لم يشهد تاريخ العرب المعاصر والقريب +
مثل ؛ حادث اجتياح القوات العراقية لدولة
للكيان ..
كيان دولة عربية مستقلة ؛ ذات سيادة ..
كما لم يفتح « مغامر » .. الطريق ؛ لتدخل أجنبى « باسم
يت - .. ومن الدول المهددة فى أمنها وكياتها ٠ مثل دول الخليج
وعلى رأسها السعودية .. ٍ
عملا بالمادةالتاسعة من ميثاق الجامعة العربيا
ولم يفتح « مغامر » .. الطريق لهذا التدخل تحت مظلة
شرعية ؛ دولية » إقليمية ؛ محلية ؛ كما فعل الرئيس العراقى صدام
وعلى الرغم من الجدل ؛ الذى جرى ويجرى حول الأزمة
المتمثلة فى الغزو والاحتلال والضم من جانب ..
وحول التدخل_الأجنبى ؛ خاصة الأمريكى ؛ البريطانى +
الفرشى من جانب حر
إلا أن الحقيقة الأكبر ظلت هى الحاكمة والموا
وبالتالى أصبح من لغو الكلام .. وبات ؛ جدلًا عقيماً الحديث
عن « تدخل أجنبى » .. وعن « قدسية الارض العربية وحرمة
ترابها » ..
وإذا كانت المغامرة العراقية قد اتسمت من بدايتيما
« الدرامية » .. وحتى نهايتها المأساوية بسوء التقدير ٠ وبالخطأً
البإلغ فى الحساب لمجموعة من المعالم والحقائق والضوابط ؛ التى
كانت تسيّْر حركة العالم وتتحكم فى خطواته ؛ وتحدد علاقاته ٠
لن تذهب فى النهاية إلى أبعد من حدود « التنديد ١ والإدائة » .+
لكنها أبدأً لن تصل إلى حدود استخدام القوة المسلحة +
عكس الواقع ٠ كانت بكل الصدق أشبه بالسراب ؛ الذى « يحسبه
بين هذه الظواهر المضللة ؛ أو المغرية للرئيس صدام ٠
وحالة الخلل فى علاقات القوى + بين الدولتين العظميين ٠
وحالة الفراغ الذى نشأ بعد تراجع الاتحاد السوفيتى
- من الظواهر الخادعة .. أن الرئيس العراقي تصور أن القوة
العظمى الوحيدة المسيطرة على العالم بغياب السوفييت .. يمكن أن
تسمح أو تتساهل ..
يمكن لهذ القوة المتفردة بالسيطرة وبالزعامة أن تسمح « لقوة
إقليمية عظمى .. !! » ؛ أو شبه عظمى بالقيام والنهوض فى هذه
المنطقة الاستراتيجية الغنية بالبترول وفوائضه ؛ القابضة على
مداخل « المضايق » .. والبحار والخلجان والمحيطات ..
تصور أنه بقادر على أن يبيع هذا الدور ..
« دور دولة إقليمية عظمى أو كبرى .. » ؛ « للمعلم .. »
المتربع وحيدا متوحداً فوق عرش الكون ..
يرعى مصالحه .. يؤمن حاجته من البترول .. يضمن أسعاره
ويتحكم فيها دون غلو .. يحمى حركة القوافل ؛ وتدفق الخام ..
- من الظواهر الخادعة .. أن الصداقات + والتحالفات
والتنازلات ؛ التى فعلها ؛ وسيفعلها على نطاق المنطقة أو الاقليم +
يمكن أن تضمن حياداً « إيجابياً » .. يسمح له فى النهاية بالخروج
© من الأمثلة .. صداقة متينة وعميقة ؛ بناها على مدى سنوات مع
العاهل السعودى فهد بن عبدالعزيز
© منها مجلس عربى ؛ ضم أكبر لدول العربية وأقواها مص إلى
جانب اليمن ؛ والأردن والعراق بالطبع
© المثل الثالث لهذه الظواهر الإقليمية الخادعة ؛ اتصالاته مع
ايران ؛ والتى سبقت الغزو بأربعين يومأ ؛ عندما ذهب طارق عزيز
فى « مهمة سرية .. » إلى طهران حيث عرض التسليم بكل
المطالب الايرانية ؛ من الانسحاب من باقى الأراضى الايرانية ..
إلى الإعتراف بالعدوان عام ١6858 وبالتالى تأكيد حق ايران فى
الحدود خاصة فى شط العرب .
