عليهم المساثل الخمسة من الفاحشة والمنكر والبغى والإثم والشرك؛ ووضع لهم نظاماً
يضمن سلامة المجتمع » وطمأنهم بأنه منتقم من أى أمة ظالمة بأن جعل للظلم نهاية
عليكم أن تستقبلوا رسل الله استقبال الملهوف المستشرف المتطلع إلى مايحميه
وإلى ماينفعه ؛ لأن الرسول هو من يعلن لكل واحد منكم ماأحله الله من طيبات الحياة
وملاذهاء ويبين لكم ماحرم الله ليحيا المجتمع سليماً
كان المظئون أن ساعة يأتى الرسول نجد المجتمع يحرض على ملازمته وعلى تلقى
البلاغ منه» لا أن يظل الرسول يدعو باللين بينما المجتمع يتأبى عليه لكن من رحمة
منهج الله فى إدارة حركة الحياة أن نتشوق إليه ونتطلع » لا أن نعاديه» وعادة مايسعد
بالرسول أهل الفطرة السليبة بمجرد أن يقول الرسول : أنه رسول ومعه آية
صدقه ويقيس أهل الفطرة السليمة قول الرسول بماضيه معهم» فيعلمون أنه مخلص
رءوف رحيم ه67 » [ صورة التوية )
وجلىء لذلك نجد الذين آمنوا برسول الله أول الأمر لم ينتظروا إلى أن يتلو عليهم
أخلاقه ومثال ذلك : عندما أخبر محمد تله سيدتنا خديجة - رضوان الله عليها بنبأ
رسالته وأصرٌ لها بخوفه من أن يكون ما نزل إليه هو من أمور الجن أومسهاء
أسرعت إلى ورقة بن نوفل ؛ لأنه عنده علم بكتاب ؛ وقبل ذلك قالت لرسول الله
صلى الله عليه وسلم : « إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتعين على نوائب الح
وتكسب المعدوم »
كنت مستقيم السلوك قبل أن تنا وقبل أن توجد كرسول من الله وهل معقول أن
من يترك الكذب على الناس يكذب على الله ؟! وكذلك نجد سيدنا أبا بكر الصديق
بمجرد مان قال رسول الله : أنا رسول قال له: صَدت
رسول من الملائكة وقال لنا : هذ هو الملنهج ولكم أسوة بى ؛ كنا سنرد عليه الرد
المقنع السهل اليسير : وهل در أن تمل مثلك وأنت ملَكٌ مفطور على الخير ؟
لكن حين بأتبنا رسول من جنسنا البشرى وهو تال "أن يصفز من لير
عري ررض رم سر ا م 23 ورد ع 2 ا
) صورة الإصراء ١
إنه الغياء وقصر النظر والغضب ؛ لأن الله بعث محمداً وهو من البشر ٠ فهل
كانوا يريدون ملكا ؟ ولوكان ملكا فكيف تكون به الأسؤة وطبعه مختلف عن طبائع
( سورة الإسراء)
وال ولميات به من جنس آخر
ل ل 0 رم راع اي لي
ابي كاتم | إما باتبشكر رمل متكر يصون عليكر بكر بتي
( من الآية 75 سورة الأعراف )
القصص مأتحوذة من مادة و القاف » و« الصاد المصافة ؛ ؛ وهنا مأوذ من ة ف
الأثر» + وكان الرجل إذا ما سرقت جماله أو أغنامه يسير ليرى 2 ثر الأقدام إذن
لا تتحرفون أنتم عن قص الأثر حين تريدون المؤثر فى الأثر
( من الآية 78 سورة الأعراف )
ود التقوى ه هو أن تجعل بينك وبين شىء يضرك وقاية ولذلك يقول الحق:
الله *» أى اتقوا متعلقات صفات الجبروت من الله ؛ لانكم لن تستطيعوا تحمل
بالتقوى هنا يعنى ألا نكر ونجحد رسالات الرسل ؛ لأنهم إنما جاءوا لإنقاذ
البشر ء فالمجتمع حين يمرض ؛ عليه أن يسرع ويبادر إلى الطبيب القادم بمنهج
الله ليرعاه » وهو الرسول + لذلك لا يصح الجحود برسالة عليها دليل ومعجزة
فمن اتقى واصلح فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون ©
و« أصلح » تدل على أن هناك شيئاً غير صالح فجعله صالحاً , أو حافظ على
صلاح الصالح ورقى صلاحه إلى أعلى مثل وجود بثر نشرب مئه + فإن كانت
البثر تؤدى مهمتها لا نردمها ولا نلقى فيها قاذورات وبذلك نبقى الصالح على
