مسائله » وإعلان الاتفاق على الوسيلة الى اتخذها الفلاسفة طريقاً لاستتباط
مسائل العلمين المختلف عليه » واتى سيتخذها الغزالى نفسها كوسيلة لنقد الفلاصفة
ّ فكانت محتويات الكتاب ثلاثة أقسام ؛ مشتملة على ثلالة علوم : المنطق
[ أما بعد . . فزنى القت كلاماً شافياً فى الكشف عن نهافت الفلاسفة +
وتناقض آزانهم ؛ ومكان تلبيسهم واغوالهم + ا
ولا مطمع فى إسعافك إلابعد تعريفك مذهبيم » وإعلامك معتقدم ؛ فإن
الوقوف على فساد المذاهب قبل الإحاطة. بمداركها ؛ محال ؛ بل هو رى فى العماية
ولضلال . 0
فرأيت أن أقدم على بيان نهافتهم كلاماً يزاً. مشتملا على حكاية مقاصدم +
من غير تمبيز بين الحق منها والباطل . بل لا أقصد إلا تفهم غاية كلامهم
من غير تطويل بذكر ما يجرى مجرى الحشو والزوائد الحارجة عن المقاصاء »
وأورده على سبيل الاققصاص والحكاية » مقرو بما اعتقدوه أدلة لم »
ومقصود الكتاب حكاية مقاصد الفلاصفة » وهو امه +
وأعرفك أولا أن علوبهم أربعة أقسام :
الرياضيات . والمنطقيات . والطبيعيات . والإغيات ]
نم إن علوبهم هى وأكثر من هذه » فن الفلاسفة من اشتغل بالطب ©
إلى جانب هذه العلوم + ينهم من اشتغل بالأخلاق » ومن اشتغل بالمصيى +
ولكن الغرض الذى نخدا بالغزالى إلى تأليف هذا الكتاب © وهو ما شرح
بقوله : (إنى القت كلامآ شافياً فى الكشف عن نهافت القلاسفة وتناقض
وهو لا يعنى بالتناقض مجرد الخطأ . فليست أخطاء الفلاسفة -- من حيث هى
أخطاء - هى النى دعت الغزالى إلى أن يؤلف كتابه « لهافت الفلاسفة » ومقدمته
. » الذى هو « مقاصد الفلاسفة
ولكن أخطاء الفلاسفة النى حملت الزالى على أن يؤلف كتابيه هذين ؛ هى
. الأخطاء الى تعارضت مع مبادئ الدين ؛ وأصوله وعقائده
فهذا اللون من الأخطاء خاصة » هو الذى من أجله ألف الغزالى هذين
الكتابين .
وقد جاء فى افتاحية كتاب « تهافت الفلاسفة » ما يوضح ذلك أتم وضوح
قال الغزاى :
[ أما بعد . . فإنى قد رأيت طائفة يعتقدين فى أنفسهم القيز عن الأتراب
والنظراء » بمزيد الفطنة والذكاء . قد رفضوا وظائف الإسلام من العبادات +
واستحقروا شعاثر الدين + من وظائف الصلوات ؛ والتوق عن المحظورات +
واسنهانوا بتعبدات الشرع وحدوده و
بل خلعوا بالكلية ربقة الدين » بفنون من الظنون + يتبعون فيها رهطاً يصدون
عن سبيل الله » وييغونها عوجاً + وهم بالآخرة هم كافرو +
الإسلام » نشم وأولادهم + وعليه درج آبازهم وأجدادهم .
وغير بحث نظرى ؛ صادر عن التعثر بأذيال الشبه الصارفة عن صوب الصواب.
والانخداع بالحيالات المزخرفة ؛ كلا مع السراب .
كا اتفق لطوائف من النظار فى البحث عن العقائد والآزاء + من أهل البدع
والأهواء
وأبسطوطاليس ؛ وأمالئم » وأطناب طوائف من متبعيهم وضلائم ؛ فى :
واستبدادهم لفرط الذكاء والفطنة .. باستخراج تلك الأمور الحفية .
