إذا رأيت الخناصر قد انعقدت على محو رسالة كنيرة كالإسلام :
أم شتى لأنها تعتنق الدين الحنيف ؟ والضن عليها بالحياة ما لم تتحرف عن شرائعة
بدا أنها مستمسكة به ؛ أو أن الأحوال فيها تؤذن ببقائه » أو بعض الوقاء له +
شنت عليها الحروب حامية وباردة !!
ماذا تصنع والتالة «له ؟
إن النطلف مع هذه المأسى - مرض ينبغى علاجه ! !
والعثف فى التعبير أقل شىء به؛.
تعرف ؛ والحقوق نتى يجب آن تصان ٠
ولا أدرى » أهى طبيعتى ؛ أم طبيعة الإسلام فى نفسى » تلك الى جعلتتنى
أهش مثلاً لتصريحات البطريرك المارونى « بطرس المعوشى » فى مأدبة الإفطار التى
أقامها لعلماء المسلمين بنبنان فى رمضان سنة 17776 شا
فريقين » وأعلن تحسكه بالميثاق الوطا
1م ؛ كما ندد موقف رجال السياسة الذين
وسلخه من أسرة الدول العربية ١
المعقود بين اما
يحازلون تقريق كلمة الشعب اللبنانى
فى ل أن أفل من ١
نعم > رمع علمى بأن نسية الموظفين المسلمين فى الأجهزة المدبية والعسكرية للدولة
عشرة فى اثاثة ء أو يزينون قليلا .11
ا و يزددون قَلْهِ
ومء هده الغرائب المي
فقد رحست ببادىء التعاون المقترح + ودجوت من وراءه
بد ان سادسة انغرب والرجال الذين يعملون معهم أولهم » لا يريدون هذا . أو لا
يجب أن تجر الدول العربية كلها إلى جانب الاستعمار الغربى » وأن تعمل فى
وهذا الاستعمار هو طارد المسلمين من فلسطين وواهبها لليهود -
وهو طارد المسلمين من الجزائر وواهيها لفرنسا .
وهو كاسر جناح المسلمين فى لبنان والحبشة مع كثرتهم!""
الحياة !
أهذا وضع يقبله كر » أو يرتضيه إنسان ما ؟!
وقد حكى التاريخ قصة صراع طويل دام بيننا وبين غيرنا ؛ فهل من الحكمة
استدامة هذا النزاع » واستبقاء ثاراته » تهيج الأحقاد » وتقطع الأكباد؟
إن السياسة التى رسمتها دول معروفة الجاع الإسلام وفض مجامعة ©
الإسلام لن يموت » وأهله الذين يبادون تارة ارح من ملم وتيا تارة أخرى +
إن مستقبل العالم يكتنفه الشؤْم من كل ناحية ؛ ما بقى الاستعمار ماضيا فى
خطته الآأثمة : يسترق العباد ؛ ويستغل البلاد .
وما بقى على الخصوص فى بلاد المسلمين » يجتهد فى تمزيق أوصالهم » وافساد
ضمائرهم وأفكارهم ؛ وتقديم حقوقهم هدايا للطامعين والجائعين !! .