- الظاهرة ؛ والحقيقة .. وهى أكبر أشكال « الخداع .. !! »
الموضوعى وليس الشكلى » هى أن حالة من الإحباط كانت تسيطر
على الشارعين العربى والإسلامى ي :
حالة من اليأس غذاها ونفخ فيها ما يجرى فوق الأرض العربية
الانفاق ؛ وما نشهده من اتساع رهيب للفجوة بين ١
الفقراء .. على مستوى الأفراد والشعوب والدولى +
تصور الرئيس العراقى ؛ أن هذا الوضع سوف يقلب العالمين
العربى والإسلامى رأساً على عقب ..
تصور أن « الجماهير .٠ » ستخرج مطيحة فى طريقها ؛ بكل
من يقف فى وجه صدام ومغامرته .. وبالتالى لن تستطيع قوة
إقليمية ؛ أو قوة عالمية ؛ أو كليهما معأ بالتحرك خطوة واحدة إلى
الأمام فى اتجاه معاقبته ورذه .+
هكذا بدأت المغامرة .. وفى إطار هذا الفهم ؛ وهذا التقدير
والحساب واصل الرئيس العراقى « مسيرته » .. ؛ متصاعداً معها
« بالعنف الاعلامى » .. و « التهديد الشفوى » .. يوماً بعدديوم +
وبامتداد سبعة أشهر كاملة ..
لكن الغريب ؛ أن الرئيس العراقى ؛ لم يراجع حساباته ؛ حتى
عندما أقتربت لحظات الحسم ..
غشرات الآلاف من الأسلحة والمعدات والتجهيزات الحربية .+
ما عرفته منها الحروب السابقة .. وما لم يستخدم من قبل فى
الأراضى السعودية استعداداً لعملية التحرير :
- بالردع الذى يفرض بوَجود القوة والقدرة والإرادة +
الإنسحاب والتراجع .. أى التحرير وعودة الشرعية للكويت ..
- أو بالحرب والتدخل العسكرى المبائم ٠٠
الغريب أن القوات المشتركة بدولها وزعمائها كانت فى حاجة
إلى تثبيت الإيمان .آليقين فى قلب وضمير المواطن أينما كان ٠
والسعودية والخليج وكل مكان أ
اخوضها مهيل ©
المسلحة ؛ حبا فى الحرب ورغبة فى خوضها ٠.
إنما الكل حريص على تجنبها .. بشرط ألا يكافاً المعتدى على
عدوانه .. وبشرط تثبيت الشرعية الدولية والعربية تأكيد مبادىء.
ن الجوار .. وفتح الباب أمام حل المشكلات بالمرق
اا الفترة الحرجة بالذات ؛ الى كان لا يتعجل فيها أحد
١ فى هله القشرة تحددت رسائل الرئين تارك الرشيس
ساعة .
ثم تواصلت الرسائل قبل الضرية البرية كذلك .
لكن الغريب كما فلت أن الرئيس العراقى بدا وكأنه يعمل لصالح
الجانب الآخر .. ساعدهم فى اقناع الناس بأن الحرب لا بديل لها ٠.
ساهم فى تثبيت اليقين بأن العالم فى مواجهة ظاهرة خطرة +
إما أن يتعامل معها بحسم +
العدوان والاحتلال للدول الصغيرة والضعيفة المجاورة
لها ..
« الجمهورية » . . بمتابعة الحدث ؛ والأزمة وتغطية وقائعه دقيقة
بدقيقة ؛ بكل الأمانة ؛ وبكل الموضوعية ؛ وبكل الالتزام
بالمبادىء .. وبكل المعرفة للمحرمات + والمحللات .. بكل
الحرص على المقدساث ..
فى الأراضى السعودية ؛ وفى مواجهة « مسرح الكويت » ٠
اختاره صدام ساحة للمواجهة ..
- وفى تغطيتنا المستندة على الإتصالات ووكالات الأنباء
والاذاعات ؛ والمصادر المطلعة ..
جواتبها .. ٍ
حرصنا على تقديم المعلومات والأخبار .. حرصنا على
التحليل والدراسة والحوار المباشى ..
