وصبره وبلاءه؛ ففي كل شِعْب تاريخ» وعند كل جبل قصة
أمته مؤمنة به؛ متبعة له مُصِيْحَةٌ إليه» ليقيم لهم آخر أركان الإسلام» وليقول
هذه رحلة نرحل فيها بأرواحنا ومشاعرنا في أعظم مسير وأقدس سفرء
كل ملب لله ضارب في الأرض أو سابح في السماء متوجهًا إلى بيت الله ؛
أحضر قلبك وشعورك ومشاعرك لتصحب بوجدانك ركبه صل الله عليه
المشاعر والشعور»ء ولا تزال تتأمل في مشاهد هذه الرحلة حتى تتداعى
إليك رائعات المعاني بأجل الدروس وأعظم العبر
مناسكهم» ويعلمهم كيف يحجون بيت ربهم
الموقن به؛ وحبنا الشاغف له» وشوقنا اللاهف إليه» واستشعارنا عظيم منة
خريطة الطريق إلى عرفة
لاحن >>
عرفة» التاسع من ذي الحجة»؛ والسابع من شهر مارس آذار» سنة عشر من
الهجرة؛ وسار الركاب الشريف من منى إلى عرفات؛ وجموع الحجيج تسير
لجوارهم بيت الله» وأنهم بذلك لا يشاركون الناس في الوقوف في عرفات-
اناس #'"''' [البقرة:194]
من شعر قد ربت له هناك» فجلس فيهاء حتى إذا زالت الشمس» ركب
راحلته القصواء بعد الزوال مباشرة» في قرابة الساعة الثانية عشرة والنصف
بتوقيت مكة في شهر مارس آذارء ثم نزل بها إلى بطن «وادي عُرَّنَّة؛ وهو
أرض دَمِثةَ فسيحة» يسهل اجتماع الناس عليها وجلوسهم فيهاء فاجتمع
الناس حوله في بطن الوادي فأشرف صل الله عليه وآله وسلم على
الناس» وقد أمكن قدميه في الغرز واعتمد بإحدى يديه على مقدِّم الرّخلء
الملة وتعظيم الحرمات» فدوى صوته صل الله عليه وآله وسلم بين أهل
دم ضع ون دماتنا دم ابن ربيعة بن الحارظي بن عبدالمطلب» وربا الجاهلية
قضى الله أن لا ربا
ُرُوجَهُنَ بكلمة الله آلا واستوصوابالنساء خيرًا؛ فإنا هن عَوانٍ ا 'عندكيي
ثم أقبل صل الله عليه وآله وسلم على هذه الجموع يستشهدهم شهادة
عظيمة» شهادة البلاغ والأداء»؛ ويقرّرهم بجواب السؤال إذا سُعلوا يوم
رسول الله صل الله عليه وآله وسلم في بلاغ ودعوة؛ وصبر ومصابرة؛
وجهاد وجهاد أخرج في سبيل بلاغ رسالات الله من بلده» وهي أحب
ونحن اليوم بعد ألف وأربعيائة سنة نشهد للرسول صل الله عليه وآله
وسلم با شهد له به أصحابه رضي الله عنهم» أنه قد بِلَغْ الرسالة وأدّى
فصل الله وسلم وبارك عليه
وكان من عجائب هذا الموقف أن الذي كان يبل عن رسول الله صل الله
عليه وآله وسلم للناس» ويصرخ فيهم بمقاله؛ هو رَبيعة بن أمية بن خلف
صل الله عليه وآله وسلم ويصرخ في الناس بكلماته ألا إنها أنوار النبوة
وهدي الرسالة أطفأت تَرَاتٍ الجاهلية في القلوب التي كانت تتوارث
م كان زن