إلتحل + وجاحدون لتفاصيل الأديان واللل » ومعتقدون أنها نواميس مؤلفة وحيل
فهذا اللون من الأخطاء الفلسفية » الذى أنجر أثره إلى الدين » هو الذى
فالعلوم التى تصطدم مسائلها مع الدين + وحدث خصوية بِييْها
دون غيرها النى يتعرض غا الغزالى هنا فى ه مقاصد الفلاسفة ؛ تا
ومرأضا ؛ وهناك فى « تهافت الفلاسفة » مهاجمة وقداً .
إلى ._ فى كتاب « مقاصد الفلاسفة ».. إلى تعداد علوم الفلاسفة.
ويعود بن الغا
الى سيختار من بينها ما يعرضه فى كتاب « مقاصد الفلا.
كتاب « نهافت الفلاسفة »
فيقو : [ ١ . وأعرفك أولا أن علومهم أربعة أقسام :
الرياضيات . والمنطقيات. والطبيعيات . والإفيات ٠
ت : فهى نظر فى الحساب وامنلسة ٠. +
وني فى مقتضيات الفندسة . والحساب » ما يخالف العقل » ولا هى ما يمكن
أن يقابل بإنكار وجح .
أكثر عقائدم فيها على خلاف الح . والصواب نادر فها
: فأكثرها على منهج الصواب ؛ والخطأ نادر فيها ٠
أهل الحق يها : بالاصطلاحات والإيرادات + دون المعاف
والمقاصد ؛ إذ غرضبا لهذيب طرق الاستدلالات » وذلك ما يشترك فيه النظار -
وأما اله لحق فيا مدوب بالباطل » والصواب فيا مشتيه بالخطأ +
فلا يمكن الحكم علا يغالب ويغليبا + :
« نهافت الفلاسفة » إن شاء الله . 2 . ]
وها تجدر ملاحظته أن حصر الغزالى لعلوم الفلاسفة فى أربعة : هو حصر
وحديثه عن الرياضيات » من حيث عدم الحاجة إلى التعرض غا بحكاية
ولانقد .
يحديثه عن الثلاثة الباقية » بأنها موضوع بحثه فى كتايه الأول العارض +
مبادئ الدين تعارض ٠
وها تجدر ملاحظته مرة أخرى أن حديث الغزالى عن المنطق ؛ من حيث إن
أكثر مسائله هى على منهج الصواب » وأن الحطأ فيه نادر ؛ حديث فيه التواء
فن حيث ان فى المنطق أخطاء بمقتضى نص الغزالى نفسه -. وإن اختلفت
نسبنها فيه عن نسبة الأخطاء فى زميليه : الإلهيات والطبيعيات ؛ كان يجب بمقتفى
انبج الذى رسمه الغزالى لنفسه » من أنه يذكر من علوم الفلاسفة فى كتايه
«مقاصد الفلاسفة؛ ما سيعرض له بالنقد فى كتابه«تهافت الفلاسفة» أن ينقد المنطق +
ومعنى هذا أن ما يتعرض له الغزالى فى كتابه « مقاصد الفلاسفة
مما يكون قداشتمل على خطأ » يتناوله ثانية فى كتابه مهافت الفلاسفة » بالنقد والتريف*
« مقاصد الفلاسفة » فلا بد أن يجىء دوره فى كتاب « نهاقت الفلاسفة ؛ بالنقاد
ولتزيف + والتصحيح +
بطلان ما ينبغى أن يعتقد بطلاته ) ٠
يتعارض مع الدين مباشرة » ولكنها إن كانت » فخطورنبا على الدين » تجى» من
حيث ان المنطق وسيلة لاستتباط العلوم الإغية الطبيعية الى يوجد فى مسائلها
ما يتعارض مع الدين ٠
يصبح المنطلق إن كان فيه أخطاء - خطراً على الدين بهذا الاعتبار *
ومن وظيفة المدافع عن الدين + أن لا يهمل أخطاء من هذا النوع » بل يجدر به أن
يصححها حى ليه فرصة لاستنباط أفكار حيحة .
ولكن إذا رحنا إلى كتاب ؛ نبافت الفلاسفة » هل نجد فيه نقداً للمنطق ؟
فكتاب « انبافت » قد قسمة صاحبه إلى عشرين مسألة جعل مها ست
عشرة؛ إفيات ؛ وأربعة طبيعيات » وليس فيه لنقد المنطق أثر . وف هذا لا شك
أن بلخص فى كتابه « مقاصد الفلاسفة » من علوم الفلاسفة ما يرى أن فيه
أخطاء + أثرها با + أو بالواسطة » إلى اللدين +
وقد لحص الغزالى بين ما للمص فى كتابه مقاصد الفلاسفة » علم المنطق +
عليه بأن فيه أخطاء .
