الفصل الكَّالث عشر: الفتح المبين (صلح الحديبية) ‎79١7‏
الحديبية في ألف وأربعمئةٍ في قول جابر بن عبد الله » ثم خرج في عام الفتح بعد ذلك بسنتين في
عشرة لاف"
4 أمن المسلمون جانب قريش » فحؤّلوا ثقلهم على اليهود » ومَنْ كان يناوثهم من القبائل
الأخرى » فكانت غزوة خيبر بعد صلح الحديبية
ْْ مفاوضات الصُّلح جعلت حلفاء قريش يفقهون موقف المسلمين » ويميلون إليه ؛ فهذا
الإسلاميّة بأسلوب آخر خارج الجزيرة العربّة
‎١‏ ساعد صلح الحديبية النَّبيٌ بل على إرسال رساثل إلى ملوك الفرس » والوم ‏ والقبط
يدعوهم إلى الإسلام
يدي الفتح الأعظم » الذي أعزٌ لله به رسوله + وجندةء ودخل النَاسنُ به في دين الله أفواجاً :
‏ساضاً: أبو بصير في المدينة وقيادته لحرب العصابات:
‏في أعقاب صلح الحديبية مباشرةٌ استطاع أبو بصير غُْجَةُ بن أسَئدٍ أن يفو بدينه من سجون
الشرك في مكّة المكرّمة » وأن يلتحق برسول الله كي في المدينة » فبعثت قريش في إثره اثنين مِنْ
‎)387 781/3( ‏المصدر السابق نفسه‎ )١(
)704/7( ‏(؟) انظر : زاد المعاد‎

‎9,١‏ الفصل الكَّالث عشر: الفتح المبين (صلح الحديبية)
‏وهو يعود إلى سجنه بمكّة بعد أن استطاع أن يفلت من ظلم قريشٍ ؛ ولكنَّ رسول الله كي كان يهتمُ
من نقض الأيمان بعد توكيدها في كثير من الآيات القرآنيّة ؛ قال تعالى : ل
‏لقد التزم رسول الله كَل بعهده مع قريش » وسلَّم أبا بصير إليهما + وانطلق معهما » فلمَّاكان
يا رسول الله! وقت ذمّتك » وأدّى الله عنك » أسلمتني بيد القوم ؛ وقد امتنعت بديني أن أفتن
مكة إلى أبي بصير في سيف البحر » فلحق به أبو جندل بن سهيل بن عمرو » وغيره » حتّى
اجتمع عند أبي بصير عصبة قوب ؛ + فما يسمعون بعر لقريش خرجت إلى الشام إلا اعترضوا
‏)0 انظر : منهج الإعلام الإسلامي في صلح الحديبية ‎٠‏ ص774
)0 انظر : السيرة النبوية » لابن هشام (؟/ 07 7)
‏() مِشعّر: موقد حرب ومهيجها
‏)0 انظر: محمّد رسول الله » لصادق عرجون (181/6)

الفصل الكالث عشر: الفتح المبين (صلح الحديبية) ‎79١‏
السبعين”'" فآوى النَّيُ كل تلك العصبة المؤمنة التي أقضّت مضاجع قريش ؛ وأرغمتها على
‏غير أنَّ أبا بصيرٍ » رأس تلك العصابة ؛ ومؤسٌّسها لم يقذِّر له أن يكون معها ؛ فقد وافاه كتاب
في قلب المجتمع الَّبويٌّ في المدينة”'"
والإخلاص » والعزيمة » والجهاد؛ حتَّى مرّغوا رؤوس المشركين بالتُّراب ؛ وجعلوهم
الإسلام لا تستطيع ذلك وفاءً بالصُّلح » لكنّ أبا بصير » وأصحابّه خارجٌ سلطة الدّولة - ولوفي
بإقرار الرّسول فل حيث لم يأمر أبا بصير بالكفٌ عن قوافل المشركين ابتداءً ؛ أو بالعودة إلى
كر إَّ ذلك لم يحدث ؛ فكان إقراراً له؛ إذ كان موقف أبي بصير ؛ وأصحابه في غاية
الحكمة » حيث لم يستكينوا لطغاة مكّة يفتنونهم عن دينهم ّ ويمنعونهم من الّحاق بالمدينة ع
فاختاروا موقفاً فيه خلاصهم » وإسناد دولتهم بأعمالٍ تُضف اقتصاد مكّة ؛ وتزعزع إحساسها
يَيةٍ حين وصف أبا بصيرة
إنَّ المتأمل في هذه الأحداث يرى رعاية الله الي أولاها لهؤلاء الصّحابة الكرام » ولا شكٌ:
بال : المِسْعَرٌ حرب لو كان معه أحدٌّ! » [سبق تخريجه]
كم ورك
قال تعالى : ل إنَ لَه َع الَّذِينَ نَمَو ودين هُم حي توب 6 [النحل 1
() انظر : صور وعبر من الجهاد النَُوي في المدينة + ص 7436

