إلى الجيل الجديد الذى سيتحمل المسئولية من
يعدنا + فى وجه مصاعب ومواقف بالغة
التعقيد > عسى أن تساهم هذه الشهادة فى
إنارة الطريق إلى مستقيل أفضل ..
خمسة أعوام مضت من أكتوبر 19977 حتى أكتوبر 1917/8 » وقعت فيها أحداث
جسام تركت أثرها على مصر والوطن العرى ء وما زالت تؤثر فيه .
ففى يوم + أكتوبر 1977 كنت فى مركز عمليات القوات المسلخة أرتدى لبس
الميدان حيث بدأت الحرب الرابعة بين العرب وإسرائيل » وكنت أقوم بعمل فيها ١ رئيس
هية عمليات القوات المسلحة » : هذه الحرب التى اشتركت فيها امتداد لحروب سابقة
فى الصراع العرنى الإسرائيل .
وبعد خمس سنوات بالضبط - يوم 7١ أكتوبر 18 - انتهت خدمتى بالقوات
المسلحة كقائد عام لها » وانتهى عملى العام بالدولة كتائب رئيس مجلس الوزراء ووزئر
الحربية والإنتاج الحربى . وكنت فى منزل فى ذلك اليوم مرتدياً ملايسى المدنية » أشاهد
الحرب .
بدأت هذه الغترة من تاريخ مصر والعرب يُحرب أكتوير ٠7 التى هزت منطقة
الشرق الأوسط هزاً عنيفاً + وقلبت الموازين السياسية والعسكرية والاقتصادية فى
المنطقة . وعلى إثرها حدث فض الاشتباك الأول على الجببتين المصرية والسورية ؛ ثم
معاهدة الصداقة المصرية السوفيتية .
وقام الرئيس الراحل السادات بزيارة القدس فى أواخر عام ١47797 التى أطلق عليها
« مبادرة السلام » . وبعد مفاوضات سياسية وعسكرية بين مصر وإسرائيل وصلت
إل طريق مسدود » وقع الرئيس السادات « اتفاقية قية كامب ديفيد » بين مصر وإسرائيل
فى الولايات المتحدة الأمريكية فى سبتمير من العام التالى ١7/8 .
و كان رأى الرئيس السادات » كا أبداه لى بعد أسبوعين من توقيع هذه الاتفاقية ؛
أن متسر مر بمرحلة جديدة تتطلب تخييرا شاملا في مؤسسات وأجهزة الدولة : ولذلك
قرر تغيير الوزارة حينعذ - وزارة ممدوح سالم التى كنت نائيا لرئيس مجلس الوزراء
ووزير الحربية فيها - بوزارة أخرى » واختيار رئيس جديد لمجلس الشعب » وتغيير القيادة
المسكرية - القائد العام ورئيس أركان حرب القوات المسلحة - وإطلاق. اسم وزارة
:الدفاع على وزارة الحربية . 1 تتطالب المرحلة الجديدة إجراء مفاوضات مع إسرائيل
لوضع اتفاقية كامب ديفيد موضع التنفيذ فى صورة معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل .
عندما تركت خدمة القوات المسلحة فى أكتوبر ١47/8 » كان قد مضى على الصراع
العرنى الإسرائيل ثلاثون عاماً (40 1 - ١97/8 ) دار خلالها أربع حروب ؛ هى
حرب فلسطلين عام ٠١4 » وحرب العدوان الثلانى على مصر عام 15 + وحرب
يونيو ١79 التى تلاها ست سنوات عجاف تخلتها حرب الاستنزاف ؛ ثم حرب
أكتوبر 18177 . وهى حروب عاصرتها واشتركت فيها عدا الأول حيث كنت فى بعثة
تدريبية خارج الجمهورية عند نشوببها :
وإذا كانت الحروب التى دارت بين إسرائيل والعرب تجذب الناس بأحدائها ونتائجها
الباشرة » إلا إنى كنت أشعر دائماً أننا - نحن العرب - لا نتعمق فى دراسة جذور
الصراع العربى الإسرائيل » ولا نعطى الأهمية الواجبة لمعرفة ما قامت به الصهيونية العالمية
والدول الكبرى من تخطيط وما نفذته من أعمال فى جيع المجالات » حتى أقامت دولة
إسرائيل على جزء من أرض فلسطين » وما قامت وتقوم به إسرائيل تؤيدها الدول الكبرى
أن نتصور ونتوقع ما يخبعه المستقيل لمهذه المنطقة من العالم » وما ننتظره من نتائج لهذا
الصراع ؛ وكيف نستعد لمواجهته فى إطار الصراع الدول الذى يشكل فيه الشرق
الأوسط دوراً بارزاً .