)١( وكاسر المسلمين فى اقطار شتى . . الصومال وإتريا والبوسنة والهرسك وتركستان . . ومؤخرا تركيا فى حريها
ضد العلمانية . . وغيرهم ..« المحقق +
والكاتب المسلم لا يلام إذا غدا أو راح وهو يهدر ويزمجر مشيرا بيديه كلتيهما إلى
وجوه البغاة يستنزل عليها اللعنة » ومستفزا قومه كى يرجعوها وعليها صفرة الخزى 6
إن لم يرجعوها وعليها لطمات القمع والتأديب 1
أهذا هو العنف الذى يلاحظ على ؟ ليكن ؛ فما يستحب العنف فى موطن
وقدياً قال سعد بن ناشب :
وشدة نفسى أم عمرو . وما تدرى
فقلت لها : إن الكريم وإن حلا
ليلفى على حال أمر من الصير
وفى اللين ضعف والصلابة شدة
ومن لم يهب يحمل على مركب وعر
ولكننى فظ أبى على الق سر
أقيم صفاذا اميل حتى أرده
والفارق بين هذا الشاعر الفارس وبيننا أنه كان يجدع بسيفه أنوف المعتدين ؛ ثم
أما الكاتب المسلم فهو يدع الحزن يأكل قلبه لمنظر أطفال اللاجئين فى العراء ١ ثم ٠00
« يبكى . ومن شر السلاح الأدمع ! ! » ؛ كما قال أبو الطيب : والعبرات سلاج
مفلول . لا يرد طاغية بل لعله يسر الطغاة +
والكاتب المسلم يقف على أطلال القرى الخربة فى الجزائر بعد ما عطلت مغانيها ©
ويبس دم القتلى فى أرجائها » وشرد الناجون من أبنائها » بين مفجوع يطلب الثأر » أو
مهزوم يطلب المأوى » يقف الكاتب المسلم على هذه الأنقاض ؛ ثم يرسل بصره من
وراء المسافات الشاسعة » ليسائل الساكثين فى ناطحات السحاب : أهذا ما أوعز به ©
ورضيتم عنه ؟ ألهذا صنعتم السلاح وأعطيتموه فرنسا ! .
إنكم إذا بطشتم جبارين ؛ إنكم تأكلون لحومنا فى ضراوة مفزعة .
لكن ما جدوى التساؤل المفجوع هنا » والبكاء الضارع هناك ؟
إن محو هذه المآسى منوط بأعناقنا نحن .
أما زبانية الاستعمار فلا يسوغ لهم ملام » ولا يوجه لهم كلام + ما موضع العتاب
بين قطيع أعزل ؛ وقافلة ذئاب ؟
إن ألوف الأغرار ينظرون فى بلاهة إلى الحروب الاستعمارية فى الشرق الإسلامى !
يحسبونها حروبا مجردة من النزعات الدينية المنحرفة .
ونحن الذين لمسنا ألوف الأدلة على ما فى سياسة الغرب تجاهنا من أحقاد صليبية »
لا تحتاج إلى مزيد من الأدلة يؤكد لدينا هذا اليقين ٠
ولكننا فى هذا الكتاب نكشف النقاب عن جوانب يختلط فيها الضغن الأعمى
بالجشع البالغ » ونعرض هذه الصور أمام الأعين المتألمة ليعرف الواهمون أنهم أمام
حرب تريد طحن أرواحهم وأجسامهم » تريد محق دنياهم وأخراهم ؛ تريد استلال
الإيمان من قلوبهم » واستلال العافية من أبدانهم » تريد فرض جاهلية حديثة فى
أغلب أقطار العالم . بعد أن يذوب الإسلام فى القارتين القديمتين ؛ وبعد أن تتحول
شعوبه إلى عبيد لعبيد الآلات ..
إن ثورات الضغينة الخسيسة على الإسلام ومعتنقيه تكمن وراء حقل السياسات
الأجنبية كلها .
ومحاولات الساسة فى أوروبا وأمريكا علاج قضايانا امختلفة لا تنفصل أبداً عن
محاولاتهم توهين أمرنا ؛ وخذلان جانبنا ؛ تمشيًا مع مشاعر الحقد الدينى علينا ...
فيه رائحة التعصب لدين أو التعصب ضد دين
بين أن ساسة الغرب وزبانية الاستعمار أبوا إلا إكراهنا على مواجهة هذه الحقيقة
المرة » فنحن نقف أمامها بعد أن حبسنا هؤلاء فى نطاق من الصور الداكنة ؛ يحيط بنا
عن مين وشمال ؛ توحى كلها بأننا أمام غارات صايبية جديدة لم تغير هدفها القدم
و إن تغيرت أحيانا الوسائل .2
وحاشا للتصرانية التى جاء بها عيسى ابن ميم أن تكون سر هذا الحيف ؛ إن
الإخفاء ما لبث أن تلاشى ؛ ودل السلوك الشائن على أن المستعمرين ليس لهم دين
إلا دين السطو والفتنة .
