
الفادرة يحملها المتلثمون
الشيخ الكبير حاجبيه المثقلين بالشيب والألم؛ لمح رسول الله تَكّةٍ فرأى الحزن والدمع
)١( حديث حسن مر معنا تخريجه
(") سنده جيد رواه ابن إسحاق /ابن هشام؟-17١1 حدثني حكيم بن جبير؛ عن سعيد بن جبير: قلت لعبد الله
بن عباس حكيم فيه كلام حول تشيمه؛ قال أبو زرعة: محله الصدق وهذا الحديث ليس في المذهب»
ثم إن ما قبله يشهد له فهو حسن لذاته أو لفيره
رسول الله كَيةٍ قبل أن يواسيه؛ فقال: (يا رسول الله الدهر هكذا ١ فقال النبي كي:
السياط,؛ ولا يخشى القيود إنه يتزين بها للجنة؛ ويرجو أن يكون أول شهيد لكن
أول الشهداءامرأة
شهيد في الإسلام امرأة امرأة طاعنة في السن اقتادها وثني شرس يقال له:
قيودها نحو بطحاء مكة؛ ثم يرمي بها نحو الأرض وبعد أن سلخ جلدها بالسياط؛
وحطم أضلاعها بالحجارة تناول رمحاً فطعنها به في موضع عفافها أمام زوجها
وابنهاء ثم تركها تتخبط بدمائها حتى لفظت أنفاسها وروحها
"سمية بنت خياط" أم عمار بن ياسر هي تلك الشهيدة التي عجز الطاغوت أبو
جهل قاتل النساء؛ وعجزت سياطه عن الظفر بكلمة ثناء على صنم من أصنامه؛ فليس
لديها سوى كلمة التوحيد؛ رفضت أن تتنازل لأبي جهل عنها؛ حتى جن جنونه فطعنها
)١( حديث حسن بما بعده؛ رواه أحمد 17-١ ثنا عبد الصمد ثنا القاسم بن الفضيل عن عمرو بن مرة عن
سالم بن أبي الجعمد عن عثمان وفيه انقطاع بين سالم وعثمان
() رواه الحاكم 7/8-7) والبيهقي 87-١ والطبراني الأوسط ١1-١7 من طرق عن الثقة هشام الدستوائي؛
(7) حسن يما قبله رواه الطبراني الكبير 3 - 7١7 حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثا إبراهيم بن
سعيد الجوهري ثنا اسد بن خالد عن سليمان بن قرم عن الأعمش عن ابن ابي الزناد عن عبد الله بن
الحارث عن عثمان بن عفانء وأسد ضعيف
(1) قطعة من حديث سابق هو حديث جابره وهو حسن
يسرقون الفقراء
سمية الراحلة لها رفاق صامدون شامخون كأطواد مكة أرادتهم قريش عبيداً؛
فانتزعوا حريتهم بأيديهم عذبوهم لكنهم رفضوا الخنوع لسياط الشرك فعاشوا
يتنفسون هواء الحرية الرحب حتى ماتوا
حتى تعبواء لكنه لم يتعب سرقوا دراهمة؛ قصبر واحتسب بينما انحط مستوى
رجالات قريش ووجهائها إلى الجمديض: ها هو رجل من وجهائهم على الإطلاق ينحدر
خباباً قرآناً تتلوه الأمة كلها
حتى تموت ثم تبعث
الجلف (فكان ممن يعذب في الله)" ليتراجع فلا يتراجع
بكل ما يملك لكنه شحيح بدينه كسمية بنت خياط ف (لم يكن أحد إلا أعطى ما سألوه
(؟) متفق عليه
(؟) سنده صحيح رواه أبو نعيم في الحلية :117-١ حدثثا سعد بن محمد الصيرفي ونه تلميذه أبو نميم؛
تذكرة الحفاظ 1311-7 حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة؛ حدثنا سعيد بن عمرو الأشمث وهو ثقة؛
حدثا سفيان بن عيينة عن مسعر بن كدام وهو أحد الأعلام الثقات التهذيب ٠7-8 عن قيس بن مسلم
وهو ثقة عن طارق بن شهاب وله رؤية
لقد كشف خباب يوماً ظهراً له تقلب في جمر العذاب؛ وتشقق من السياطء كشف
برد الأرض إلا بظهري)!"
