على هذا البعير ؛ فإنه من إبل الصدقة ؛ فيه حق اليتيم ؛ والأرملة والمسكين ؛
فقال رجل من القوم : يغفر الله لك يا أمير المؤمنين فهلا تأمر عبداً من عبيد
الصدقة فيكفيك ؟
فقال عمر : وأى عبد هو أعبد منى ومن الأحنف ؟ إنه من ولى أمر
المسلمين ؛ يجب عليه لهم ؛ ما يجب على العبد لسيده فى النصيحة ؛ وأداء
ما هذه الريم ؟!
عن نعيم بن أبي هند ا
فتزن ؛ فترجح وتنقص ؛ فتكسر بأسنائها فتقوم لهم الوزن ؛ فعلق بإصبعها منه
شيء ؛ فقالت بأصبعها في فيها فمسحت به خمارها ؛ وأن عمر جاء فقال : ما
فقال : تطيبين بطيب المسلمين ؛ فانتزع خمارها فجعل يقول بخمارها في
انظر : " مناقب عمر " (؟؛؟) ١
1 الأنباء المستطابة من حياة الصحابة
فقالت العطارة : ما هكذا صنعت أول مرة ؟!
بينما عمر بن الخطاب يمشي ذات يوم في نفر من أصحابه إذا صبية في
فقال عمر : يا بؤس هذا من يعرف هذه ؟
قال له عبد الله : أوما تعرفها ؟ هذه إحدى بناتك
قل : وأي بناتي ؟ قال : بنت عبد الله بن عمر
قال : فما بلغ بها ما أرى من الضيعة ؟
لبناتك ما تطلب الأقوام ؛ أما والله ما لك عندي إلا سهمك مع المسلمين وسعك
أو عجز عنك ؛ بيني وبينكم كتاب الله ؟
إنك ان تصنع ذلك خبلاء
عن عبد الله بن عمر ل قال :
قال رسول الله 8 : " من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة "
) 764 : انظر : " الورع " لابن أبي الدنيا رص ١
انظر : " مناقب عمر " لابن الجوزي ْ
الشباء المستطابة من حياة الصحابة 11
قال : " لا؛ بل اعتزلها ولا تقربها " ؛ وأرسل إلى صاحبي مثل ذلك ؛ فقلت
لامرأتي : ألحقي بأهلك فتكوني عندهم حتى يققضي الله في هذا الأمر
قال كعب : فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله فقالت : يا رسول الله إن
هلال بن أمية شيخ ضائع ؛ ليس له خادم ؛ فهل تكره أن أخدمه ؟
قال : " لا ؛ ولكن لا يقربك "
فقال لي بعض أهلي : لو استأئنت رسول الله في امرأتك ؛ كما أذن لامرأة
بيت من بيوتنا ؛ فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله قد ضاقت علي نفسي
وضاقت علي الأرض بما رحبت ؛ سمعت صوت صارخ ؛ أوفى على جبل
سلع بأعلى صوته : يا كعب بن مالك أبشر ٠ قال : فخررت ساجداً ؛ وعرفت
أن قد جاء فرج ؛ وآذن رسول الله بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر ؛
فذهب الناس يبشروننا ؛ وذهب قبل صاحبي مبشرون ؛ وركض إلي رجل
فرساً ؛ وسعى ساع من أسلم ؛ فأوفى على الجبل ؛ وكان الصوت أسرع من
ًا الأنباء المستطابة من حياة الضحابة
لتهنك توبة الله عليك
قال كعب : حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله جالس حوله الناس ؛ فقام
إلى طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني ؛ والله ما قام إلي رجل
من السرور : " أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك "
قل : قلت : أمن عندك يا رسول الله ؛ أم من عند الله ؟
قال : " بل من عند الله "؛ وكان رسول الله إذا سر استنار وجهه حتى كأنه
قطعة قمر ؛ وكنا نعرف ذلك منه
فلما جلست بين يديه قلت : يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي
صدقة إلى الله وإلى رسول الله
قل رسول الله # : " أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك "
الشباء المستطابة من حياة الصحابة 83
فقال أبو بكر : إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه ؛ فقال
