في عام 1ه 1484م قام جماعة من الوطنيين - من الرياض
والمنطقة الشرقية - بعقد اجتماع شم في (...)8'؛ وقد أسفر هذا الاجتماع عن
تكوين تنظيم أطلقوا عليه اسم (جبهة الإصلاح الوطني)؛ الغرض منه
إصلاح نظام الحكم في السعودية, القائم عل النظام الملكي الفردي
أن يساهم في صنع القرارات السياسية» والإدارية عن طريق ممثليه المنتخبين
في اللجلس النيابي (البرلمان. أو مجلس الشورى) المنتخب؛ وتكوين
وآخرون لا أعرف أسماءهم 888
وكان انبثاق هذا التنظيم نابعاً من إحساس هذه الفشة» من الشباب
الوطني الواعي» بحاجة البلاد إلى نقلة حضارية متطورة؛ نُجاري روح
العصر» بعد أن ربطها تفجر البترول من أراضيها بالعالم الخارجي الحضاري
كان عبد العزيز بن معمر مقي ا بفندق مطار الظهران» وفيه عقد الاجتياع» م
8 ليسوا إلا ثلاثة هم: إسحق الشيخ يعقوب؛ وابن معمرء ومحمد الهوشانء م
على نطاق واسع» وبصورة علنية في وسائل الإعلام؛ لأن ذلك لم يكن متاحاً
انتسابى إلى التنظيم
في عام 88م 107 ١ه وبعد خروجي من السجن ببضعة شهور
- وكنت أراجع مكتب العمل والعمال بالدمام؛ للبحث عن عمل - التقيتٌ»
الرخص» وبعد أحاديث» هنا وهناك» عرض علي فكرة الانضمام للتنظيم»
نناقش» ونتداول في شؤون الساعةء المحلية والعربية؛ وبعدها بفترة صرنا
وفي ١77 أكتوبر 4008م الموافق * ربيع الثاني 1797/8 ه عُقد اجتماع
عام لأعضاء الجبهة (لم أحضر أنا هذا الاجتماع)» وتقرر فيه تحويل اسم
سفر أبو اسنيد للعراق
بعد قيام ثورة العراق في ١4 تموز (يوليو) 408١م بالعراق» وسيطرة
الوطنيين على الحكم» وبعد أن أصبح للحزب الشيوعي العراقي نفوذ هناك
رعودة صحيفته للصدور بصورة علنية. وانتشار توزيعهاء كل ذلك أغرى
عبد العزيز أبو اشنيد بالعودة للعراق - أبو انيد مولود في مدينة (سوق
وصارت فكرة العودة تلح عليه؛ ورغم اعتراض زملاء عبد العزيز في
التنظيم على سفره للعراق وترك السعودية» إلا أن فكرة السفر ظلت تُلحٌ
بصورة واسعة وم يُظهر له أي تأثير على الساحة السعودية» وأنه ظلّ
راتصل هناك بالحزب الشيوعي العراقي - ربما استطاع أن يفيد الحركة
الوطنية؛ والتنظيم هنا بسبب وجوده هناك.
ا للعراق عام 454١م إلا أن
عند ما أخذّت الأوضاع وتطورات الأحداث في العراق. تتّجِه نحو
العراق» وائّيه إلى بيروت» واستقرٌ فيهاء وأصبح مسؤول التنظيم وممثله في
ربعد مغادرة أبو انيد للسعودية صرت ألتقيء أناء بيوسف الشيخ
يعقوب» وكنت قد أصبحت - قبل أن يغادر أبو انيد السعودية - مسؤول
التنظيم في القطيف» ويوسف الشيخ مسؤول التنظيم في الخبر والدمام» ثم
والحقيل - المشرفين أر - على الأصح - المسؤولين عن التنظيم في المنطقة
آثار المناخ العربي العام
ولكى تجىءٌ الأحداث مترابطة» متّصلة الحلقات بعضها ببعض؛ لا بد
لنا من التعرض لبعض الأحداث العربية» والمحلية التقي حدثت خلال تلك
بريطانيا لإنشاء حلف مركزي في الشرق الأوسط يربط المنطقة بالتحالف
الغربي للوقوف في وجه الإتحاد السوفييتي» والمد الشبوعي» وليعرّض هذا
الحلف المركز الذي فقدته بريطانيا بجلائها عن قناة السويس» إثر قيام ثورة
مع قادة الثورة.
