الفصل التاسع عشر:
الحرب والرأي العام في القرن التاسع عشر
الفصل العشرون:
الحرب وثورة الاتصالات
الفصل الواحد والعشرون+
الحرب العالمية الأولى
الفصل الثاني والعشرون:
الثورة البلشفية وحرب الأيديولوجيات
الفصل الثالث والعشرون:
الحرب العالمية الثانية
الفصل الرابع والعشرون:
الدعاية والحرب الباردة وعصر التليفزيون
ملاحظة حول المصادر
هوامش المترجم
المؤلف في سطور
مقدمه المترجم
على رغم أن عتوان هذا الكتاب الذي يحدد
موضوعه - شو: الدعاية للحربء فإن مادة الكتاب
ومنهج مؤلفه يجملانه في وقت واحد كتابا في
السياسة وفي الإدارة السياسية (النفسية والفكرية.
والمعلوماتية) للحرب؛ وفي الأسس الثقافية
وفي تطور الفكر الذي عبرت عنه عقائد من
اختارهم المؤلف من أطراف الحروب عبر العصور:
وعلاقة تلك المقائد بكل من شن الحرب أو الدعاية
لها أو وضد خصوم أصحابها في كل منها. وعلى
رغم أن الموضوع الذي يحدده العنوان للكتاب-
وتخصص مؤلفه (التاريخ الدولي الحديث) يضمان
ة العلوم السياسية. فإن موضوع
«الدعاية» ذاته يضع الكتاب بقوة في «خانة» العلوم
الإعلامية الحديثة. ولكنه يوضع دا
في مكان لابد أن يكون من ناحية قريبا أشد
القرب من دائرة العلوم النفسية, وعلم النفس
الاجتماعي وعلم نفس الحشود أو الجماهير بشكل
خاص, وأن يكون قريبا - من ناحية أخرى من
دائرة العلوم العسكرية: علوم التعبثة الاجتماعية/
النفسية للحرب؛ وعلوم أو فنون القيادة (قيادة
الرجال, أصعب الفنون. بتعبير هوميروس الشهير
في الإلياذة). إضافة إلى علم تاريخ الجيوش شديد
الكتاب في دا
قصف العقول
الارتباط بالتاريخ السياسي الاجتماعي وتاريخ كل من الأسلحة والجندية.
وهو بدوره علم شديد الارتباط بتاريخ التطور التكنولوجي والتعليم وأخيراء
وليس آخراء فإن الكتاب يعد فوق كل ذلك كتابا في علم تاريخ وسائل
الاتصال ووسائل توظيفها واستخدام القائم منها في كل عصر. أو ابتكار
أنواغ جديدة'في مجالهاء أو ابتكار وظائف اتصالية لوسائط أو لوسائل
العلوم الاجتماعية التقليدية والجديدة. وعلى متاهج البحث وأساليب
رغم كل شيء- إلى طبيعة موضوع «الدعاية للحرب؛ في حد ذاتها :هالحرب
بتعبير مؤسس علم الجغرافيا الاستراتيجية كلوزفيتز... ١امتداد للسياسة
بوسائل مختلفة». وهذا التعبير يشير إلى فهم خاص للسياسة - وليس
للحرب فقط .يقوم على أن للسياسة والخرب الهدف ات آي تقليبٍ إراذة.
بسبب هذا الارتباط الأصولي والمصيري بين الحرب والسياسة فلا متدوحة
عن أن يكون الكلام عن الدعاية للحرب كلاما عن الدعاية السياسية في
للجندية وتخويف الأعداء أو إرهابهم من ضراوة صاحب الدعاية وقوته أو
كانت السياسة (الفكر السياسي والعمل السياسي معا) مطالبة دوما بأن
تتبصر بالمناصر الرئيسية (الثقافية/الاقتصادية/التاريخية والبشرية/
الاقتصادية) التي يتكون منها البناء الاجتماعي المعين وأن تضع
في حسبانها دوافع التفاعل بين تلك العناصر ونتائج ذلك التفاعل, فإتها
مقدمه المترجم
تفمل كل ذلك في ارتباط بالهدف الذي تسعى إليه الحرب «بوسائل أخرى».
