فإن من المعلوم أن كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها
ليتطلع إلى أداء فريضة الحج بدوافع متعددة. منها: أنه
خاتمة أركان الإسلام. ومنها: أنه قد ضمن له رسول الله كَ
الإفاضة من عرفات مغفوراً له. ومنها: إرواءً غليله؛ وتمتع
نظره بالمشاهد في المناسك حول بيت الله؛ وفي المشاعر
وتزكية روحه. وتطهير نفسه؛ وفوزه بخيري الدنيا والآخرة
عما يُوجد من علا في الآراء أو اختلاف في الروايات»
نستعين الله في تيسير إيراد ما كان موضع اتفاق الجميع من
أعماله و8 وما ينبغي للحاج اليوم أن يعمله.
عطية محمد سالم
بيان حكم الحج
إنه من المعلوم من الدين بالضرورة؛ أن الحج هو الركن
الخامس من أركان الإسلام. كما قال تعالى:
ل وله على اناس جِجٌّ البيت من اْتَطَاعَ إليه سَبئْلاً »
0 عمران: 47]. ولحديث جبريل الطويل وفيه: «وأن
إن استطعتٌ إليه مي وهو الركن المشروط
ن: بالبدن أي القدرة على السفر رحسب
حالة الشخص: ماشياً أو راكباً أو بأي نوع من وسائل
فإن توفر له المال وعجز عن السفر لأي عذر آخرء فإنه
الحج. وتزيد المرأة - ف في اعتبارها مستطيعة - وجود المُحرمْ
فإذا توفرت الاستطاعة. عليه المبادرة إلى أداء الحج؛
الداية. أي فقد تطرأ الأعذار والموائع» ولأن المولى
[آال عمران: 137]. ولخروجه من عهدة التكليف. وعدم
والواجب على المسلم : أن يراعي في ٠ :
الاستطاعة
وراحلله زا( فوضع رج
ومن هنا يأتي أول تعليم وفائدة من الحج+ وهو: أن من
المعاملات. وتحفظ الحقوق. ويُْنّى الأمانات. وتقوى
الثقة بين المسلمين.
وهنا وقفة مع كل حاج قد خرجّ من بلده ووصل إلى
الأراضي المقدسة؛ نستوقفه مع نفسه. وندعوه إلى إعادة
النظر في المال الذي قدم به من أجرة إركاب؛ أو أجور
المال» ولم يُوق شح نفسه» فليتدارك نفسه بالعزم الأكيد
أو تطفيف كيل» أو بخس وزن» أو تقصير في عمل ماء مما
لعله بذلك يطرق باباً من أبواب اللجوء إلى الله؛ فيتحمل
الله عنه ما يعجز عن رن لأهله.
آداب السفر والحج
وإنا لندعو كل حاجٌ أو معتمر أو مسافر من بلده لأي عمل
السفر التي نص عليها علماء المسلمين.
أولاً وقبل كل شيء حسن النية في قصده؛ ثم تخي
الرفقة الذين يصاحبهم من أهل الصلاح والعلم؛ إن جهل
مود وإن نسي ذو وإن أخطأ فاعتذر قيلوا منه.
موثقة بالكتابة. ثم ين الصالحينٌ من أهل بلده؛
ويستوصيهم الدعوات الصالحة. ويُسائلٌ العلماء عن أركان
منزله يُصلّي ركعتين لله تعالى . . ثم ياخذ كل أموره بالرفق
ويُكثر من ذكر الله ويستشعر الأدبٍ القرآني الكريم ف قّ
الحاج الوارد في قوله تعالى ؛ الحجٌ أشهرٌ معلوما
يفسق . والرفث: كل حديث يتعلق بالنساء. والفسوق: كل
المسلمون من كل فج عميق على تباعد ديارهم» وتنوع
وأخوتهم . والحث على فعل الخير؛ لأنه ميدان التعاون
الله صِبْغة .
صلم نفوس النلى , 0 وإراداتهم من أن يخطر عليها ما
أليم » [الحج: 16] فمجرد إرادة الإلحاد والظلم فيه يُذيقه
الله من عذاب أليم.
حتى الطير في الهواء. والوحش في الخلاء؛ بل والشجر
ولا يُختلى خخلاه». واستثنى من ذلك الإذخر لحاجتهم إليه.
ولقد كان العرب في جاهليتهم يعظمون حرمته. فقد
تعظيماً لحرمة البيت. وكانوا يُجِدُونَ الشراب والسقاية
للوافدين: فينعون التمر والزبيب في حياض من ماه زمزم؟
الحاج الكريم هذه الآداب في رحلتك كلها.
واستيعاب الآداب للحج أصبحتٌ على أهبة المسير لبيت
جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه 8 لما أراد
الذهاب معه. ليتعلموا منه مناسك الحج؛ وأرسل في
القبائل على مياههم قائل لهم: وني عاج ء هذا العام -
فمن أراد أن يحجٌ معي فليوافني». اجتمع له خلق كثير
ووافاه على مكة خلق كثير.
قال جابر رضي الله عنه. يصفُ الكثرة معه. وكان هو
قائد ناقة رسول الله في : كنت أنظرٌ عن يمينه كي فأرى
وكان خروجّه يم من المدينة لخمس بقين من ذي
القعدة أي في خمس وعشرين منه. وقبل خروجه تجرد من
ملابسه» واغتسل ولبسٌ لباسٌ الإحرام - الإزار والرداء -
وصلى بها العصر ركعتين» وبات بها. ومن الغد أخرمٌ
- أي: عقد نية الإحرام وأهل ملبياً بعد صلاة الصبح على
وفي تلك الليلة أسماءً - زوج أبي بكر
وتحرم وثّي » ولا تطوف بالبيت حتى تطهرٌ