‎71١‏ الفصل الكثَّالث عشر: الفتح المبين (صلح الحديبية)
الله قد وعد بذلك و وعدة الل!؟
الإسلام وفي مقدّمة هؤلاء النّساء أم كلثوم بنت عقبة بن أبي مُعَيط » فقد هاجرت إلى رسول الله
‏رفض رسول الله 48 يرجام أم كلقوم» رواه ابن سعد (8/ ‎77٠١‏ و ال اذ
ومجمع الزوائد (17/ ؟7١)]‏
ا ‎٠»‏ وقوله تعالى : لك مسو يكب قا ته ل الَار لاه لقم كلهم بل تن هذه
أوتغب قرقة المسلفة من وها إسَلاتُهَا لا هجرنهاة؟
‏ثم قال تعالى : يام ا نضا ألا جاح عي أن تسكخْمن إن شه رم
‏وفي قوله : # ولا نشي كرا بي بعصم آلْكَرَاٍِ > العصم : جمع العصمة؛ وأصل العصمة : الحبل ؛
كل ما ألنسلك غنيناً افد ممه ؛ والمراد بالعصمة هنا: التكاح ‎١‏ الكوافر: جمع كافرة ء
والمعنى : أنَّ الله تعالى نهى المؤمنين عن المقام على نكاح الكوافر » وأمرهم بفراقهنَ » وقد
‏6 انظر : غزوة الحديبية ؛ للحكمي + ص ‎77٠١‏
‏(؟) انظر: تفسير القرطبي (18/ 17)
(©) انظر: تفسير ابن كثير (351/4)

راقيةٌ ترفع مكانة الإنسان إلى مقامات رفيعةٍ جد"
م - تحديد مصدر اللقِي: وقد حدّد كَل مصدر الَلشي والطُريقة المثلى لحل مشاكل
صلاحية التَّمسُّك بهذين الدّليلين ليس وقفاً على عصرٍ دون آخر » وأنّه لا ينبغي أن يكون لأيّ
تطوّرٍ حضاريٍّ أو خرف زمتع أج سلطان » أو تقل عليهما'؟
أحكام في كتاب الله وسنَّة رسوله كي : «تركت فيكم ما إن تمسّكتم به ؛ لن تضلوا بعدي أبداًكتابٌ
الل وستتي» [مالك في الموطأ (844/7) » ومشكاة المصابيح (187) » والسلسلة الصحيحة (17761)]
هذا هو العلاج الدّائم ‎١‏ وقد كرّر َي نداءه للبشرية عامةٌ عبر الأزمنة » والأمكنة بوجوب
الاهتداء بالكتاب » والسُئَةَ في حل جميع المشكلات الي تواجه البشريّة؛ فإنَّ الاعتصام بهما
ينب النّاس الصّلال ؛ ويهديهم إلى التي هي أقوم في الحاضر » والمستقبل ؛ لقد اجتازت
تعاليم رسول الله كِةٍ؛ وهديه حدود الجزيرة » واخترقت حواجز الزَّمن » وأسوار القرون »
؛-الأساليب التعليمية من خطب حجّة الوداع :
أ التعليم بمباشرة ما يراد تعليمه:
‎»)١747(‏ وأبو داود (1476)ء والنسائي (770/0)] » وعلى هذا فيُستحسن من الدّعاة؛ وهم
يعلّمون الناس معاني الإسلام أن يعلموهم هذه المعاني 0 والمطلوبات الشّرعية أو بعضّها في
‏(©) انظر: الجانب السّياسي في حياة الرّسول كيه لأحمد محمد باشميل © ص ‎١7١‏

