موقف الدين من الهندسه الوراثيه و الاستنساخ الحيوي
الوراثية بشكل خاص لما تثيره من مشاكل اخلاقية وفكرية لابد من دراستها
وأخيرا؛ اهتم رجال السياسة بهذه المشاريع لأن لها فائدة عظيمة على
وهي مسؤولية المجتمع ككل, ولذلك فإن القرار ليس مناطا بالعلماء فقط
وإنما بكل آفزاد المجتمع:
لذلك حين اجتمع العلماء ورجال الدين في الولايات المتحدة صيف
3 لعقد مؤتمر تحت عنوان «ما الذي يجعل الكائن البشرى شخصا؟
نامج بحوبث الأجنافي مجال التقييمات العلمية والدينية لطبيعة الْإِنْسَانَ»
لم يختلف العلماء ورجال الدين كثيرا حول التوصيات النهائية لأنها كانت
تمثل وجي نخلر المجتمع ككل
-١ «لابد أن تستخدم الهندسة الوراثية البشرية من أجل العلاج فقط
2- يجب ألا يستخدم هذا العلاج إلا بعد دراسة دقيقة للمخاطر والفوائد
كاف تسيا امخاطرة مستقيلية:
3- لابد من وضع قوانين لمثل هذه التطورات؛ ولكن لا يجب أن تعوق هذه
القوانين التطورات نفسهاء أو تؤخر إمكانية الاستفادة من العلاج الممكن
التوصل إليه هذا بالإضافة إلى أن استخدام مثل هذه التكنولوجيا في
مجال البحوث والدراسات في المختبر يمكن أن يكون ذا فائدة عظيمة في
تطوير معارفنا ولذلك لا يجب أن تمنع مثل هذه التجارب والبحوث بسبب
الخوف من التطبيقات المحتملة غير المرغوب فيها
4 لابد من تشجيع الكتاب من العلماء على تقديم المعلومات العلمية
للعامة, بحيث يكتبون عن كل التطورات التي تحدث وكل القوانين المفروضة
على هذه التجارب ولابد أن يوجهوا الرأي العام التوجيه الصحيح تجاه
المشكلات الحقيقية في هذا المجال ويبعدوا آذهانهم عن المشكلات غير
بالمشاكل الحقيقية
5 لابد من تشكيل لجنة مكونة من العلماء والأطباء؛ بالإضافة إلى
المحامين والمفكرين الأخلاقيين وأصحاب المهن العادية من أجل دراسة
بد أن تعمل اللجنة على التأكد من أن الرأي العام على دراية مستمرة بكل
التطورات التي تحدث أولا بأول (8
لو تأملنا ما سبق لوجدنا أن المؤتمر كان حريصا على أن يطلع الرأي
في لجنة دراسة المشاكل الأخلاقية؛ مما يعنى أن الفيلسوف لم يعد دوره
قاصرا على التحليل اللفوي ودراسة النظريات إنما هناك دور خطير ومهم
لتجد حلا تخرج به من منزلق أخلاقي قد يؤثر على الأجيال القادمة كلها
2- الاستنساخ الحيوى:
يميل رجأل الدين المسيحيون ومعظم المفكرين اللاهوتيين وحتى المفكرين
الأخلاقيين إلى الجمع بين الاستنساخ الحيوي وتكنولوجيا الإخصابكما
سبق القول-حين يقومون بدراسة وتحليل هذا الموضوع ويبرر هؤلاء هذا
تكنولوجيا الإخصاب
ولكن كما يرى الدكتور «عبد المحسن صالح» فإن الفرق بين أطفال
الأنابيب والاستتساخ الحيوي فرق شاسع إذ إن أطفال الأنابيب ما هو إلا
«نوع من التغلب على العقبات التي تقف في طريق المسار الطبيعي للحمل,!**
أما الاستنساخ الحيوي فهو « عودة بالخلق إلى الوراء في الزمن»!""" وهذا
أمر خطير حقا وهو دون شك يثير قضايا أكثر عمقا من الناحية الفكرية
رجال الدين المسيحي بين العمليتين واعتبروا أن كلا منهما تثير قضية
أخلاقية ودينية واحدة؛ هي قدسية حياة الإنسان
وقد حاول رجال الدين أن يقدموا اعتراضاتهم على الاستنساخ الحيوي
