فقال له رسول الله َةٍ: فانطلق)!') فانطلق الرجل مع النبي كي وأصحابه مسلماً
بعد أن دفن الشرك والأصنام بالبيداء؛ ورفرف مع شجاعته ونجدته في أجواء التوحيد
الطاهرة الفسيحة وواصل المسلمون سيرهم نحو القافلة, لكن مشكلة وقعت وأمراً خطيراً
لم يحسب له المسلمون حساباً؟ لقد علمت قريش بخروج رسول الله كلةٍ لكن كيف؟
كيف عمت فريس يخروح
رسول الله جَئِةٍ
يقول أحد الصحابة رضي الله عنهم: (لما سمع رسول الله كةٍ بأبي سفيان مقبلاً
يلقى حرياً؛ وكان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتحسس الأخبار ويسأل من لقي من الركبان
فخرج ضمضم بن عمرو سريعاً إلى مكة)"" ووصل إليهاء فسمعت قريش (صوت
وحول رحله؛ وشق قميصه وهو يقول: يا معشر قريش, اللطيمة اللطيمة؛ أموالكم مع
أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه لا أرى أن تدركوها الغوث الغوث)ا"
وتجمعت قريش حول هذا المشهد الفاجعة؛ وصرخت بوجه ضمضم بن عمرو
)18117( حديث صحيح رواه مسلم )١(
)١( رواه ابن إسحاق ومن طريقه الطيري 187-17 من طريقين: مرسل صحيح إلى عروة؛ والثاني عن ابن عباس
وابن إسحاق لم يذكر أسماء شيوخه وهم جمع؛ ويشهد له ما بعده
() حديث حسن مر معنا عند الحديث عن رؤيا عاتكة وهو جزء من حديث الرؤيا
ويكاد يموت من الخوف
خائفاً على سمعة قريش الأمر أشد وأخطر إنه يحس بدنو أجله ويرى في كل
شبر خارج مكة قبراً مشرعاً ينتظره إنه أمية بن خلف وهو لا يستطيع التفريق بين
المشئوم؛ عندما كان سعد بن معاذ في نزاع مع أبي جهل بعد أن رفض أبو جهل أن
يطوف سعد بالكعبة وهو من أنصار محمد كَل وعندما حاول أمية إسكات سعد بن
معاذ رضي الله عنه بشره سعد بنهاية تصطك لها الركب بشره سعد بكارثة فقال
بمكة؟ قال سمد: لا أدري
واليوم هاهي قريش غاضبة وستخرج كلها؛ ولن يتخلف منها أحد ؛ فهل سيتخلف
قال أمية: فإني لا أخرج)"!
)17-7 ( حديث صحيح رواه البخاري (74680) والبيهقي )١(
)7/7( حديث صحيح رواه البخاري والبيهقي )7(
إذا فقد قرر أمية البقاء في مكة وعدم الخروج فلتذهب القافلة إلى الجحيم؛
ففي خروجه سفر إلى الموت على يد محمد وأصحابه لكن هل سيتركه أبو جهل ينعم
بالبقاء؟ لا أظن ذلك فأبو جهل الآن كالمجنون يجول في شوارع مكة كالثور الهائج
يثير الغبار في ازقتها يطرق أبوابها لن يتركه أبو جهل ينعم بالطعام والشراب
والرقاد ليواجه الموت نيابة عنه لقد (استنفر أبو جهل الناس فقال: أدركوا عيركم
تخلفت وأنت سيد أهل الوادي تخلفوا معك
فلم يزل به أبو جهل حتى قال: أما إذا غلبتني فوالله لأشترين أجود بعير بمكة
الصخور وبين الشجر يرى الموت يسيل في الوادي يراه مقبلاً مع قطع السحاب
الصيفية؛ وفي المساء يرى الظلام عباءة يرتديها الموت؛ والنجوم عيون تحدق به
مضنوا خلف أبي جهل مصطحبين المغنيات والخمر والموت؛ حتى وصلوا إلى أرض
بين مكة والمدينة يقال إنها كانت (موسماً من مواسم العرب؛ يجتمع لهم بها سوق كل
بدر
وقد قرر أبو جهل ومن معه تحويل أرضها إلى ساحة لاحتفال صاخب؛ سيجعلون
أرض بدر خمرا ونساءً ورقصا ومقابر لمحمد وأصحاب محمد ؛ سيجعل أبو جهل
من تلك الأرض احتفالاً غير عادي احتفالاً لقريش وحدها في موعد هو الذي
يحدده وقد وصف الله عز وجل ذلك الخروج وتلك الغطرسة بقوله: هم ولا شكونا
)7958٠0( حديث صحيح رواء البخاري )١(
تفسير الطيري (تفسير سورة الأنفال) )١(
زحفت الجموع؛ وزحف معهم أمية؛ وخيم شبح الموت على كل شبر يسير إليه
إنه الآن يتوقع خروج رسول الله كَنةٍ او بعض صحابته في أية لحظة؛ ومن أي مكان
ليقتلوه إنه ليتساءل ترى:
أجل أين رسول الله كيه
لكن كيف علم كَلةٍ بخروج قريش كيف عرف عددهم ولماذا يستشير أصحابه مرة
أخرى وهم قد وافقوا على الخروج معه عندما كانوا في المدينة؟ لنبدأ بالأمر الأول
كيف علم جَِةٍ بخروج قريش
يقول أحد الصحابة المشاركين بتلك الأحداث وهو أنس بن مالك: (إن رسول الله جَيةٍ
ندب أصحابه؛ فانطلقوا إلى بدرء فإذا هم بروايا قريش فيها عبد أسود لبني الحجاج؛
وأمية بن خلف
ما لي بأبي سفيان علم؛ ولكن هذه قريش قد أقبلت؛ فيهم أبو جهل وعتبة وشيبة ابنا
ربيعة وأمية بن خلف قد أقبلوا والنبي جَةٍ يصلي -وهو يسمع ذلك- فلما انصرف!"
