كما أعلنت عن استعدادها لشراء أدوية ومعدات لتحليل المياه بما يعادل 8080
ليفني وزيرة الخارجية اليهودية في اجتماع لها مع بعض السفراء الأفارقة في تل أبيب
سنة ٠008 أن حكومتها ستسعى لإيجاد حل لأزمة دارفور !!
وبالطبع لن نترك المجال عند الحديث عن التدخل الأجنبي في المنطقة دون
الإشارة إلى عشرات الجمعيات الإغاثية؛ والتي تمارس خليطًا من الأعمال الإغاثية
وليس ببعيدٍ ما فعلته جمعيةالارش دي زوه الفرنسية من خطف أطفال من دارفور
لبيعهم لعائلات إنجليزية وفرنسية؛ حيث تم اكتشاف هذه الفضيحة في أكتوبر
٠٠١١ وما خفي كان أعظم !
سادسنًا: الأخطاء الإدارية والفكرية الفادحة التي وقعت فيها الحكومة
السودانية على مدار عذَّة عقود أدت إلى الوصول إلى هذا الوضع المعقّد؛ فواقع الأمر
أن الحكومة السودانية لا تتعامل مع دارفور كجزءٍ مهم في الدولة السودانية؛ وذلك
منذ عشرات السنين» وكان منطلقها في ذلك أنها أرض صحراوية تعيش فيها قبائل
بج توابيق قهالروات أذكرة رئيس فا ادال قبع التجترة السترداية ب شكل
وفقدان للبنية التحتية؛ وانعدام للأمن؛
وعدم تمثيل مناسب في الحكومة أو
البرلمان وعدم وجود اتصال علمي أو
إعلامي مع المنطقة؛ وغير ذلك من مظاهر أ
الإهمال التي أفقدت الكثير من شعب
دارفور الولاء لدولة السودان الأم» ا :
وحتى عندما تولى الرئيس عمر البشير الأخطاءالإدارية للحكومة السودانية
َ 2 قصا دارفور
الحكم بعد انقلاب 984٠م فإنه تولى في ظروف صعبة تزامنت مع الحرب المدمّرة في
جنوب السودان» والتي أخذت الاهتمام الحكومي السوداني كله؛ فازداد السقوط
جلسات مصالحة أو تفاوض مع زعاء المتمردين» فإنها تكتفي بتأجيل المشكلة لا
حلهاء وهذا نهدّئ الأوضاع لفترة محدودة لتعود لتشتعل بشكل أكبر بعدها بقليل !
سابغًا: الضعف العسكري الشديد للحكومة السودانية؛ فجيشها لا يزيد على
٠ ألف جندي بإمكانيات عسكرية ا :
هزيلة للغاية وخاصة بعد المرور بحرب
جنوب السودان على مدار عشرين عامًا
وهذا الجيش الضعيف لا يستطيع بحال
أن يسيطرزعل الممساحات الشاسعة
الموجودة بالسودان بصفة عامة؛ وي
ظهور عصابات «الجانجويده» وهي
عصابات من قبائل عربية تركب الخيول
وتلبس الملابس البيضاء وتححل
الرشاشات؛ وتتجول بِحْرية في ربوع
دارفور» فتقتل وتسرق وتفرض ما تريدء
ويتهم الغرب الحكومة السودانية
بالتعاون مع عصابات الجانجويد؛ وتنغفي
الحكومة السودانية ذلك» ولكنه في العموم مظهر من مظاهر الانفلات الأمنيء
والضعف العسكري غير المقبول؛ فإذا كانت الحكومة متعاونة مع الجانجويد كما
يقول الغرب» فهذا مظهر من مظاهر الضعف حيث لا تستطيع الحكومة بنفسها
شع سيطرة الجيش السوداني
السيطرة على الأمور فتلجاً إلى البلطجية والمجرمين! وإذا كانت الحكومة غير متعاونة
