يدعوهم إلى الإيمان فسبحانه يندر أنه خلقهم ويُقدر الغريزة البشرية التى قد يكون
من الصعب أن تلين لأول داع فهو يدعوها مرة فلا تستقبل + + فيعفو ثم يدعوها
مرة فلا تستقبل فيعفو » ثم يدعوها مرة فلا تستقبل فيعفو وأخذ الله عليهم العهد '
لتتعلم أن الله لا يمل حتى تملوا أيها البشر فسبحانه يقول من بعد ذلك :
لقد نقضوا كل المواثيق والأشياء التى تقدمت ومعنى الميثاق هو العهذ المؤكد
الموثق ونقض الميثاق هو حله 6 وهذا ما يستوجب ما يبددهم الله به ؛ وكفروا
تعليلل لذلك أن قلويهم غلف لا تسمع للدغوى الإيمانية » أى أن قلويهم مغلفة
ولا يدخل فيها إيمان وسبق أن تقدم مثل هذا فى قول الحق :
ا ل ا ل حر عار
( سورة البقرة)
صنعتم الغلاف ؟
وسبحانه أوضح فى آبتى سورة البقرة أنه جل وعلا الذى ختم على قلوبهم وعل
القلب محل الأدلة واليقين والعقائد والختم على الأسياع والأبصار هو الختم على
آلات إدراك الدلائل البينات على وجود الحق الأعلى ؛ فمقر العقائد محتوم عليه وهو
القلب + ومضروب على الآذان وعلى البصر غشاوة ؛ فهلٍ هذا كائن اا بي
غير أن الواحد منهم يبرر لنفسه وللاخرين انحرافه وإسرافه على نفسه بالقول :
« خلقنى الله هكذا » وهذا قول مزيف وكاذب ؛ لأن صاحبه إنما يكفر أولا ل
وانصرف عن الحق تركه الله على حاله ؛ لأن الله أغنى الشركاء عن الشرك » فمن
وقدمت آيات سورة ة البقرة الحيثية : أن الكفر يحدث أولا ُ ثم يأ الختم على
القلب والسمع والبصر نتيجة لذلك وهنا فى آية سورة ة النساء : د وقولهم قلوبنا
غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قلي » فالكفر جاء أولاً ؛ وفى
من كفر به » وكذلك الفاسق أو الظالم » والمثال الأكبر على ذلك إبليس الذى كفر
ولنا هنا وقفة لفظية مع قوله الحق : « فبيا نقضهم » لآن الفهم السمطحى لأصول
زائدة ونقول : إياك أن تقول إن فى كلام الله حرفاً زائداً ؛ لان معنى ذلك أن المعنى
تقول : « أنا لا أفهم لماذا جاء هذا الحرف » ؛ خصوصاً ونحن فى هذا العصر نعيش
كأمة بلاغتها مصنوعة ؛ ولا تملك اللسان العربى المطبوع ولولا أننا تعلمنا العربية
لما استطعنا أن نتكلمها أما العربى الفصيح الذى نزل عليه القرآن فقد كان يتكلم
اللغة العربية دون أن يجلس إلى معلم ؛ ول يتلق العلم بأن الفاعل مرفوع والمفعول
أما نحن فنعيش فى زمن مختلف وطغت علينا العجمة وامتلات آذاننا باللحن ؛
وصرنا تعلم أنفنا قواعد اللعة العربية حتى نتكلم بأسلوب صحيح
وقد جاءت القواعد فى النحو من الاستنباط من السليقة العربية الأولى التى كانت
بغير تعليم واستقراً العلماء الأساليب العربية فوجدوا أن الفاعل مرفوع والمثنى يُرفع
بالألف ؛ وججمع المذكر السالم يُرفع ب « الواو» ؛ وهكذا أخذنا القواعد من الذين