)١( سورة الأنفال: الآية 41
() حديث حسن دون ما بين المعقوفين رواه ابن إسحاق وهو جزء من حديثه الطويل
(3) انصرف من صلاته: انتهى والاتصراف يمني أيضا: التسليم
قد أقبلت لتمنع أبا سفيان»1)
هكذا علم رسول الله كَةِ بمقدم قريش وطواغيتها كان الأمر خطيراً وعصيباً
جداً ولابد لنبي الله كةٍ من أن يعيد حساباته من جديد لا بد من معرفة حجم
الخطر القادم,؛ وهل في الإمكان مواجهته؟ أم أن في مواجهته تهوراً ولا بد من
الانسحاب للحفاظ على صفوة الأمة ونواتها ؟ ما غاب ذلك عن رسول الله كَيةٍ ولم
يغب فقط وبحوار قصير بين رسول الله كَةٍ وبين ذلك الغلام المشرك؛ ودون ضرب:
أو تعنيف أو إكراه دون سياط أو حبال انتهى كل شيء
كيف عرف 2 عدد قريش
يتحدث عن ذلك بطل آخر من شباب الإسلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الرسول كَةٍ إلى بدر - وبدر بثر- فسبقنا المشركون إليهاء فوجدنا فيها رجلين منهم؛
رجلاً من قريش ومولى لعقبة بن أبي معيط
فأما القرشي فانفلت؛ وأما مولى عقبة فأخذناء, فجعلنا نقول له: كم القوم؟
قيقول: هم -والله- كثير عددهم؛ شديد بأسهم فجمل المسلمون إذا قال ذلك ضريوه؛
فقال رسول الله تَكْيةٍ: القوم الف كل جزور لمائة)!"" بفطنته وذكائه كَِةٍ توصل إلى
عدد قريش لكن كم كان:
777١ حديث صحيح رواه مسلم وأبو داود واللفظ له صحيح ابي داود )١(
)١( الإبل
"( سنده صحيح رواه البيهقي 17-7 واحمد :١١7-١ إسرائيل: عن أبي إسحاق عن حارثة عن علي:
مضرب فتابعي كبير ثقة التقريب 144
أنا وابن عمريوم بد وكنا -أصحاب محمد - نتحدث أن عدة أهل بدر ثلاثمائة
آخر لأصحاب رسول الله كيةٍ إنهم ثلاثمائة وبضعة عشر فقط, وهؤلاء الثلاثمائة إذا
إنك لو نظرت مرة أخرى إليهم؛ لنظرت إلى مشهد خلاب؛ رغم الفقر والحفاء
والعوز لن تجد أحداً يسير على قدميه كل الطريق ولن تجد أحداً يركب كل الطريق
كانت قافلةٌ من القلوب والمشاعر قادها ع إلى بدر عبد الله بن مسعود أحد تلك
القلوب التي تخفق بالإيمان والإيثار والنظام يقول رضي الله عنه وعنهم: (كنا يوم بدرٍ
فقال: ما أنتما بأقوى منيء ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما)ا
1-١ حديث صحيح رواه البخاري والبيهقي واللفظ له )١(
بن إسحاق القاضي؛ حدثثا ابن وهب؛ وأخبرني أبو صخر عن أبي معاوية البجلي؛ عن سعيد بن جبير»
عن ابن عباس أن علي: أبو معاوية صدوق من رجال مسلم واسمه: عمار بن معاوية الدهني؛ وأبو صخر:
حميد بن زياد التهذيب ؟-771 من رجال مسلم حسن الحديث وتلميذه إمام معروف والبفوي مسند بقداد
التذكرة 884
() إذا جاء دور الرسول كَل في المشي
(؛) إستاده حسن رواه أحمد 41١١-١ و18١1 و77 من طريق حماد بن سلمة حدثنا عاصم بن بهدلة عن زر عن
ابن مسعود عاصم حسن الحديث وزر ثقة التقريب 180716
رسول الله يَْةِ ونبيه وخير خلقه يقطع المسافات مشياً؛ رغم وجود من يبذل روحه
يشفق عليهم؛ ويرأف بهم؛ ويحنو عليهم؛ ويطمع مثلهم بالأجر من عند الله
ولوق السنض قائنية إلى ارحم الزاحمية يستخطره رحمة لوؤلاء المساكين انتل:- امج
دعاء يفيض رحمةٌ وشفقة؛ وحالة أصحاب يرثى لهاء وظرف صعب يفاجن القافلة
ولم ترتجف؛ لكن فتاك مَن كره لقاء قريش بهذا الانتعداد الضعيف؛ هما للقتال
أمام جيش متأهب لأخذهم
يقول كعب بن مالك رضي الله عنه: (تخلفت عن غزوة بدر؛ ولم يعاتب الله أحداً
تخلف عنها؛ إنما خرج رسول الله جَةٍ يريد عير قريش؛ حتى جمع الله بينهم وبين
عدوهم على غير ميعاد)!"
