هارون يحبى (عدنان أرقطار
منه مقابل ذلك
لقد أودع الله في الإنسان القدرة على إدراك حقيقة أن كل النعم التي
يستمتع بها قد جاءته من قبل الله؛ وبالتالي يسهل عليه إدراك ما يتعين
عليه من واجب الشكر لهذه النعم لكنه قد تنبهم أمامه طرق التعبير
عن هذا الشكر والامتنان» وهنا يأتي القرآن ليهديه السبيل فقد أمر
الله عباده في القرآن أن يستشعروا الحاجة إلى نيل رضاه على امتداد
حياتهم ولتحقيق هذه الغاية يتعين على الإنسان وفي كل لحظة من
وجوده أن يؤثر رضا ربه على إشباع رغباته وأهوائه لأن المرء يغدو
وعليه يكون نهج المسلم في كل أطوار حياته قائما على النظر في كل
الخيارات والبدائل التي تعرض له؛ سواء تعلقت هذه البدائل بحادثة أو بفكرة
حياته في طلب رضا خالقه؛ أن يتطلع إلى إكرام الله له بالجزاء الأوفى
والإنعام الأبدي وعليه فإن نفع عبادة المؤمن يعود إليه هو لا إلى الله لأن
الله غير محتاج لصلاة العبد أو عبادته أو أعماله الصالحة؛ وقد عبر القرآن
عن هذه الحقيقة في قوله تعالى:
كابوس الكقفشر
القرآن يعلم الإنسات التفريق بين الحق والباطل
في البيكات التي لا تقيم وزنا لمبادئ القرآن يجري تطبيق معايير متنوعة
لا يعوّل عليها للتفريق بين الخير والشر ويتمخض عن الاعتماد على مثل
هذه المعايير المتنوعة سلوك خاطئ ونتائج مؤذية فالشخص الذي حاول
اقتراف جريمة مرة واحدة مثلا يعتبر أكثر براءة من الآخرين الذين ارتكيوا
قاتل محترف خطا فاصلا بينه وبين شخص مختل العقل» و يعد نفسه بريثا
القول أن جميع هؤلاء الناس يظنون أنهم أبرياء ولا يقرون ببشاعة جرائمهم؛
إلا أن الححج والذرائع التي يسوقونها باطلة وموغلة في الخطأ؛ وذلك لأن
الشخص البريء هو من يستمسك بكتاب الله؛ في حين يكون الشخص
انتحل من مزاعم
وكما نعلم جميعا فإن للنفس البشرية وجهان: الضمير والنفس الأمارة
بالسوء يلهم الضمير المرء ويحفزه دائما إلى فعل الخير والصواب في
هارون يحبى (عدنان أرقطار
حين تدفعه النفس الأمارة بالسوء إلى سيئ السلوك وكل ما يغضب الله
وانتفاع المرء بضميره؛ من الناحية الأخرى؛ لا يتستى إلا إذا قوي إيمانه
بالله وتحلى بالخوف منه
يهب الدين الإنسان وعيا يميز به بين الخير والشر ولن تكون للمرء آلية
لاتخاذ القرارات ولا ملكة تفكير سليمة إلا إذا صدّق بما أنزل الله من هدى
فالقرآن فيصل فريد , بين الحق والباطل وين الحلا والصواب:
ويشتمل القرآن على تفصيل دقيق لمفهوم الحق والباطل ويرشد الناس
إلى أفضل السبل لاستخدام ضمائرهم ووعيهم وفي الآية التالية نرى تفصيلا
شاملا لمفهوم الحق والباطل: :
كابوس الكقفشر
الاجتماعية لا يستحق أن يعول عليه طالما تعارض مع مبادئ القرآن
وشاهدنا على ذلك تلك العبارات المعينة التي يشيع استخدامها لوصف
الإنسان عن إلحاق الأذى حتى بالذباب مع تتكبه سبيل الهدى التي رسمها
القرآن لا تجعله رجل خير فالمهم أن يحجز الإنسان نفسه عن الأعمال
الشريرة التي أشار إليها القرآن وأن يأتي أفعال الخير التي امتدحها القرآن
يعتقد البعض أن تحلي الشخص بصفة الرأفة بالمساكين والشفقة بالأطفال
وتقديم العون لهم لا يسبغ عليهم صفة التدين فالقرآن ين لنا أن هذه
الأعمال لا تجعل صاحبها أهلا لصفة الإيمان الحق؛ إنما المؤمن الحق هو
الشخص الذي يجهد في اقتفاء أثر القرآن ويقف نفسه لنيل مرضاة الله
القرآن يرشد الإنسان إلى طبيعة العالم الحقيقية
يخبرنا الله في القرآن-أحدث الكتب عهدا بالسماء وهادي البشرية
إلى الصراط المستقيم أننا خلقنا لتعبد الله وحده كما يلفت أنظارنا
إلى حقيقة أن هذا العالم دار اختبار وابتلاء للمؤمنين» يمتحتهم ربهم ليميز