وعيسى ؛ وسائر الأنبياء أبرياء من هذا الظلم المبين ...
وما كان المعتدون علينا يسوغون مظالمهم بأنها رد على حركة الفتح الإسلامى الأول ٠
وأنهم يمنعون قيام تجمع عربى إسلامى لأن هذا التجمع خطر » ومن ثم يجب سحقه قبل
أن ينشاً ؛ لذلك عرضنا مرة أخرى لعنصر القوة فى ديننا وطبيعة السلام فى إسلامنا ٠
ومع أنه سبق لنا بسط القول فى هذا الموضوع فلن نسأم من تكرار الخوض فيه حتى
نكشف شبهات المرجفين ونفضح طوايا الأفاكين!" ...
إن القتلة لا يستكثر عليهم الكذب ؛ واللصوص لا يستبعد منهم الافتراء والتزوير ©
والمستعمرين لا يستغرب منهم أن يجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق ...
جيش من أهل الأرض أو أهل السماء وأجلاهم عنها بالسيف بداهة عد ذلك
)١( لقد رد الشيخ الغزالى على إفك المستشرقين وسماسرة الاستعمار والهجمات المفترسة ضد الإسلام فى كتايه
القيم دفاع عن العقيدة والشريعة د مطاعن المستشرقين » . «المحقق »
(؟) لقد ترك الفرنسيون الجزائر مستعمرة فرنسية ثقافيا واجتماعيا وظهرت موجات من الأفكار المعادية للإسلام
شكلاً وموضوعا . . إلافى عهد الشاذلى بن جديد حينما حاول جاهدا إعادة روح الإسلام واستقدم الشيخ
الغرب ربص به ويقف حاثلا دون أستمرار الإسلام فيه ولمزيد من التفصيل عن علاقة الشيخ الغزالى
بالجزائر . . انظر الحق المرج ه ص 106 ١١١: طبعة دار نهضة مصر ١447 القاهرة «٠٠ المحقق ؟
وانطاق الكذبة فى كل فج يعيبون السيف » ويتكرون امتشاقه !
بأى وجه يكون فتح الرومان لمصر عملاً مشروعا ؛ وحرب العرب للرومان عملاً
منناناً للضيم القدم .
ركل قوة تفل شوكتهم فهى مقدورة مشكورة .
فى يد نبى وصديقين وشهداء وصالحين ؟
لقد أنبتنا هنا فصولاً أخرى عن الإسلام والسلام ؛ بعد ما سردنا أحداثاً مخزية عن
أفاعيل الاستعمار » ليعرف المذهرلون أى عدل مضاعف كان لدينا » وأى حيف
مضاعف وقع علينا ! .
وهى حركة تزعج كل مؤمن » ومن حقنا أن نقلق على مستقبل الإسلام منها .
إن الاستعمار دائب على تخريج أجيال ملحدة » وهو يغذى فى إلحاح كل عمل
يطرد الإيمان من القلوب » ويشيع المنكر والفحشاء فى المجتمع +
على الإسلام فى أوطانه » وردم المنابع التى تمد الناشثة بتعاليمه ؛ وتبصرهم
بحدوده وحقوقه ! .
ومن القصور أن تحسب أهداف الاستعمار الصليبى منتهية عند بث الرذائل فى
المجتمع ؛ ونشر التفكك فى شتى نواحيه ؛ كلا » إن الأمر لديه أكبر من ذلك .
وسترى فى هذا الكتاب أن المقصود هدم رسالة محمد من الألف إلى الياء » وخلق
نفر من الكُتَّابٍ يؤلفون الرسائل ويدبجون المقالات » وملء نفوسهم : أن محمد هذا
بجح
رجل دعى ؛ وأن قرآنه كتاب بشرى ؛ وأن التعلق به رجعية بالية » وأن الخروج عليه
طريق التقدم والارتقاء ٠
وذلك كله طبعاً لحساب الصليبية الغازية ؛ وتحقيق لمآربها التى لم تتغير على ترامى
الأعصار .
