ليالي كُوا 171
ذهني عبارةٌ تافهةً أو عبارتين؛ مجتهداً في اصطناع روح من الاندفاع لا أحسّ
وما إن كت أغادر الجامعة حتى أشعر بالقرف والاشمئزاز حتى من نفسي؛
ليتني أستطيع إقناع الأطباء بأن يشهدوا بعجزي عن أداء مهامٌ ذات طابع إداري
بمثل هذا المزاج السيّئ كنت أقابل صديقتي كيم 160 في آخر النهار
لاحتساء كأس في مكانٍ ما من نوتنكك جل 1401 80008 ولشذ ما تكون رغبتي
شديدةً في إفراغ ما في ذهني من تلك الصور الكريهة بأي وسيلة وبالفعل؛ فقد
إلى الخروج علئ العادة والحق أني كنتُ أحاول نفض الشعور الكريه الذي
يحسٌ به أيُّ رجل علم عندما يجد نفسه وجهاً لوجه مع البيروقراطية فلا غرابة
في أني اخترث من الموضوعات أكثر ما يمكن أن أفكر فيه جنوناً وتطرفاً؛ ألا
وهي نظرية السرعة المتغيرة للضوء» أملاً في تسلية نفسي أولاً وقبل أي شيءٍ
آخر
إِنَّ من نتائج محاولات أينشتاين لدمج قوة الثقالة بسائر قوى الطبيعة ما
فنحن نعيش في عالّم يزيد عددُ أبعاده عن الأربعة التي نر (ثلاثة مكانية ورابع
قد يبدو هذا المفهوم مُبهماً ويحمل المرءً علئ التساؤل عن الغاية من أن
ليالي كُوا 173
يكون الكونُ هكذا لكن أولئ المحاولات لتوحيد قوى الطبيعة كلّها قد أفادت
من هذه الفكرة وبدون مقدّماتٍ أو تفاصيل أقول لك إن النكتة وراء ذلك هي
تفسير الضوء علىئ أنه أثرٌ تثاقليّ علئ امتداد البُعد الخامس وتقضي أبسط
وهم تولده قوُ الثقالة عندما تتّخْذ مسالك مُخْتَصَرة عبر الأبعاد الإضافية
وكان يستاء من الأسلوب المتعالي الذي كان يتناول به العلماءً اللانظريّون
إليها طوال القرنٍ التاسع عشر علئ أنها الوجه الأضعف من الفيزياء» فالفيزيائي
«الحقيقي» هو الذي يُجري التجارب العلمية ولا غرو فالعدد الكبير من
العلماء اليهود الذين كانوا وراء التطوّرات العظيمة في ميدان الفيزياء النظرية في
مطلع القرن العشرين يُعبّْر تماماً عن هذه الرؤية النظرية المرتبطة بالنزعة المعادية
على هذه الخلفية» انطلق كالوزاء الذي لا يجيد السباحةء ليدحض ما
يحمله تعبير «عاللم ماري هه من جزل امي وذلك بمراهنة صديق له
علئ أنَّ بمقدوره تعلّم السباحة عن طريق قراءة الكتب فحسب فراج يجمع
التوحيد 010668000 الحديثة تستعين بها تلقائياً باعتبار ذلك أمراً مفروغاً منه
افترض الآن أن أشعة الضوء تنتقل علئ امتداد مُتحنياتٍ حلزونية تدور
على امتداد الأبعاد الثلاثة المرئية لنا (الشكل 28) يُفهَم من هذا الشكل
الهندسي الغريب للكون أن السرعة الأساسية والثابتة للضوء هي سرعنُه علئى
امتداد المنحني الحلزوني لا السرعة التي نراها فعلاً؛ والتي هي إسقاطه علئ
«طول» السلك الثلاثي الأبعاد حيث تكون الزاويةٌ أو لفَةُ الحلزون هي الرابط
في سرعة الضوء علئ صورة أثرٍ إسقاطي في إطار نظريةٍ تكون فيها سرعة الضوء
وكانت المشكلة تكمن في تفسير ثبات السرعة الملحوظة للضوء»؛ التي
تصل في هذه الحالة إلى تثبيت زاوية الحركة المولّدة للمنحني الحلزوني
