صامت روحه ونفسه وصام قلبه ؛ فلا يثير نوازع الشيطان ومكامن الشر في
ولا يخاصم » ولكن ليحفظ الله سبحانه وتعالى في هذا الصوم
« ولخلوف فم أحدك أطيب عند الله من ريخ المسك » » لا مسك الا خلوف
المسك عند خلوف فم الصائم » وما الطيب » بل خلوف فمه أحسن من المسك
يفوح مسكا عند الله يوم القيامة
فيامن يريد أن يتعرف عل الله في رمضان ؛ إن رب رمضان » هو رب شوال
ورب شعبان » فخف الله في رمضان وفي غير رمضان » فانه رب كل زمان ومكان
سبحانه وتعالى » واستبشر بالقبول » ورحب بهذا الشهر ؛ وحاول ان تكون من
وحائل الا يلع الخور الا وقد بجلك ال يسبل للقوين»: التين كي
لهم الحسنى » فهم لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهبت أنفسهم خالدون
جع لتشبع عند الله » ولتدخل من باب الريان » يوم يفتح باب الريان من
الجنة فلا يدخل الا الصائمون » فاذا دخلوا أغلق عليهم » واظماً لتشرب من
الكوثر ؛ من حوض محمد ع ؛ يوم يقف يسقى العباد ومعه سبعون الف ملك
حول حوضه المورود » طوله شهرء وعرضه شهر ء عدد أنيته عدد نجوم
السماء » ماءه احلى من العسل » وابرد من الثلج وأبيض من اللبن ؛ من شرب منه
شربة لا يظماً بعدها ابدا ) نسأل الله من فضله » فحاول أن تكون من الشاربين ؛
الذين تركوا الشراب في الدنيا » وحاول ان تصوم كل جوارحك » كل الجوارح ؛
هذا العهد ؛ لان من سمع غناء الدنيا حرمه الله من سماع غناء الأخرة في الجنة
قال ابن عباس + ويرسل با (اً بز فذوائب الأغصان
وثيت عنه ع في مسند أحمد وعند البزار والبيبقي من حديث أني هريرة
رضي الله عنه وأرضاه أنه قال قال رسول الله ع ١ أكرم الله أمتي في شهر
رمضان بخمس كرامات 6
منها ان خلوف فم أحدهم أطيب عند الله من ريخ المسك
ومنها ان الحيتان تستغفر لأحدهم في البحار حتى يفطر
ومنها أن الله يزين الجنة كل يوم ويقول لا تزيني يوشك عبادي أن يلقوا عنهم
المؤونة ويدخلوك
ومنها ان الله يصفد الشياطين أو مردة الشياطين » فلا يخلصوا إلى ما كانوا
يخلصوا من قبل
ومنها ان الله يعتق في آخر ليلة من رمضان بقدر مااعتق سبحانه وتعال في
الليالي الآخر
قال الصحابة » يارسول الله » افي ليلة القدر أم في آخر ليلة » قال لا بل في
آخر ليلة » إنما يوفي العامل عمله عند انتهاء عمله ؛ أو م قال عله
وكان السلف الصالح اذا دخل رمضان بشر بعضهم بعضا بهذا الشهر
العظم ٠ وتهيأوا لا وقدوتهم وأمامهم محمد ع
كان يقول ١ هلال خير ورشد ؛ اللهم أهله علينا بالأمن والايمان » والسلامة
والإسلام » رني وربك الله ؛ هلال خير ورشد » ثم يشر اصحاب عه
وورد عن الامام مالك رحمه الله » أنه كان اذا دخل عليه شهر رمضان » أغلق
على كتبه ؛ وأخذ المصحف » وجلس في المسجد يتوضاً بين الحين والآخر ؛
ويقول هذا شهر القران » لا كلام فيه مع القران
وورد عن كثير منهم أنهم كانوا يخرجون إلى المساجد فلا يزالون في المسجد في
وكان الامام أحمد اذا دخل شهر رمضان » ترك الفتوى والمسائل وجلس يذكر
فياأيها الأبرار الأخيار » استقبلوا هذا الشهر بخير ما يستقبل من توبة نصوح ؛
ومن استغفار » ومن صدق لجا ؛ ومن كثيرةٍ دعاء » ومن تلاوة ؛ ومن محافظة على
صلاة الجمعة والجماعة » ومن نصيحة لله ؛ ولكتابه ولائمه المسلمين وعامتهم ؛
ومن صدق مع الله
وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته
كيف نستقبل رمضان ؟
الحمد لله » الحمد لله رب الأرض والسموات ؛ رفيع الدرجات » عالم ماتخفيه