إن للاستعمار أحقاد دينية » وأطماع دنيوية ؛ وكل أهاب يغطى هذه السوءات
فهو جملة أصباغ ودهون ؛ يجيدها ممثلو الروايات فى أدوارهم الضاحكة ؛ أو
الباكية .
والدنيا لم تعرف أناسًا أوتوا اللقدرة على إخفاء أحد النيات وراء العسول من
الكلمات كما عرفت ذلك فى تجار الاستعمار الحديث .
إننا من سبعين سنة - نحارب تيارات الإلحاد والتكفير التى تنحدر إلينا من عواصم
الغرب ؛ ونكفكف فى جهد مضن موجات الفسق والمعصية التى تلطم مجتمعنا
والله يعلم فداحة مصابنا من هذه الناحية .
إن بلاد الإسلام فى أسوأً ما مر بها من ظروف لم تكن طيعة لعوامل الشك
والتحلل » ولا لينة أمام فنون الإغراء الجنسى » ولا مسعورة فى التعلق بتراب الدنيا +
ولا مصروفة عن مرضاة الله ؛ كما زين لها ذلك كله الاستعمار الحديث . ..( ولا
نشك أن مصابها من هذه الناحية هو الذى زين لبعض بنيها أن ينخدع بالإلحاد
الأحمر وأن يعتنق كثيراً أو قليلاً من مبادثه السفلى . . . ) ونحن المسلمين لن نتحول
قيد أغلة عن قواعدنا الدينية » ولن نستسيغ بتة أى لون من ألوان الالحاد مهما كانت
+ لقد تلون الالحاد باسم العلمانية واستمر الشيخ يحاربه فى كل هذه المسميات حتى مات رحمه الله على ذلك )١(
أمتنا فى معاشها ومعادها » حتى تعود إلى ميدان الحياة مرة أخرى رحمة للعالمين
وبركة للناس أجمعين .
لكن تلك الأمنية الحلوة لن تتحقق ما بقى الاستعمار ينشب مخالبه فى مقاتلنا ء*
وكتابنا هذا يتضمن جملة ضخمة من الأدلة والاحصاءات والأسانيد الوثيقة قد
التى أكافح بها لا يعينانى على هذا .
والذى أريده أن ترسخ فى الأذهان هذه الكلمة : إن الاستعمار أحقاد وأطماع !
محمد الغزالى
١.كيف يفتكون بنا...
رسالات السماء و الأجناس التى حملتها:
« الناس معاد ٠»
تكشف المعاملات عن سرائرهم وهم آحاد ؛ وتكشف السياسات عن طبائعهم وهم
ومعادن الأم تتكون من جملة السلوك العام لأفرادها » مع ما ينضم إلى ذلك من
خصائص الجنس ومستويات الثقافة » وأنصبة المنفعة التى تحرص كل أمة على
ومعدن الأمة له أثر كبير « فيما تحمل » من رسالات ؛ فإن الأمة التى لها
تحملها » وتقف بها دون الغاية المنشودة ...!
الإيمان والحق ؛ محكمة السير فيما تقدم للعالم من بر ورحمة ! ولكن هل هذا الالتقاء
ميسور دائما ؟
إن الأم قد تكون لها طبائع شرسة إلى جانب نواحيها الأخرى الطيبة ؛ فإذا
إن التاريخ يسجل تفاوتا كبيرا لمسير الرسالات الكبرى فى الأرض » وهو تفاوت
لقد اعتنق العرب الإسلام ؛ فاستطاع هذا الدين فى فجر دعوته أن يذيب
مِنْ ثم انتفع الإسلام بالعرب » بعد أن هذب معدنهم » وصقل رونقه ؛ فإذا هو يطوف
بالمعمور من أرض الله فى سبعين سنة » ويؤسس حضارات عليها طابع الخلود ..!