صلاحه ؛ ويمكن أن نزيد من صلاح البثر بأن نبنى حول فوهتها سوراً » أو أن نقوم-
بتركيب مضخة تمتص الماء من البثر لضخه إلى البيوت وبذلك نزيد الصالح
صلاحاً ؛ والآفة فى الدنيا هم الذين يدعون الإصلاح بينما هم مفسدون ؛ يقول الله
فيهم :
و م 7 ر ال ا داك اماج اا ا ب ء”
وهم يحضبون اليم لام ا
( سورة الكهف )
إذن فحين تقدم على أى عمل لابد أن تعرف مقدمات هذا العمل » وماذا
ستعطيه تلك المقدمات ؛ وماذا سوف تأخذ منه وأبق الصالح فى الكون على
صلاحه أو زده إصلاحا وهنا لا خوف عليك ولن تحزن على شىء فاتك ليتحقق
قول الحق : ٍ
ل آم «* أا قات ل عدم ب
( من الأآية 7 سورة الحديد )
وما المقابل لمن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ؛ أى هؤلاء الذين أصلحوا
واتقوا؟ المقابل هو ما يأتى فى قوله الحق :
ولماذا يكون مصير المكذبين بالأيات والمستكبرين عنها أن يكونوا أصحاب النار
ويكونوا فيها خالدين ؟ لأنهم وإن تيسرت لهم أسباب الحياة لم يضعوا فى حسابهم
أن يكون لهم نصيب فى الآخرة ولم يلتفتوا إلى الغاية وغاب عنهم الإيمان بقول
مُوزالضَزين
المثل والأسوة فى سيدنا الحسن البصرى - رضى الله عنه الذى أحسن لمن أساء
إليه فقال كلمته : « ألا نحسن إلى من جعل الله فى جانينا » ودائماً أضرب هذا
المثل ولله المثل الأعلى - هت أن إنسانا عنده أولاد وأساء واحد منهم للآخر
نجد قلب الاب يكون مع من أسىء إليه ؛ وكذلك الأمر فينا نحن خلق الله 1
أساء واحد من خلق الله إلى واحد آخر من خلق الله ؛ نجد رب الخلق مع من
( من الآية 18 سورة الزمر)
وفى آية ثانية يقول الحق :
( من الآية #ه صورة الزمر)
الفاسقين »
ودار الفاسقين هى النار وكأن الحتى هنا يقول : سأريكم النار ) ونعلم أن
ويدخلون الجنة ولقائل أن يقول ؛: ولماذا تأتى سيرة ة النار هنا ؟ ونقول : جاءت
سيرة ة الثار ليرهب ويخيف النفس ويحملها على أن تبتعد عن كل أمر يقرب إلى
لنار والقول هنا أيضاً لبنى إسرائيل الذين نصرهم الحق على قوم فرعون وأخذوا
منهم الكنوز والمقام الكريم وكأن الحنى يقول لهم : إن كنتم تحبون أن يكون
منهج الحق
إذن فقوله الحتى : سأريكم دار الفاسقين » معناه حملهم على ما فى الألواح
من عظة وعلى أن بأخذوه بقوة 6 وعلى أن يتبعوا أحسن ما أنزل الله َ أو دار
الفاسقين » هى المدائن التى دمرّث وخربت بتمرد وكفر وعصيان أهلها وفسقهم
"8 الغدو والرواح ل
ويقول الحق بعد ذلك :
دوم عي ال
كال ان ال عا 5 7 قرا
والآيات جمع آية دوهى الأمر العجيب » وتطلق ثلاث إطلاقات ؛ فإما أن تكون
آية كونية مثل قوله تعالى : م إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار
لآيات لأولى الألباب » » وإما أن تكون اية دلالة على صدق الرسول فى البلاغ ؛
وإما أن تكون آية قرآنية فيها حكم من أحكام الله ؛ وهنا يقول الحق :
( من الآية 143 سورة الأعراف )
إذن يوضح سبحانه هنا أنه سيصرف الذين يتكبرون فى الأرض بغير الحق عن
أن ينظروا نظر اعتبار فى آيات الكون » أو أن الذين يتكبرون فى الأرض بغير الحق
سيطل كيدهم فى أن يتجهوا للحق بالهدم ؛ لأن الواحد من هؤلاء ساعة يرى آية
من آيات الله سينظر إليها على أنها سحر أو شعوذة ؛ أو أن يقول عنها إنها ضمن
أساطير الأولين
إذن وجه الصرف أن يسلط الحقى عليه من الكبر ما يجعله غير قادر على وزن
الآية بالميزان الصحيح لها : والمتكبر هو من ظن أن غيره أدنى منه وأقل منزلة ؛