بغداد)ء ولا ثم الحلف المركزي آو المعاهدة المركزية؛ بعد قيام ثورة ١6
تموز (يوليو) 908٠م في العراق» وانسحاب بغداد منه؛ وأنه - بسبب
معارضة هذه الدول - مصرء سورياء السعودية - لهذا الحلف؛ عقدت بين
هذه الدول الثلاث اتفاقيات عسكرية تقضي بتوحيد جيوش هذه الدول»
وبعد أحداث السويس - إثر تأميم عبد الناصر لشركة قناة السويس -
والعدوان الثلاشي: البريطاني - الفرنسي - الإسراشيلي» عل مصر عام
ضد الغزو - بهاسمي (مشروع آيزنهاور)''ء ورفض مصر لهذا المشروع.
بعد كل تلك الأحداث. والتطورات صارت السعودية متأرجحة في
موقفها؛ فهي لا تريد رفض (مشروع آيزنهاور)؛ لأنها لاتريد إغضاب
أمريكا - الحليف الإستراتيجي لها - ولكنها - في الوقت نفسه - تخاف
(«) عُرِف هذا المشروع ب(مشروع أيزناور لملء الفراغ في الشرق الأوسط)» ويقصد به
استبدال الاحتلال والنفوذ البريطاني بالمنطقة العربية بالاحتلال والنفوذ الأمريكي. م
عبد الناصر أخذ يتصاعد بقوة» مستقطبًا ججاهير الشعب العربيء ولاسيما بعد
أحداث السويس#.
ولقد أخذت الشكوك واشواجس والتوجسات من عبد الناصر
تعصف بمشاعر الأسرة السعودية» وإن ظلت تجامله خوفاً منه» منذ عام
1400م إثر اكتشاف السعودية محاولة الانقلاب التي قادها عبد الرحمن
عبد الناصر.
وسافر الملك سعود للولايات المتحدة عام 987٠م وهناك أغراه
مصالحها في الشرق الأوسطء وأن أمريكا على استعداد لأن تجعل منه - أي
الملك سعود - زعياً عربيًا بدلا من عبد الناصرء إذا ما قبل مشرع آي ناور
رتعاون معها.
إلى عبد الناصر بمشروع الوحدة بين مصر وسورياء وقامت هذه الوحدة
قيام الثورة المصرية بتأميم شركة إدارة قناة السويس المملوكة
بينهما في فبراير /48م؛ وجدت السعودية - في هذه الوحدة - خطراً يه دد
كيانهاء فحاول الملك سعود إجهاضها باغتيال عبد الناصر»
وهكذا اتصل الملك سعود بعبد الحميد السراج. أحد الضباط
السوريين الشبان المتحمسين للوحدة. وأغراه بمبلغ عشرين مليون جنيه
استرليني» لكي يقوم بإسقاط طائرة جمال عبد الناصر عن طريق وضع
متفجرات بداخلهاء وتظاهر السراج بقبول العرض» وأعطاه املك سعود
دفعة مقدّماً بمبلغ ألفي جنيه استرليني بموجب شيك صادر من البنك
السراج إلا أن قدم هذا الشيك لعبد الناصرء وقام عبد الناصر بكشف هذه
المؤامرة في خطاب علني بدمشق» ونشرت الأهرام صورة الشيك!*.
وهنا اهتزت أركان الأسرة السعودية لهذا النبأء ولاسيا أن السعودية
إسراف وتبذير الملك سعود للأموال بحيث هبطت قيمة الريال السعودي
(*) راجع صور الشيكات في كتاب محمد حسنين هيكل (سنوات الغليان)؛ قسم الوثائق
(©) يحتوي هذا القسم من الكتاب صوراً لثلاثة شيكات الأول: بمبلغ مليون جنيه
صور إيدعاتها في البنك العربي. م