بل م ااا5دٍ5يت مواقف المعارضة في عهد يزيد بن معاوية -
لعلّ من تبسيط الأمور وتناولها بشكل مغلوط تحميل معاوية فق أو أي أحد
من الخلفاء بعد ذلك تغيير مسار التاريخ السياسي للأمة؛ ونتجاهل بعمد أو
يجهل ثتائج معارك الجمل وصِفين والنّهروان» وبروز فرق لا ترى الصواب
السياسي والعقائدي فقط» وإلزام الأمة كلها بفكره القائم على تخوين كل
الصحابة أ والثأر والقتل والانتقام وحب التشفي - حتى ولو كان ذلك
باستخراج جثث الأموات وحرقها- لعلّ ذلك يريح النفوس المشبعة بها يعتلج
فيها من شحن طوال السنين.
وكانت جائزة لا تُقذَّر بثمن لطوائف قهرها الإسلام بعدله ورحمته؛ وأخرسها
الصحابة ببساطتهم وصدقهم ووفائهم وزهدهم» مقارنة بوحشية وإجرام
الفاتحين عبر مر التاريخ.
لا يمكن أن نمحو الأخطاء والتجاوزات من تاريخنا الأول» ولكن في
الوقت نفسه نرفض الأكاذيب المحبوكة»؛ والقصص الموجهة لهدف لا يخفى على
حتى يتم الحصول على المقصود» ويتحقق الحلم المنشود للحاقدين.
زعمهم- هو كره الإسلام وبغضه» ونبشوا عبر الجاهلية ما يؤيد تلك المزاعم»
- مقلم الطبعة الثاني ا د توه
لعرفوا أن الله جل شأنه أرسل رسوله للخلق كافة» وأن النسب والقربى ليس
لها حال في دين الله؛ وأن تمايز الناس إنما هو بالعمل والتقوى» وليس بالقرب
من الرسول كَل فقط» وأن ما تعرّض له العلويون من القتل والسجن والتشريد
على يد أبناء عمومتهم العباسيين أضعاف أضعاف ما وجدوه من الأمونين»
إن ما يجري في بلدان عديدة هذه الأيام من رفع للرايات المطالبة بالثأر
للأخيار المظلومين. والانتقام من الأحفاد المزعومين» يسير في ترابط التاريخ»
من أجل الماضي» وينتقمون ويقتلون من أجل الماضي» ويكون الماضي عندهم
هو الحاضر والمستقبل» إن من يعيش بهذا العقل» ويسير في الحياة بهذا الفكر لهو
ليس هذا البحث لتبرئة أو تجريم أحد؛ بقدر ما هو محاولة لمعرفة الحادثة»
أشكر الأخوة الذين أكرموني بملاحظاتهم وآرائهم وأفكارهم» وهي خل
تقدير واهتمام.
أسأل الله أن لا يجرمني الأجر والمثوبة؛ وأن يتجاوز عن الخطأ والزلل بِمثَهُ
المدينة المنورة
الجامعة الإسلامية
قسم التاريخ الإسلامي
لقلمة الطبعةالأرى اشرق
مقدعة الطبعة الأولى
إن هذا الكتاب يحتوي على عدة مباحث» وأظن أن كل مبحث منها يمثل
محالًا رحبا للمناقشة وإبداء الآراء» ونظرًا لهذه الصفة» فإن الآراء والأفكار
توصلت إليه بشأن كثير من القضاياء وفي مقال ذلك سأجد البعض لهم آراء
وأفكار محددة في بعض الأمور» والتي أظنها لا تغير كثيرًا في جوهر البحث»
وما توصل إليه من حقائق ثابتة.
تعمل على الرفع من مستوى تناولنا لتاريخ أسلافناء
والله الموفق الهادي لكل خير.
المؤلف
المدينة المنورة
الجامعة الإسلامية
قسم التاريخ الإسلامي
مقدمة الرسالة
وسيئات أعيالناء من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن
ففييا بلي مقدمة موجزة للرسالة أورد فيها: سبب اختياري للموضوع»
سبب اختيار هذا الموضوع:
عندما كُنا في مرحلة الدراسة الجامعية كان هناك بعض الغيوريين - من
أساتذتنا - الذين ينادون بوجوب إعادة النظر في كير من المعلومات التاريخية
التي أصبحت من قبيل المسلمات» وكذلك إيجاد مساحة ملائمة لتاريخغ الأنبياء
لا !)تت ماقف المعارضة في عهديزيد بنساوية -
عليهم السلام ضمن نطاق التاريخ القديم الذي كان يُدرّس أحيانًا وفق النظرة
الغربية المادية للكون والحياة» وقد كان رأي هؤلاء الفضلاء يواجّه برأي معاكس
بعيد عن الروح العلمية والنقد البناء؛ جاعلين من التباكي على تاريخناء والخوف
عليه من الضياع»؛ حجر عثرة في طريق من يريد الإصلاح والتغيير.
ولا هي الله سبحانه وتعال لي الالتحاق بالجامعة الإسلامية؛ وتتلمذتٌ على
أستاذ جليل؛ هو أستاذي أ. د. أكرم العمري؛ كان له الأثر البالغ في توضيح
المقصود بإعادة كتابة التاريخ الإسلامي"'"؛ وذلك وفق رؤية إسلامية خالصة»
مع الاستفادة من منهج المحدّثين في توضيح اتجاه الرواة؛ ومعرفة مدى عدالتهم.