السرائر والنيات » المطلع على كل ما أخفاه العبد وهو الذي يرفع لعباده الحسنات
والصلاة والسلام على خير من أفطر وصام , ونام وقام ؛ وطاف بالبيت الحرام
باني دولة الإسلام » وهادم دولة الأصنام ؛ عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم
السلام
منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام آخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام
مسكين ؛ فمن تطوع خيا فهو خير له » وان تصوموا خير لكم إن كنم
تعلمون شهر رمضان الذي انزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى
والفرقان » فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة
على ماهداك ولعلكم تشكرون ©
أيها الناس » اظلكم شهر كيم » وضيف عظيم ٍ
قد لقيناك بحب مقعم كل حب في سوى المولى حرام
فاغفر اللهيم ري ذنبنا ثم دنا من عطاياك الجسام
لاتعاقهنا فقد عاقبيا قلق أسهرنا جنح الظلام
سدع الات
لنعش هذه اللحظات » مع رسول الهدى عن ؛ وكيف استقبل الشهر
العظيم » وكيف احتفى بالضيف الكيم ؛ فانه المعصوم » بالي هو وأمي ؛ الذي
على أقاله تقاس الأقوال ؛ وعلى أعماله توزن الأعمال ؛ وعلى أحواله تصحح
الأحوال
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر
الا الله ؛ ما أعظم خسارة من تلفظ أقواله ولم يتبعه على منواله ولم يقتد باحواله
عليه الصلاة والسلام
كان يستقبل شهر رمضان استقبالا حافلاً
روى الترمذي بسند حسن ان الرسول عليه الصلاة والسلام » اذا رأى هلال
رمضان قال « اللهم أهله علينا بابجن والأيمان ؛ والسلامة والإسلام ؛ هلال خير
ورشد ربي وربك الله 6
وما أحسن نبضات التوحيد » وما أحسن لمسات العقيدة في استقبال الشهر ؛
يوم يقول للهلال في السماءً » وكان المشركون يعبدونه من دون الله » كانه يقول
له » ياهلال أنت مخلوق م انا مخلوق » وربي وربك الله ياهلال فانت لا تملك ضرا
ورمضان فرصة ثمينة لا تعوض ؛ ولحظة من اللحظات الذهبية في حياة المسلم ؛
بقدر ما اعتق في تلك الليالي جميعا
ان الملوك اذا شابت عبيدهم ف رقهم عتقوهم عتق ابرار
يقول ابن عباس رضي الله عنهما » فيما رواه الشيخان
كان رسول الله عت أجود الناس ؛ وكان أجود مايكون في رمضان ؛ حين
يلقاه جبويل فيدارسه القران » كان رسول الله عه أجود بالخير من الريخ
المرسلة
والريخ المرسلة سمها ان شعت الصبا » وسمها النجدية التي تهب معطاءة
وكريمة ورخوا فكان المصطفي عليه الصلاة والسلام أجود الناس في غير
رمضان ما سكل سؤالا فقال لا
ما قال لا قط الا في تشهده للا التشهد كانت لأاوه نعم
ومع ذلك اذا دخل رمضان أ من البر من الصدقة ؛ من المعروف ؛ من
التبسم في وجوه المسلمين » من الصلة » من الزيازة » من الرقة » من العطاء
وباطنا وكمل سرا وجهرا » وأصبح للناس من أفضل الناس ؛ فهو الجواد الذي لا
يقاس به حاتم ؛ وهو الشجاع الذي لايقارن به عنترة » وهو الخطيب الذي لا
يوزن معه قس فلا اله الا الله ما اكمله ؛ « وانك لعلي خلق عظم »
رؤوف رحم
والمقصود أنه في رمضان يخصص هذا الشهر لقراءة القران فهم بعض أهل
العلم أن شهر رمضان للقران » فعطلوا الفتيا وحلقات العلم والتدريس والاتصالات
ويأخذون بلسمه على الأمراض والأسقام فيشفيهم رب الأّض والسماء لان هذا
القرآن شفاء » ونزل في الليل » وأتى في رمضان ليحبى الأمة الميتة التي ماعرفت