رسول الله ب : " إنك لن تصنع ذلك خيلاء " '
احتسب ابنك
عن أنس ل قال :
قال : فجاء فقربت إليه عشاء فأكل وشرب ؛ فقال : ثم تصنعت له أحسن ما
قالت : يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوم أعاروا عاريتهم أهل بيت ؛ فطلبوا
عاريتهم ألهم أن يمنعوهم ؟
قال :لا
أتى رسول الله فأخبره بما كان
فقال رسول الله # : " بارك الله لكما في غابر ليلتكما "
) أخرجه البخاري رقم : ( 475 ؟ ١
م الأنباء المستطابة من حياة الضحابة
المخاض فاحتبس عليها أبو طلحة ؛ وانطلق رسول الله و
قال : يقول أبو طلحة : إنك لتعلم يا رب إنه ليعجبني أن أخرج مع رسولك
إذا خرج ؛ وأدخل معه إذا دخل ؛ وقد احتبست بما ترى ؛ قال : تقول أم سليم :
يا أبا طلحة ما أجد الذي كنت أجد ؛ انطلق ؛ فائطلقنا
قال : وضربها المخاض حين قدما ؛ فولدت غلاماً ؛ فقالت لي أمي : يا أنس
ودعا رسول الله # بعجوة من عجوة المدينة فلاكها في فيه حتى ذابت ثم قذفها
قال : فقال : رسول الله : " انظروا إلى حب الأنصار للتمر " ؛ قال فمسح
وجهه وسماه عبد الله ٠
وما محمد إلا رسول
أن رسول الله بَلدٍ مات وأبو بكر بالسنح - قال إسماعيل : يعني بالعالية - فقام
عمر يقول : والله ما مات رسول الله كَل
١ أخرجه مسلم رقم : ( ١54 ؟ ) يتلمظها : أي يتتبع بلسانه بقيتها ويمسح به شفتيه
الشباء المستطابة من حياة الصحابة ٠١
أيدي رجل وأرجلهم
فجاء أبو بكر فكشف عن رسول الله ب فقبله قال : بأبي أنت وأمي ؛ طبت
الحالف على رسلك ؛ فلما تكلم أبو بكر جلس عمر ؛ فحمد الله أبو بكر ؛ وأثنى
فإن الله حي لا يموت
وقال ( أنك ميت وإنهم ميتون ) وقال ( وما محمد إلا رسول قد خلت من
قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن
فنشج الناس يبكون قال : واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة
بني ساعدة فقالوا : منا أمير ومنكم أمير ؛ فذهب إليهم أبو بكر وعمر بن
الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر ؛ وكان عمر
يبلغه أبو بكر ؛ ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس فقال في كلامه : نحن الأمراء
وأنتم الوزراء
فقال حباب بن المنذر : لا والله لا نفعل منا أمير ومنكم أمير ؛ فقال أبو بكر
لا ولكنا الأمراء وأنتم الوزارء ؛ هم أوسط العرب داراً؛ وأعربهم أحساباً
٠ الأنباء المستطابة من حياة الضحابة
لأعملن فقيها ما كان يعمل رسول الله جه
عن عروة قال :
أن فاطمة أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميرائها من النبي بل مما أفاء الله على
رسوله بد تطلب صدقة النبي 85 التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر
فقال أبو بكر : إن رسول الله َك قال : " لا نورث ما تركنا فهو صدقة إنما يأكل
آل محمد من هذا المال - يعني مال الله - ليس لهم أن يزيدوا على المأكل "
وإني والله لا أغير شيئا من صدقات النبي َل التي كانت عليها في عهد النبي
ولأعملن فيها بما عمل فيها رسول الله جل فتشهد علي ثم قال : إنا قد عرفا يا
أبكر فضيلتك وذكر قرابتهم من رسول الله بد وحقهم فتكلم أبو بكر فقل :
والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله جل أحب إلي أن أصل من قرابتي
عن المسور بن مخرمة 4# قال :
) أخرجه البخاري رقم : (4717؟ ١
الشباء المستطابة من حياة الصحابة ا