قم إذن كان الحهد فى تلمخيصه فى « مقاصد الفلاسفة ؛ » مع الحكم عليه بأ
فيه أخطاء ؟
والمنطق بهذا الاعتبار قد شارك العلوم الإغية والطبيعية + من جهة خطورته
يستعمل المنطق وسيلة إليها ٠
وساواها فىأنه احتلم نكتاب مقاصد الفلاسفة القسم الأول من أقسام ثلاثة .
فلم - وقد ساواها وشاركها فى هذه الأمور » ووقف بها منها على قدم المساواة
يستنيه الغزالى فى كتاب « النبافت » فلا ييذل من أجله فى النقد ولتقويم » مثل
ما بذل من أجل شريكيه ؟
وليت الأمر وقف فى كتاب « النهافت » عند هذا الحد من إغفال نقد الأخطاء
إلى الإشادة بأهمية المنطتى إشاد ن الإشارة إلى صدق قضاياه .
ثم إلى التصريح بأن الغرض من التأليف فيه هو اتخاذه حكماآً بين الغزالىل
وبين الفلاسفة ؛ فيا بختلفان فيه من مسائل العلوم الإغية » أو ١١
ول الغزالى فى المقدمة الرابعة من كتاب « تهافت الفلاسفة 6 .
[ . . . نم قوم : إن المنطقيات لا بد من إحكامها هو حيح +
ولكن المنطق ليس مخصوصاً بهم » وإنما هو الأصل الذى نسميه فى فن
الكلام » و كتاب النظر » فغيروا عبازته إلى المنطق هيلا .
وقد نسميه و كتاب الحدل » وقد نسميه و مدارك القولبة +
فإذا سمع المتكايس المستضعف اسم والمنطق » ظن أنه فن غريب لا يعرفه
المتكلمون » ولا يطلع عليه إلا الفلاسفة .
ونحن لدفع هذا الحبال ؛ واستئصال هذه الحيلة فى الإضلال » نرى أن نفرد
القول فى و مدارك العقول » فى هذا الكتاب + وهجر فيه ألفاظ المتكلمين
لفط لفط + ونناظرهم فى هذا الكتاب يلغنهم .. أعنى بعباراتهم فى المنطق -
ووضح أن :
ما شرطوه فى صحة مادة القياس » فى قسم و البرهان » من المنطق »
أجزاء المنطق وبقدماته » لم يتمكنوا من الوفاء بشى ء منه فى علومهم الإغية
ولكنا نرى أن نورد و مدارك العقول » فى آخر الكتاب ؛ فإنه كالآلة لدرك
مقصود الكتاب .
لايتاج إليه .
ومن لا يفهم ألفاظنا فى آحاد المسائل فى الرد عليهم » فينبغى أن ببتدئ أولا
بحفظ كتاب و معيار العلم » الذى هو الملقب ب و المنطق » عندهم . ..]
فالمنطق إذن مذكور فى كتاب « تهافت الفلاسفة » لا لينال ما يناله زميلاه
الطبيعى والإلهى - من نقد » ولكن ليتخذ آلة لدرك مقصود كتاب «
الفلاسفة 6 .