لقد اعتمدت الصهيونية العاللية على « القوة المسلحة » لإنشاء الدولة . فقد أنشات
فى وقت مبكر جداً فى فلسطين أول منظمة عسكرية سميت « الحارس » ؛ فكانت هى
نواة الجيش الإسرائيل الذى أعلن تكوينه ووجوده فور إنشاء الدولة .
وكان عار من كوراو" ا 0 “0 وأا 3
« الحرب هي_الوسيلة الوحيدة لإنشاء الدولة » :
وما كان إنشاء الدولة البهودية فى فلسطين ليس هدفا في حد ثاته » بل هو مرحلة
للتوسع على حساب الأرض العربية والسيطرة عليها عسكرياً واقتصادياً ومراسياً + 1/3
أصبحت القوة العسكرية الإسرائيلية لها الدور الأقوى والأهم ومصدر ١-قطر الرئيسى
الصهيونية من إنشائها :
« دولة إسرائيل هى مجرد مرحلة على طريق الحركة الصهيوئية الكبرى التى 77
لل تحقيق ذا بحيث لا تشكل هذه الدولة هد فى حد قن بل وسيل إلى غاية بار .
إسرائيل السلج - أكثر ويبوجا ١ ف لتعيم عن أسية القوة العسكرية ل لتحقين التو. و
للاستيطان وواقعاً بر العرب على الرضوخ والاناء له ) .
وال أى مدى يتم التوسع » وأين حدود إسرائيل » رد قائلا :
« حدود إسرائيل تكون حيث يقف جنودها » .
.ويتضح لنا من النظرة الفاحصة للجولات الثلاث الأولى (1448 - 1361 -
والسياسية والمعنوية لخوضها . بينا نجد أنفسنا - نحن العرب - نفتت جهودنا و0 +6
وهكذا انتزعت لنفسها » نتيجة لاشتراكها فى العدوان الثلاثى على مصر عام
١14 » حق الملاحة البحرية فى خليج العقبة .
وهكذا توسعت عام ١9757 على حساب الأرض العربية باحتلال سيناء والمرتفعات
السورية ( الجولان» والضفة الغربية لنهر الأردن وقطاع غزه » لفرض الأمر الواقع -
بالقوة العسكرية - على العرب دعماً لمصادر القوى الأخرى . وما زالت تفرض لمر
الواقع على الجولان والضفة الغربية والقطاع بالقوة برغم مرور أكثر من غشرين عاماً
على احتلاما .
ونتائجها فى إطار صراع القوتين العظميين فى الشرق الأوسط . إلا أن المقارنة بين
قدرات الخصمين المتحاربين -- العرب وإسرائيل - لا تعكسن من الناحية العبكرية تلك
الصورة التى انتهت إليها هذه الجولات الثلاث » وكانت القوة العسكرية للطرفين
المتحاربين هى العامل الحاسم فيما وصلت إليه حالة العرب السيعة فى الجولة الثالثة فى
ثم جاءت حرب أكتوبر ٠7 » فكانت حرباً مختلفة تماماً عن الحروب الثلاث
السابقة لها ؛ بعد أن تعمقنا فى معرفة العدو الإسرائيل لتحذيد مصادر قوته ومواطن
ضعفه تحديداً دقيقاً مهّد لثا الطريق فى الصراع العسكرى الداتم والمستمر ! بين العرب
لقد خحاضت قواتنا المسلحة حرب يونيو 1999 وحرب أكتوبر 19977 ضد نفس
العدو » واختلفت النتيجة اختلافاً واضحاً بين المزيمة والنصر . وأغلب الرجال الذين
اشتركوا فى حرب يونيو هم أنفسهم الذين ا شتركوا فى حرب أكتوبر بفاصل زمنى .