معهم» فهذا أيضًا مظهر من مظاهر الضعف حيث تعلن الحكومة بصراحة أنها لا
سيطرة لها على عصابات الجانجويد؛ وأنهم يقتلون من الجيش السوداني كما يقتلون
من المتمردين» وهذا وضع في الحقيقة غير مقبول من حكومة مستقرة وجيش
نظامي؛ وهو أمر يحتاج إلى مراجعة وحساب
السيطرة الفكرية عليهم تصبح سهلة للغاية وليس بالضرورة أن يكون الأمر
لاما امساتاماة رسي اا رهد يوه المتمردة والغرب
الصليبي والعدو الصهيوني من
فصل للدين عن الدولة؛ وعلانية فى
لمناهج» وفكرة الانفصال وما ©
أمر قد لا يستنكره الشعب هناك
والمفكرين المخلصين
تاسعًا: عدم وجود دراسات علمية موثقة تشرح طبيعة المنطقة؛ وتشعباتها
الجغرافية والتاريخية والسكانية» وطرق التعامل مع القبائل المختلفة؛ ومناهج
تفكيرهم ومنطلقاتهم؛ ومن ثم فإن الذي يسعى لحل المشكلة ولجمع الأطراف لا
يستطيع غالبًا أن يدخل من الباب الصحيح» وقد يفشل في الحل حتى لو كان خلصًا
عاشرا: حالة "الطناش" الإسلامية الشنيعة ! فهذه الأحداث المركّبة تتفاقم
منذ أكثر من عشر سنوات» ولا حراك» ولاشك أن ترك السودان بمفرده في هذه
الأزمة سيجعل قضية انفصال دارفور أمرًا مسلا به؛ وعندها لن ينفع العويل» ولن
0 قصاة دارفور
وقد يكون هناك عوامل أخرى لم نذكرها لقلة المعلومات» أو لضيق الوقت؛
ولكن الشاهد من كل ذلك أن احتماليات انفصال دارفور واردة جدَّا نتيجة كل هذه
المعطيات
ومع ذلك فنحن لا نذكر كل ما سبق لنقول إن الدنيا مظلمة وإنّ الأمل
مفقود بل إننا نسعى لإيجاد حل منطقي ومقبول للأزمة؛ ولا يكون ذلك إلا
بمصارحة وشفافية وكشف للأوراق؛ ومع أننا ضدّ قرار المحكمة الجنائية الدولية
الحكومة السودانية إلى إعادة النظر في "ملف دارفور" بهذه المعطيات التي ذكرناهاء
وبغيرها من التي لا نعرفها
إن الأمر جد خطير» لكن الإصلاح ليس مستحيلاً إنما له آليات معروفة؛
وطرق مجزّبة؛ واحتفاظ السودان بدارفور واجب قومي وفريضة شرعية؛ لكن لابد
من الأخذ بالأسباب الصحيحة» والسير في الطرق المدروسة
السداد والتوفيق
ونسأل الله فق أن يُعِزٌ الإسلام والمسلمين
حل مشكلة دارفور''"
لكن الأمر في الحقيقة ليس كذلك؛ فطريق الإصلاح طريق طويل» وآليات
المشكلة في نقطة أو نقطتين ويضع الحل في كلمتين» ويظنّ بذلك أن الأمة ستنطلق
تل هذه المعضلات إلا بصبر جميل» وخْطَّة طويلة المدى» يقوم على تنفيذها رجال
مؤمنون ونساء مؤمنات» وهى
خطة يشارك في تنفيذها
المخلصون من أبناء السودان» كما
من أبناء العالم الإسلامي الواسع ا
أخرجت للناس الجوع والفقرالشد يدين في دارفور
م٠ / 4 تم نشر المقال على موقع قصة الإسلام 00 15138101 /1/10 1 بتاريخ )١(
ا حل مشكلة دارفور
وقبل الحديث عن آليات الحل أودٌ أن أعرب عن سعادتي الكبيرة بتفاعل القٌرَاء