كل من العلمين - فيا يرى الفزالى - راجعاً إلى عدم إحكام المسائل المنطقية
الى استخدمت كروسيلة لإنتاج مسائل كل من العلمين © وعدم ن
صحيحاآً ؛ فلا جرم رأى الغزالى أن يصور أيضاً - مع مسائل العلمين
والإلى » من وجهة نظر الفلاسقة مسائل عل المنطق لا تمهيداً لإظهار أخطائيم
المنطقية + إلى جانب أخطالهم ل ية » ولكن لتقرير مسائله +
وإعلان الاتفاق على الوسيلة التى اتخذها الفلاسفة طريقا لاستتباط مسائل
العلمين المختلف عليها . والتى سيتخذها الغزالى نفسها السيلة لنقد الفلاسفة فيا
هذا هو الذى فاه سابقاً ؛ وهو يتفق تمام الاتفاق مع ما جاء فى نص كتاب
(نهافت الفلاسفة)
الفلاسفة ) بخصوص المنطى غير واضح ؛ فإن ما جاء فى هذا الكتاب بخصوصالمنطق
من الحكم بأن فيه أخطاء ؛ ومن الحكم بأن كتاب ( مقاصد الفلاسفة) اتخذ
مكاناً لعرض ما فيه أخطاء من علوم الفلاسفة + تمهيداً لنقده فى كتاب (نهافت
الفلاسفة ) لا يؤيده ما جاء فى كتابز ثهافت الفلاسفة ) الذى لم يعرض لنقد المنطق
بشىء + والذى صرح بأن المنطق مذكور فيه ليتخذ آلة لفهم الكتاب +
وحكما بين الفلاسفة وبين الغزالى +
على أن فى الأمر نا. النسبة لذكر المنطق فى كتابى ( مقاصادء
الفلاسفة) و (هافت الفلاسفة) تجعلى غير قادر على فهم هذا التكرار .
إن تكرار الم الطبيى فى الكتابين مفهوم ؛ فإنه مذكور فى أحدا + على
سبيل العرض + ودكور ى الا على سبيل النقد . وقد جعل ذكرالعرض تمهيداً
لذكر النقد .
كذاك تكرار العلم الإمى فى الكتابين مفهوم ؛ لأن الشأن فيه كالشأن فى
العلم الطبيى سواء بسواء .
أما المنطق الذى ذكر فى كتاب ( مقاصد الفلاسفة ) لما فيه من أخطاء تمهيداً
نهافتالفلاسفة ؛ كا يفهم من الغرض الذى صرح به الغزالى فى و مقاصاء
وباعتباره أيضاً وسيلة عجز الفلاسفة عن تطبيقها تطبيقاً صحيحاً فى مسائل العلمين
فقد كرره الغزالى فى الكتابين بصورة واحدة ؛ هى صورة العرض فى الكتابين
بفارق واحد » هوالتوسع فىالعرض فى كتاب ( نهافت الفلاسفة) أوفى معنى أدق +
فى كتاب ( معيار العلم) الذى صرح الفزالى فى النص السابق بأنه قسم أخبر من
كتاب ( نهافت الفلاسفة ) عن العرض فى كتاب ( مقاصد الفلاسفة) +
ها هو داعى هذا التكرار ؟ هذا هو الشىء غير المفهوم +
وما تجدر الإشارة إليه أن الغزال قد عنى عناية بالغة الأهمية ببيان أن ما جاء
فى كتابه ( مقاصد الفلاسفة) هو تصوير لآراء الفلاسفة + وعلى مسئوليتهم + وهو
نما بحكى وينقل فقط .
وقد مر بنا النص الذى جعله الغزالى أول حديثه فى الكتاب ؛ وافتتحه به لتقرير
هذه الحقيقة .
ثم عاد فى آخر المنطق ؛ وهو القسم الأول من الكتاب يقول :
( هذا ما أردنا تفهيمه وحكايته من المنطق .
ثم نذكر بعد هذا العم الإلحيات عندهم ١|
وأخيراً عاد فى نهاية الكتاب » أعنى فى آخر الطبيعيات » ليؤكد هذه الحقيقة
بقوله :
غير اشتغال فى تمبيز الغشمن السمين + والحق من الباطل » ولنفتح بعد هذا بكتاب
« نهافت الفلاسفة » حتى يتضح بطلان ما هو باطل من هذه الآراء)
الفلاسفة ) و (نيافت الفلاسفة» ومن عاولاتنا لشرحها وتفهيمها تتضح العلاقة بين
هذين الكتابين :
فكتاب ( مقاصد الفلاسفة) كتاب يعرض فيه الغزالى أفكار الفلاسفة :
الطبيعة والإلفية ؛ على مسولينهم » تمهيداً لنقدها ولرد علا ٠
وكتاب (ثهافت الفلاسفة) كتاب ينقد فيه الفزالى من أفكار الفلاسفة الى
ومن بيان العلاقة بين الكتابين ينضح أن الفلا. يلخص الغزالى أفكارم
فى كتابه ( مقاصد الفلاسفة) هم نفس الفلاسفة الذين ينقد الغزالى أفكارم ف
فن مم هزلاء الفلاسفة ؟
إنهم الفلاسفة الذين ان لفلسفتهم من الرواج ما جعلها تتداول خلال القريا
منذ عرفت الفلسفة إلى أن وصلت إلى عهد الغزالى » وتتى بالقبول خلال هذه
الحقب الطويلة
آما الفلاسفة الذين تعثرت فلسفتهم خلال الطريق » وصادفت من ره علا *
ليعرضها فى كتابه ( مقاصد الفلاسفة) . ثم لينقدها فى كتابه ( نهافت الفلاصفة )
الثواب ؟
وبيان ذلك : أن الغزالى رأى فى وقفة أرسطو الى وقفها من الفلاسفة السابقين
التقصى عن جميع الفلاسفة السابقين + وجميع ما قالوه فى الطبيعة والإفيات +
تيع أخطائهم ورد علها .
