سيميائية الصورة
إن الصورة أبرز فن يغمرنا في حياتنا اليومية؛ إذ لا يخلو أي
فن آخر منهاء فالمسرح والسينماء والإشهار كلها فنون تعتمد على
الصورة كعنصر أساسي إلى جانب بقية العناصر الأخرى» وستتطرق
الرسم في عصرنا الحالي
إن الرسم فن ضارب في جذور التاريخ» ذلك أن الإنسان الأول
اعتاد التعبير عن حياته ومحيطه عن طريق نقش صور في الكهوف
والصخور وكذلك فعل الفراعنة؛ إذ يقال أن رسوماتهم كانت أداة
تعبيرهم بدل الكلمات كما أنه وسيلة من وسائل التنفيس عن النفس؛
إضافة إلى الأدب والموسيقىء إنه تعبير رمزي غير واضح المعالم
ومستخلصة مختلف الدلالات والتأويلات الممكنة
تعود مراجع اللوحات إلى الواقع المادي المحسوس؛ وخيال
الفنان ووجدانه والأكيد أن الفنان في ذات الوقت يستند إلى مراجع
الموضوعية فهي تستند إلى ثلاثة عناصر يوجزها «جان موكارفسكي؟
فيما يلي: «العنصر الأول هو رمز محسوس خلقه الفنان» والعنصر الثاني
هو معنى (الموضوج الجمالي) مودع في الوعي الجماعي» أما العنصر
الثالث فهو علاقة تربط بين العلامة والشيء المشار إليه وهذه العلاقة
تحيل إلى السياق الكلي للظواهر الاجتماعية» (جان موكارفسكي:
8 كما يذكر وظيفتا العمل الفني وهما «وظيفة مستقلة» تتمثل في
دلالة كل عنصر على حدة و«وظيفة توصيلية» تقوم بها إلى جانب
توصيل ذاك الشعور أو تلك الرسالة «إن العمل الفني عبارة عن علامة؛
موضوع جمالي كامن داخل الوعي الجماعي و«العمل - الشيء بقوم
مقام الرمز الخارجي بالنسبة لهذا الموضع غير المحسوس؟ (جان
موكارفسكي: 291) ويعتبر موضوع العمل محور العمل الفني؛ تحيط
به بقية العناصر المشكلة للعمل الفني للقيام بوظيفة توصيلية؛ لكن
علاقة العمل بالشيء المشار إليه ليس لها قيمة وجودية لأنه يبقى فنيا
في إنتاج الحقيقة وتأويل هاته الحقيقية؛ وهما معا موضوعانا ملتويا
الدلالات من جانب المبدع ولحظة التصوير فقط فورية الاستقبال
الحكاني ينتمي للصورة والترسيمة (في لحظة وجيزة) وساطة الكتابة
والرسم تقلل من دلالة الواقعة المعيبشة» (برنار توسان؛ 78)
ولن نبتعد كثيرا عن مجال الصورة بل سنغوص في أعماقها أكثر
مع عنصر الصورة الفوتوغرافية
لأنها هي الأخرى حدث أيقوني؛ بل هي صورة أخرى من صوره
المتطورة؛ لكنها تمتاز بالتحميض وسحب الصورة الذي يمكنه تغيير
الدلالة (الخداع الممكن التأطير الناقصء انعكاس جودة الورق؛
تعني العلم» فالسيميولوجيا هي علم العلامات» (برنار توسان: 09)
على الأبحاث الغربية فهذا صاحب كتاب «السيمياثية الشعرية» يقول:
«يتكون مصطلح «اسيميائية» حسب صيغته الأجنبية 560100908 أو
560105 من الجذرين (0ا«50) و(ع0و1) إذ أن الجذر الأول
الوارد في اللاتينية على صورتين (560:1:0) و(50:18) يعني إشارة
أو علامة» أو ما تسمى بالفرنسية (©5:80) وبالإنجليزية (5:808)
() في حين أن الجذر الثاني - كما هو معروف - علم» (فيصل
الأحمر: 10)؛ ويواصل الكاتب شرحه المعجمي للمصطلح فيقول
أنه بدمج لا (56«10) و (08و11) يصير «معنى المصطلح (علم
سوسير» كمشروع مستقبلي لتعميم العلم الذي جاء به (اللسانيات)؛
فيكون العلم العام للإشارات» (فيصل الأحمر: )١1
هذا ويورد ذات الباحث مصطلحا غرييا مشابها لمصطلح
0011013 وهو ١ع 56061010 ويقول أنه: ١مصطلح طبي يعني
علم دراسة أعراض الأمراض؛ أي دراسة الإشارات الدالة على مرض
معين» (فيصل الأحمر: 11) وحقا فالمصطلحان متقاربان جداء فمن
خلال شكليهما نلحظ فصل الحرف (5) الزائد في المصطلح الثاني
أما من ناحية المضمون فلا يكادان يختلفان في شيء
كما يتعرض «رشيد بن مالك» لمسألة الاختلاف الطفيف بين
