البلغاء إلى كتاب حازم في القوافي. فاكتفى بنص المنهاج في
دراسته؛ وبذلك لم يعلم حتى بوجود الورقات التي قمنا
ومنذ أن بدأت إعداد أطروحتي لنيل دكتوراه الدولة عن
(منافج النقد الأدبي في الأندلس 8 النظرية والتطبيق خلال
القرنين السابع والثامن للهجرة) تجدد اتصالي المباشر بمنهاج
حازم وباقي مصنفاته.؛ وتمنيت لو أمكن الانتهاء من تراث هذا
الأديب الفذ ء فتاقت نفسي إلي إخراج هذا النص الصغير؛ ثم
عزمي على الانكباب على هذا النص بجدية إلا حين يسر الله
تعالى العشثور على شرح نفيس له؛ وضعه ابن رشيد السبتي على
قوافي أستاذه حازم. فافدت من العملين معا : الأصل والشرح؛
(الأصل) مستقلا أولا؛ بعد أن تبين ل أنه اكتمل في صورة
مقبولة أو أقرب إلى القبول. على أن أخرج النص الثاني الذي
يتضمن الأصل المشروح أيضا فيما بعد؛ وكنت قد هيأته منذ
سنة 1990 كما أشرت إلي ذلك في الهامش 145 من ص *
0 من أطروحتي المرقونة بكلية الآداب بالرباطء وقد
ارجات إخراجه إلى أن يتيسر لي التغلب على بعض مشكلاته؛
ولا سيما والتحقيق قائم على نسخة وحيدة فريدة؛ فيها كثير
من العوائق التي تحتاج إلى صبر وأناة؛ ولا تُعرف له نسخة
ثانية حسب علمي في ما هو متداول من الفهارس. أو معلوم
وها هو : الناقي من كتاب القوافي يخرج إلى النور بإرادة
الله وتيسيره. بعد أن تهيأت الأسباب. وآمل أن يتلوه شرحه
يعكسان جهود علماء الغرب الإسلامي في إغناء المكتبة
العربية؛ ويملآن حلقة كانت مفقودة في سلسلة الدراسات
حركة إحياء التراث المغربي الأندلسي+
والمرجو من الله تعالى التوفيق والسداد. وهو المستعان.
وحرر بفاس المحروسة بعناية الله تعالى عشية يوم الأحد *
5 جمادى الأولى 1417 / 29 متنير 1996.
التقديم
مؤلف كتاب القوافي:
مؤلف كتاب القوافي الذي نحقق القطعة المتبقية منه هو
أبو الحسن حازم القرطاجني (608 - 684 ه).؛ ولد
يتردد. نشأ ودرس علوم عصره على جلة الشيوخ؛ كما تردد
على غرناطة وإشبيلية للمزيد من طلب العلم؛ وكان إعجابه
لمح ميل تلميذه إلى العلوم العقلية. بعد أن برع في العلوم
الشرعية والعربية والأدبية؛ فوجهه إلى النهل من العلوم الهيلينية
ودراسة المنطق والخطابة والشعرء
وبعد وفاة والده سنة 632 ه؛ وسقوط مجموعة من
القواعد الأندلسية في أيدي الإسبان منذ سنة 633 ه هاجر
حازم إلى المغرب حيث أقام بمدينة مراكش. قاعدة الموحدين»
مدة من الزمن؛ في ظل الرشيد الموحدي. ثم انتقل إلى تونس
وإذا كانت تشخصية حارم قد اكتملت في الأندلس»
فإن معظم تأليفه قد عرفت طريقها إلي النور في تونس؛ في ظل
أمراء بني حفص. وإن كانت المراحل السابقة في الأندلس
والمغرب لا تخلو من إنتاج؛ ولا سيما تلك القصائد التي قالها في
ممدوحه الرشيد الموحدي بمدينة مراكش أيام إقامته بهاء
الثناء عليه وذكر اهتمامته الفكرية والأدبية. والإشارة إلى لقاثه
به فيقول : «ثم لقيت الإمام الأوحَد الحافظ البليغْ الشاعر المجيد
البياني التارخيّ؛ معدن الآداب. ومكمن الأنساب. أبا الحسن
حازم بن محمد بن حازم القرطاجنيٌ الأنصاري؛ كان رحمه الله
الكلام. مصيبا للمعاني. محكم النظام؛ جمع القوافي للامام
الأوحد أبي عبد الله المستنصر بالله. وسماها : إيراد المناهل
الصوافي في تعداد ضروب العلل والقوافي(2)؛ وله : كتاب سراج
البلغا (3). في علم البيان. وله: نقد على وشي الحلل للبلي؛ وله:
كتاب في علم البيان؛ صغير دون الأول(4)؛ وله؛ شد الزيار(5)
)2( تفرد ابن الطواح بذكر هذا المنوان. انظر مبحث ١ عنوان الكتاب. بعده.
(4) تفرد ابن الطواح بذكر هذا الكتاب؛ وهو غير معروف ضمن مؤلفات حازم»
غير أن بعض مصادر ترجمته ذكرت أن له كتابا بعنوان (التجنيس)؛ شرحه
اين رشيد السبتي ؛ بغية الوعاة السيوطي. ولكن لا ندري إن كان هو المقصود.