مجموعة خاصة بها من الأصول أو القواعد التي تستهدف «الإقناغ» على
آأساس القول بأن الدعاية هي في النهاية: فن الإقناع, وهذا جزء رئيسي
من «اقتناع» مؤلف الكتاب. ويمكن تلخيص تلك القواعد - أو الأصول في
ثلاثة هي : كسب مظهر الصدق. (لكسب ثقة الجمهور المتلقي المراد إقناعه)؛
ثم: البساطة والتكرار (للوصول إلى آذهان ومشاعر الناس بسرعة,؛ والتفاذ
إلى ذاكرتهم التي «لن» تتذكر إلاما استوعبته بسهولة وبكثرة)؛ ثم: استخدام
الرموز وضرب الأمثلة (فالذاكرة البشرية يسهل أن تختزن وأن تستدعي
الصور ذات الدلالات المرتبطة بمخزون الذاكرة الموروث أو المكتسب).
البالفة التجزيد لأصول الدعار
غير أن هذه الصيا: أو قواعدها
تفقد الكثير من موضوعيتها في التطبيق العملي, حيث تتجلى الفروق الدقيقة
(آو الكبيرة) بين «مظهر الصدق؛ و«الصدق» ذاته؛ أو بين البساطة والدهاء
والرموز المثيرة لغرائز العدوان والرموز التي تستدعي نبيل المعاني أو رفيع
بشأن المطالبة بحقوق الأمة الألمانية في الوحدة والرخاء؛ على أساس أن
ذلك الاتفمال يتطلق من صدق البراءة ومن إحساس المظلوم بالقهر؟ ومن
الذي يستطيع أن يسلم الآن بأن الدعاية الشيوعية عن تمثيل الحزب
الشيوعي لضمير الأمم الخاضمة للإمبراطورية الروسية وللطبقات المقهورة
هي «البساطة؛ بعينها؟ أو أن يسلم بأن رموز «الحرية والإخاء والمساز
التي صاغها أوائل الثوار الفرنسيين ظلت - عبر حكومات الثورة من الإدارة
إلى الأمن العام إلى القنصلية إلى الإمبراطورية البونابرتية تحمل المعاني
الرابع عشر وفريدريك الأكبر والديموقراطية الإنجليزية والعقلانية الفرنسية
واحد - كان يقصد المعاني ذاتها حينما استخدم الكلمات نفسها
استخدمها روسو أو جون لوك في حديثه عن «الدولة» في أثناء دفاعه
قصف العقول
للإقناع السياسي/ الأيديولوجي/ النفسي؛ وتعمل في إطار «ظروف»
استخدمتها الدول الديموقراطية هي ذاتها الوسائل التي استخدمها
النازيون في الحرب العالمية الثانية. ووسائل التعبئة الجماهيرية التي
استخدمها البلاشفة المثقفون والعمال والفقراء الروس في أثناء الثورة
وفي أثناء حرب التدخل والحرب الأهلية, لكي يقيموا دولتهم
الشيوعية. هي ذاتها الوسائل التي استخدمها الثوار الأمريكيون (ملاك
الأراضي وسادة المبيد والتجار). لكي يقيموا دولتهم الليبرالية الرأسمالية.