لمااطعن عمر جعل يألم ؛ فقال له ابن عباس وكأنه يجزعه : يا أمير
تعالى مَن به علي ؛ وأما ما ذكرت من صحبة أبي بكر ورضاه فإنما ذاك من
أصحابك ؛ والله لو أن لي طلاع الأرض ذهباً لافتديت به من عذاب الله عز
وجل قبل أن أراه '
أقسم عليكأن تصعد على ظمري
عن عبد الله بن عباس ل قال :
عمر ؛ فلبس عمر ثيابه يوم الجمعة ؛ وكان قد ذبح للعباس فرخان ؛ فلما وافى
' أخرجه البخاري رقم 1
١ الأنباء المستطابة من حياة الضحابة
الميزاب صب ماء بدم الفرخين فأصاب عمر ؛ فأمر عمر بقلعه ؛ ثم رجع
والله إنه للموضع الذى وضعه رسول الله عل
فقال عمر للعباس : وأنا أقسم عليك أن تصعد على ظهرى وتضعه فى
الموضع الذى وضعه رسول الله ب ؛ ففعل العباس ذلك '
كان زيد بن ثابت ,َي كاتب الوحى ؛ ورأس أهل المدينة فى القضاء والفقه
والقراءات والفرائض يهم بركوب دابته ؛ فيقف عبد الله بن عباس بين يديه ؛
ويمسك له ركابه ؛ ويأخذ بذمام دابته
فقال له زيد : دع عنك يا ابن عم رسول الله
فقال ابن عباس : هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا
فقال له زيد : أرنى يدك ؛ فأخرج له ابن عباس يده ؛ فمال عليها وقبلها ؛
وقال : هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا 4
لغمرو لأحلبنها لكم
عن أبى صالح الغفارى قال :
وقال شعيب : حسن ) ١7970 ( : أخرجه أحمد في " المسند " رقم ١
الشباء المستطابة من حياة الصحابة م
أن عمر بن الخطاب كان يتعاهد عجوزاً كبيرة عمياء صماء فى بعض
فقال عمر : أنت هو لعمرى !
وكان يم يحلب للحي أغنامهم ؛ فلما بويع له بالخلافة قالت جارية من الحي
الآن لا يحلب لنا منائحنا
فكان يحلب لهم ؛ فربما قال للجارية : أتحبين أن أرغي لك ؛ أو أن أصرح
عن محمد ابن الحنفية قال :
انظر : " أسد الغابة " ؟/177 ١
1 الأنباء المستطابة من حياة الضحابة
قل : ثم عمر ؛ وخشيت أن يقول عثمان ؛ قلت : ثم أنت ؟
أتمشي ونم ركبان ؟!
وعن سعيد بن المسيب :
أن أبا بكر د لما بعث الجنود نحو الشام أمر يزيد بن أبى سفيان ؛ وعمرو
بن العاص ؛ وشرحبيل بن حسنة ؛ ولما ركبوا مشى أبو بكر مع أمراء جنوده
فقالوا : يا خليفة رسول الله ؛ تمشى ونحن ركبان ؟!
أركب وأنا أركب خلقك
غلام على حمار ؛ فقال : يا غلام؛ احملنى معك
فوثب الغلام على الحمار ؛ وقال : أركب يا أمير المؤمنين
) أخرجه البخاري رقم و11 ١
الشباء المستطابة من حياة الصحابة ١6
قال : لا ء؛ اركب وأنا أركب خلفك تريد تحملنى على المكان الوطئ ؛
وتركب أنت على الموضع الخشن !! فركب خلف الغلام ؛ فدخل المدينة ؛ وهو
قال عروة بن الزبير :
لا ينبغى لك هذا
فقال : لما أتانى الوفود سامعين مطيعين ؛ دخلت نفسى نخوة ؛ فأردت أن
أكسرها
عن محمد بن عمر المخزومى عن أبيه قال :
نادى عمر بن الخطاب : الصلاة جامعة ؛ فلما اجتمع الناس وكثروا صعد
المنبر ؛ فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ؛ وصلى على نبيه بل ؛ ثم قال : أيها
الناس ؛ لقد رأيتقى أرعى على خالات لى من بنى مخزوم ؛ فيقبضن لى
القبضة من التمر والزبيب فأظل يومى وأى يوم ؛ ثم نزل
58/1 انظر : " حياة الصحابة " للكاندهلوي ١
0/1 انظر : " مدارج السلكين " لابن القيم '
ا الأنباء المستطابة من حياة الضحابة
المؤمنين ؛ فمن ذا أفضل منكك ؟! فأردت أن أعرفها نفسها '
كنت أدخل البيت الذى دفن فيه رسول الله ب وأبى واضعة ثوبى ؛ وأقول :
