2 آثر اك ل ّ
سورة البقرة
تعالى إلى القرآن في هذه الآية إشارة البعياد . وقد أشار له في آيات أخر
الوجه الأول: ما حرّره بعض علماء البلاغة من أن وجه الإشارة
إليه بإشارة الحاضر القريب أن هذا القرآن قريب حاضر في الأسماع
والألسنة والقلوب» ووجه الإشارة إليه بإشارة البعيد هو بُعْدٌ مكانته
ومنزلته من مشابهة كلام الخلق» وعما يزعمه الكفار من أنه سحر أو
شعر أو كهانة أو أساطير الأولين.
الوجه الثاني: هو ما اختاره ابن جرير الطبري في تفسيره من أن
أب انقضائهة وضرب له مثلاً بالرجل يحدث الرجل فيقول له مزةٌ:
البعيد نظراً إلى أن الكلام مضى وانقضى» وإشارة القريب نظراً إلى
الوجه الثالث: أن العرب ربما أشارت إلى القريب إشارة البعيد؛
فتكون الآية على أسلوب من أساليب اللغة العربية. ونظيره قول
خفاف بن ندبة السلمي» لما قتل مالك بن حرملة الفزاري:
أقول له والرمح يأَطِرٌ مَتنه تأمل خفافاً إنني أنا ذلكا
وهذا القول الأخير حكاه البخاري عن معمر بن المثنى أبي عبيدة.
قاله ابن كثير .
قوله تعالى : للَارَيٌ فيُ» هذه نكرة في سياق النفي رَكُبَتْ مع
العموم؛ كما تقرر في علم الأصول.
وعليه فالآية نصنٌّ في نفي كل فرد من أفراد الريب عن هذا القرآن
وال ياي مدان لاا برقي ل بق
المعجزة ما ينفي تطرق أي ريب إليه؛
جاءه مِنْ قب عماه. . ومعلوم أن عدم رؤية الأعمى للشمس لا ينافي
وأجاب بعض العلماء بأن قوله لاب يد خبر أريد به
خصص في هذه الآية هدى هذا الكتاب بالمتقين» وقد جاء في آية
أخرى ما يدل على أن هداه عام لجميع الناس» وهي قوله تعالى:
ووجه الجمع بينهما: أن الهدى يستعمل في القرآن استعمالين:
أما الهدى العام فمعناه : إبانة طريق الح وإيضاح المحجة؛ سواء
ومنه بهذا المعنى قوله تعالى : « رَآم تت فَهَدَيتهُم» [فصلت/ 17]
والسلام؛ مع أنهم لم يسلكوهاء بدليل قوله عز وجل: #إتَاسَتَحَبما
بين له طريق الخير والشر» بدليل قوله: « إِمَاشَكراتَنَا كفْتان».
وأما الهدى الخاص: فهو تفضل الله بالتوفيق على العبد .
فإذا علمت ذلك فاعلم أن الهدى الخاص بالمتقين هو الهدى
الخاص» وهو التفضل بالتوفيق عليهم . والهدى العام للناس هو الهدى
العام؛ وهو إبانة الطريق وإيضاح المحجة.
وبهذا يرتفع الإشكال أيضاً بين قوله تعالى: « نك لا تهُدِى كن
تقو لم4 [الشورى/ 07]؛ لأن الهدى المنفي عنه
الخاص» لأن التوفيق بيد الله وحده» لمن يُرِدِ
رينت أن شَيْكَا» [المائة/ 41]» والهدى المثبت له هو الهدى العام
قوله تعالى : « إل اذيك كَفَرُواسَمآُ تير
يمون 4 [البقرة/ .]١
هذه الآية تدل بظاهرها على عدم إيمان الكفار .
وقد جاء في آيات أخر ما يدل على أن بعض الكفار يؤمن بالله
ووجه الجمع ظاهرء وهو أن الآية من العام المخصوص؛ لأنها
وأجاب البعض بأن المعنى : لا يؤمنون ما دام الطبع على قلوبهم
آمنواء
وقد جاء في آيات أخر ما يدل على أن كفرهم واقع بمشيئتهم
وإرادتهم» كقوله تعالى نآ عل أْمُدَئ * [فصلت/ 17]؛
وأبصارهم وقلوبهم» كل ذلك عقاب من الله لهم على مبادرتهم للكفر
» فعاقبهم الله بعدم التوفيق جزاء
ره ريم [المنافقون/ ]6
قوله تعالى : (مَكَنُهُمْ كَمَكَلِ الى سود ر؟ [البقرة/ .]١7
أفرد في هذه الآية الضمير في قوله : «أَسْتَوَمَدَ»»؛ وفي قوله : ما
يُتِنْدَ ©4؛ مع أن مرجع كل هذه الضمائر شيء واحد وهو لفظة
تشمله صلتها. وقد تقرر في علم الأصول: أن الأسماء الموصولة كلها
من صيغ العموم.
فإذا حققت ذلك» فاعلم أن إفراد الضمير باعتبار لفظة «الذي»
وجمعه باعتبار معناهاء ولهذا المعنى جرى على ألسنة العلماء: أن
«الذي» تأتي بمعنى «الذين».
ومن أمثلة ذلك في القرآن الكريم هذه الآية الكريمة؛ فقوله:
ونظير هذا من كلام العرب قول الراجز:
يارب عبسٍ لا تبارك في أحد في قائم منهم ولا في من قعد
إلا الذي قاموا بأطراف المسد
وقول الشاعر وهو أشهب بن رميلة؛ وأنشده سيبويه لإطلاق
وزعم ابن الأنباري أن لفظة «الذي» في بيت أشهب جمع «اللَذْه
بالسكون» وأن «الذي» في الآية مفرد أريد به الجمع . وكلام سيبويه
وقول عديل بن الفرخ العجلي:
قوله تعالى : هل عُتيِكمْ غنيب [البقرة/ ١8 ] »
أخر ما يدل على خلاف ذلك» كقوله تعالى:
* الآية [المنافقون/ 4]» أي: فصاحتهم وحلاوة