من خلال عرض مزايا وفوائد هذه العملية كما يراها العلماء والفلاسفة
المؤيدون لها ولذلك ستقوم بعرض هذه الفوائد من وجهة نظر أصحابهاء
ثم نناقش الموضوع ككل
موقف الدين من الهندسه الوراثيه و الاستنساخ الحيوي
ويمكن إيجاز هذه الفوائد كما يلي:
-١ يمكن أن يساعد الاستنساخ الحيوي العلماء على دراسة الأمراض
الوراثية وطرق علاجها؛ وذلك عن طريق استتساخ أشخاص يحملون أمراضاً
وراثية؛ ومن ثم إجراء بحوث ودراسات على النسخ الجديدة (01
2- يمكن للإنسان العادي أن يؤمن نفسه صحيا عن طريق استتنساخ
وأعضائه ذلك لأن «المستنسخ» مطابق من جميع النواحي للنسخة
الأصلية*" وهو ما يمكن أن يحقق الخلود الذي كان يحلم به منذ زمن
طويل وعلى مثل هذا الرأي اعترض البعض بقولهم: ما الذي يمكن أن
أجل التغلب على هذه المشكلة يمكن أن يتم إيقاف نمو المخ منذ لحظة
(التخلق «ملنظ«©0150) في الرحم أو البقاء على جزء من وظائف المخ
بحيث تساعد على نمو الجنين وتمنع نمو الشعور أو أتوعى عنده وبذلك
يتحول إلى مجرد كائن حي وليس إنساناء (09
عاما للحصول على شخص يحمل أحد صفات العباقرة؛ بمعنى إننا لو
حاولناكما يقول عالم البيولوجيا (لدربرج 100108:8) عن طريق الإخصاب
الصناعي أو أطفال الأنابيب الحصول على نسخة طبق الأصل من أحد
(مورثات) الأم الحامل لاجنين مما قد يضيع المزايا الموجودة في العبقري
سيعطينا النتيجة المطلوبة بسرعة أكبر
4 يمكن لهنه الطريقة أن تجنبنا مخاطر انتشار الأمراض الوراثية
فمثلا إذا كان شخص ما يحمل مرضا وراثيا خطرا ويرغب في الحصول
نسخة طبق الأصل منه يكون حاملا للمرض وليس مصابا به؛ دون الحاجة
إلى نقل المرض إلى الأجيال القادمة عن طريق التزاوج
5- يمكن استخدام الاستتساخ الحيوي «للاحتفاظ وتخليد أروع وأبدع
الفكري للعباقرة عن طريق اختراع الكتابة؛ **" بمعنى أنه يمكن استنساخ
الأشخاص الذين يحملون صفات وراثية مرغوبة نادرة كالعباقرة في الفن
والأدب والعلم؛ وصفات القوة البدنية ومقاومة الأمراض وغيرها ولكن
6 وأخيرا يمكن الحصول بهذه الطريقة على أشخاص يحملون صفات
وراثية تجعلهم مؤهلين لتأدية أعمال معينة مثل تحمل الضغط في أعماق
البحار أو الفضاء الخارجي: أو يحملون صفات القوة بحيث يؤدون مهمات
خاصة أو أن تحصل على أشخاص بلهاء لتأدية الوظائف اليدوية وغير
ذلك من الصفات التي قد تساعدنا على تحقيق أغراضنا دون هدر الكفاءات
الأخرى
ناقشوا الموضوع من هذا المنطلق إذ إن النتائج الأخلاقية والمشاكل
الاجتماعية المترتبة على الموضوع؛ كما يرون؛ را من أن تسمح باستمرار
الإنسان وحريتة
إذ يقول (رامزى) إن انتشار عملية كهذه تعنى فقد الإنسان لحريته؛
حيث ستكون هناك معايير معينة لنوعية الناس الذين سيتم استتساخهم
وهؤلاء لن يسمح لهم بممارسة حقوقهم الطبيعية في الإخصاب الطبيعي
خوفا من اختلاط مورثاتهم بغيرها من المورثات بينما سيكون الأمر مختلفا
بالنسبة للناس العاديين وهنا يتساءل (رامزي) ما الذي سيحدث لو أن
إحدى هذه النسخ أو مجموعة منهم قررت أن تمارس حقها الطبيعي 09؟
ألن يحدث خلل في النظام ككل؟ وفي سبيل أن لا يحدث أمر كهذا لا بد من