تحدث الجميع عن مأساة أخيه بلال, وتلك الخطوط التي رسمها بلال في طرقات مكة
كلمة إذعان واحدة ترضي طواغيت مكة
كان بلال المنحدر من شلالات أفريقيا وأنهارها شجاعاً كأُسُودها سخياً كسهولها
ساق القدر أمه وأباه إلى مكة فولد كالليل مليثاً بالأسرار والحزن والعبودية هموم
برسول الله جَةٍ فوجده يحمل ما كان يبحث عنه الحرية والمدالة
كم تشققت قدماه وهو يبحث عنهاء فلم يجد عند قريش والعالم إلا سراب ووجد
الحقيقة والحلم عند محمد بَنْيةٍ: فماذا ينتظر؟ لقد أدرك أسرار القوافل التي تمر
)١( الحجارة المحماة
)١( سنده صحيح رواه أبو نميم في الحلية ١141-١ حدثا عبد الله بن جمفر حدشا يونس ابن حبيب وهما
شيخه التابمي حارثة بن مضرب قال: قال خباب
(؟) حسن رواه ابن سعد (118-7) أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس أخبرنا حبان بن علي عن مجالد عن
الشعبي قال وهذا الإسناد ظاهره الإرسال لكن له شواهد كثيرة تقويه
(+) الودك هو الشحم
(*) رواء أبو نميم (الحلية )44-١ عن الشعبي قال: سال عمر بلالاً وظاهره الإرسال ويشهد له ما سبق
بهذه الدنيا ثم ترتحل وأدرك أين تستقر قدم له النبي تَةٍ إجابات عجز الفلاسفة
والحكماء عن الوصول إليها أدرك أن هذه الدنيا ليست سوى أيام وساعات تتبخر
ومهما طالت فلن تدوم, وأن الحياة هناك: خلف السحاب خلف السماء في مدائن
الجمال والسحر والبهجة الخالدة في جنات فاتتة, أو في الجحيم وبين أودية الحميم
وحفر النتن والعذاب المقيم والخيازله
اختار بلال الرحمن ولفظ الشيطان من حياته؛ وتصدى كجيش من حديد لتعذيب
دمت مع الله؛ فالروح لها طريق لا تعرفه قريش ولا تلوثه أصنامها طريق فسيع لا
تردمه الجبال طريق طاهر لا تمسه أيدي المشركين
دروب مكة وشعابها يلعب به الصبيان والسفهاء وهو يسقط المرة تلو المرة من الإعياء؛
ثم يضطر إلى الوقوف مرة أخرى من لسع السياط والعصي على رأسه وجسده
كان المسلمون حوله يتحرقون لكن ماذا بأيديهم وهم ليسوا بأحسن حال منه؛
مالك بلال نحو مالكه المجرم المدعو "أمية بن خلف"؛ فمرض عليه شراءءه؟ فوافق
الطاغية بعد أن كلت يداه وقدماه من الصفع والركل والضرب فلم يظفر بشيء من
ذلك العملاق المتلبط بين السياط:؛ ودفع أبو بكر الثمن وقبض المجرم؛ وتوجه أبو بكر
صورة وجده5
رجل مخضرم عاصر الجاهلية والإسلام اسمه قيس بن أبي حازم يروي آخر
)١( مر معنا وأنه حديث حسن
هذه القصة
قصة طفل طهور كالبرد ولد يتيماً واستمر اليتم يلاحقه ويلاحق طفولته في
ويكبر محمد ل وتكبر غربته ويكتشف في دروب الحياة يتماً اكبر من يتمه
الجزيرة العربية كانت غابة من الأصنام وأودية تسيل دماءٌ بريئة تسيل عادات
بالية وتقاليد محيرة
الرسالة فيحمل الأمانة ويتحدر بها نحو مكة نحو أمته فينطق بها بهجة وبشرى
وشتائم وتكذيباً له وهو الذي يلقب بالأمين
الإجابة كانت أكثر من خمسين عاماً من فنٌّ التعامل مع الغير نقشها كل في
الإجابة سيرة لم تكن ماضياً أبداً بل شعلة توقد شموس الحياة: ودماء تتدفق
في عروق المستقبل والأجيال
أحاول في هذه السيرة - القصة أن أبسط ما أمكن أن أجعل هذه الأحداث
سهلة في متتاول الجميع خاصة من لا يبحثون عن التعقيد أو التفريع لذلك صفتها
وربطت بين أحاديثها الصحيحة لتكون قصة لا روايات أحداث متفرقة فقط
هذه هى منزلة بلال الإنسان عند هؤلاء المللحدين وهذا هو مفهوم الحرية عند
ذليلاً؛ وإما أن يرفض إرادتهم ويسلك دروب الدعاة فيدفع الثمن باهظاً كان النبي
وتقوي عزائمهم فهذا فرعون قد سبق قريشاً قولا وفعلا الله سبحانه يقول عنه:
ويتكرر المشهد فهذه أكوام الحجارة تغطي جسد بلال المنهك والشمسّ اللافحة
لحجر
تلك اللحظات التي يتحرر فيها الإنسان الضعيف من أقوى ضغوط السائد؛ ويتحرر
فيها من الوهم الذي يسكن الملايين أن يقول لللافرت المتجبر: لا زتها يحصل
يقولها بلال أو أي مسلم؛ فإن مساحة من الظلم حول ذلك الطاغوت سوف تتحسر
لتفسح المجال لحياة رغيدة ولهواء نظيف يليق بالإنسان
)١( سنده قوي كما قال الإمام الذهبي,ء ورواء ابن أبي شيبة ١7 - 777 حدثنا سفيان بن عيينة عن
إسماعيل عن قيس سفيان إمام ثقة معروف أما استاذه إسماعيل بن أبي خالد فهو ثقة ثبت
التهذيب (18/1) وقد أكثر الرواية عن شيخه المخضرم: قيس بن أبي حازم البجلي وهذا الأخير
رحمسه الله أدرك الإسلام والجاهلية رأى رسول الله كَل وهو ثقة انظر التقريب )١1/7(
(1) سورة غافر وهي سورة مكية