يوم 7
وسبحانه يعلم ما يكون فى كونه ؛ ولن تختلف قضية القرآن عن قضية واقع
الكون وساعة تجد قوماً تجمعوا وفى صورتهم الرسمية الشكلية أنهم رجال الله 6
وواقع الخال أنهم ليسوا كذلك ؛ لأنه سبحانه قال :
( سورة الصافات )
وهذه قضية قرآنية وناخذ الأمر دائاً بسؤال : هل غلبت أم لم تغلب ؟ فإن
وم بمنع وجود رسول الله فيهم سنة الله الإيمانية فى كونه ألا تقع + ولو ظلوا مُتتصرين
على الرغم من أنهم حالفو الوسول ان أمر رسول لل فى تظبهم لذلك أراد الحق
وسيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم بالتواجذ وقد أورد الحق ذلك الأمر ورسول
الله فيهم من "أجل مصلحة الإسلام + فلو نصرهم على الرغم من مخالفتهم لرسول
والنقطوا مونى لذ
( من الآية سورة القصصص )
ولكن الله أفسد مرادهم فاللام فى قوله : « ليكون » هى لام الغاية والعاقبة وليست
لام العلة الفاعلة » وقد أثبت سبحانه بذلك أن فرعون ليس ما ؛ وأن أتباعه كانوا
قوما مغفلين لا فطئة لهم فلركان فرعون إلها لعرف أن هذا الوليد الذى سيربيه
سيكون عدوا له
والعداوة هنا هل هى من ناحية موسى فقط تجاه فرعون ؟ لا » إنها عداوة بين الله
لم ذف فى آل قلق ام بألا اذه دول تدر »
(من الأية 74 سورة طه)
ولم تنته هذه العداوة إلا بغرق فرعون والح ينبهنا : ( إغا يريد الشيطان أن
يوقم بينكم العداوة والبغضاء فى الخمر والميسر ) وه فى » هنا هى للسببية كقول
الرسول صل الله عليه وسلم : « دخلت امرأة النار فى هرة ربطتها فلم تطعمها وإ
ونقول فى حياتنا اليومية : أخذ فلان إلى الحبس مدة أعوام فى قطعة مخدرات أى
أنه أوقع نفسه فى المكروه بسبب شىء ما وقوله الحق : « فى الخمر والميسر» دلت
على أن العداوة والبغضاء مظروفة فى الخمر والميسر ويقول بعد ذلك : « ويصدكم
عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون »
إن ذكر أى أمر يعنى أن يكون هذا الأمر فى بؤرة الشعور دائاً فكل معلومة
بذكرها الإنان تكون فى بؤرة شعوره ؛ ومن بعد ذلك تنجرك لتحل محلها معلومة
أخرى وعندما يكون بال الإنسان مشغولا بشىء فهذا الشىء لا يتزحزح من بؤرة
الشعور إلى حاشية الشعور إلا بعد أن يأتى أمر آخر يشغل البال
دواه أحمد والبخارى ومسلم وابن ماجه عن أبن هربرة ) ١(
لات
ولذلك نقول : إياكم أن تعتقدوا أن الذهن يفهم أى أمر من مرة واحدة أو من
مرتين أو من ثلاث مرات لا + بل ب يفهم الذهن من مرة واحدة كالة التصوير ؛
والمهم أن يكون ساعة التقاط المعلومة ميري ؛ ولذلك كنا نعرف أن إخوانتا
للضي ايا كوي جاع متا # قد تنشغل عيناه بثىء ؛ فتكون بزرة شعوره
أما الأعمى فبؤرة شعوره تذكر فقط ما يسمعه
وهكذا نعرف ما هو د الذكر ء والخمر تطمس العقل وتستره فكيف يذكر الله
إذن ؟ وكذلك الصلاة » وهى خير الذكر » تسترها الخمر عنا وكذلك الميسر الذى
يلوح فيه الوهم بالكسب كالسراب ؛ فيلهث اللاعب خلف اللعب لعله بكب ء
ويففد القدرة على ذكر الله والصلاة
ولأن العداوة مسيقة بين الإنسان والشيطان نجد الشيطان قد قال فييا يحكيه الحق '
( من الأبة 7م سورة س)
قد عرف الشيطان كيف بقسم ؟ أقسم بعزة الله أن يغوى خلقه ؛ فلو أن الله أراد
عباده لما أخذهم الشيطان ويذيل الح أمر الخمر والميسر بقوله : « فهل أنتم
منتهون » هذا استفهام » وهو طلب فهم الشىء ؛ هذا ما نعرفه عندما يكون
الاستفهام من البشر ء ولكن عندما يصدر هذا الاستفهام من الله لنا فهذا أمر
الآمر سبحاته وتعالى كيف ؟ إن هناك أمراً من الأمر هو حكم لازم وهناك أمر
يريذه الله من المأمور ليأمر به نفسه
وهى ثقة من الآمر الأعلى فى الإنسان المؤمن الذى يتلقى مثل هذا الأمر ومثال