- على موقع قصة الإسلام 101700 17117111512175- من الرجال والنساء» وكثرة
الاقتراحات التي تقدموا بهاء وهذا التفاعل - في رأبي - هو علامة رائعة على صحوة
الحميّة والحماسة - في رأبي - هي بداية صحيحة لفترة جديدة من حياة أمتنا العريقة
أولاً: لا بد أن تدخل السودان في بؤرة اهتمام العالم الإسلامي؛ فلقد عاش
السودان لسبب أو لآخر زمنّا طويلاً بمعزل عن فكر ووجدان العالم الإسلامي؛
وغيرهم ومن ثَمّ فالبداية أن نحرّك مشاعر المسلمين وعقوهم تجاه محب السودانة
والحرص عليه؛ والتعاطف معه؛ بل والتضحية من أجله؛ فهو في البداية والنهاية بلدّ
إسلامي عريق؛ وشعبه من الشعوب التي تتميز بفطرة إسلامية أصيلة؛ ويغلب على
زياراتي لهاء أو في مصرء أو العالم عند التقائي مع الجاليات السودانية ولعلي لا أنسى
أبدًا التمرحاب العميق الذي قابلوني به في أحد مساجد الجالية السودانية في مدينة
دالاس الأمريكية؛ وقد شعرت عندها بمدى تقصيري وتقصير الدعاةٍ والعلماء في
التواصل الدائم مع هذا الشعب الكريم
إننا نحتاج أن نضع السودان في دائرة الاهتمام الأولى من حياتناء ونحتاج أن
وسياسته واجتماعياته وفنونه؛ وغير ذلك من أوجه النشاط فيه؛ ونحتاج أيضًا أن
نتعرف على أعلامه ورموزه؛ وأن نشارك بقوّة في فعالياته
ولا يخفى عل القُرَاء بالطبع أن ما نقوله الآن عن السودان نحتاج أن نقوله أيضًا
عن باقي دول العالم الإسلامي التي تُعْفِلَ الاهتمام بقضاياهاء ولا تدخل في دائرة
أفغانستان ثم العراق وأزهق أرواح الكثير والكثير» وقتل كثيرًا من الرموزء وفتح
أبواب السجون لآلاف الأبرياء» واحتفظ بعدد ضخم من المسلمين في معسكرات
جوانتانامو دون محاكمة؛ ودمَّر الآلاف من المنشآت والبنى التحتية؛ ونبب البترول
والثروة؛ ووضع العملاء والخائنين على قمة الحكم في البلاد التي احتلها
ويحقق الحرية والديمقراطية للشعوب الإسلامية
وللأسف فقد انخدع في أقواله بعض المسلمين في بادئ الأمر» حتى تمنى
بعضهم -وقد سمعت هذا بنفسي- أن تأتي أمريكا وتحتل بقية بلاد العالم الإسلامي
لتنتشر الديمقراطية في كل مكان! ولكن مع مرور الوقت ظهرت الحقائق وانقشع
الظلام؛ وعلم الجميع أن الإفساد في الأرض لا يمكن أن يكون فضيلة؛ وأن السلب
والنهب والقتل والإبادة ليست من شيم الصالحين!
الجميع يتمنون لها المشاكل والأزمات بل الإهلاك والتدمير» وكلما ظهرت دراسة
تشير إلى قرب زوال أمريكا تلقفها الناس بالإقبال والتداول» وكلما حدثت أزمة
أمريكية سعد الناس وفرحوا وتناقلوا الأخبار» وظهرت الشياتة في كل مصائب
أمريكاء سواء كانت مصائب سياسية أو عسكرية أو اقتصادية أو اجتماعية؛ وحتى في
الكوارث الطبيعية كنا نجد شعورًا جارفًا من السعادة يجتاح العالم وهم يشاهدون
آلام الأمريكيين في الأعاصير والطوفان والحرائق والنكبات!!