وضع قوانين صارمة لمثل هؤلاء الأشخاص, أو أن يتم عزلهم وفي كلتا
الحالتين فإن حرية الإنسان وإرادته ستصبح مقيدة أضف إلى ذلك أن
تحديد المعايير التى على أساسها سيتم اختيار الشخص المرغوب للاستنساخ
موقف الدين من الهندسه الوراثيه و الاستنساخ الحيوي
لا بد أن يكون في يد مجموعة معينة فهل نترك الأمر للحكومات أم العلماء
لأقلية معينة في المجتمع تتحكم فيه؛ مما يعنى «أنه ستكون هناك سيطرة
كاملة على حرية الإنسان؛ وعدم احترام البشرية» (9
غير آنساني فحين يتحول الإنسان إلى معرض لقطع الغيار تؤخذ منه
إنسانية الكائن البشرى بحيث يتحول إلى مجرد وسيلة لتحقيق غاية؛ 99
ثم كيف يمكن أن ذوافق مفكرا مثل «هاريس» حين يقول كما سبق أن ذكرناء
تصبح فاقدة الوعي؛ ولا تملك أهم صفة من صفات الإنسانية؛ وهي الشعور
أي تشريع في العالم يجرؤ على القول بأن إلغاء حواس إنسان أيا كان؛ جائز
مادام يخدم مصالح البعض الآخر أو الأغلبية العظمى من أفراد المجتمع
ويخشّى بعض اللاهوتيين وعلماء البيولوجيا كذلك؛ من أن عملية كهنه
المستوى البشرى («ه0ا١ان5) أو نوع شأذ منهم («000ا- )وقد رد رامزى
على موقف (لدربرج 8:-01لها)! **' حول هذا الموضوع حين قال:«إن (لدربرج)
العبقري الذي ننوي استنساخه وكل ما فكر فيه هو اختصار عملية الانتظار
النسخة؟ هل نتخلص منها أم نبقيها لاستخدام بقية أعضائها غير التالفة؟
إن القرار الأول يعتبر جريمة أما الثاني فوحشية لا تخطر ببال الإنسانية
أبدا ثم إن إخضاع الإنسان الذي هو خليفة الله على الأرض للتجربة
والتعامل معه وكأنه حيوان أو نبات يعتبر عملا غير إنساني وغير مشروع!*"
ويرد على هذه النقطة (فلتشر ©181:1) بقوله :«إن ما يجعل الكائن البشرى
إنسانا هو قدرته على التصنيع والاختيار والتخطيط وكلما فكر فيما يخترعه
المختبر إنساني بشكل كامل إذ إن هذه العناصر مجتمعة تميز الكائن
حول هذه النقطة لأنه ليس من حق أي إنسان أن يفرض سيطرته الكاملة
على الآخرين حتى لو كان ذلك من مصلحة البشرية
الزواج طالما أن الإنسان يستطيع أن يحصل على نسخة من نفسه بدون
المرور بأي شكل من أشكال الإنجاب وهذا يخالف الغايات الإلهية من
الزواج: إذ إن الاستنساخ يفرق بين ما جمع الله في الزواج وهو (الاتحاد
والإنجاب) ولكن الخوف الحقيقي يكمن في أن عملية كهذه ستلفى أحد
المثال مفهوم الأمومة والأبوة والعائلة وهي قيم أساسية في تركيب المجتمع
الحالي وتصل مخاوف اللإموتيي إلى حد تصور أن هذه العملية من
الممكن أن تحول المجتمع إلى مجتمع آلي تطغى فيه قيم لم تكن موجودة من
قبل؛ وتلغى كل القيم الإنسانية بحيث أن القيم التي ستكون سائدة هي
القيم العلمية؛ ويصبح بحث الإنسان عن نفسه وهويته أمرا ثانويا في مقابل
بحثه في الطبيعة ووسائل السيطرة عليها وعلى الآخرين من البشر؛ مما
يعنى أن يتحول الناس إلى إحصائيات وأرقام ووسائل لتحقيق رغبات الأقلية
التي تحكم
الخطاً الأساسي لا يكمن في القوى التي نحصل عليها من الطبيعة ومن
حكمنا؛ بل وقبل أن نقدم على أي خطوة لتحقيق ما نصبو إليه من غايات
نحن بحاجة إلى قوانين تحكمنا قبل أن تحكم تلك التجارب وطالما أن