ذلك وله المثل الأعلى يقول الاب لأحد أبناثه : إن إهمالك لدروسك سيجملك
تنال غضبى واحتقار زملاثك لك وتتاأخر عن غيرك فهل ستنتهى من اللعب واللهو
اللعب ِ:
ورد الح بعد ذلك بقوله : (كلا)
فلا الإعطاء هنا للإكرام » ولا المنع للإهانة فكيف يكون الإعطاء دليل الإكرام
وقد يعطيك الله ولا تؤدى حى النعمة ؟ وكيف يكون المنع دليل الإهانة وهو قد منعك
من وسيلة انحراف ؟ إذن فهو قد عطاك بالمنع فى بعض الأحيان إنه قد أعطاك
« بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء » والناس تنظر دائماً إلى عطاء الله بعطاء
الإيجاب + ولا تنظر عطاء السلب أى المنع ؛ وهر أن يصرف عنك الحق مصرف
سوء وسبق أن ضربت المثل بالرجل الذى تحرى الحلال فى مصدر ماله ويتقى الله
فى عمله ويأخذ دخله ويدير حركة حياته فى إطار هذا الدخل وقد يعود هذا الرجل
ماله حلال ؛ لذلك يستقبل الأمر بهدوء ويعرض الابن على طبيب فى مستوصف
خيرى بقروش قليلة فيصف الطيب دواء بقروش قليلة ويتم شفاء الابن
هذا الرجل يختلف حاله عن حال رجل آخر أ بماله من السحت ؛ وساعة يرى
حرارة ابنه قد ارتفعت تجد باله يدور بين ألف خاطر سوء ؛ ويدور الرجل بابنه على
الرجل الأول رزقه الله الاطمثنان بمنع هواجس الحدة من ليه وخواطرة + أما
الرجل الثان فهو ينفق أضعاف ما أكله من سحت إذن « بل يداه مبسوطتان » أى
أن هناك عطاء السلب والعطاء الذى يحبه الإنسان هو عطاء المال وهو عطاء يذهب
إلى الفانية أما المنع فهو يمنع الإنسان من ارتكاب آثام وبعد ذلك بأخذ الإنسان
نعيمه فى الآخرة ونحن نجد كثيرا من الناس تدعو ء ولكتهم لا يعلمون أن الله قد
أعطى بلمنع
يقول الحق تبارك وتعالى :
( سورة الإمراء)
فيضل عن الإيمان وكان على الإنسان أن يعلم أنه تعلم محاكاة ما دونه من
الكائنات ؛ فقابيل تعلم من الغراب كيف يوارى سوأة أخيه ومصمم الطائرات
تعلم صناعة الطيران من دراسة الطيور إذن كان يجب أن يتعلم الإنسان أن له
خالقا جعل له من الأجناس ما تخدمه ليطور من حياته ومن رغاية كرامّه بعد المرت
والمثال ما قالته غملة لبقية التمل :
عور (ر زر برو
سليمان وجنوده *» قاد سن قش
إن التمل أمة لها حرس ؛ قالت حارسة منهم هذا القول تحذيراً لبقية النمل
والله سبحانه يقول :
ا ل يخ رسي ل( 2« ص وو م عم 2ج
زمن الآية 46 بنوزة الإمراء)
الأقوام وكل الأمم المخلوقة لل + ولذلك عندما سمع سيدنا سليياد ما قالته المسلة :
التقاط الذبذبة الصادرة من صوت النملة وتفهم ما تعطيه وتؤديه تلك الذبذبة
لذلك تبسم سليمان عليه السلام من فقولا ؛ لان الله علمه منطق تلك الكائنات
لأننا لم نتعلم لغتهم ومثال ذلك - ولله المثل الأعلى قد يسافر إنسان عرب إلى بلاد
تتحدث الإنجليزية وهو يجهل تلك اللغة فلا يفهم مما بقال شيئا إذن لو علمك
الله منطق الطيرء ومنطق الحاد ؛ ومنتطق النبات + لعلمت لغاتهم
ألم يقل الح سبحانه وتعالى :
( من الآية سورة الأنياء )
إن الجماد الجبال - تسبح مع داود وكذلك الطير ؛ فهاهوذا المدهد قد عرف
( من الآية 72 سورة التمل )
إذن فالمدهد قد عرف قضية -التو توحيد + وعرف أن للشيطان مداخل على الكائن
الحى » وعرف أن السجود إنما يكون لله سبحانه وتعالى :
(من الآية 75 سورة النمل )
إذن كل الكائنات هى أمم أمثالنا وقد يقول قائل : ولكن هناك كائنات ليست
فى السياء ولا الأرض » مثل الأسماك التى فى البحار ؟ ونقول : إن الماء ثلاثة أربلع
سب والسمك يسبح فى جزء من الماء الذى هو جزء من الأرض فهو يسبح فى
من الأرض + فسبحائه الذى خلق الدواب فى الأرض » وخلق الطيور وخلق
والذى قدر فهدى »
ونرى العلماء يحاولون الآن اكتشاف لغة الأسماك واكتشاف كل أسرار مملكة