لا قواعد لهم بل كانوا يتكلمون بالسليقة وبالطبيعة والملكة
لقد سمع العربى قدا ساعة نزل القرآن قوله الحق : « فيا نقضهم » ول يتنبه
واحد منهم إلى أن شيثا قد خرج عن الأسلوب الصحيح ؛ ونعلم أن بعضاً من
كانت هناك كلمة واحدة تخرج عن الألوف فى اللغة لصرخوا بها وأعلنوها ولكن
القرآن جاء بالكلام المعجز على لسان محمد صلى الله عليه وسلم ليلغهم به
والمتحذى يجاول دائاً أن يتصيد خطأ ما ؛ ولم يقل واحد من العرب إن فى القرآن
لحنا ؛ وهذا دليل على أن الأسلوب القران يتف مع الملكة العربية
وقوله اللحق : د فييا تقضهم »+ هى فى الأصل : بنقضهم الميثاق فعلنا مم
وهى زائدة للتأكيد ونكرر : إياك أن تقول إن فى كلام الله حرفا زائدا لقد جاءت
«ماء هنا لمعنى واضح والحق فى موقع آخر من القرآن يقول :
رخ 72 من الآية 14 صورة المائدة)
تشكيل الحلى منه وتختلف نسبة الصلابة من عيار إلى عيار في الذهب وكذلك
الفضة والمصوغات المصنوعة من عيار مرتغع من الذهب ليست عرضة للتداول
كالسبائك الذهبية
وإذا ما دخل المعدن الصلب إلى الذهب أو الفضة جعلها قاسية ؛ أى صلبة
ويقول الح : « يحرفون الكلم عن مواضعه » مثل ذلك نقلهم أمر الله الذى
وسائل النسخ فى الكتب التى سبقت القرآن هى نسيان حظ مما ذكروا به والنسيان
قد يكون عدم قدرة على الاستيعاب لكنه أيضا دليل على أن المنبج لم يكن على
الله :
( سورة البقرة) '
هى أربعة ألوان من التغيير ؛ النسيان » والكتم » والتحريف » ودس أشياء على
ولنا أن نتأمل جمال القول الحكيم : « ونسوا حا ما ذكروا به » فهم عل قدر كبير
من السوء بدرجة أنستهم الشىء الذى يأتى لهم بالحظ الكبير مثل نسيائهم البشارات
الإسلام لن يستفيد لو كانوا مهتدين أو مؤمنين والخسار عليهم هم ؛ ول يدعهم الله
ويتركهم على نسيانهم ليكون لهم بذلك حجة » بل أراد أن يذكرهم بما نسوه وكان
باقر لأنفسهم الحظ الجميل وقد يراد أ ب تركوا ذلك عامدين معرضين عنه
مُخْغْلِيُ له عن قصد
ويقول الحتى من بعد ذلك :
( من الأآية ١7 سورة المائدة )
اى ان خيانتهم لك يا رسول الله ولأتباعك ولمنبج الله الحق فى الأرض ستتوالى »
عليهم سلطتهم الزمنية ؟
إذن فخيانتهم لله متصورةو: خائنة » بمعنى « خيانة ؛ مثلها مثل ه قائلة ١ وهى
القيلولة أى المسافة الزمنية بعد الظهر » وفعلها : قال يقيا ل أى نام وسط النبار أو
نقول دراو و« راوية ؛ ونحن نعنى ل أو نقول و جماعة خائئة »
إذن فالكلمة الواحدة هنا مستوعبة لكل مصادر الخيانة مثيم + رجل أو امرأة أو
جماعة أو كل هؤلاء والذى يتكلم هنا هو رب العالمين » ويتكلم للعرب وهم أهل
فصاحة ّّ إنه أداء لغوى عال
ومن فرط دقة القرآن وصدقه يأ الحق بقوله : « إلاّ قلي مهم » طبقا لقانون
صيانة الاحتمال فحين يخاطب الله رسوله صلى الله عليه وسلم ليبين له موقف اليهود
