بد بالاد
الحمد لله رب العالمين . وأفضل الصلاة وأتم التسليم على
لطاهرين وآل كل وسائر الصالحين.
وبعد : فإنَ موضوع الدعاء موضوع مهم جداً في الشريعة
لإسلامية؛ أشار إليه ١|
وقوله
في أحاديث لا تحصى كثرةً؛ منها قوله 4 : «الدُعَاءً ف
() سورة غافر: الآية (19).
(27) في الدعاء : باب ما جاء في فضل الدّعاء؛ وابن ماجه رّ
(84)) في الدعاء: باب فضل الدعاء» والإمام أحمد في «المسند
(171/4) كلهم من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه؛ وقا
كما قال. انظر «جامع الأصول» لابن الأثير (811/8)+
وبذلك يتب يتبين لنا بأن الله عزّ وجل قد جعل الدُعاء صلة بينه
لآخرين إلى الآخرة . فقد صخ عن رسول الله 8 أنه قال :
وبين عباده ب
)١( رواء الترمذي رقم (4؟11) في القدر: باب ما جاء لا بر القدر إلا
الدعاء من حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه؛ وقال الترمذي
حسن . انظر وجامع الأصول» (817/4)
() زواه الإمام أحمد في «المسند» (5/ 780 و 187) والحاكم فو
«المستدرك» (147/1) من حديث ثوبان مولى رسول الله رضي الا
عنه وصححه ووافقه الذهبي .
ومن هنا فقد اهتم علماء المسلمين من متقدمين ومُحْدّئين
بموضوع الدعاء وأولوه عنايتهم الفائقة وصنفوا فيه مصنفات
كثيرة متنوعة» بعضها مطول والآخر موجز منها:
١-كتاب الذعاءم» للإمام الحافظ الحجّة أبي القاسم
)١( رواه الترمذي رقم (9381) في الدعاء: باب ما جاء أن دعوة المسلم
مستجابة؛ من حديث جابربن عبد الله رضي الله عنه؛ وقال والدي
حفظه الله : وهو حديث صحيح . انظر «جامع الأصول» (016/4)
وذكره الحافظ رَزِينَ بن معاوية العبْدَري الرَقُسطيَ في «التجريد
للصحاح الستة؛ كما في «جامع الأصول» (213/5) من حديث
جابرين عبد الله رضي الله عنه ولفظه عنده: دما من عبد مسلم يدعو
بدعاء إل آنام الله ما سأل؛ أو لخر له في الآخرة خيراً مثه؛ وك
عله من الوه مثله؛ ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم »
)وقد طبع طبعة محققة متقنة وصدر حديثاً في ثلاث مجلدات
بيروت
المتوفى سنة (10) ها .
١و «شان الدعاء» للإمام الحافظ اللغوي أبي سليمان
حَمّداا» بن محمد بن إبراهيم الخُطابي التي المتوفى
سنة )٠/88( هم"
١ «الدعوات النبوية» للإمام أبي سعد عبد الكريم بن محمد
السمعاني صاحب كتاب «الأنساب».
؛ «النصيحة في الأدعية الصحيحة؛» للإمام الحافظ
)877/4( قال الإمام ابن العماد الحنبلي في «شذرات الذهب» )١(
بتحقيقي : مثل أبوسُليمان الخطابي عن اسمه أحمد أو خشد؟
)١( قام بتحقيقه الأستاذ أحمد يوسف الدقاق» وصدر عن دار المأمون
للتراث بدمشق .
(4) وهو أصل كتابنا هذاء وقد طبع أول مرة في مصر بعناية الأستاذ
اسميت ب حَمْدٍ» وكتب الناس «أحمده فتركته .
عبد الغني المقدسي المتوفى سئة (100) ه .
وينبغي الصا ِ# بدا بالدعاء أن يتأدب غاية الأدب فى
جلوسه. وأن يستحضر الجلوس بين يدي الله عزّ وجل وأ
وخالصاً لله تعالى » فيكون أقرب بإذن الله للاستجابة والقبول
وأحسن الدعاء ما فَصَّدَ به الداعي طلب الخير والإحار
رضوان محمد رضوان بدون تحقيق أو تخريج» وطبع للمرة الثانية في
مصر أيضاًبعناية الشيخ عبد لله الصديق » فجاءت طبعته شبيهة بالأو
بمراجعة نصوصه على مصادرهاء وتخريج أحاديثه والتقديم له وإعدا
فهرس بأطراف أحاديثه وقد أشرف على عملي فيه والدي وأستاذو
المُحَدْتْ الشيخ عبد القادر الأرناؤوط حفظه الله وتفضل أيضاً بالكلاء
وقد صدرت طبعتنا الأولى منه عن مؤسسة الرسالة في بيروت عاه
140٠ ه والطبعة الشانية عنها أيضاً عام 1465 ه » وفي النية
خطي إن شاء الله تعالى .
التوفيق والفلاح لنفسه ولأهله ولأولاده وللمسلمين أجمعين+
ما صحٌ ذلك عن الصادق المصدوق 198 و قرب ما يَكُونُ
واحسن الدّعاء ما جَمُم فيه العبد بين خيري الدئيا
خير - ممن يتمسكون بالدعاء والتضرع إلى الله عر وجل»
') رواه مسلم رقم (487) في الصلاة: باب ما يقال في الركوع
(114) وقال: وهذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه؛
)١4/4( وقال: وأخرجه ابن خزيمة في «صحيحه» والنسائي +
ولنكن ممن يدعون بالخير لعباد الله من المسلمين؛ فقد قا
رسول الله كَةٍ في الحد:
الباعث على اختصار الكتاب:
لها القبول والانتشار بين جماهير المسلمين منذ عصر مؤلا
أن أقدمه للقراء من جديد مقتصراً في اختصاره على أحادي
«الصحيحين» فقط ؛ حرصاً مني على تقديم أصحٌ ما جاء ة
من أحاديث المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ف
)١( رواه البخاري رقم (13) في الإيمان : باب من الإيمان أن يح
لأخيه ما يحب لنفسه. ومسلم رقم (80) في الإيمان: باب الدلي
عن أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه المسلم ما بحب لنفسه م
الخيرء وانظر كتابي «شرح الأربعين النووية؛ ص (8© - 34) طبع د
ابن كثير بدمشق
هذاء لأن عامة من يقتنيه من الناس لا تعنيهم دراسة الأسانيد
والكشف عن حال رجالها ومعرفة من تقبل روايته منهم ممن
خالصاً لوجهه الكريم .
عملي في اختصار الكتاب:
لقد قمت بإثبات ما انتقاه مؤلف أصل هذا الكتاب الإمام
الحافظ عبد الغني المقدسي من أحاديث «الصحيحين» أو
حواشيه؛ وعلى شرح غريب بعض الألفاظ» وكنت قد نقلتها
عن «جامع الأصول» لابن الأثيرء وعلى بعض الفوائد الأخرى
من خلال مقارنة يعقدها بين الأصل والمختصر»؛ واجتهدت
في تقديم هذا «المختصره بهذا الحجم الصغير والحرف