ولقد كان الخلاف داتيًا على أشده حول يزيد بن معاوية؛ فبين مادح وقادح؛
وأسبابهاء ثم ما حدث فيها من مزاعم حول انتهاك الأعراض» وما سوى ذلك
من التساؤلات التي لا توجد لها إجابة شافية.
)١( لابد من الإشارة إلى أن الدعوة لإعادة كتابة أو عرض وتحليل تاريخ الأمة الإسلامية لايعني-
بالضرورة- البدء من نقطة الصفره أو الرفض المطلق للصيغ التي قدٍّها مؤرخونا القدماء؛ ومحاولة
قلب معطياتهم رأسا على عقب... ومن يخطر عل باله أمر كهذا فهو ليس من العلم في شي».
والمقصود شيء آخر يختلف ثَامًا: منهج (عدل) يتعامل مع معطيات الأجداد بروح علمية خلصة؛
فيتقبل ما يمكن تقبله؛ ويرفض ما لا يجحتمل القبول» ويقدر عطاء الرواد حق قدره؛ دون أن يثنيه
ذلك عن متابعة آخر المعطيات المنهجية والموضوعية التي يطلع بها علينا العصر الحديث؛ وأشدها
صرامة: موقف وسط يرفض الاستسلام للرواية القديمة؛ وبأ إلغاءها المجّانٍ من الحساب.
(عياد الدين خليل. حول إعادة كتابة التاريخ الإسلامي» جريدة الشرق الأوسط العدد 4774 )-
وكانت المؤلفات التي ألْقَتْ - في غالبها - تورد هذه الحوادث باقتضاب
شديد؛ بسبب مساحة البحث الذي يتناول في الغالب الخلافة الأموية بكاملهاء
أو قد يكون بحثًا يعالج هذه الفترة وذلك بدافع العاطفة دون اتباع منهج معين
في الحكم على الحوادث.
لذا سجلتٌُ هذا البحث بعنوان «مواقف المعارضة في خلافة يزيد بن معاوية:
دراسة نقدية للروايات».
تمكن الباحث من رسم صورة له ليست على الدرجة المعروفة من القتام»!"".
)١( محمد ماهر مادة؛ الوثائق السياسية والإدارية للجزيرة العربية ؟ ١ وانظر لنفس المؤلف: دراسة
وثائقية للتاريخ الإسلامي ص 18 وانظر مقال: هري لامانس في مجلة المشرق» امجلد 77
(144) العدد الثالث ص 47؛ نقلاعن صلاح الدين المنجد؛ شعر يزيد بن معاوية ص 54 .
() محمد أسعد طلس» تاريخ الدولة العربية ص ١؟.
,)ا ماقف المعارضة في عهديزيد ين ساوية -
وما يجدر ملاحظته: أنه ليس من أهداف هذا البحث الدفاع عن إيمان يزيد
وصفاته» ولكن الغاية الأساسية التي نريدها هي بيان كل الجوانب المختلفة المتعلقة
بشخصية يزيد» ومدى الصحة والخطأ في تعامله مع الأحداث ومجابيته هاء
أن يُكَوَّنَ وحده تاريًا؛ لأن معرفة صفة الحادثة وعلاقتها بالأحداث الأخرى
أمر أساسي في التاريخ لا يقل أهمية عن الحقائق المكتشفة؛ فمعرقة العلل»
والدوافع» والأسباب والنتائج» جزء أساسي ورئيسي في دراسة التاريخ؛ ومعيار
من أبرز المعايير في تقدير قيمة البحث.
كما أن دراسة الأسباب والنتائج تُضفي على دراسة التاريخ طابعًا يباعده عن
العلوم الطبيعية؛!".
«وإن أولويات الحقائق في التاريخ معترف بصحتها؛ فلا جدال في وجود
الخليفة هارون الرشيد والأمين والمأمون» ولا جدال أن عمر ولي الخلافة بعد أبي
بكر» ولكن المصاعب تأتي من التعمق في فهم الدقائق» فإذا كنا نجهل التفاصيل
117 صالح العليء تفسير التاريخ ص )١(
(3) المصدر السابق ص .٠١
منهجي في البعث:
إن الدراسة المنظمة لتاريخنا تتطلب نقد المصادر لمعرفة أصوها وميول
مؤلفيها؛ وتستوجب إسناد كل ما نأخذ منها إلى مصدره؛ ولهذا فقد قدّتٌ
المصدر الصحيح والرواية الصحيحة على غيرها؛ فمثلاً الذي يرد في كتب السنة
يقدم على ما يروى في كتب التاريخ.
وفي المواضع التي تندر فيها الرواية الصحيحة أقدم الرواية التي تنسجم مع
وهناك مجالات لا تؤثر على مجريات البحث؛ ولا يتوقف على نتائجها أدنى
في رسم الصورة التاريخية العامة والإطار الكل للبحث.
ثم إني لم أتقيد - في بحثي - برأي معين» أو ألم باستتاج إلا إذا استطعت
«الشك في كل رأي وفي كل خبر ضرورة للبدء الصحيح»!".
178/7 الذهبي» سير أعلام النبلاء )١(
الدوري» مقدمة في تاريخ صدر الإسلام:؟؟. )3(