بع الا | ل أن يُوجد قوم من اليهود يغلبهم الفهم العميق فيفكروا فى أن يؤمنوا
وهؤلاء القوم عندما يسمعون أحكام الله على اليهود أجمعين ألا يقولون : وما لنا
ندخل فى هذه الزمرة ؛ ونفكر فى أن ننطق بالإيمان ؟ فكأن وله : « إلا قليلا منهم +
صان قانون الاحتمال أن يكون إنسان منهم فكر فى الإيمان ومن فكر فى الإيمان
دليل نزل على نور وقد كان وأعلن قليل منهم إسلامه وماذا يكون موقفه صل الله
عليه وسلم بعد أن مخيره الحتى : بأنك ستتعرض مستقبلا لحيانتهم ؟ ألا يجرك ذلك
نفسية رسول الله صل الله عليه وسلم والمؤمنين عليهم ؛ فإذا فعل اليهود خائتة فلا بد
فاعتد عليه
يشا الله سبحانه - أن يترك الموقف لعواطف البشر مع البشر بل قال : فاعف
عنهم واصفح إن الله يجب المحسنين » والعفو هو كما نقول : فلان عفى على آثارى ؛
أى أن آثارك تكون واضحة على الأرض وتأتى الريح لتمسحها فتعفى على الأثر
والأمر بالعفو أى امسح الأثر لذنب فعلوه والخطيثة التى ارتكبوها عليك أن تعتبرها
كأنها لم نحدث » ولكن أيظل أثرها باقيا عند رسول الله ؟ لا ؛ فالأمر بالصفح يق
وهناك فرق بين أن تمحو الخطيئة وتبقى أثرها فى نفك وتظل فى حالة من الغيظ
والحقد
والحق هنا يأمر بالعفو أى إزالة أثرها ويأمر بالصفح أى أن تُخْرِجّ أثر الخطيثة من
بالك ؛ لأن الإنسان منا له مراحل ؛ المرحلة الأولى بعد أن يرتكب أحدهم ذنبا فى
حقه » فلا يقابل العدوان بمثله » وهذا هو العفو » والمرحلة الثانية : ألا يترك أثر هذا
والمرحلة الثالثة : فرصة مفتوحة لمن يريد أن يتمادى فى مرتبة الإحسان وترقى اليقين
والإيمان بان يحسن الإنسان إلى من أساء إليه وهذه المراحل الثلاث يوضحها قوله
الحق ؛
( من الآية ١76 سورة آل عمران )
الإنسانية ؟ قد تكون غير منطقية مع النفس الإنسانية ؛ ولكنك أيا الإنسان لا تشرع
وتبدأ الأعمال الصالحة من أن ترك الإنسان الأمور الصالحة على صلاحها » فإبقاء
الصالح على صلاحه معناه أن المؤمن لن يعمل الفساد ؛ هذه هى أول مرتبة + ومن
بعد ذلك يترقى الإنسان فى الأعمال الصالحة التى تتفق مع خلافته فى الأرض ؛ وكل
عمل تصلح به خلافة الإنسان فى الأرض هو عمل صالح ؛ فالذى يرصف طريقا
حتى يستريح الناس من التعب عمل صالح ؛ وتهيثة المواصلات للبشر حتى يصلوا إلى
غايتهم عمل صالح ؛ ومن يعمل على ألا ينشغل بال البشر بأشياء من ضروريات
الحياة فهذا عمل صالح
كل ما يعين على حركة الحياة هو عمل صالح وقد يصنع الإنسان الأعمال
الصالحة وليس فى باله إله كعلماء الدول المتقدمة غير المؤمئة بإله واحد كذلك العلماء
الملاحدة قد يصنعون أعمالاً صالحة للإنسان كرصف طرق وصناعة بعض الآلات
يكيث أنه اخترع واكتشف وخدم الإنسانية وتطبق عليه أنه عمل صالحاً + لكنه غير