و « للجمهورية » . ٠ أن تفخر ٠ أن أحد أبنائها ورجالها كان
حفر الباطن .. » .. مع الأيام الأولى للأزمة ؛ أو على وجه الدقة
الأسابيع الأرلى والضبط يوم ١ ميتقير 44 :
و « للجمهورية » .. أحد رجالها كان مرافقاً
للقوات المصرية ؛ لأبطال الفرقة الرابعة المدرعة المصرية ؛ يوم
اقتحمت السواتر ؛ والنطاقات الأمنية والتحصينات .. ويوم دخلت
فى قلب المنطقة المركزية للتحصينات العراقية فوق الأرض
الكويتية ؛ لتنهار كل هذه التحصيئات ويبداً التحرير الفعلى للكويت +
كان الزميل « جمال كمال » .. المحرر العسكرى
« للجمهورية .. ١» مع « الحدث .. » ؛ مع الأزمة ؛ لحظة أن
كانت « زلزالا .. » هز كيان الأمة .. وحتى تتويج العمل
بالتحرير ..
كان « جمال كمال .. » « زميلى ورفيقى فى عملية تقييم
شاملة للحرب والعمليات والتحرير ؛ وما سبق ذلك كله من تخطيط
وإعداد وتدريب ونقل للقوات .
كنا معأ .. طرفى حوار مع القائد العام ووزير الدفاع ..
حوار قدم فيه الوزير المعلومات والخطط ؛ والتصور والتقييم
تناول أعمال الجيوش منفردة وأعمالها مجتمعة .. أعمال الأسلحة
منفردة ؛ وأعمالها مشتركة ٠
كان جمال كمال هو عين « الجمهورية .. » وممثلها فى قلب
المواقع .. وداخل الحصون ؛ وفوق الدروع وهى تتدرب رهى
تتحرك وهى تقاتل ..
الظواهر الاجتماعية ف
الظاهرة هى .. أن الصحافة العربية والصحافة المصرية +
دائما بعيدة عن الأحداث .. دائما تنقل عن الآخرين .. سواء كانوا
وكالات أنباء أو محطات تليفزيون واذاعة ؛ أو صحف ..
فى القلب .. أو سؤَالًا يطاردنى ويلهب ظهرى من الآخرين +
خصوصاً ؛ إذا ما كانت ساحة الحدث أو الأزمة أو الحرب ساحة
.. أن الصحافة نبت طبيعى للمجتمع .. جزء من
الصحافة حيث يتحدد مكانها على خريطة المجتمع ونظام
فإذا كانت الصحافة جزءً من خريطة مؤسسة الحكم
الأمريكية ؛ .. وإذا كانت هى عين دافع الضرائب والمواطن على
كل ما يجرى فوق أرض الوطن .. أو ما يجرى خارجه والوطن
جزء منه .. فهى بالتالى لابد وأن تتواجد ؛ حيث تتواجد المصالح +
وحيث يتواجد الاهتمام .. فى السلام وفى الحرب وفى الأزمة ..
وحقها فى التواجد .. وحقها فى المعرفة والوصول إلى
المعلومات ومصادرها ؛ حق دستورى لا يناقش .
إذا كانت الصحافة الأمريكية بهذه المكانة فوق خريطة المجتمع
فدولة مصالحها كونية .. لابد وأن تكون اهتماماتها كونية ..
ولابد وأن تكون التغطية الإعلامية لوسائل اتصالها كونية بنفس
الدرجة والمقدار .. :
وعلى كل حال أعود فأقول أن الصُحافة المصرية ٠ وجريدة
« الجمهورية ٠٠ » على وجه التحديد قد تواجدت مع الأزمة فى كل
تفصيلاتها وفروعها .. وفى كل مواقع عملها
خاصة وأنها كما ذكرت .. عبرت « الزميل المتميز
جمال كمال » .. مع القوات المصرية مياه البحر الأحمر إلى
الأراضى السعودية فى حفر الباطن ..
وعبرت مع نفس الرجال والأبطال ؛ بحار الألغام .. وخنادق
الموت .. وسواتر التراب والأسمنت ؛ يوم الاقتحام والتحرير ٠
وكان جمال كمال باسم « الجمهورية » << ؛ وحامل رايتها
فى كل الماقع .. ليقدم من أرض الحدث ؛ المعلومات ؛ بخلجاتها +
دون زيادة أو رتوش-..
هذا الكتّاب وبين ضفتيه .. يقدم جمال كمال أضافة
أعماق محيط مليىء بالمجهول ؛ بالأسرار ؛ ليكشف لنا الكثير مما
جمال كمال يقدم فى كتابه .. معلومات جديدة لم من
قبل .. معلومات مستندة إلى كمية من الوثائق .. يثبت بها
صحة ما يقدم وصحة ما ذهب إليه من رؤية لمعايش ومشارك +
غارقاً فى خضمها يبحث ويستكشف لينير لنا الطريق بالحقيقة ..
محفوظ الأتصارى