المصطلح الفرنسي 1560101 و5801011853» الإنجليزي ففي
اللغة الإنجليزية - يقول - يكتب «بهذا الشكل 5514/0770 نبي
اللاحقة؛ (رشيد بن مالك: 174)؛ وإن كان المصطلحان الشائعان تعلم
العلامات في البلاد الغربية هما 158011010819 الفرنسي و56001011050)
وقت العرض الخ) (برنار توسان: 78)؛ وبفضل آلة التصوير أصبح
إنتاج الصور أسرع من رسم لوحة زيتية؛ كما بلغت السينما قمة التطور
التكنولوجي في الصور الفوتوغرافية»؛ هذه الأخيرة التي غزت معظم
وسائل الإعلام من صحافة؛ وموضة؛ وإشهار؛ وقد عمل «رولان
بارث» على الكشف عن السلطة المتحكمة في الصورة لأنها كما يرى
لديها بعدان مرتبطان تقريري وإيحاثي «فبالنسبة إليه إذا كانت اللغة
نتاج تواضع جماعي فهتاك أبضا لغة فوتوغرافة متواضع عليها تشتمل
على علامات وقواعد ودلالات لها جذور في التمثلات الاجتماعية
المدلولات الإيحائية للوصول إلى نسقها الإيديولوجي المتحكم في
نسق سيميائي مكون من دال ومدلول وعلاقة تجمعهماء والمشكلة
الأول» ويصبح بذلك الأول دالا وهي الصورة الشيء والثاني مدلولا
وهي قراءة العلامة الشيء وفق نسق إيديولوجي (عبد الرحيم كمال)
كل هذه العلامات تتشكل من الصورة ذلك أن الوقائع البصرية عامة
والصورة خاصة تشكل الغة مسسئنة أودعها الاستعمال الإنساني قيما
للدلالة والتواصل والتمل ١ (سعيد بتكراد) فالعلامات خاضعة للعرف
والتواضع الإنساني؛ أي أن مفهوم الصورة الفوتوغرافية كخلاصة لما
خاصة تحديد مكونات «اللغة الفوتوغرافية» فالصورة الفوتوغرافية
خطاب متكامل غير قابل للتجزيء؛ إنها تمثل الواقع لكنها تقلصه
من حيث الحجم والزاوية واللون لكنها لا تحوله ولا تبدله وفي
هذا يقول «بارث»: إن الانتقال من الواقع إلى صورته الفوتوغرافية
لايستازم حتما أن نقطع هذا الواقع إلى عناصر وأا نشكل من
(عبد الرحيم كمال) أما المدلولات التي تنتجها الصورة بعدما اعتبر
رمزية» وهي مدلولات تاريخية وثقافية وهذا التمثيل للواقع الطبيعي
ثم المدلولات الرمزية ذات المرجعية الثقافية والإيديولوجية شكلت
المفارقة الفوتوغرافية؛ إذ أنها حسب «بارث» «إنتاج خطاب إبحائي أو
مسنن انطلاقا من خطاب بذون سنن؟ (عبد الرحيم كمال)؛ وقراءتها
تتعدد بتعدد القراء لهاء لأن دلالاتها غير ثابتة رغم ارتباطها بمعارف
اللسانيات أي أن أصولها لغوية أو على الأقل لا تخرج وسائلها غير
اللغوية عن الوسائل اللغوية وهكذا كان الأمر مع الصورة الفوتوغرافية
قائمة المصادر والمراجع
1- المراجع العربية:
١ القرآن الكريم
ودراسات نقدية - د ط/ 2002 أمانة عمان الكبرى
إبراهيم عباس: تقنيات البنية السردية في الرواية المغاربية د
ط/د ت المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار
إبراهيم محمود خليل: النقد الأدبي الحديث - من المحاكاة إلى
التفكيك - د ط/ 2003 دار المسيرة للنشر والتوزيع
ابن متظور: لسان العرب المجلد السابع ط١1/دت» مادة
#١سوم» دار صادر بيروت
ابن منظور: لسان العرب المجلد العاشر ط1/د ت؛ مادة
«اعدل» دار صادر بيروت
الجاحظ: البيان والتبيين الجزء الأول د ط/2004 المكتبة
أحمد مومن: اللسانيات: النشأة والتطور د ط/د ت ديوان
المطبوعات الجامعية بن عكنون - الجزائثر
أنور المرتجي: سيميائية النص الأدبي إفريقيا الشرق الدار
البيضاء - المغرب
حسن حنفي - سيزا قاسم - دراز - نصر حامد أبو زيد - فريال
جبوري غزول - نادية محمد أبو زهرة: الهرمنيوطيقا والتأويل
ط1993/2 الدار اليضاء - المغرب
حسن نجمي: شعرية الفضاء المتخيل والهوية في الرواية
في الوجود وهي:
