تقدمة للتحقيق
بسم الله الرحمن الرحيم
وري مضع ءَ ء
الحمد لله الذي فطر الخلائق وبرأ المسمات» وأقام على وجوده البراهين
والدلالات» ومن لطفه لم يترك الخلق عبثا حائرين» بل أرسل إليهم مبشرين و
منذرين» ليستأدوهم ميثاق فطرته ويذكروهم منسي نعمته» وأيدهم بالمعجزات
أما بعد: فمما اتفق عليه علماء الطائفة الحقة أجمعون» وأيده الوجدان بالأدلة
والبراهين أن الأرض لا تخلو من حجة أو إمام؛ ظاهر معلوم أو باطن مستور» من باب
غدراتهاء ودرست أعلامهاء ولأصبح أعاليها أسافلها.
وقواما على خلقه؛ و شهداء يوم حشره (لتكونوا شهداء على الناس؛ ويكون الرسول
(مقدمة التحقيق 5)
فتعاهدهم من لدن آدم بالحجج والآيات» حتى خاتمهم محمد صلى الله عليه وآله
سيد الكائنات» (إنما أنت منذر ولكل قوم هادم (3).
الحكمة أن تكون معاجزهم مقصورة الأمد» محدودة الأجل» لتكون حجة على من
رآهاء و
حجة على من سمع بها بالتواتر» ولكن حيثما تبتعد المعجزة يصعب حصول العلم
بصدقهاء
لانقطاع أخبارهاء ويكون التكليف بالإيمان بها عسيرا» وربما يكون ممتنعا على
أما الرسالة الدائمة فلا بد لها من معجزة خالدة» كخلود القرآن الكريم»
ولا بد للرسالة الخالدة أيضا من رسول خالد إلى يوم ييعثون» ليسير التقلان
جنبا لجنب» ولكن كيف يتحقق ذلك مع أن أمد الرسول صلى الله عليه وآله منتقض
وأجله معلوم مهما امتد.
هذاء والنقطة الأخرى علمنا أن القرآن العظيم حمال ذو وجوه وبه الغوامض
اق فاستغلها أهل الفسوق
أل ل وكلهم يدعون أنهم بالقرآن يعملون؛ وبه
فما يكون حال الأمة المرحومة في هذا الوقت العصيب»؛ الذي ادلهمت به
الفواجع والخطوب» وبفقدها محمد صلى الله عليه وآله سيد الكائنات»؛ وأعز نجيب
لهول المصاب» الذي أورثهم الحيرة والذهول» وأفقد ذوي الألباب منهم الصواب»
ارتحال الرسول الكريم» وما زالوا. .. كقطيع من الأغنام والشيا»
يعشو عن الطريق.
أوصالهاء وابتعدت عن دار الوصال.
ألا فمن المفزع إذا من شفا جرف الهلكات؟
ألا من المنقذ من الضلالات إلى جميع الخيرات؟
ألا بن اشرق بعد اوفاة الرسول ين المحكمات والتضاهات؟
ألا من يعلم الكتاب بالاصطفاء والإيراث الإلهي؟
غير (آل البيت (ع)) الذين خصهم الجليل في محكم التأويل» بقوله: (وما
الاي والذين ينفون عنه تحريف الغالين» وانتحال المبطلين» وتأويل الجاهلين»
إلى قيام يوم الدين.