وهي ذاتها الوسائل القي استخدمها الثواز الفرنسيون لكي يشعلوا أوروبا
والعالم بدعايتهم الثورية باسم شعارات مثالية رفيمة, لم تصمد قط لاختبار
التنفيد العملي ولا لبضمة شهور أو آيام»
يصعب إن تيوس
حتمية ارتباط الوسيلة بالرسالة؛ لأن الدعاية التي انطلقت لدعوة شعب
للدفاع عن وطن يتعرض للعدوان والتدمير أو للدفاع عن حريات الناس
وقد لا تعثر على دليل يؤكد ذلك أفضل مما يمكن أن نستخلصه من
تحليل الجانب «المضمونيء للكثير من الدعاية التي درسها وحللها الكتاب
يغيب عن فهم القارئ الفطن أن للمؤلف ذاته موقفه الخاص أو
مقدمه المترجم
مواقفه الخاصة ١
تنطلق من انتماءاته المتفاعلة . فالمؤلف مؤرخ ومفكر
هذه الانتماءات المتفاعلة هي التي تتحكم في اختياراته؛ وفي بناء وجهة
نظره إزاء المضمون الذي تحمله السلسلة التاريخية للدعايات التي يدرسهاء
الاستعماري (على رغم مروره على زمنها في المدة من أوائل الشرن السابع
عبر إلى منتصف القون المكرين) . ولمل هذا أيضا وما جملة يتجاهل
تقريبا الدعاية النازية ضد اليهود؛ فربما فرض عليه هذا - لو تعرض لتلك
يناقش وجهة النظر الأخرى المعادية للصهيونية وللنازية جميعا -
المسلمين في أثناء الحروب الصليبية على رغم عرضه للدعاية الغربية في
عن الدعاية البريطانية في أثناء عصر الفتح التورماني لغرب أوروبا -
وبريطانيا خاصة - ثم في أثشاء حروب الثلاثين سنة؛ وتخصيص فصل
مستقل للدعاية التي اق:
الطويل والجمهورية التي تحولت إلى ديكتاتورية اللورد الحامي ل«م1
#0اه::). وذلك قبل أن يتحول المؤلف إلى فصول الدعاية الثورية في كل
من الولايات المتحدة وفرنساء
وفي كل هذه الفصول - إلى جانب ما نتعلمه عن فنون الدعاية فإن
المؤلف يبدو «داعية؛ لتصور النظام الملكي البرناني في بلاده لبريطانيا)
موضحا بذكاء لماح - تحول الدعاية من مجرد دعاية للحرب التي تشنها
آمة ضد آمة أخرى. إلى دعاية لنظام سياسي أو لأكثر من نظام أو لقائد
عسكري أو سياسي مع تطور الطباعة ونشر التعليم وزيادة قوة الأسلحة
النارية التي قضت على احتكار الفرسان النبلاء للحرب خسائرها ومكاسبها
وأستاذ جامعي «غربي. بريطاني. يؤمن بالليبرالية
ة (وخاصة في
انشغال المدنيين من الطبقات الوسطى والعاملة بالسياسة
ي . يدعو المؤلف لنظام بلاده الملكي البرماني (الليبرالي)؛
فكرومويل يخفي ديكتاتوريته وراء قناع براني ضعيف قبل أن يسعى لتحويل
ديكتاتوريته إلى ملكية يغصب فيها السلطة المطلقة دون وجه حق لنفسه ثم
لابنه من بعده. والثوار الأمريكيون يتحولون بدعايتهم من المطالبة بحقوق
التمثيل النيابي في إطار المملكة البريطانية (المتحدة). إلى المطالبة بالاستقلال
الكامل عنها (والمؤلف يحب الاتجاهين. فلا مجال الآن لا لانتقاد الثوار
العسكري ثم الإمبراطور يواصل الاعتماد على شعارات الثورة الفرنسية
على السواء. وبعد أن حول بونابرت حروب الثورة «الدفاعية» إلى حروب
هجومية لحسابه الشخصي ولحساب طبقة المقاولين الفرنسيين الجدد؛ء
غير أنه ينبغي أن نتوقف عند النقطة المحورية (التاريخية والفكرية معا)
التي تتحول عندها «الدعاية للحرب» إلى دعاية سياسية كاملة تستهدف
الدعوة إلى فكر سياسي: وظني أو اجتماعي أو أيديولوجي - أو كل هذه
الحرب علاقتها بكل من«فرسان» العالم الوسيط والطابع الشخصي للقتال
بأسلحة العالم القديم؛ وتحولت إلى جهد شامل يبذله المجتمع كله (الدولة
والشعب) من ناحية؛ وإلى خطر شامل يتعرض له الجميع من ناحية أخرى.
وتلك هي النقطة أيضا التي أصبحت الدعاية فيها توجه أساسا إلى كل
من المجتمع الوطني كله (المدنيين و الجنود على السواء) وتوجه الدعاية
على السواء).