أنما هو زوجى وأبى
عن أسلم قال :
جدار فى جوف الليل ؛ وإذا امرأة تقول لإبنتها : يا بنتاه قومى إلى ذك اللبن
فامذقيه بالماء
انظر : " الطبقات الكبرى " لابن سعد ؟/؟9؟ ١
وقال شعيب : إسناده صحيح على شرط الشيخين )1 0770 ١( : أخرجه أحمد رقم '
الشباء المستطابة من حياة الصحابة 8
قالت : إنه أمر مناديه فنادى لا يشاب اللبن بالماء
عمر ؛ ولا منادى عمر
الخلاء ؛ وعمر يسمع ذلك كله ؛ فقل : يا أسلم علم الباب ؛ واعرف الموضع
ثم مضى فى عسسه ؛ فلما أصبح قال : يا أسلم أمض إلى الموقع ؛ فانظر من
القائلة ؛ ومن المقول لها ؛ وهل لهما من بعلل ؟ - زوج -
فأتيت الموضع فنظرت فإذا جارية أيم لا بعل لها ؛ وإذتيك أمها ليس لها
يحتاج إلى امرأة فأزوجه ؟
لو كان بآبيكم حركة إلى النساء ما سبقه منكم أحد إلى هذه الجارية ؛ فقال
عبد الله : لى زوجة ؛ وقال عبد الرحمن لى زوجة؛ وقال عاصم : يا أبتاه لا
زوجة لى ؛ فزوجنى ؛ فبعث إلى الجارية فزوجها من عاصم ؛ فولدت له بنتاً ؛
فولدت البنت عمر بن عبد العزيز '
لعلك وجدت على ؟!
عن عبد الله بن عمر ل عنهما :
أخرجه ابن حبان في : " العقلاء "(ص : 4 5 ) بسند حسن ١
6 الأنباء المستطابة من حياة الصحابة
حذافة السهمي ؛ وكان من أصحاب رسول الله هَ# فتوفي بالمدينة
سأنظر في أمري ؛ فلبثت ليالي ثم لقيني فقال : قد بدا لي أن لا أتزوج يومي
فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئاً ؛ وكنت أوجد عليه مني على عثمان ؛
قال عمر : قلت : نعم
رسول الله َ# قبلتها '
عن أبي قتادة ل قال :
الشباء المستطابة من حياة الصحابة ١5١
إن شاء الله غداً " ؛ فانطلق الناس لا يلوي أحد على أحد
قال أبو قتادة : فبينما رسول الله # يسير حتى إبهار الليل وأنا إلى جنبه قال
فنعس رسول الله ٍ# فمال عن راحلته ؛ فأتيته فدعمته - أسندته - من غير أن
أوقظه حتى اعتدل على راحلته ؛ قال : ثم سار حتى إذا كان من آخر السحر
مال ميلة هي أشد من الميلتين الأوليين حتى كاد ينجفل - يسقط - فأتيته فدعمته
قال : " حفظك الله بما حفظت به نبيه " '
يغفر الله لك يا أبا بكر
عن أبي الدرداء 4 قال :
كنت جالساً عند النبي بل إذ أقبل أبو بكر آخذاآً بطرف ثوبه حتى أبدى عن
ركبته ؛ فقال النبي بل : " أما صاحبكم فقد غامر "
فسلم وقال : إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء ؛ فأسرعت إليه ثم ندمت
)301( : أخرجه مسلم رقم ١
5 الأنباء المستطابة من حياة الصحابة
فقل : " يغفر الله لك يا أبا بكر " ثلاثا ؛ ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر
فسأل : أثم أبو بكر ؟
فقالوا : لا ؛ فأتى إلى النبي بل فسلم فجعل وجه النبي ل يتمعر - يتغير -
حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال : يا رسول الله والله أنا كنت أظلم
مرتين ؛ فقال النبي 8 : " إن الله بعثني إليكم فقلتم : كذبت ؛ وقل أبو بكر :
أوذي بعدها
يا إخوتاه اا ُضبتكم ؟؟!
عن عائذ بن عمرو :
سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها
قل : فقال أبو بكر : أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم ؟
فأتى النبي # فأخبره ؛ فقال : " يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت
فأتاهم أبو بكر فقال : يا إخوتاه أغضبتكم ؟
قالوا : لا ؛ يغفر الله لك يا أخي
)1*0 4( : أخرجه مسلم رقم '