فا استبعده أرسطو وزيقه » لا حاجة بالغزالى إلى إعادة النظر فيه +
الأجيال التالية بالقبول حتى وصل إلى العرب» وأحدث فى البيئة العربية ما أحدث
مع ما فيه مما يخالف الدين ؛ فهو الحدير بأن يوفر له الغزال جهده ٠
وإذا كان أشد الناس افتاناً بأصطو من العرب » وأشدهم قربا إلى زمن
الغزال + هم الفارابى وابن سينا » فهما إذن الخصم المباشر الذى سيواجهه الغزالى
عدت الفلاسفة منذ عهد أرسطو حتى عهد
ٍ وف نقد الغزال لفلسفتهما نقد للفلسفة الى لقيت رواج وقبولا منذ عهد أرسطو
وى ذلك يقول امزال فى المقدمة الأول من كتاب ( مهافت الفلاسفة) +
: يلم أن الفوض فى حكاية أختلاف الفلاسفة تطويل؟ فإن خبطهم طويل
فلتقتصر على إظهار التناقض فى رأى مقدمهم الذى هو الفيلسوف المطلق +
وانتنى ما هو الأقرب إلى أصول أهوامهم وهو رسطاليس .
الحق أصدق منه .
وإنما نقلنا هذه الحكاية ليعلم أنه لا تثبت ولا إنقان مذ عندم وأنْ
يحكمون بظن من غير تحقيق وب
ويستدلون على صدق علومهم الإغية بظهور العلوم الحسابية والمنطقية +
ويستدرجون به ضعفاء العقول +
ثم المرجمون لكلام سطاليس ؛ لم بنك كلامهم عن تحريف وديل *
محوج إلى تفسير اويل حتى أثار ذلك قزاعا يحي" ا
وأقوبهم بالنقل ولتحقيق من المقلسفة فى الإسلام « الفارى » أب نصر
و « ابن سيئا 6+ :
فتقتصر على أبطال ما اختاراه » وأا الصحيح من مذهب راتما فا
يفتقر إلى نظر طويل فى إبطاله +
المسائل الى تعرض لما بالنقد فى كتابه (نهافت الفلاصفة) +
فى كتاب (ثبافت الفلاسفة» تعرض الغزالى لتقد مسائل خاصة من العلم
الإفى ؛ ومسائل خاصة من العام الطبيعى +
وقد كان مقتضى قول الغزالى ُ
وتناقض آرالهم + ومكامن تلبيسهم وإغوالهم ٠
فإن الوقوف على فساد المذاهب قبل الإحاطة. بمداركها حال ؛ بل هو رى فى العماية
أن الغزالى قبل أن ينقد المذهب فى الكتاب الخصص لذلك + وهو (ليافت
الفلاسفة» سيصوره أيضاً تصوياً يساعد على فهته قبل العرض لتقدم ؛ وجعل
مكان تصويره كتابه ( مقاصد الفلاسفة) ٠
مقاصد الفلاسفة) :
+ وإعلامك معتقدم ؛
وبقتضى هذا أن يقتصر الغزالى فى تصوير المذاهب فى كتاب ( مقاصاد
الفلاسفة ) على القدر الفاسد الذىسينقده فى كتابه (نهافت الفلاسفة ) +
ولكنا نجد الغزالى يصور فى كتابه ( مقاصد الفلاسفة) جميع مسائل العلم
الإفى © وجميع مسائل العلم الطبيعى » لا خصوص المسائل النى تعرض لا بالنقد
فى كتابه ( لباقت الفلاسفة ) .
