على جميع خلقه؛ والحمد لله الذي اصطفى من شاء من خلقه؛ واجتبى من
الأمي والرسول المكي سيد ولد عدنان. عليه وآله الصلاة والسلام.
والصلاة والسلام على سيدنامحمد؛ المبعوث إلى جميع الخلق ؛ من مَلَكِ
عن ذكره الغافلون.
شربة هنيئة لا نظماً بعدهاء وجعلنا في زمرته آمين
وبعد. فهذا كتاب «السنن» للإمام الشافعي المطلبي: محمد بن
كما سيظهر ذلك من خلال الدراسة» إذ أغلب أحاديثه موجودة في الصحيحين
أو أحدهماء ولم يخرج عن الكتب الستة سوى عدد قليل جداً» قد لا تتجاوز
أصابع اليد.
كما أن هذه الأحاديث تعتبر أمهات أحاديث الأحكام» كما سيأتي بيان
ذلك كله إن شاء الله تعالى .
وقد وصلنا هذا الكتاب الصغير الحجم. الغزير الفائدة. الجم
لعلماء هذه الأمة عناية بهذا الكتاب. شأن عامة كتب الإمام رحمه الله تعالى +
الله تعالى . ِ
كما أن هذا الكتاب من الكتب التي ألفها الشافعي رحمه الله تعالى
من الربيع بن سليمان رحمه اللهء ثم قرأه عليه كما هو مسجل في أواخر
وهذا الكتاب هو الوحيد - في حدود علمى واطلاعي - من كتب السنن
ذكره البيهقي رحمه الله في كتابه «معرفة السنن والآثار» وسيصدر قريباً بإذن الله
تعالى» وما ذكره ابن الأثير الجزري رحمه الله تعالى في كتابه «الشافي في
شرح مسند الشافعي؛ وسيصدر بإذن الله تعالى بعد هذا الكتاب؛ حيث جمعا
والبويطي »وابن عبد الحكم . . . إضافة إلى أحاديث المسند وغيرها من طريق
الربيع بن سليمان المرادي؛ رحمهم الله
وقد طبع كتابٌ السنن سنة «17918» هجرية طبعة سقيمة فيها كثير من
التحريف والتصحيف,؛ كما أن الشيخ البنا الساعاتي رحمه الله جمع بين كتابي
المسند والسنن في كتاب «بدائع المنن بجمع وترتيب المسند والسنن» لكنه
رحمه الله رغم الجهد الذي بذله + والعناء الذي لاقاه. والتكاليف التي
بذلها. . . أقول لو أنه ترك ذلك لكان خيراء وذلك أن الشيخ رحمه الله جمع
بين بأسانيد مختلفة. والفاظ مختلفة من زيادة أو نقص» في كثير من
الأماكن» ومع ذلك حذف كثيراً من أحاديث الكتابين تزيد على ثلث الكتاب
القدامى بكثرة الأسانيد. فيروي الحديث من طريقين أو ثلاث أو أريع أو أكثر
من طريقٌ مالك» وابن عيينة.والدراوردي» وغيرهم؛ فيثبت الشيخ البنا رحمة
الله طريق مالك أو ابن عيينة ويحذف الباقي » وهذا كثير جداء وقد عانيت من
السندين ويحذف المتنء وقد يكون فيه زيادة أو نقص» وقد يفعل بالمتون ما
حرف أو سند عند الشافعي ويخطىءٌ من يقرر ذلك لعدم وجوده في هذا
ولما أكرمني الله تعالى - مع كثرة ما أكرم وآنعم - بان قذف في قلبي
إحياء ما سطره الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ؛ أو ما كتب عنه من النواحي
عندي عنهاء لأن الذي استحصلت عليه في غاية التوثيق والصحة؛ مع ما بينها
من مفارقات بسيطة في غالبها .
ولكي يكون عملي في خدمة هذا الكتاب الجليل متكاملاً أحبيت أن
الإمام الشافعي رحمه الله؛ ومكانة الشافعي فيه. ثم أذكر ترجمة مختصرة لرواة
تحقيق هذا الكتاب» وتخريج أحاديثه.
أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يجعل عملي - في هذا الكتاب وغيره -
خالصاًلوجهه الكريم » وأن يجعله في صحيفة عملي » ويتقبله مني إنه سميع مجيب .
كما أسأله تعالى أن يوفقنا جميعاً لخدمة دين وسنة نبيه صلى الله عليه
الله عليه وآله وسلم؛ وأن يجعل عملي في هذا الكتاب ذ:
والمؤمنين والمؤمنات» الأحياء منهم والأموات . إنه سميع قريب مجيب الدعوات.
المدينة المنورة / يوم الاثنين 78 من جمادى الأولى 1466 ه
وكتب أبو إبراهيم
خليل إبراهيم ملا خاطر
نزيل المديئة المنورة
قسم الدراسة
: وصف عام للكتاب
: مؤلف الكتاب
: الصحابة الموجودون في هذا الكتاب
: الرواة الموجودون في هذا الكتاب
: منهجه في تأليف هذا الكتاب
: أصح الأسانيد في هذا الكتاب
: أحاديث هذا الكتاب
: أهمية أحاديث هذا الكتاب
: الصناعة الحديثية في هذا الكتاب
: حرص الشافعي ريه الله في هذا الكتاب
: عناية العلماء بهذا الكتاب 0
: الزوائد في هذا الكتاب» من غير رواية الشافعي
: ترجمة الإمام المزني» والإمام الطحاوي
: وصف النسخ المعتمدة في التحقيق
: السماعات الموجودة على النسخ الخطية
: منهج التحقيق
: صور المخطوطات المعتمدة في التحقيق
أولاً : وصف عام لكتاب السئنن!*»
الله عنه - كتاب صغير الحجم؛ قليل عدد الأحاديث» إذ عدد أحاديثه كما
سيأتي (169) لكنه كبير الفائدة. غزير المعاني؛ ذو أهمية كبيرة؛ أسائيده
الصحيحين أو أحدهما.