80160و كما تُكَمَئ مستوياتُ طاقة الذرّة؛ فالنظرية الكمومية تقول إِنَّ معظم
الكميات لا يمكن أن توجد إلا علئى شكل مضاعفات وعامان» لمقادير أساسية
غير قابلةٍ للانقسام تسمئ الكمّات 903018 (وحدات الطاقة الصغرئ) ومن ثم
14 أسرع من سرعة الضوء
حل هذه المشكلات دون الرجوع إلى نظرية التوشع الفكرة بسيطةٌ جداًء
وأبسط من نظرية التوسع إلا أني شعرتُ فجأة بالقلق والتحسب من عرضها
كتفسير ؛ فهي تنطوي على شيء يُقارب الجنون بالنسبة إلى عام متمرّس إنها
منرعة ثابتة
فالضوء ء في الخواء ينتقل ينتقل بالسرعة نفسها بقطع النظر عن ظروف انتقاله ٠ وهو
مقدارٌ ثابت يرمز إليه الفيزيائيون بالحرف © وتبلغ قيمته 300000 كيلو متر في
الثانية (أو 0 ميل في الثانية بالتعبير الأمريكي) وسرعة الضوء عماد علم
جميعاً؛ والمقياس المعياري الذي تُقاس عليه ظواهر الكون كافة
في سنة 1887 وفي واحدة من أهم التجارب العلمية على الإطلاقء
مورلي(840118 80:20 من إثبات أن السرعة الظاهرية للضوء لا تتأثر بحركة
الأرض وكانت هذه التجربة مُحرجة جداً للجميع آنذاك؛ إذ ناقضت الفكرة
طائرة محلقة ينتقل بسرعة أكبر من سرعة صاروخ يُطلّق من الأرض» لآ سرعة
كانت سرعته بالنسبة إلى رصيف المحطة هي سرعة ذلك الجسم مُضافاً إليها
سرعة القطار وقد يُظْن أن الأمر ذاته ينطبق على الضوء» حيث ينتقل وميض
) بتسليط الضوء ء من خلال مواد مناسبة؛ يمكن إبطاء سرعته أو إيقافهاء بل وحتئ تسريعها إلئ
حدّما وهذا لا يتناقض والافتراض الأساسي لنظرية النسبية؛ + الذي يتعلق بسرعة الضوء في
الخواء
ليالي كُوا 175
* أبعاد إصافية
الابعاد المكانية الثلاثة الممتدة والمرثية ملترية جد لوعي
سلك أعلى يُعداً؛ يتألّف «طوله؛ من الأبعاد الثلاثة المكانية التي نراهاء والأبعاد الإضافيّة
شكل 28 انتشار الضوء في كون كالوزا - كلاين السلكي إذا انتقل الضوءٌ ملتوياً حول السلك
حلزونياً كانت سرعنّه الفعليةٌ أكبر بكثير من السرعة الثلاثية الأبعاد التي نراها ولو أمكن
قسر الضوء على الانتقال بِخَطُ مستقيم علئ امتداد السلك للاحظنا ازدياداً في سرعة الضوء
فطاقة الضوء في لونٍ معيِّن لا بذ أن تكون من مضاعفات كم صغيرٍ معلوم من
المدارات التي ينبغي وقوعها ضمن طيفٍ معلوم لاختيارات محتملة
هذه علئ قبول طيفٍ متقطع للقيم فقط ؛ فكل زاويةٍ مقبولة تفضي إلئى سرعةٍ
مختلفةٍ للضوء كما نراه» لكن طاقة كبيرةً يجب صرفها لإحداث قفزةٍ بين
مستوىئ كموميٌ وآخر ولهذا نجد أنه يتعذِّر نشرٌ المنحني الحلزوني لإفساح
المجال للكون ليشهد سرعة ضوءٍ أكبر إلا إذا بلغٌ مستويات الطاقة العالية جداً
التي شهدها الكون الفتي أو لعل هذه مجرد أماني
علئ أي حال؛ فمن المعروف منذ زمَنٍ طويل أنَّ ثوابت الطبيعة في نظريات
كالوزا - كلاين (من قبيل شحنة الإلكترون أو ثابت نيوتن التثاقلي) بالنسبة إلى
الفضاء الأكبر تختلف عن الثوابت بالنسبة إلئ الكائنات الثلاثية الأبعاد من
أمثالنا وترتبط هاتان المجموعتان علئ وجه العموم بقياس الأبعاد الإضافية