مؤمن , لذلك سيأخذ هؤلاء العلماء جزاءهم من الإنسانية النى عملوا ها ؛ وليس
لهم جزاء عند الله
أما من يعمل الصالحات وهو مؤمن فله جزاء واضح هو:
اس ل ا م 24 ]ام عرس نري ب ء] م رن تر م 2
عرض ازن عدر امرض ار
( سورة النساء)
قد يقول البعض : إن عدم الظلم يشمل من عمل صالحا أو سوءا ونجد من
رَاء سبكم بمثلها #
( من الآية 77 سورة يونس )
ومن يصنم الحستة يأخذ عشرة أمثالحها وقد يكون الجزاء سبعيائة َه ضعف ويأتيه
ذلك فضلا من الله ؛ والفضل من الله غير مقيد وهو فضل بلاحدود » فكيف بأنى فى
هذاالمقام قوله تعالى : ( ولا يظلمون نقيرا ) وهم فد أعطوا أضعافاً مضاعفة من
الجزاء الحسن » ونقول : إن الفضل من الخلتى غير ملزم لهم » مثل من يستاجر
فضل من صاحب العمل أما الفضل بالنسبة لله فأمره مختلف إنه غير محدود
صاحب الحسنة بحسنة بل يعطى جزاء الحسنة عشر أمثالها وإل سبعياثة ضعف ؛
ولا يتراجع عن الفضل ؛ فالتراجع فى الفضل بالنسبة لله هو ظلم للعبد
أما الله فلا رجوع عنده عن الفضل
وهو القائل :
ّ قل مضل الله و برحمتهء فبذ لك فليف رحوا هو خير نما يجمعون (ي
( سورة يونس )
وأصحاب العمل الصالح مع الإيمان يدخلون الجنة مضداقاً لقوله تعالى :
« فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا » والنقير هو : النقرة فى ظهره النواة ؛
وهى أمر ثيل للغاية وهناك شىء آخر يسمى « الفتيل » وهو المادة الى تشيه
الخيط فى بطن نواة التمرء وشىء ثالث يشبه الورقة ويغلف النواة واصمه
وضرب الله الأمثال هذه الأشياء القليلة لنعرف مدى فضله سبحانه وتعالى فى
ومن بعد ذلك يقول الحق :
وقد يقول قائل : صحيح إن الأسلحة تؤخذ ؛ ولكن كيف يؤخذ الحذر وهو
عملية معنوية ؟
ونقول : إنه سبحانه يصور المعنويات ويجسمها اسيم الماديات حتى لا يغفل
الإنسان عنها » فكأن الحذر آلة من آلات القتال » وإياك أيها المقاتل أن تغفل عنها
وهذا أمر يشيع فق أساليب القرآن الكريم + فالحق سبحاته يقول :
( من الآية 4 سورة الحشر)
ٍ والدار هى مكان باستطاعة الإنسان أن يتبوأه ويقيم به » فيا معنى أن يتبوأً الإنسان
الإيمان وهو أمر معنوى ؟ إنه سبحانه فى هذا القول يصف الأنصار الذين أكرموا
وفادة المهاجرين » والدار كما نعرف - هى المكان الذى يرجع إليه الإنسان ؛»
والإيمان هو مرجع كل أمر من الأمور
إذن فقد جعل الحق سبحانه الإيمان كأنه يرا أى جعله شا ينزل الإنسان
فيه والإيمان كذلك حقا » والدار فى هذا القول مقصود بها هنا المدينة المنورة ؛
حيث استقبل الأنصار المهاجرين
ا مارم 26 ع لمعري 2 بو اخراص م زر حرم و
صدوره خاجة نما أوتوا
وهكذا يجسم الحق المعنويات لنفهم منبا الأمر وكأنه أمر حمى ؛ تماما كما قال
وهذا ما يوضح لنا لماذا أمر الله أن يأخذ المسلمون الحذر والأاسلحة ؛ لان المقاتل