الحياة » وينير بصية الأمة التي ماعرفت البصية » ويرفع رأس الأئمة التي كانت في
التراب
ان البية يوم مبعث أحمد نظر لاله ا فبدل حلا
بل كرم الانسان حين أختار من | خير البية نجمها وهالها
فلما أتى عليه الصلاة والسلام قال لأمة في أول رمضان ويقول الله تبارك
الا الله + بامكانك ان تأكل وراء الجدران » وان تشرب وراء الحيطان ؛ ولكن من
الذي يعلم السر وأخفى الا الله
هو رب الظلام ورب القياءَ
اذا خلوت برية في ظلمة والنفس «داعية إلى الطغيانٍ
فاستح من نظر الاله وقل ها ان الذي خلق الظلام براي
والصلاة تصلى بمجمع من الناس » والكاة تزكى بمجمع من الناس » والحج
تحج بمجمع من الناس ؛ أما الصيام » فيا سبحان الله ؛ قد تختفي في الطلام
وتأكل وتشرب ويظن الناس انك صائم 1 ولكن الله يدري اتاق الي بصائم هو
ثم انظر إلى التلطف في لفظ الحديث القدسي يوم يقول الله : يدع طعامه وشرابه
وشهوته من أجل ؛ + يجوع من أجلي ؛ ويظماً من أجلي ؛ ويحرم نفسه اتمتع من
أجلي ؛ ثم يقول الله : يإ ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ©
فتسبح عبر الأثير إلى الحي القيوم » فتكون كالمسك الخالص » قالوا فان سابه
كل عمل ابن ادم له الحسنة بمثلها أو بعشرة أمثالها إلى سبعمائه ضعف » إلى
أضعاف كثيرة ؛ الا الصيام فلا يعلم ثوابه الا الله وخصص الله للصائمين بابا
في الجنة ؛ بابا واسعاً يدخل منه الصوام يوم القيامة ؛ يناديم الله بصوته اذا
وفي الصحيحين عن سهل بن سعد قال قال رسول الله عه ١ ان في الجنة
الباب فلا يدخل منه غيرهم »
والصائم حبيب الله ؛ يقول عله ؛ فيما اتفق عليه الشيخان عن الي سعيد
الخدري « من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين
ولذلك روى ابن كثير والذهبي وغيرها من أهل العلم ان عبد الله بن رواحة
قبله زيد بن حارثة وجعفر الطيار ؛ ودعى كك القتال 8 غروب الشمس وهي تأذن
بالغروب وهو صائم ؛ جائع البطن ظمأن الكبد ؛ فقال هلموا ؛ بشيء اكله لاتجلد
بقتال
من القتال ؛ والسيوف تلمع في الضياء والرماج تتكستر على رؤون الأبطال وابن
رواحة رضي الله عنه ورضاه صائم ؛ فلما رأى اخوانه قتلوا قال اثتوني بعذق من
لحم اتمتع به » فلما أوق له بالعذق » قال هل غربت الشمس + لانه صائم » قالوا
لا ؛ فانتظر فلما غريت الشمس اخذ لقمة ليأكلها ولكن ما أصبح للطعام لذة ؛
وما أصبح للشراب معنى » وما أصبح للبقية حياة » فالقى اللقمة التي في فمه ؛
يقول :
مالي اراك تكرهين الجنة ثم قاتل حتى قطع بالسيوف وهو صائم
القيوم » ماذا قدمنا إلى الإسلام » لا قيام ليل ؛ » لا جهاد » لا بذل أموال » لكن
هم السلف الصالح + الذين علموا ان الصيام مدرسة روحية ؛ وأنه حياة خالدة
ومن الذي رفع السيوف ليفِع اسمك | فوق هامات النجوم منارا
كنا جبال في الجبال وما صرنا على موج البحار اا
الله ؛ جام شهر رمضان » وأصبح منكم قاب قوسين أو أدلى ء فالله الله ؛ لا
يخرج رمضان منكم وقد خاب الكثير وخسر الكثير » اغتنموه ان يعتق يعتق الله رقابكم
فيه من النار وخذوه فرصة لا تعوض فانه التوبة وأنه القبول من الله » اكثروا فيه
من الذكر والتبليل ؛ والتسبيح والتحميد » وتدارسوا فيه القرآن » واحيوا بيوتكم
أغوت القلوب عن ربا سبحانه
قال ابن عباس : « ويرسل زبنا ريحا تهز ذوائب الاغصان » ؛ لمن حرم في الا
على اذانه استاع الغناء
فتبز اغصان تلذ لمسمع الإنسان كالنغمات بالاوزان
الاح