وهم الذين قرنهم الرسول صلى الله عليه وآله بالكتاب؛ في قوله المتواتر المشهور: (إني
تارك
(مقدمة التحقيق #
فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل» حبل ممدود من السماء إلى الأرض» وعترتي أهل
تخلفوني
فمن غير علي (ع) - سيد أهل البيت - كان من النبي صلى الله عليه وآله بمنزلة
ومن غير علي - أمير المؤمنين - بعنه الرسول صلى الله عليه وآله في فتح حصن خيير
يخزه الله أبداء وفتح على يديه الحصون الأواياء وقلده الرسول صلى الله عليه وآله
ومن غيره بعث في سورة التوبة فأخذها من الأول لقول الرسول صلى الله عليه وآله:
البيت ويطه ركم تطهيرا) (*)؟
ومن غيره أسكن في المسجد يوم سد النبي جميع الأبواب إلا بابهء وقد قام
الرسول خطيبا فقال: والله ما أخرجتهم وأسكنته» بل الله أخرجهم وأسكنه (0/)؟
ومن غيره كان باب مدينة علم الرسول صلى الله عليه وآله» ومن قصد غير الباب عد
نصره مخذول من خذله (١)؟
وهل في غيره قد أنت " هل أتى 0-000 ٍ
الله
كتب الفريقين: (لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة؛ أو يكون عليكم اثنا عشر
2 أخبار أخرى كثيرة جاءت في الحجج الأئمة الاشي عشر وورد فيها:
أعل السيد
فبالله عليك أيها المنصف الحصيف: هل تجد غير مصايح الهدى وسفن
النجاة» الأئمة الاشى عشر الهداة؛ تنطبق الأحاديث والأخبار» وو عليهم
السنن والآثار» وتجمع بهم الصفات والخصال؟ فهل دوافق العدد الانما عشر غيرهم
ثم أين الطلقاء وأبناء الطلقاء من عترة الأنبياء النجباء» الذين هم حبل الله
المتين وصراطه المستقيم؛ ونور الله في السماوات والأرضين؟ وهل عصوا الله رمشة
فى علن أو ةتخا له آل تحمل يتنا و هلسن هو اليل حدقي
(مقدمة التحقيق 5)
فينتج تسلسل وهذا محال.
من مزامير وأوتار» ورنة خلخال؟
فأين الثريا وأين الثرى؟
فأين هؤلاء في بديعة ا فراس الحتداني حت أاة:
ليس الرشياد كموسى فو القياس ولا * مأمونكم كالرضا إن أنصف الحكم
ا باعة الح كفوا حن بمفاخركيم * لمعشر بيعهم يوم الهياج دم
تنشى التلاوة في أياتهم سحرا ل بوتكم الأوتار والنغم
ما تهم للخمر معتصر * ولا يوتكم للسوء معتصم
الركن والبيت والأستار منزلهم * وزمزم والصفا والحجر والحرم
(مقدمة التحقيق )٠١
فالإمام المهدي يجب أن يكون موجوداء ليكون الحجة ولفلا تخلو الأرض منه
بينما جميع الخلفاء السابقين» والملوك الحاكمين» قد أخنى عليهم الموت الذي لا مفر
ولم تقم الساعة التي واعدنا ربناء في الحديث السالف: (لا يزال الدين قائما حتى تقوم
الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قرش).
ثم أين النهضة العملاقة للإسلام من جديد» وتأسيس الدولة العالمية»
والحكومة المهدية؛ وتطبيق قوانين السماء على الأرض» وإخراج الأرض خيراتهاء
وإنزال السماء بركاتها؟
الحديث المتواتر المشهور: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم» حتى
ل " ليظهره على
الدين كله ولو كره المشركون "؟ 0
وهل بقي من الاي عشر غير الحجة ابن الحسن وهو قائمهم ومهد.
فأنى يزحزحوها عن موضعهاء موطن الرسالة» و شجرة النبوة؛ و
يصرفون؛ وهل تنطبق جميع الروايات على غيره؟ الذي يرضى به سكان السماوات
الخلائق من الإنس والجن أجمعين.
وهذا كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة الذي بين يديك لشيخ القميين؛ و
ثقة المحدثين» والد الشيخ الصدوق - رضوان الله عليهما - قد تكفل إماطة اللثام عن
هذا الموضوع الخطير» لأنه يتوقف عليه قبول الأعمال» وانحطاط الأوزار الثقال» وبه
تجمع الكلمة للعباد؛ وتعمر البلاد؛ وتصان الحرمات؛ وتقضى الحاجات.
فكشف - أعلى الله مقامه - الغطا بأجلى بيان؛ عن الحجج الذين لولاهم
لما خلق الله الأكوان» وأحسن اختيار الأخبار» عن الهداة الأطهار» وأبان الحجة؛ و
أوضح المحجة» وجعل إمامة آل بيت الرسول صلى الله عليه وآله أوضح من الشمس
النهار» ووجود الحجة الدائمة حق مثلما أنكم تنطقون» بالأدلة الناصعات؛ والبراهين