باسم السنن؛ وهو الوحيد الموجود في حدود علمي واطلاعي .
هذا الكتاب يشبه إلى حد ما عدداً من كتب الإمام الشافعي رحمه الله
خلط بين المسند والسنن.
)١( انظر الرواة عن الطحاوي في آخر هذا المبحث. حيث ذكرت أمانيد اصحاب النسخ
(؟) انظر «الشافعي وأثره في الحديث وعلومه» فقد فصلت ذلك فيه
الكتاب بعد ذكر السند فيه بحديث
وفي ابتداء كل باب يبتدىء السند بقوله: حدثنا أحمد - أو أبو جعفر - أو
كما أن في النسخ كلها يصرح الطحاوي رحمه الله في أول الكتاب متى
المطلبي الشافعي رحمه الله وفي بعض النسخ ز؛ إملاء منه علينا - لكن
بخط مغاير وحديث وهذا الإسناد صريح في أول الكتاب أن الطحاوي رحمه
الله تحمل هذا الكتاب عن خاله الإمام المزني - لقوله «قراءة منه عليناه -
وليس هو المؤلف كما زعم الكوثري وغيره.
وأحاديث الكتاب تعدل تقريباً ثلث عدد أحاديث كتاب المسند للشافعي
رحمه الله» إذ عدد أحاديث المسند كما رقمتها بنفسي (1478) حديثاً بينما
أحاديث كتاب السنن (199) واغلب أحاديث السنن مرفوعة» وغير المرفوع
قليل كما سياتي إن شاء الله تعالى .
سعيد الخدري رضي الله عنه: حبسنا
ويوجد في الكتاب - وخاصة في النسخ الثلاث (جء ي» ق) زيادات
الطحاوي رحمه الله من غير طريق خاله المزني عن غير الشافعي» ومنها
كما أن الشافعي رحمه الله قد يذكر أحياناً عقب الأحاديث تعليقات له؛
حكم شرعي؛ أو جمع بين الأحاديث المتعارضة؛ من الظاهرء أو يذكر
مذهبه الذي يذهب إليه؛ وقد يحيل إلى أماكن من كتبه غير السئن - توسع
فيها بالبحث
كما يوجد بين المخطوطات - وحتى المطبوع - بعض اختلاف, ذكرت
ذلك كله في هوامش الكتاب
كما أن الأبواب التي تعرض لها هذا الكتاب هي في أغلبها: أبوابُ
الأحكام ؛من عبادات وسليلات وحدود؛ وجهاد وقيرهام. لكن ليس فيه
أبواب في الآداب» أو الإيمان. . . لكن يوجد ضمن الأبواب من ذلك؛ مما
جعلني أفهرس أحاديث الكتاب حسب الأبواب الفقهية من جديد» وجعلته
تن القهايس. والله أعلم .
انياً: من مؤلف كتاب السنن.
زعم الشيخ الكوثري رحمه الله وغفر له أن هذا الكتاب هو تأليف الإمام
الطحاوي رحمه الله فقد قال في مقالاتها': وله أي الطحاوي - سنن
حينما زعم أيضاً أنه هو راوي المسند عن المزني » ونقل عن العيني قوله: «إن
غالب من يروي مسند الشافعي إلى يومنا هذا يروون من طريقه» ثم علق
بطريق الطحاوي هي من جمع الطحاوي من من مسموعاته من المزني عن
الشافعي رضي الله عنه فيعرف هذا المجموع بسنن الشافعي وسنن
ونقل هذا الكلامٌ العلاماً محمد يوسف الكاندهلوي في مقدمة كتابه
«أماني الأحبار في شرح معاني الآثاره'؟ وسكت عليه؛ لذا فعجبي من شيخنا
وما قاله الكوثري باطل لا يثبت عند النقد. ومن الدليل ما يقطعه.
وقد فرح بمقالة الكوثري هذه مؤلف كتاب «أبو جعفر الطحاوي وأثره
في الحديث» ومؤلفه هو : الأستاذ عبد المجيد محمود» فنقل هذا الكلام من
غير عزوه للكوثري» فقد عد ضمن قائمة مؤلفات الطحاوي في القرآن
والحديث. .. - سنن الشافعي . كما تكلم بشكل موسع عن كتاب السنن
وسأذكر الرد على زعم الكوثري رحمه الله وموافقة عبد المجيد له؛ ثم
أذكر تعقيباتقي على أخطاء وأوهام عبد المجيد في كتابه.
١ - إن كتاب السنن - رواية المزني - ليس هو الكتاب الوحيد الذي ألفه
شان وه حتى يستكثر عليه؛ بل هو واحد من سنةٍ في حدود
علمي واطلاعي
.قال ابن عبد البر رحمة الله في ترجمة فحزم بن عبدالله بن حزم
عنه عشرة أجزاء في السئن. .
- وقال في ترجمة محمد بن عبد الله بن عبد الحكم *): قال محمد بن
)١( أماني الأحبار في شرح معاني الآثار (19) من نسخة الهند و (7ه) من المقدمة الموجودة في
شرح معاني الآثار طبع مصر. وذكره في الحاوي أيضاً (+)
(©) أبو جعفر الطحاوي وأثره في الحديث : (541-ة88)
(0) الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء : (116)
(ه) المرجع السابق (119)