مقدمه المترجم
الفرنسية والحروب البونايرتية؛ وفي
- الشاملة تقريبا - منذ حروب الثورة
فرنسا بصورة خاصة التي كانت هي أولى الدول احتشادا للحرب الشاملة
البسبب اندماج كتل الجماهير الشعبية في قضية الثو
وانتعرار الدماجها في قضية الحروب التالبة توقنا من تلك النجتمافير
آنها ما تزال تقاتل في سبيل الثورة)ء
ولعل أخطر ما يطرحه المؤلف من الأفكار في هذا السياق. وعلى طول
الفصول الثالية. هو قضية العلاقة بين أجهزة «الإعلام» الوطنية - التي
تتولى عمليا مسؤولية «الدعاية لأهداف ومصالح الدولة الوطنية وشعبها
في مراحل الإعداد للحرب؛ أو في أثشاء الحرب تفسها - العلاقة بين هنه
الأجهزة (من صحافة وإذاعة وتليفزيون وإصدارات ثقافية... إلخ) وبين
وي الدول الديموقراطية تتمتع هذه العلاقة بحساسية خاصة بسبب
الأصولي بين مبداً «خرية الرأي وا مفهوم «الرقابة» ذاته.
بالفعل على الأقل في بريظانيا خلال الحريين العالليتين وخلال حرب فوكلاتد
- على الأقل - في حدود اختيارات المؤلف ذاته) إنه مبداً التزام الإعلام
الوطني - بوعي وصرامة بمصالح الدولة وقواتها المسلحة على أساس
عدم القيام بنشر أي معلومات أو آراء تضر بالأمن القومي للدولة وللمجتمع؛
وعلى أساس آلا تمنع الأجهزة الرقابية الإعلام الوطني من حقوق المتابعة
ونقل الحقائق إلى الرأي العام الذي يتحمل في النهاية - أعباء وتبعات
الحرب ويتمتع بمكاسبها المادية أو المعنوية.
غير أن الدعاية الموجهة إلى «الأعداءه في زمن الحزب. وا
لي حولة ماري هي الدعاية | التي
ل المؤلف ... ذائ من
مستهدفة تشكيك شعب
دولة العدو وجنوده في قضيتهم؛ وهدم ثقتهم في قياداتهم وطي حكومتهم
وفي قدرتهم على تحقيق النصر فبقدر ما يسعى طرف إلى تاكيد عدالة
قصف العقول
قضيته الخاصة والمحافظة على إيمان شمبه وجتوده بها
وحكومتهم وني قدرتهم على تحقيق النصر. فإنه يسعى إلى النقيض تماما
في دعايته الموجهة إلى «الأعدا . وفي النظم الشمولية والقائمة على القهر
يعمد الحكام عادة إلى القيام بما يسمى «غسيل أدمفة؛ شعوبهم؛ عن
طريق حملات دعائية دائمة كاسحة متكررة العناصر وثابتة الاتجاه لشحن
عقول الشعب وجنوده بصورة «الزعيم» وأقواله وأفكاره. وكما نرى في
تحليل المؤلفٌ للدعاية الهتلرية والستالينية على السواء.
وقد يكون هذا موضوعا لدراسة سياسية مقارنة ممتعة ونافعة؛ تبحث
الأسس التي تقوم عليها دماياث النظم الليبرالية والشيوعية والغآك
والدعاية المضادة. أو الحروب النفسية لكل منها - كما تبحث الفوارق بينها
- وخاصة فيما يتعلق بتكريس مماني الحرية والوطنية والعدل. وفيما يتعلق
بمدى التركيز على الأشخاص وعلى المؤسسات وعلى الأوطان وعلى المبادئ»
إن دراسة مقارنة بين دعايات بريطانيا أو الولايات المتحدة من ناحية:
وآلمانيا النازية وروسيا الشيوعية واليابان في أثناء الحرب العالمية الشا؛
من ناحية أخرى. يمكن أن تلقي الكثير من الأضواء على مسار تطور كز
منها ومصير نظامها بعد الحرب واختياراتها في المرحلة التالية. أي مرحلة
الحرب الباردة.
والمؤلف يدرس دعايات هذه الدول الخمس في أثناء تلك الحرب بالفعل
تلك... ولكنه يترك للقارئ الفطن مهمة طرح أسئلته واستكشاف إجاباتها
من بين سطور كتابه. أسئلة من نوع: لماذا ظل الجيش الأماني يقاتل حتى
النفس الأخير على رغم انهيار وتلاشي كل أمل في النصر؛ بل حتى في
هدنة تحفظ ماء الوجه؟ هل كان الألمان يدافمون عن هتلر آم عن ألمانيا؟
متفوقون. بيتما كان الإنجليز يصمدون ويتماسكون حتى في حالة تفوق
هل كانت الدعاية بقوة تأثيرها أو ضعفه وراء كل من تلك المواقف