النحل ونظامها وكيف تصير أعشاش النمل مخازن فى الصيف لقوت الشتاء
ودرسوا سلوك التمل مع حبة القمح وكيفت تلم الثملة خلايا الإنيات من بذرة
القمح ء لان خلايا الإنبات إن خاي عم رسية المقبيع إلى مغزن غذاء النمل قد تنبت -
وتدمر جحر النمل وهكذا نرى صدق الحتى الأعلى :
( سورة الأعلى)
وقرون الاستشعار فى التضلة كير الخلياء ؛ لأن الثملة الواحدة ترى على شبيل المثال
إن هذه المتاقب تبدا أول ما تبدا فى التفس ؛ ولأن الرسول مخاطب من الله
للأتباع ؛ لذلك يمدهم الله بالمدد الذى يجعلهم يتحملونها والحق يحفظ للرسول
فكآن الحق يقول لرسوله : اطمئن يا محمد ؛ لآان من أرصلك هداية للناس لن
يخلى بيتك وبين الناس ولن يجرؤ أحد أن ينهى حباتنك ولكلى سامكنك من
الحياة إلى أن تكمل رسالتك وإياك أن يدخل فى روعك أن الناس يقدرون عليك ؛
صحيح أنك قد تتألم ٠ وقد تعانى من أعراض التعب فى أثناء الدعوة ؛ ولكن هناك
حماية إلهية لك ونحن نعلم قدر المتاعب التى تعرض لها الرسول صلى الله عليه
لكن قول الحق سبحانه لرسوله؛ « والله يعصمك من الناس » لم يكن المقصود
هو منع الجهاد فى سبل الله والمعاناة فى سبيل نشدر الدعوة ولكن الحق يبين
لرسوله: إن أحداً غير قادر على أن يأخذ حياتك
ولم يمنع سبحانه المخقاعب عن رسوله الكريم حتى لا يكون هناك أحد الداعين
إلى الله لا يتحمل من الآلام أكثر مما تحمل رسوله صلى الله عليه وسلم » ولننظر
إذ ممعت صوت سلاح فقال صلى الله عليه وسلم : من هذا ؟ فقالوا: سعد
(1) الرباعية ؛ السن بين الثنية والئاب
() رواه الييهقى فى دلائل النبوة ٠
وماكان يصحٌّ أن تتاقش هذه المسألة عقفلا ؛ ولكن الله لطفا بخلقه -
وضح وبين مثل هذه القضايا ١
الصاحبة ؟ إنه لايريد شيثا » فلياذا هذه اللجاجة فى أمر الألوهية ؟ فلا
الولد ولا الصاحبة يزيدان له قدرة تخلق » ولا حكمة ترتب + ولا علا
يدبر» ولاأى شنء » ومجرد هذا اللون من التصور عبث » فإذا كان الشركاء
ممتنعين » والقصد من الشركاء أن يعاونوه فى الملك ؛ إله يأخذ ملك
السماء» وإله آخر يأخذ ملك الأرض وإله للظلمة » وإله للنسور مثلما
قال الاضريق القدامى حين تضبوا إلا للشر وإلاً للخير » وغير ذلك
والحق واحد أحد ليس له شركاء يعاونونه فما المقصود بالولد والصاحبة ؟
ولايحتاج إلى معاونة من أحد
ويقول سبحانه من بعد ذلك :
دمحم الدرشكة ل كم لاهو يلق كل
ص ب ا حرا ل
فى فأعبدده وهوعلل شَ ىكيل © 8
انظر التقديم بكلمة رب » قبل « لا إله إلا هو » كلمة ١ رب ٠ هذه
الرب المتولى الإيجاد والتربية ومن الواجب والمعقول أن تسمع كلامه ؛
لأنه هو الرّب والخالق وهو الذى يرزق » بدليل أننا حين نسأل أهل الكُفْر
فى غفلة شهواتهم : من خلق السموات والأرض ؟ تنطق فطرتهم ويقولون :
الله هو الذى خلق السموات والأرض أما إن كان السؤال موجها فى
محاجاة مسبقة فأنت تجد المكر والكذب
وحين تريد أن تنزع منهم قضية صدق وتضع وتبطل قضية كذب
فلتأخذهم على غفلة ودون تحضير فيقولون إن الذى خلق هو الله
يستقرىء واقعا ينطق به ولايصيبه الجهد » لكن الذى يكذب بجهد نفسه
ويتردد بين أمور ويضطرب ولايدرى بأيها يأخذ وبيجيب بإجابات متناقضة
فى الشىء الواحد
كيل © »
( سورة الأنعام )
العبادة كما فلا معناها طاعة الأمر وطاعة النهى ومادام سبحانه
الذى خلىق فهو الذى يضع قانون الصيانة للإنسان والكون » وإن خالفت
منهج الخالق لتعيد لكل منهما صلاحيته ؛ لذلك هو الأولى بالعبادة
(ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو) ٠
( من الآية ١8 صورة آل عمران )
إذن فالله شهد بالوهيته من البداية » ومن أسياثه ١ المؤمن » ونحن