حوالي ست سنوات ؛ وهى فترة زمنية قصيرة لا يمكن أن يقال أن جيلاً حل محل جيل .
فضلاً عن ذلك فإن الموقف العسكرى الاستراتيجى فى أكتوبر 1977 كان أصعب
من الموقف فى حرب يونيو . وبرغم ذلك عبرت قواتنا الهزيمة » وحققت النصر
العسكرى فى ,ظروف سياسية أعقد مما كانت فى يونيو .
ومن الملفت للنظر أيضاً أن إسرائيل انتصرت فى حرب يونيو من حدود اعتبرتها
غير امنة ؛ وانتصرنا عليها - نحن العرب - فى «حرب أكتوبر من حدود اعتبرتها امنة .
ومن هنا اتجه تفكيرى إلى أن أكتب عن حرب أكتوبر 1477 دراسة موضوعية ؛
سيتحمل المسكولية من بعدنا ؛ فى وجه مصاعب ومواقف بالغة التعقيد . فصراع القوى
الكبرى لن يهداً فى هذه المنطقة » والصراع العربى الإسرائيل لن يتوقف .
كتبت - بعد أن تركت الخدمة العسكرية والعمل العام - عن حرب أكتوبر
77 . ووقع اختيارى على أن تكون تحت إسم « خواطر مقاتل ساهم فى حرب
أكتوبر 6 حتى يكون واضحاً للقارىء أ لا أكتب التاريخ العسكرى هذه الجرب
للخروج بالدروس المستفادة دون الدخول فى تفصيلات وتكتيكات المعارك التى لا تهم
ووجدت أن الكتابة عن حرب أكتوبر “1977 وحدها لا تفى بالغرض المنشود ؛
فى مرحلة واحدة من مراحل الصراع المسلح بين العرب وإسرائيل وفى مرحلة واحدة
من مراحل الصراع السيامسى بين القوتين العظميين فى الشرق الأوسط . وهنا لا بد أن
أسجل أن كل ما حدث فى حرب يونيو » كان له انعكاس فى العمل العسكرى فى
حرب أكتوبر » بل إن دروس حرب يونيو 1477 كانت إحدى دعائم الاستراتيجية
المصرية فى حرب أكتوبر ١977 .
ولم يكن من الممكن أن أتجاتقل تلك الفترة بين الحربين » التى لم تفقد مصر فيا
إرادة القتال » وخاضت قواتنا المسلحة سلسلة من المعارك ضد العدو الإسرائيل
أكتوبر .
احتفظت بما كتبت إل أن يأ الوقت المناسب لنشره فى مصر فى ظل القوانين
صدرت عن حرب أكتوبر وحرب يونيو خارج مصر > وهو كثير - وفى داخل
مصر - وهو قليل -- وشد انتباهى أن وجهة النظر المعادية أصبحت هى المرجع الرئيسى
أو الدقة أحياناً لسبب أو اخر 6 الأمر الذدى أعطى انطباعاً ليس ححا عما حدث
فى حرب أكتوبر .
وأتيحت لى فرصة حضور ندوة فى جامعة المنوفية عن « الإنسان المصرى وحرب
أكتوبر » كنت واحداً من ثلاثة تحدثوا فيها » ثم كان لى - عن حرب أكتوبر - لقاء
مع أعضاء هيئة تدزيس جامعة الاسكندرية فى ناديهم » ثم لقاء ثالث مع رجال الصحافة
فى مصر فى نقابة الصحفيين . وأخيراً كان لى لقاء رابع فى دولة قطر بدعنوة من نادى
ال جسرة الثقاى , وكان موضوعه ١ حرب أكتوبر فى الميزان الاستراتيجى العرلى » .
وخرجت من هذه الندوات واللقاءات الأربعة بمجموعة من الأسئلة والتساؤلات عن
حرب أكتوبر - عسكرياً وسياسياً - تحتاج إلى شرح وتوضيح لجيل جديد من حقه
أن يعرف الحقائق التى تنير له طريق المستقبل .