الإنسان تنقصه الدراية بقيمة نفسه وبالآخرين وبأهمية ما يفعله وخطورته؛
الدين واللاهوتيون وبعض الفلاسفة المثاليين إذ إن هناك مجالات كثيرة
يمكن استخدام هذه التكنولوجيا فيها لصالح الإنسان مثل مجال النبات
موقف الدين من الهندسه الوراثيه و الاستنساخ الحيوي
والحيوان كما أنها يمكن أن تساعدنا على كشف الكثير من الأمراض
الوراثية المستعصية ومن ثم فينبغي ألا نرفض العملية كلها من الأساس
بسبب مخاوف لا ذذب للعلم فيها وإنما الخوف الحقيقي هو من الإنسان
الذي سيطبق هذا العلم
أن العلم وما يقدمه من خدمات واختراعات يشكل في العالم الغربي
قضية حيوية وأساسية تناقش كل يوم سواء عن طريق الصحف أو وسائل
الإعلام الأخرى لقد أعطى للإنسان في المجتمع الغربي الحق في أن
التوصيات في المؤتمرات المختلفة؛ أن يكون من بين أعضاء اللجان المطلوب
تأسيسها أفراد من المجتمع والمهنيين العاديين مع وجود فلاسفة وغيرهم
من المفكرين إن الإنسان في العالم الغربي له أهميته من حيث أنه يشكل
صوتا يمكن أن يؤدى إلى نجاح أو فشل أي مشروع لذلك فإن كل مشكلة أو
كشف علمي لابد أن يطلع عليه أفراد المجتمع ليكونوا على دراية بكل ما
يحدث
لو تأملنا ما سبق من حديث حول موقف كل رجال الدين المسلمين
والمسيحيين من هذه التطورات لوجدنا أن الاختلاف بين الموقفين لا يعود
إلى طبيعة تفكير كل منهما فقط: وإنما يعود أيضا إلى طبيعة المجتمع
الفرق شاسعا بين ما يقوم به العلماء في المختبرات من أبحات وبين ما
يناقشه رجال الدين؛ وبين ما يعرفه عامة الناس في المجتمع إذ إن العالم
بالتالي لن يتأثر برأي أفراد المجتمع وليس مسؤولا عن أخبارهم بما يفعله
مما يؤدي إلى ظهور هوة واسعة بين رجأل العلم وبين رجال الدين والمجتمع
الهنبكثير ولكن هل يمكن أن نقبل هذا العذرء ونقول لأنفسنا إننا لسنا
بحاجة لمعرفة ما يحدث هناك؟ إن ما يحدث هناك عبارة عن تطور يسبقنا
من الآن ونفكر بصوت عال ونستعين بكل الخبرات وأصحاب العقول
المستنيرة من فلاسفة ومفكرين ومحامين وأطباء وعلماء ورجال الدين؟ إننا
بالفعل بحاجة إلى كل هذا إننا بحاجة إلى المزيد من العلنية في مناقشة
هذه الموضوعات في بلادناء وإلى توسيع قاعدة المشتركين في المؤتمرات
الخاصة بهذا الموضوع
إننا أخيرا بحاجة إلى آراء مستتيرة تدرس هذه المشكلات من خلال
فكر عقلاني يهدف إلى خير المجتمع إننا بحاجة إلى فلاسفة
رأي الفلسفة في الهندسة
الهندسة الوراثية بين
الاستمرار والمفع
فى سنة 1975 حين أعلن بعض العلماء رغبتهم
في إيقاف تجارب الهندسة الوراثية لإعادة النظر
فيها ووضع بعض الضوابط: لم يكونوا يعلمون أنهم
فتحوا الباب أآمام مشكلة أخلافية كبرى فقد أدى
صحوة ضميرهم إلى تنبيه العالم إلى خطورة ما
يفعلونه وبالتالي إلى تدخل جمهور الناس في عملهم
ورغم أن هذا التدخل في مسار العلم ليس جديدا
في تاريخه فالعالم لا يزال يذكر معاناة «جاليليوه
وغيره من المكتشفين والعلماء والعظام الذين لاقوا
صعوبات جمة في إعلان نظرياتهم؛ التي وصلت
بهم إلى حافة الموت ولكن التدخل في السابق كان
من السلطة فقط ولأسباب تبدو عقائدية في
ظاهرها أما التدخل في العصر الحالي فقد أخذ