أسباب هذا الشعور العام بالراحة والسعادة لكل أزمة أمريكية حادة إن هذا ما
جنته أيديهم من أعمال وذنوب وهو رد فعل طبيعي عند البشر الذين عانوا من
ويلات السياسة الأمريكية ولا شك أن الإدارة الأمريكية ترصد مثل هذه الظواهر»
اهتمامنا إلا عند الكوارث الكبرى» ولا شكٌ أننا نحتاج إلى أن نفتح بقوة ملفات
الصومال واليمن والصحراء المغربية وإندونيسيا والفلبين» والدول الإفريقية
الإسلامية الكثيرة التي تعيش في عشرات الآلاف من المشاكل» فضلاً عن الملفات
الساخنة في فلسطين والعراق وأفغانستان
ثانيًا: لبد من فَهُم قضية السودان بشكل عام؛ ودارفور بشكل خاص؛ فم
نكتبه من أوراق لا يمثل إلا صفحة واحدة من كتاب السودان الضخم» وبداية الحل
في واقع الأمر مشكلة كبرى؛ لأن المعلومات عن إقليم دارفور أو السودان بشكل
عام - متتضاربة جذَّاء وغخير موثقة بالمرة» وبالتالي فإننا ترد من المخلصين
يُفِقوا الوقت والجَهُد من أجل إخراج دراسات أصيلة ترفع الواقع الموجود بصدق»؛
وتنقل الصورة الحقيقية لداخل السودان بكامله و 0
مانع - بل لاب - من دراسات ميدانية تشاهد وتسمع وتسجّل كما لاد
يعات ناملة تقل ؤي المزاطين كلهم أحالأمود واقثراحنائي وهل
جهد لا بد أن يشارك فيه المخلصون من أبناء السودان في داخل أرضه وفي خارجهاء
كما لا بد أن يشارك فيه العلماء من كل بقاع العالم الإسلامي
طويلة المدى للارتقاء مدنيًا بإقليم دارفور
وغيره من الأقاليم الواسعة في السودان؛ ل
فالجميع ثمن عاش في دارفور أو زارها يشهد
بضعف التنمية في هذا الإقليم المهمّ؛ وليس ١
معنى هذا أنها لا تشهد أي تنمية؛ ولكن ما #0١ 5
ثراه هناك من مشروعات وأعمال لايتوازى ضرورة وجود خطة لتنمية دارفور
+ حل مشكلة دارفور
مطلقًا مع مساحة الإقليم أو عدد سكانه أو ثرواته؛ وهذه نقطة تحتاج إلى مراجعة
دقيقة؛ لأن تنمية الانتماء عند أهل دارفور للسودان لا يمكن أن تكون بالشعارات
الجوفاء أو الخطب الرنّانة؛ إنما يحتاج أهل دارفور إلى شعو حقيقي غير متكلف
باهتمام بقية السودان حكومة وشعبًا بهم؛ وهذا لبد له من انعكاس عل أرض
الواقع ومن ثَمّ فخطوة رئيسية من خطوات الحل هي الإنشاء الفعلي للمدارس
ومتميز ولا بد من شبكة مواصلات قوية تسهّل على أهل الإقليم الحركة في داخله؛
وتربط أطرافه الواسعة بعضها ببعض» وكذلك تربطه مع بقية الأقاليم السودانية
وكذلك يحتاجون إلى شبكة اتصالات قوية» وإل وسائل إعلامية دائمة تنقل منهم
وإليهم؛ إلى غير ذلك من أمور المجتمع المدني المتحضر والصالح
وليس خافيًا عني أنّ إصلاح كل هذه الأمور يتطلب وقنًا ومالً؛ لكن لابدد من
للميزانية العامة ونصيب دارفور فيها كما لا بد أن نبداً بالأهمّ فالمهم» وهذا يتطلب
دراية واسعة بفقه الأولويات؛ كي يتطلب اطلاعا كاملا عل كبرى مشكلات
الإقليم
رابِعًا: لا بد من مشاركة حقيقية وفاعلة لأهل دارفور في الحكومة السودانية؛
وفي كافة الأنشطة السودانية في المجالات المتعددة وخاضَّة السياسية والإعلامية
وما نعلمه أن زعماء المتمردين غير مقبولين من عامة أهل دارفور؛ وأنجم من
الشخصيات المتسلقة التي ترغب في تحقيق مصالحها الخاصة ولو كانت على حساب
السودان نفسه؛ وتعاملاتهم مع الصهاينة والغرب واضحة ومفضوحة؛ لكن على
الجانب الآخر فإننا على يقين من أن هناك شخصيات صالحة مخلصة كثيرة من أهل
دارفور تستطيع أن تمل الإقليم في كل القطاعات السودانية؛ وعندها ستكون دارفور
ممثلة بأهلهاء ويصبح تحقيق ما نريده من مشاريع هناك أمرًا طبيعيًا؛ فنحن لا نريد من