فلا بد أن يكون وراء هذا التوسع فى العرض ؛ توعاً يزيد عن حدود العلاقة
التى تربط بين كتانى ( مقاصد الفلاسفة ) و ( نهافت الفلاسفة ) غرض آخر غير مجرد
التعريف بالمذهب قبل التعرض لنقده .
وهذا الغرض يوضحه الغزالى فى المنقذ من الضلال فى قوله :
. . . وكان قد نبتت نابتة التعليمية وشاع بين الخلق تحليهم بمعرفة معنى
الأمور من جهة الإمام المعصوم القاثم بالحق +
عن" لى أن أبحث عن مقالهم لأطلع على ما فى كتنهم » ثم اتفق أن ورد على"
أمر جازم من حضرة الغلافة ؛ بتصنيف كتاب يكشف عن حقيقة مذهيهم فلم
يسعنى مدافعته ؛ وصار ذلك مستحئاً من خارج + ضميمة الباعث الأصلى من
الباطن .
المستحدثة التى ولدنها خواطر أهل العصر » لا على المنباج المعهود من سلفهم +
عنها ؛ حتى أنكر بعض أهل الحق منى مبالفنى فى تقرير حجتهم ؛ وقال هذا سعى
لم ؛ فإنهم كانوا يعجزون عن نصرة مذهيهم لثل هذه الشبهات » اولا تحقيقك
وهذا الإنكار من وجه حى ؛ فلقد أنكر أحمد بن حنبل ؛ على الحارث
فقال الحارث : الرد على البدعة فرض +
فقال أحمد : نم » ولكن حكيت شيتهم ألا ؛ ثم أجيت عنما فلم
تأمن أن يطالع الشبهة من تعلق ذلك بفهمه + ولا يلتغت إلى الحواب » أو ينظر إلى
وما ذكره أحمد حق » ولكن فى شببة لم تتش ثم
التحق بهم + وانتحل مذهيهم ؛ وحكى أنه يضحكون عل تصانيف المصتفينى الردحليهم ؟
يم م يفهموا بعد حجنهم + وذكر تلك الحجة وحكاها عنم +
فلم أرض لنفسى أن بى غفلة عن أصل حجنهم ؛ فلذلك أورا +
والقصود أنى قررت شيم إل أقصى الإمكان ثم أظهرت فسادها .00
هكذا يقر والغزالى موقفه من الباطنية» أو أحاب مذهب التعلم » كا يسميهم +
يقرر انه لم رض لنفسه أن يظن به الففلة عن مذهب يتعرض لقده » إنه لا برشى
لنفسه أن يقول عنه أصحاب مذهب التعلم ما قالوه عن غيره » وقد قالوا عن ف
ولقد احتاط الغزالى لنفسه من إيراد مثل هذه الهمة بالتأليف فى مذهب
لأححاب المذهب أن ينمه يمثل ما الهموا به غيره» من أنهء جاهل بالذهب الذى
يرد عليه » هذا هو ما يصرح به ازا عن نفسه » بالسبة ذهب الباطية +
وقد كان الفلاسفة موقف مثل موقف أصحاب التعلم ؛ !جم كانوا يصادفو
ا ابتدأت بعد الفراغ من علم الكلام + بعلم القلسفة + وعلمت
عليه صاحب العلم ؛ من غور وغاثلة + ٍ
فإذ ذا يمكن أن يكون ما بدعيه من فساده حقا +
وم أر أحداً من علماء الإسلام صرف عنايته وهمته إلى ذلك وم يكن فى كتب
ظاهرة التناقض والفساد لا يظن الاغترار بها يغافل عاى + فضلاً عمن يدعى
دقائق العلوم .