ومقومات الكبر قد تكون قوة ؛ لكن ألم ير المتكبر قوب قد ضعف ؟ وقد يكون الثراء
من مقومات التكبر » لكن ألم ير المتكبر غنيّا قد افتقر ؟ أو يكون المتكبر صاحب
جاه » ألم ير المتكبر ذا جاه صار ذليلا؟
فمقومات الكبرياء فى البشر غير ذاتية
يملك فى ذاته كل عناصر القوة والثراء والجاه والعزة ولذلك فالكبرياء لله وحده
واعلموا أن كل متكبر فى الأرض لا يخطر الله بباله ؛ لأنه لو خطر الله بكماله وجلاله
فى باله لتضاءل ؛ لأن الله يخطر فقط ببال المتواضعين من الناس ؛ ولذلك نضرب هذا
لآخر ء وهناك مرؤوس فقط والرئيس المرؤوس لا يستطيع أن يجلس مع المرؤوسين
له بتكبر ويضع ساقاً على ساق ويعطى أوامر ؛ لأنه قد يلتفت فيجد رئيسه وقد دخل
عليه فلو فعل الرئيس المرؤوس ذلك لضحك منه المرؤوسون له فكذلك الناس
الله الذى له الكبرياء + فى السموات والأرض لا يَكبرَون أبداً
إنه سبحانه يصرف عن المتكبرين النظر فى الآيات الكونية فلا يعتبرون
وبصرف عنهم تصديق الآيات الدالة على نبوة الأنبياء » ويصرف عنهم القدرة على
تصديق أحكام القرآن ؛ ويطبع على قلوبهم ؛ فما بداخل هذه القلوب من الكفر
لا بخرج ؛ وما فى خارج هذه القلوب من الإيمان لا يدخل وهم برغم حركتهم
( من الآية 149 سورة الأعراف )
وحين يرى أهل الكبر الآية الكونية أو الآية الإعجازية أو آيات الأحكام فهم
جماح شهواتهم لأنها تمكنت منهم » ولكن سبيل الغى يطل الجنان لشهوات النفس ؛
ولا يكون كذلك إلا إذا غفل عن معطيات الإيمان الذى يحرمه من شىء ليعطيه أشياء
أثمن » وهكذا تكون نظرة أهل الكبر سطحية ونلحظ أن كلمة السبيل تأتى مرة
ات ؛ لا يتخذوه سبيلا » ؛ ومرة تأتى مؤنثة » فالحق يقول : م قل هذه
سبيل ©
كذبوا باياتنا وكاتوا عنها غافلين » وقديما قلنا إن الغفلة لا توجب الجزاء عليها ؛
لدرجة أنهم لا يعيرون الإيمان أى التفات
ويقول الحق بعد ذلك :
سرام وم دوواد 232 > هرء
وقد جاء لفظ الآيات هنا أكثر من مرة ؛ فقد قال الحتق : ( وإن يروا كل آية
إذن فالمسألة كلها مناطها فى الآيات الكونية للاستدلال على من أوجدها ؛
والإعجازية للاستدلال على صدق مَنْ أرسل من الرسل » والقرآنية لأخذ منج الله
لتقريم واستواء حركة الإنسان ٠
مرك +مس2ىر ردم م 2ه م - مر عاض ام كخوجخ ر3*
( من الآية ١67 سورة الأعراف )
ويقال:حبط الشىء أى انتفخ وورم من علة أو مرض أى أنهم فى ظاهر الأمر
يبدو لهم أنهم عملوا أعمالا حسنة ولكنها فى الواقع أعمال باطلة وفاسدة ؛ وقد
يوجد من عمل عملا حسناً افعاً للناس » ولكن ليس فى باله أنه يفعل ذلك إرضاء
لل 6 بل للشهرة لينتشر ذكره ويذيع صييته ويثنى الناس عليه ؛ أو للجاه والمركز
والنفوذ ولذلك حين سثل رسول الله صلى الله عليه وسلم : من الشهيد ؟
قال :
و من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا فهو فى سبيل الله !0
لأن الرجل قد يقاتل حمية » أو ليعرف الناس مثا أنه شجاع إذن فهناك من
يعمل عملا ليفتخر به ويقال مثلا : إن الكفار هم من اكتشفوا الميكروب وصعدوا
إلى الفضاء ونقول : نعم لقد أخذوا التقدير من الناس لأن الناس كانت فى
والإنسان يأخذ أجره ممن عمل له ؛ والله سبحانه وتعالى لن يضيع أجر أعمالهم
الحسنة » بل أعطى لهم أجورهم فى الدنيا » لكن حرث الآخرة ليس لهم
: ( من الآية 9١ سورة الشورئ)
رواه أحمد واليخارى ومسلم وأبو داود والنسالى والترمدى وابن ماجه ) ١(