الخبيث من الطيب وبناء عليه؛ وكشرط من شروط هذا الاختبار؛ يحذر الله
الإنسان من مغبة الاستجابة للعوامل التي خلقت لتغريه وتبعده عن الصراط
يخبرنا الله في القرآن أن هذه الحياة مقام مؤقت للإنسان وأن كل
كابوس الكقفشر
إن المكانة الاجتماعية والمال والأولاد ورغد العيش والفقر وضتك
العيش كل 1 زاك اهيا تعلى يهنا الإتتبان ني الدنياء يقول لله تنالىة
أما الدليل على أن خلق الحياة والموت ليس سوى اختبار وابتلاء
للإنسان ففي قوله تعالى:
هارون يحبى (عدنان أرقطار)
هذه الآية تتضمن وصفا جليا لموقف شخص ليس له من الوعي ما
يجعله يستوعب طبيعة هذا الابتلاء وقد حذر الله المومتين من هذا الصنيع
يتخدعون بالمظهر الخداع لهذه النعم؛ إذ يدفعهم ولعهم بالحياة واغترارهم
١ الا 0 د يآ إن ّ لحن ا
بها إلى بدل الغالي والرخيص في سبيل تحصيل هذه المحاسب الدنيوية؛
خاتي د لجنة : مالك !! ل اذ ذا ل عة :ا و
ويتتابهم شعور بالخيبة ويتملكهم الإحباط إذا واجهوا ازمة او مصاعب وفي
القران إشارة إلى هذه الحالة العقلية:
يصيبهم ويتلبسهم القنوط والغم حين يحرموها
إن الغافلين عن الحقائق التي تضمنها القرآن يضلون بالخير
كابوس الكقفشر
أما المؤمنون الذين يفهمون كل الحوادث التي تعترض سبيلهم في ضوء
هدى القرآن كائنا ما كانت الظروف»؛ فلا يذهلون عن ذكر الله واليوم الآخر
ويدأبون في السعي للفوز بدار الخلود فهم يعون قول الرسول صلى الله
عليه وسلم "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" (البخاري) فيدركون
أن إقامتهم في الدنيا محدودة وأن أيامهم فيها معدودة وأن الدار الآخرة
هي الحياة الحقيقية وهذا هو سر نجاة المؤمنين من غوائل الضلال والتيه
والعجب حين تهبط عليهم النعم تترى ومن مشاعر الحزن والغم والهم إذا
ابتلوا بشيء من الخوف والحرمان ونقص من الثمرات ولأنهم علموا أن
الله مبتليهم بالتعم وبالحرمان فلا يبدر منهم إلا ما يرضي الرب استجابتهم
للأحداث يحكيها قوله تعالى:
بهذا يدرك المرء أن القرآن تتجلى فيه رحمة الله الواسعة المحيطة وذلك
لأن المؤمنين يتعلمون أصدق الحقائق عن طريق القرآن
القرآن يعلمنا أن الدار الآخرة لهي الحيوان
(أي الحياة الحقيقة)
لا يستطيع الإنسان أن يحيط بأي شئ من مسائل الغيب والمستقبل من
أمور الغيب المستورة عن إدراك الإنسان فلا يستطيع أحد أن يقطع بما
سيقع في الثواني القليلة القادمة وبسبب قصور التصور هذا ينظر الناس في
كل العصور بفضول وحيرة إلى كل شئ مرهون بذمة المستقبل وبخاصة
طبيعة الحياة التي تعقب الموت
لا جرم أن الله خالق الكون والإنسان والموت والساعة والجنة والتار
والماضي والمستقبل؛ هو وحده القادر على إعطاء أدق وأصدق الإجابات
عدم ولا يزال يخلقها لحظة بعد أخرى كما خلق الله الزمان + أحد الأبعاد
الكونية والذي يلف كل كائن حي لكن الله لا يحده زمان فهو بلا ريب
خارج حدود مفاهيم الزمان والمكان فالله خلق كل شيء خارج إطار
الزمن فقد خلق الله وعلم بكل شيء مما نعده نحن ماضيا أو حاضرا في
لحظة واحدة (لمزيد من التفصيل في هذا الموضوع يرجى الإطلاع على
يطلق وصف الغيب على كل شيء تعجز حواسنا عن إدراكه بما في ذلك
المستقبل واليوم الآخر هو أيضا جزء من الغيب بالنسبة للإنسان طالما ظل
على قيد الحياة والقرآن يحدث الناس عن اليوم الآخر ويتحفهم بوصف
مفصل له ولقد وضع الفلاسفة في كل العصور افتراضات شتى فيما يتعلق
الأسطورية عن الدار الآخرة إلا أن الدين الحق هو الذي يعطي أدق وصف
لليوم الآخر
إن الدين الحق هو وحده الذي ينبئ الإنسان بالطبيعة المحدودة للحياة
الدنيا وبما ينتظر الإنسان من حياة سرمدية في الدار الآخرة يخبرثا القرآن