ولفت نظرى » خلال هذه اللقاءات » أن ما كتب عن حرب أكتوبر خارج مصراء
موجود بين أيدى الكثيرين داخل مصر » تأثروا بما كتب فيها أو يريدون استيضاح
وامتد تاثير ما نشر فى الخارج عن حرب أكتوبر إل دراسات علمية تجرى فى
أمريكية أحدهما باكستانى والآخر أمريكى للاستاع إلى وجهة النظر المصرية عن حرب
أكتوبر - ما جرى فيها وما حدث بعدها - بعد أن حصلا على المعلومات من الجانب
امقابلات التى تمت معهم . وكان لقان مع الدارس الباكستانى موضوعياً وعلمياً استغرق
حوالى ثلاث ساعات لتغطية وتصحيح جوانب موضوع بحثه بعد أن قرا عن الموقف
المصرى والعرلى فق هذه العجرب من المراجع الإسرائيلية ومقابلة القادة الإسرائيليين
تحفظت كثراً وتأخرت طويلاً قبل نشر هذا الكتاب برغم مرور واحد وعشرين
وجّه لى الكاتب الكبير الأستاذ حلمى سلام رسالة على صنفحات مجلة آخر ساعة بغنوان"
« يدو أنك مؤمن إماناً شديداً بالمغل القائل : إذا كان الكلام من فضة ؛ فالسكوت
من ذهب ... وعلى مدى تلك السنوات تكلم عن هده الحرب - حرب أكتوبر -
إن الشىء الذى لا يجوز أن تسقطه من حسابك » هو أنك لا تملك حق الزهد
فى الكلام .. ذلك أن الكلام عن مسار وأسرار هذه الحرب المجيدة التى هزمنا بها الهزيمة ؛
ورفعنا بها الرايات بعد تنكيسها » وأحيينا بها الأنفس بعد مواتها » إنما هو حق للتاريخ
الطريق من بعده .
وبقى أن تقول لنا أنت - بالأمانة كلها -- كيف حدث ذلك » وكيف جاء أبناء
مصر بهذا النصر من “وراء الأهوال ١
الباب الأول شرحت فيه كيف تم استدراج مصرالهذه الحرب فى وقت لم نكن على
استعداد لها . وكانت مغامرة ومؤامرة .. انتبت بزيمة أبمة لمصر والعرب .
ثم أعيد البناء » ودخلت قواتنا عدة معارك تصاعدت إلى حرب استنزاف ؛ وانتهت.
بحالة اللاسلم واللاحرب ؛ ووصلنا إلى طريق مسدود لايجاد حل سيامى لشكلة الشرق
الأوسط . وحصصت لمذه الفترة الباب الثانى .
ثم فرضت الحرب حتميتها ؛ فجاءوت حرب أكتوبر ١47/7 ؛ وخصصت ا الباب
الغالث١ مشتملاً على عدة فصول تخطى مراحلها - تخطيطاً وتنفيذاً - ويوميات الحعرب
أثناء إدارة العمليات العسكرية منذ البداية يوم +" أكتوبر حتى توقف القتال فى الثامن
والعشرين من أكتوبر .
وبدأت السياسة تلعب دورها استغلالاً لنتائج الحرب . وظهر الدكتوز هترى
كسنجر مستشار الأمن القومى الأمريكى ووزير الخارجية الأمريكية على مسرح
الأحداث فى الشرق الأوسط مثلاً للولايات المتحدة الأمريكية . واتبع سياسته
المشهورة » سياسة الخطوة خطوة » فكان فض الاشتباك الأول بين القوات المصرية
ذلك فض الاشتباك بين القوات الإسرائيلية والسورية على جبة الجولان .
لذلك الباب الرابع ؛ حيث كنت رئيس الوفد العسكرى المصرى فى مباحنات كت الكبلر
وحدثت زيارة القدس التى قام بها الرئيس الراحل السادات فى أواخر عام ١8977
وعسكرياً - إلى طريق مسدود وتوقفت . وخصصت للمفاوضات العسكرية الباب
الخامس .
وإسرائيل وأمريكا ؛ انتهت فى الولايات المتحدة بتوقيع « اتفاقية كامب ديفيد » بين
مؤسسات وأجهزة الدولة - حسب رأى وقرار السادات - فانتهت خدمتى بالقوات