الأقلٌ بصورةٍ عمايّةٍ كالوضوء » والصّلاة » وتعليم قراءة القرآن بصورةٍسليمة!؟
ب-تكرار الخطب:
طب الخطيب إفادة السامعين بما يقول » فإذا كانت الفائدة لا تحصل » أو لا تتمٌ إلا بتكرار
التّامعين
وفي هذا توجيةٌ نبي كريمٌ لكي تعمٌ الفائدة أكبر عدو ممكن من النّاس » فهذا من باب التعاون
على الخير؛ ولأن الغائب قد يكون أوعى للعلم 6 وأكثر فهماً له من الحاضر الذي سمع ؛ وعلى
د جلب انتباه الحاضر لما يقوله الخطيب:
إليه إصغاء تامًاً » قال القرطبيٌُ : سؤال النَّيّ كي عن الثلاثة: أي : عن اليوم ‎٠‏ والشهر » والبلد »
وسكوته بعد كل سؤالٍ منها؛ كان لاستحضار فهومهم » وليُقبلوا عليه بكليتهم وليستشعروا عظمة
انتباه السامعين ؛ ويشدّهم إلى كلامهم”"
)818/1( ‏انظر : المستفاد من قصص القرآن‎ )١(
)018 + 8117 ‏(؟) انظر : المستفاد من قصص القرآن (؟/‎
)618/7( ‏انظر : المستفاد من قصص القرآن للذّعوة والدعاة‎ >»

٠_بعض‏ الأحكام الفقهيّة المستنبطة من حجّة الوداع :
جاءت حجّة ة الوداع حافلةً بالأحكام الشرعية 1 وخاصّةٌ ما يتعلق بالحج ؛ وبالوصايا 6
والأحكام التي وردت في خطبة عرفات » لذلك اهتمّ العلماء بحجّة الوداع اهتماماً كبيراً »
واستبطوا منها الكثيز من أحكام المناساك" َ وفرحاءها تعطل ني كب انق ‎٠‏ وكتبٌ شروح
أ إفطار الحاجٌ يوم عرفة:
رسول الله و يوم عرفة » فأرسلتُ إليه بحلاب" '؛ وهو واقفٌ في الموقف © فشرب منه 6
والنَّاس ينظرون إليه [البخاري (14845) » ومسلم (1173/ ‎])1١١‏
في ثوبين » ولا تحتطوه”', ولاة وا “ولد فإنه يُبِعَثُ يوم القيامة مة مايل [أحمد
‎71١ /(‏ ومسلم ‎)١١١13(‏ والتسائي (ف/ف14) وابن ماجه (4/ ‎-])٠١‏
“0 »؛ فجعل الفضلٌ ينظر إليها ؛ وتنظر إليه ‎٠‏ وجعل النَِّيْ كي يصرف وجه الفضل إلى
ومسلم (1334)]
‏(؟) الإناء الذي يحلب فيه‎

د منهج التسير (لا حرج! لا حرج!):
قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: وقف رسول الله كَيةٍ على راحلته » فطفق
يومئذٍ عن أمرٍ مما ينسى المرء ويجهل ؛ من تقديم بعض الأمور قبل بعض » وأشباهها ؛ إلا قال
رسول الله كي «افعل ؛ ولا حرج!؟ [البخاري (87)»؛ ومسلم (1707)]
هذه بعض الأحكام المختصرة » ومن أراد المزيد فليراجع ما كتبه الألبانيئٌ عن حجّة الوداع
للدكتور فاروق حمادة » فقد جمع من المصادر الأدبيّة ؛ والحديثّة » وكتب أهل السّير ثمانية
وثلاثين بنداً » ثمّ قام بتحليلها ‎٠»‏ وتخريجها » وتوثيق نصوصها بميزان الجرح والتعديل ؛ الذي
أيام التشريق » وثاني ام التّشريق يقال له: يوم النمر الأوّل؛ لجواز الخروج فيه إلى مكّة لمن
يريد التعجِيلَ » وثالث أيام التشريق يقال له : يوم النمر لاني"
خض ااي رط رمي
187 ‏انظر: السّيرة النَّبويَة في ضوء المصادر الأصليّة + ص‎ )١(
281 ‏المصدر السابق نفسه + ص‎ 0)

المبحث النَّامن
مرض رسول الل كي ووفاته
إنَّ الأرواح الثّفافة الصّافية القوّة لتدرك بعض ما يكون مخبوءاً وراء حُجُب الغيب بقدرة الله
تعالى ؛ والقلوب الطاهرة المطمثنة لتحدّث صاحبها بما عسى أن يحدث له فيما يستقبل من
الزّمان » والعقول الذِّكيَّةِ المستنيرة بنور الإيمان لتدرك ما وراء الألفاظ والأحداث من إشارات ؛
من كبار الصّحابة الأجلاًّء ؛ كأبي بكرٍ + والعباس ؛ ومعاذٍرضي الله عنهم!"؟
عرسم بي حرم حرم ع
ب_قال تعالى : « إَكَ تت وَإتَم تعن [الزمر: ‎]+٠‏
‎)١(‏ انظر: الشيرة الوب » لأبي شهبة (987//1)
:و6 انظر : مرض النَّيٌ كي ووفاته ؛ لخالد أبو صالح + ص ؟7
(©) انظر: تفسير القرطبيٌ (177/4)