الصغيرة (الذي يحتمل أن يكون مُتغيْراً) والمشكلة في هذا المنهج هي أنه
وكان نموذجي الخاص أفضل من هذا قليلاً (لكني لا أغض من قيمة فكرة
الزاوية الحلزونية المكمّاة للضوء)» إلا أنه اصطدم هو الآخر بمشكلاتٍ أخرى
فمثلاً ينبغي أن تكون أدنئ حالة طاقة هي تلك التي لا تنطوي على دورانٍ في
البُعد الإضافي» أي إن الحركة مستقيمة لا حلزونية لكن هذا يقابل أكبر سرعةٍ
ممكنة ثلاثية الأبعاد للضوء» في حين أن ما كنت أتوخاه هو عكس ذلك تماماً:
طرائق للخروج من هذه العقدة؛ غير أنها بعيدة عن المنطق
جدَيَاً بمسألة السرعة المتغيّرة للضوء 51/ا وكشفت لي عن وجوه (غير وافية)
لتطبيق النظرية ضمن حدود الفيزياء المعروفة وبذلك فأنا لم أربح في الصيف
بعد ذلك ببضعة أيام عاد نيل من رحلته لبْعاين ضآلةً ما أنجزنه من عمل في
ليالي كُوا 177
منهمة مشروع المتح» بل إن ما أنجز فعلاً لم يكن ذا قيمةٍ تُذكر كانت كيم
تعمل مع نيل آنذاك» وعادت في اليوم التالي من كامبردج لتخبرني بالانطباع
علئ أثر هذه الفكرة المبكرة» في أثناء شهر كانون الثاني/ يناير 1997
- إلئ حذٌ ما وسيلة لتطهير نفسي من التلوّث الذي أصابها مع بداية
السئة» إذ وجدتُ فيها الأمان والثقة والحافز علئ الاستمرار بكل ما أوتيتٌ
من طاقة
لكني كنت في هذا المسعئ لا أزال أعمل وحدي في الغالب برغم ما اتفقنا
غير أنه كان آنئذٍ على درجةٍ من الانشغال لا تسمح له بالالتفات إلئ كل ما له
صلةٌ بالعلم؛ فهو الآن رهين ضغوط الروتين الإداري الذي وصفْتُه لك آنفاء
ووصل به الأمر إلئ أن يضطرّ إلى حبس نفسه في مكتبه إن هو أراد أن ينجز
بعض الأعمال العلمية» ومع ذلك فسرعان ما تتشنّت أفكاره بطلباتٍ إداريةٍ
وبالطبع بدأتُ أشعر بشيءٍ من نفاد الصبر منه؛ فلقد كانت الغاية من
حضوري إلى جامعة إمبريال أن أقوم بنشاطٍ علميّ؛ لا أن أدفن في حمأةٍ من
الروتين البيروقراطي لكني علئ يقين من أنه كان يشعر بالإحباط أكثر متي؛
إضافة إلئ معاناته من تعقيداتٍ في حياته الشخصية تتزايد باستمرار
كان آندي قد انتقل إلئ لندن من شيكاكو مع زوجه وأولاده الفاائت لتولي
منصب في جامعة إمبريال وسرعان ما أدرك أن ما يُمَظْر من العلماء البريطانّين
هو أن يحيوا كالتسَاك: في حالة فقر مدقع» وشعور بالبؤس قدر المستطاع؛
ويستحسن عدم وجود أسرة وفيما وراء هذا المفهوم تجد المحرّمات الإنكليزية
المتمثّلة في الخوض في الأمور المالية؛ فالمال من الموضوعات التي لا يجدر
الوافدون الجدد من العمّال وأهل الطبقة الوسطئ يُقَلّدونَ أسوأ مافي حياة الطبقة
كلما تعرّضتُ في الاجتماعات لموضوع تدني الأجور الأكاديمية أشاح
الحماقة إلا إنسانٌ زنجيّ وضيع
يمكن إجمال الموقف الإنكليزي بمثّل سائر مفاده أنَّ حل مجاعة العالّم هو
في أن يموت الناسٌ جوعاً؛ لا في أن يُنظّر في وسيلة لإطعامهم وقد ظهرٌ لي
أنَّ الناس هنا لا يحبّون أن يكونوا بؤساء فحسب» بل إنهم يكرهون كذلك كل