لعلكم تنتظرون مني وأنا أتكلم عن العلم والحرب أن أشير إلي تلك
المخترعات والمستحدثات التى تستخدم فى الحروب الحديثة من غازات خانقة
وألغام (موقوتة) وقنابل محرقة وما إليها من وسائل الفتك والتدمير والشر
المستطير التي تنسب إلي العلم وبيلام عليها العلم وبعجب من أجلها
العلم
ولكن أي وجه للعجب أو الإعجاب ؟
أليست الحرب فنا من الفنون البشرية لا يزال الناس لسوء الحظ
و أليس العلم - كما قدمت - هو الأساس الذي يبني عليه تنظيم كل
مرفق من المرافق وكل فن من الفنون ؟
إذن ففن الحرب كغيره من الفنون خاضع للعلم ولنمو العلم ولتقدم
العلم وإذن فلا غرابة في أن يكون فن الحرب فن القرن العشرين مختلفا عنه
في القرن التاسع عشر كما أن فن الطب في القرن العشرين مختلف عنه في
القرن التاسع عشر وكما هو الحال في الفنون الأخرى فالمعرفة البشرية في
نمو مطرد وهذا النمو يظهر أثره في كل ما ينظمه البشر من أعمال وما
وهنا تنشاً مسألة ؛ إلي أي حد يمكن أن يعتبر العلم مسئولا عن وسائل
فظائع وأهوال ؟ أليس العلم هو الصلة الأولى لهذه الفظائع وتلك الأهوال إذ
والرد علي ذلك أن المعرفة في ذاتها ا تقترن بالألم بل ينشأً عنها سرور
ولذة كما أن النتيجة المباشرة لها إنما هى القدرة أما توجيه هذه القدرة
جو الخير أو لجو الشر فعمل من أعمال الإرادة مستقل تمام الاستقلال عن
المعرفة وإن كان للمعرفة أثر فى الإرادة فإنما يكون هذا الأثر فى ناحية
إنما هم الداعون إلي الشر والمحرضون عليه وهؤلاء يجب علي الأسرة البشرية
أن قذرهم وتعرض عنهم
01136100/00م لصنقلا 765:00 118 0310م طأثثلا 0168180 ]0ط
وبعبارة أخري ليس العلم هو الملسئول عن فظائع الحروب وإنما الملسئول
عنها هم الداعون إلي الحروب والمحرضون عليها والمرتكبون لهذه الفظائع
قد يظهر لأول وهلة أن الحروب إنما تقف حائلا في سبيل تقدم العلوم
وتعمل علي ركودها إذ من منا يستطيع أن يتعمق في دراسة مسألة علمية
بين دوي المدافع أو أن يفكر في قوانين الطبيعة وسط غارات جوية ؟ والواقع أن
هذا الرأي ينطوي علي كثير من الصحة ففي الحروب ينصرف الكثير من
العلماء والباحثين عن أماكن الدرس ملبين داعي الوطن كما يهجر الشباب
دور العلم إلي ميادين القتال وبذلك ينخفض الإنتاج العلمي وتقل البحوث
الأكاديمية إلا أن هناك ناحية أخري من نواحي البحث والابتكار تعمل الحروب
علي تنشيطها وإمائها وهي الناحية التطبيقية أو الناحية العملية
فقي أغروب تتش مسائل فتية كثيرة متها ما يرتبط بفتون الخرب ثاتها
ومنها ما يرتبط بالصناعات الرئيسية في البلاد ويكون من المهم أن تعالج
هذه الملسائل وأن تستتنبط الوسائل الفعالة لخلها
ولأضرب لحضراتكم مثلا ؛ ففى الحروب العظمى الماضية انقطعت عن
الرئيسية المرتبطة بعملية تقطير الفحم وكان من أثر ذلك أن نمت صناعة
الأصباغ فى إجلترا والصناعات الأخرى الملتصلة بها فكان ذلك منشاً ثورة
فإن ما كسبه الجراحون من الخبرة فى السنوات الأربع من سنة ١4١8 إلى سنة
148 رما يعادل ما يكسب عادة في عشرات السنين في وقت السلم :دحالا
فالتقدم في صناعة الأصباغ يساعد علي دراسة علم الكيمياء والتقدم في
فن الطيران يقدم علم الديناميكا وهكذا
00 /01136100م لصنقلا 765:00 118 /3101- 01م طأأثلا 0168180 ]0ط
ثم إن العلم استخدم في الوقاية كما يستخدم في الفتك ويبني عليه
سين أسلحة الدفاع كما يبنى عليه سين أسلحة الهجوم وقد ظن
الناس عند إعلان الحرب الخالية ] الخرب العالمية الثانية ] أن الأمم الكبيرة
المتحارية ستتفانى بما أعده كل منها للعدو من وسائل الفناء فترسل
الطائرات زرافات لتلقى قنابلها المدمرة وأخرتها السامة على المدن الكبرى
النووية علي اليابان كما نعلم ] بل إننا لا نزال نري الجيوش متحصنة في
خطوط منيعة قد وفر فيها العلم وسائل الراحة للجند وزودهم بوسائل
اللعيشة الحديثة
هذه هي الحال في الأمم التي أخذت بالعلم واعتزت به وعرفت كيف
تستثمره و تشهراتة أما الأمم التي تقصر في هذا الواجب وتتواني في
ميدان التسابق العلمي فإنها تعجز عن الوقوف في وجه المغير ولا جد ما
تتقي به شر غاراته وإذن فسواء أكان العلم مسئولا عن أهوال الحروب أم لم
يكن سواء ألمناه على ما يقترف منها من فظائع أم لم نلمه فإن من المحقق
أن الإهمال في شأن العلم والتواني في الأخذ به والاستفادة من نتائجه يقترنان
بمسئولية جسيمة عن حياة الأمم والدفاع عن كيانها وناهيكم بخطر هذه
ليس العلم مجرد حقائق ونظريات بل العلم قبل كل شيء طريقة
خاصة فى التفكير هذه هى الطريقة هى ما نسميه العقلية العلمية وجُن
أحوج ما نكون إلي هذه العقلية العلمية في ظرفنا الحاضر لجن في حاجة إلي
العقلية العلمية لكي ننظم شئوننا علي أسس ثابتة من الحق والمنطق
بعيدة عن زخرف القول سليمة من الزلل حتى إذا ما هبت العواصف لم
الله والسلام
00 /01136100م لصنقلا 765:00 118 /3101- 01م طأأثلا 0168180 ]0ط