والكراهية معاً؛ وذلك لعدم الاستعداد؛ وقلة العدد والعدة
رأى خوفهم عليه وعلى دينهم ودولتهم فتوقف كلِةٍ ل:
)١( سنده حسن رواه البيهقي 8-7؟ وابو داود 7717 من طريق ابن وهب حدثا حيي عن أبي عبد الرحمن
الحبلي عن عبد الله بن عمرو ابن وهب ثقة مر معنا؛ وحيي حسن الحديث؛ قوي إذا روى عنه ثقة؛
والحبلي ثقة من رجال مسلم اسمه: عبد الله بن يزيد
(7) حديث صحيح طويل رواه البخاري (4518)
المشورةالثانية
حتى إذا كان ببعضه نزل] وأتاه الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم؛ فاستشار
النبي كَةٍ الناس وأخبرهم عن قريش فقام أبو بكر رضوان الله عليه فقال وأحسن ثم
قام عمر رضي الله عنه فقال فأحسن, ثم قام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله
لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه])" (لا نقول كما قال قوم موسى لموسى: ف فَأَذْهَب
وبين يديك وخلفك قال ابن مسعود : فرأيت النبي كَةٍ أشرق وجهه وسره)!"
لقد تأثر ابن مسعود بما قاله المقداد؛ وتمنى في تلك اللحظات لو كان هو صاحب
تلك الكلمات؛ ولم يستطع ابن مسعود أن يكتم ذلك في نفسه؛ لقد صرح به فيما بعد
أخرى بالفئة المؤمنة؟ فتتبه أحد الأنصار لهذا النداء المتكرر وفهم مراد رسول الله كي
)١( قال الراوي: مدينة الحبشة
(7) حسن رواه ابن إسحاق وقد مر معناء حيث صرح بالسماع من شيوخه الثقات: الزهري وعاصم بن عمر»
وعبد الله بن أبي بكر ويزيد بن رومان وهؤلاء أخنوه عن شيخهم الإمام عروة بن الزيير ورواه شيوخ
غيرهم عن ابن عباس لكن هؤلاء الشيوخ غير معروفين والحديث يشهد له ما قبله من الأحاديث وما بعده
عدا ما بين المعقوفين فلم أجد له شاهدا والحديث جزء من حديث بدر الطويل
(7) حديث صحيح رواه البخاري عن ابن مسعود (487؟)
80 حديث صحيح رواه البخاري عن ابن مسعود (187؟)
يتخوف الا تكون الأنصار ترى عليها نصرته إلا ممن دهمه" بالمدينة من عدوه؛ وأن
ليس عليهم أن يسير بهم إلى عدو من بلادهم
قال كَةٍ: أجل
بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البعر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل
مسر رسول الله جَةٍ بقول سعدء ونشطه ذلك)!"
وجاءت البشرى من الله
وأنزل الله كلامه وعداً صادقاً لا يتأخر وأمناً يملاً الأجواء والصدور, فأزال بقايا
الخوف وطهر به القلوب المؤمنة
عر بم ضور ام
وتودونت أن غير ذَاتٍ النَوَكَةٍ تَكَوْتٌ لَك » والشوكة هي جيش قريش وغير
ذات الشوكة هي القافلة
الذمام: الحرمة أي نحن غير مسئولين عنك حتى تسكن في مدينتقا )١(
(3) هاجم المدينة
(3) هو جزء من حديث ابن إسحاق الطويل وله شاهد عند ابن مردوديه (سيرة ابن كثير 790/7) من طريق
محمد بن عمرو ابن علقمة عن أبيه عن جده وجده ولد في عهد رسول الله يَةٍ وروايته عن الصحابة أما
عمرو فهو حسن الحديث في الشواهد والمتتابمات