- وجود لا بشرط شيء: وهو عالم المطلق الذي لا يصح إشراطه
حتى بشرط الإطلاق نفسه؛ وهو الله الذي هو وجود في ذاته ولذاته
- وجود بشرط شيء: وهو عالم الكائنات؛ والأشياء باعتبارها مقيدة
بحدود الزمان والمكان المادة
- وجود بشرط لا شيء: وهو وجود كلي ومطلق بالقياس إلى
الوجود بشرط شيء (عالم الموجودات) (حميد لحمداني:
وقد قدم الدكتورالحمداني» لشرحه هذه المراتب جدولا يقارن
ويماثل من خلاله بين آراء أو مراتب الوجود هذه عند #ابن عربي»؛
ومقولات كل من «أفلاطون» في الوجود وابورس» في الدلالة وهذا
الجدول موضح لهذه القضية؛ لذا آثرنا إيراده كما هو عند «حميد
أفلاطون | (الوجود الطبيعي (المثال| عمل الصانع | عمل الصور
ابن عربي وجود لا بشرط شيء وجود بشرط وجود بشرط لا شيء
شيء
بورس الأولانية الثانيانية الثالثانية
(حميد لحمداني: 177)
وهو أن «بورس»: «حاول أن ينقل النموذج الصوفي للوجود ليطبقه()
بينما احتفظ «ابن عربي» بالنظام الفلسفي الصوفيء وترك نظام الدلائل
المعاصرة ط2000/1 المركز الثقافي العربي الدار البيضاء -
المغرب» بيروت - لبنان
حسين خمري: فضاء المتخيل - مقاربات في الرواية -
ط١/ 2002 منشورات الاختلاف
حميد لحمداني: القراءة وتوليد الدلالة - تغيير عاداتنا في قراءة
النص الأدبي - ط١/2003 المركز الثقافي العربي الدار
البيضاء - المغرب» بيروت - لبنان
ط/ 1996 منشورات اتحاد كتاب العرب
٠ رابح بوحوش: الأسلوبيات وتحليل الخطاب منشورات جامعة
باجى مختار عنابة - الجزائر
رشيد بن نمالك: السيميائية: أصولها وقواعدها مراجعة وتقديم:
عز الدين مناصرة د ط/ 2002 منشورات الاختلاف
رشيد بن مالك: قاموس مصطلحات التحليل السيميائي
للنصوص عربي - إنجليزي - فرنسي د ط/ فيفري 2000 دار
الحكمة
رشيد بن مالك: مقدمة في السيميائية السردية د ط/2000 دار
القصبة للنشر الجزائر
القادم ط١/ 2003 المركز الثقافي العربي الدار البيضاء -
المغرب بيروت - لبنان
سعيد بتكراد: مدخل إلى السيميائية السردية ط2003/2
سعيد توفيق: ماهية اللغة وفلسفة التأويل ط2002/1 المؤسسة
الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع
سمير المرزوقي» جميل شاكر: مدخل إلى نظرية القصة تحليلا
وتطبيقا د ط/د: ت» ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر
فرنسي - عربي؛ عربي - فرنسي دار الراحب الجامعية بيروت -
لبنان
دا قاسم: مدخل إلى السيميوطيقا السيميوطيقا: حول بعض
المفاهيم والأبعاد الجزء الأول ط2/ د تت منشورات عيون
المقالات الدار البيضاء - المغرب
َ صالح إبراهيم: الفضاء ولغة السرد في روايات عبد الرحمن
منيف ط١/2003 المركز الثقافي العربي الدار البيضاء -
المغرب بيروت - لبنان
صلاح صالح: سرد الآخر: الأنا والآخر عبر اللغة السردية
ط1/ 2003 المركز الثقافي العربي الدار البيضاء - المغرب
بيروت - لبنان
صلاح فضل: بلاغة الخطاب وعلم النص ط1996/1 الشركة
المصرية للطباعة والنشر والتوزيع لونجمان القاهرة - مصر
:0 عادل فاخوري: علم الدلالة عند العرب - دراسة مقارنة مع
السيمياء الحديثة - د ط/ د ت دار الطليعة للطباعة والنشر
بيروت - لبنان
عبد الرحمن الوافي: المختصر في مبادئ علم النفس د
ط/2005 ديوان المطبوعات الجامعية بن عكنون - الجزائر
عبد الرزاق بلال: مدخل إلى عتبات النص - دراسة في مقدمات
النقد العربي القديم د ط/2000 إفريقيا الشرق المغرب
عبدالسلام المسدي: الأصلوبية والأسلوب ط1982/2 الدار
عبد العزيز حمودة: المرايا المحدبة - من البنيوية إلى التفكيك
د ط/ أفريل 1998 سلسلة عالم المعرفة الكويت