فعلمت أن رد المذهب قبل فهمه والاطلاع على كنب رى فى عماية » فشمرت
عزساق الخد فى تحصيل ذلك العلم مزالكتب بمجرد المطالعة» من غير استعانة
بأستاذ » وأقبلت على ذلك فىأوقات فراغى » من التصنيف والتدريس» فى العلوم
الشرعية» وأنا ممنو بالتدريس والإفادة للاثماثة نفر من الطلبة ببغداد » فأطلعى الله
سبحانه بمجرد المطالعة فى هذه الأوقات المختلسة على متب ى علومهم فى أقل من سنتين ٠
ثم م أزل أواظب على التفكير
وأتفقد غوائله وأغواره ؛ حنى اطلعت على ما فيه من خداع وتلبيس + وتحقيق
فليس يبعد ؛ وحال الفلاسفة شبيه بحال أصحاب مذهب التعليم + آن يصنع
الغزال مع الفلاسفة مثل ما صنع مع أصحاب التعلم » وأن يضرب عصفورين بحجر
( مقاصد الفلاسفة) .
يمهد به لنقد الفاسفة فى كتابه ( نهافت الفلاسفة ) من ناحية +
ويدفع عن نفسه نهمة ينقد الفلسفة قبل فهمها » كا فعل غيره ٠
وبهذا نكون قد وضعنا يدنا على مبرر يصلح أن يكون سبباً لتأليف الغزال
وما دام كتاب ( مقاصد الفلاسفة) المشتمل على المنطق والطبيعى والإفى +
قد ألف تحت تأثير هذا الباعث الذى من شأنه أن يحمل على الإجادة والإتقان +
بل وعلى التحدى فى الوقت ذاته
هذا إلى جانب أن الغزالى قد منحه الله لتعيير الواضح © بحيث يستطيع
أن يصور أدق المعانى وأصعيا فى الوضوح والظهور . فإن كتابا
مقاصد الفلاسفة يصلح أن يكون بداية ضرورية لكل من يريد أن يقر الفلسفة
واضحة دقيقة فى الوقت ذاته لفلسفة المسلمين» إن كتاب ( مقاصد الفلاسفة)
يذكرى بكتاب لقاراى كا له شأن خطير فى حياة ابن سينا العلمية +
فقد حكوا أن ابن سينا قرأ كتاباً لأرسطو أربعين مرة فلم يفهمه بلغ به أن
القلسفة وام نفسه بالقصور ولعجز عن إدراك مراى فلسفة أصطو +
حضر أحد باعة الكتب الحائلين وعرض عليه كايا افاابي + فبره ابن
سينا يقرأ هذا الكتاب حتى بدأت مغاليق كتاب يطو تتفتح له » وقد كان
هذا التوجيه الموفق إلى العلم ٠
يجهذا قد يكين تاب ما ويلة ناجحة مرفقة إلى كتب أخرى + أو إلى علم
خاص . وإن كتاب ( مقاصاء الفلاسفة) يبدو لى أشبه ما يكون بالكتاب الذى
ألفه الفارانى ؛ ليكو بداية يجدر يداس فلسفة أسطو أن بيدأ به . فكتاب
(مقاصد ألفلاسفة) يصلح أن يكو أبداية موفقة لدراسة الفلسفة الإسلامية يجدر
بالبتدئين أن بتخذوا منه خطوّهم الأول » ولله و التوفيق +
مصر الحديدة فى :
171/4 من ذى العقدة سنة 3٠
أصول الكتاب
اعتمدنا فى طبع هذا الكتاب على أصلين :
أحدهما : هو المطبوع الذى طبعته مطبعة دار السعادة سئة 1371 م وهو
مأخوذ من أصل خطى كان فى"
معه من البلاد الثائية ؛ كا يقول هو :
السيد ( محبى الدين صبرى الكردى ) جلبه
لثانى : مخطوط بدار الكتب الأزهرية تحتامم خصوصية و 77157
حكمة وفلسفة وهو غير مؤرخ + لأن وريقات من آخره ضائعة + ويرى فضيلة
الأستاذ الشيخ أبر الوفا المراغى » مدير مكتبة الأزهر ؛ أن خطه يشبه خطوط القن
الثامن الهجرى . 0
وقد وجدت فى كل من الأصلين ما يكمل نقص الآ ٍ
ا جوزي "صلين ما يكمل نقص الآخر » فجاء مطبوعنا هذاء
نحن وصل اللهم على سيدنا محمد الى الأى وعلى آله وحبه وسام +
مصر الحديدة فى 75 من ذى القعدة سنة 179/4 سليان دثيا
٠ من مايو سنة 1466
مقدمة
تهافت الفلاسفة
المسماة