المقصورة الألفية والروضة المولية6) لم يُسبق إليها؛ وله*؛
الأول »(7)+
ولا نريد أن تتوسع في ترجمته؛ فقد كفانا ذلك عدد
من الدارسين الذين غُنوا بتحقيق نصوص من آثاره؛ وفي
مقدمتهم الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة؛ في مقدمة تحقيقه
لكتابه؛ منهاج البلفاء وسراج الأدباء؛ والجهود السابقة التي أفاد
منها في بناء ترجمته(8)؛ ولكن لابأس من أن نقدم جردا بأبرز
مصادر ترجمة حازم وأخباره لمن أراد الرجوع إليهاء وهي كما
بلي ا
اختصار القدح المعلى لابن سعيد »
.سبك المقال لابن الطواح.
)5( كذاء وفي بعض الروايات ؛ الزثار
(7 سبك طقال ؛ورقة. 92 ب. ١93
.جذوة الاقتباس لابن القافي
شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي
-أزهار الرياض للمقري
الدكتور ابن الخوجة في معرض حديثه عن مؤلفاته: «ومنها في
العروض وعلم القافية كتاب يُظن أن معظمه مفقود؛ وقد أحال
عنوان الكتاب ٠
اكتفت معظم المصادر التي ترجمت لحازم القرطاجني
بذكر هذا الكتاب بين مؤلفاته تحت عنوان + كتاب القوافي
مصادر ترجمته التي ن منها (سبك المقال) لابن الطواح؛
ذكر هذا الكتاب
بالعنوان الآتي ؛ (إيراد المناهل الصوافي في تعداد ضروب العلل
)8( انظر مصادر حياة حازم التي ذكرها ص + 33 وما بعدها من مقدمة تحقيقه
وعلى الرغم من أن حازما نفسه لم يذكر؛ في ما بين
ينص على أن المؤلف هو صاحب هذه التسمية؛ فحين عدد
مؤلفات حازم ذكر من بينها أنه « جمع القوافي للإمام الأوحد
أبي عبد الله المستنصر بالله وسماها : إيراد المناهل الصوافي في
تعداد ضروب العلل والقوافي »(10):
اين الطواح شكلها من ألفاظ حازم حين ذكر مضمون الكتاب
في مقدمته؛ بعبارات تتضمن معظم ألفاظ هذا العنوان؛ وهي*
تعديد ؛ ضروب. القوافي. إيراد. المناهل. الصوافي. وهي الألفاظ
التي ذكرها حازم حين قال إنه قصد في هذا الكتاب « إلى
تعديد ضروب من القوافي؛ وإيراد النفوس المتأدبة متاهلها
الصوافي»(11)؟ أم أن الأمر يتعلق بكتابين لا بكتاب واحد؟
ومع كل هذا فقد آثرنا أن نسمي هذا النص (كتاب
القوافي)؛ على سبيل الاختصار؛ لأنها الصيغة التي تتمثل في
عنوان هذا العمل والواردة في معظم المصادر؛ وفي مقدمتها ما
يستفاد من صيغة تليمذه ابن رشيد السبتي في عنوان شرحه
هذا العمل » الباقي من كتاب القوافي ؛ تحقيق وتقديم.
توثيق نسبة الكتاب :
نعتمد في توثيق نسبة هذا الكتاب إلى صاحبه نوعين
من المصادر : .ما ذكره حازم نفسه.
.ما ذكره غيره ممن ترجم له.
عن الأوزان وما تقوم عليه من صناعة العروض؛ فهو يقول في
منهاجه ؛ «ولاستقصاء الكلام في صناعة العروض طول لا
واعتمادا على هذا النص استنتج محقق منهاجه الدكتور
ابن الخوجة أن حازما لم يصرح باسم كتابه. لكنه اكتفى
(9) منهاج البلغاء س ؛ 89 من مقدمة التحقيق.
الإشارة عامة لا تفيد في تحديد أي كتاب يعنيه حازم بدقة؛
وهل هو كتاب القوافي هذا آم كتاب آخر في العروض عامة؟
وقد رجح محقق منهاجة أن يكون المقصود هو كتابه في القوافي
فقال: «نعرف لحازم رسالة قي القوافي لعلها هي التي يعنيها هنا +
آما في فن العروض خاصة فذلك ما لم نقف عليه إلا من
وقد ذكر حازم في خطبة القطعة التي نحققها ما يؤكد
تأليفه لكتاب في القوافي فقال ؛ « إن هذا كتاب تعين بانتهاج
الرسم الإمامي المستنصري؛ وامتثال الأمر المطاع العلي؛ أن
يُقصد فيه إلى تعديد ضروب من القوافي؛ وإيراد النفوس
المتادبة مناهلها الصوافي؛ يكون فيه منفعة للاديب» وترحيب
لمجال الشاعر والخطيب»(15)+
نستقصي جميع مصادر ترجمة حازم من أجل تحقيق نسبة
الكتاب؛ وإغا نكتفي بنماذج منها نرى أنها كفيلة بتحقيق
المراد. وهي نماذج آثرنا أن تمثل شهادات معاصريه وتلاميذته
1 عبد الواحد بن محمد بن الطواح؛ وهو من
(10) سبك المقال ؛ إشارة سابقة.
(411 كتاب القوافي + الورقة الأولى.