ماذهبت من تفضيل سكنى المدينة على سكنى مكة ليس
نهاية المطاف . ولكنه فتح باب عظم النفع من العلم .
والتفضيل ليس من باب تحبير الورق بأي كلام !! أو
من باب تضييع الوقت في خلاف الأولى !! كا قد
يتصوره البعض ... ولكنه من باب إلحض على سكنى
ما فضله الله ورسوله والصحابة لأن الإنسان مأمور
بالتواجد حيث يبه الله ورسوله .
وليس التفضيل لسكنى المدينة فيه تنقص لسكنى مكة
معاذ الله فهذا لايقوله تقيّ فضلا عن مسلم ينشى الله
ففضل مكة .. كحرم لاماري فيه إلا مريض القلب أو
من ليس عنده تعظيم لحرمات الله ومعاذ الله أن نقع في
أثيب .
أبر معاذ محمود بن إمام بن منصور
نزيل المدينة المنورة
في ١ ذي الحجة ١4٠ هه
الفصل الأول
أدلة القائلين بتفضيل سكنى ال مديية
الدليل الأول :المدينة خير لحم لو كانوا يعلمون
قال البيضاوي : المعنى أنه يفتح امن ؛ فيعجب قوماً
إليها بأنفسهم وأهليهم حتى يخرجوا من المدينة . والحال
أن المدينة خير لهم الإقامة فيها لو كانوا يعلمون ماني
رواه البخاري رقم (143) + ومسلم (فل )19 ومالك في
الموطأ (7/لا48) .
الإقامة بها من الفوائد الأخروية التي يستحقر دونها ما
يجدونه من الحظوظ الفانية العاجلة بسبب الإقامة في
غيرها . وقوّاه الطيبي التتكير ه قوم 2106 هاء
والمراد الخارجون من المدينة رغبة عنها » كارهين لها .
وأما من خرج لحاجة أو تجارة أو جهاد فليس بداخل
في معنى الحديث .
الدليل الثاني : المدينة مجمع الإمان
روى البخاري وغيره عن أبي هريرة أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال :
اا م وكا ودفة
وفي لفظ ١ إن الْإْمَانَ »
والمعنى : أنها - أي الحية - كا تخرج في طلب ماتعيش
(١)فضائل المديئة للصالحي الشامي (4448)
() البخاري ( 1875 )» مسلم ( 1497 )
الإيمان انتشر في المدينة . فكل مؤمن له من نفسه شائق
إلى المدينة .
الدليل الثالث : حماية المدينة بالملائكة + ووقايتها من
الطاعون والدجال 6 ورعبه .
روى البخاري » وغيره ؛ عن أبي هريرة قال : قال
رسول الله صل الله عليه وسلم : ا
ولا الدَجال ©
والأثقاب : جمع نقب » وهو طريق في رأس جيل .
وفي البخاري » عن أبي بكرة - رضي الله عنه - قال : ِ
قال رسول الله صل الله عليه وسلم :
)١( البخاري ( 86 ) ء ملم ( :178 ) ء الموطأ ( 7/احم )ء
() البخاري ( قلاه1 )
وفي هذه الأحاديث إشارة إلى أن كفار الجن
وشياطينهم ممنوعون من دخول المدينة الشريفة . فإن
الطاعون وخز الجن ا في الحديث
ومن اتفق دخوله إليها منهم لايتمكن من آحاد أهلها
بالطعن حماية من الله تعالى منهم -
وقال القرطبي في « الهم » : -
المعنى لايدخلها من الطاعون مثل الذي في غيرها ؛
كطاعون « عمواس » و « الجارف 6(
ومنع الطاعون عن المدينة معجزة عظيمة ؛ لأن
عن بلد من البلاد ؛ بل عن قرية من القرى . وقد امتنع
الطاعون عن المدينة بدعائه صل الله عليه وسلم .
والفضيلة الثانية أن الدجال لا يدخل المدينة » فإن
شاركتها في ذلك مكة المكرمة حرسها الله . فقد زادت
) 8+ نقلاً عن فضائل المدينة للشامي( »١(
المدينة على مكة في حراسة الملائكة وفي عدم دخول
رعب الدجال إليها
الدليل الرابع: غلبة المدينة جميع القرى
روى الإمام أحمد » ومالك » والشيخان : عن أي
هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسول الله صل
الدليل الخامس: مضاعفة البركة بالمدينة
روى البخاري » ومسلم » عن أنس قال: قال رسول
(ا) البخاري (الا8ا )+ لم (1843) مالك
( رجهم ) مسند أحمد ( 37/7 )
وعن عبدالله بن زيد - رضي الله عنه - أن رسول
الله صل الله عليه وسلم قال :
وعن أي هريرة - رضي الله عنه - قال : كان
عليه وسلم » فإذا أخذه رسول الله قال :
(ا) البخاري (7170) لم (1768 )مالك
() البخاري ( 1134 » ملم 1766 )
وفي هذه الأحاديث من الفضل ما ليس لغيرها
فهذه البركة المذكورة في الحديث في أمر الدين
والدنيا ؛ لأنها اثماء والزيادة . فالبركة حاصلة لا في
وهذا مر محسوس لمن يسكنهاا»
قال القرطبي :إذا وجدت البركة فيها في وقت حصلت
إجابة الدعوة » ولايستازم دوائها في كل حين ؛ ولكل
شخص .»
وفي الحديث : فضل للمدينة على مكة ؛ فإن بالمدينة
ضعفي ها بمكة من البركة .
+ ) 58 /4( انظر : فتح الباري )9(