الثاني : أنهم أشد حباً لله تعالئ؛ من حب أهل الأوثان لأوثانهم!١.
ولا يجد العبد حلاوة الإيمان وطعمه؛ حتئ يكون الله تعالى ورسوله 2
وحلاوة الإيمان تكون باستلذاذ الطاعات» وتحمل المشقات في سبيل الله
تعالى ورضاه» وإيثار ذلك على عَرّض الحياة الدنيا !7
وك محبة محرمة» باطلة وزائلة يوم القيامة. قال سبحانه: الأخلأء
يود بَعْضْهُم لبعض عدر !
فالمشخاليّن على الكفر والتكذيب ومعصية الله والرسول بعضهم لبعض
فانقلبت يوم القيامة عداوة وبغضاً؛ وحسرة وندامة
ولاحظ تعبير القرآن (الاخلاء) ولم يقل : الأحباب؛ لأن الخّلة أعظم
وباطل» والباطل مضمحل زائل في الدنيا والآخرة» وما ربك بظلام للعبيد .
إن «الحب والمحبة» من المفاهيم التي انتكست عند كثير من شباب وفتيات
أمتناء فمعظم ما يدور حول هذا الموضوع عندهم ؛ وفي القصص والروايات+
والمسلسلات والافلام والأشعار وللأسف الشديد .هو مما يخالف الشرع
)١( انظر زاد المسير /١( *117) لابن الجوز:
() انظر شرح النووي (3/ 17)
والعفاف؛ ويوحي بل ويصرح كثيراً بعلاقات محرمة بين الجنسين؛ ويدعو
إليهاء وبرغب فيها!!
ولالاًسلاح الإيمان والتقوئ قد ضَعْف في نفوس كثير م فقد انتصرت
قوة إلا بالله .
وبعد :
الموضوع من شتئ جوائبه+؛ فذكر فيه أنواع المحبة وأسماءهاء في الكتاب
والسنة ولغة العرب» ثم أسباب المحبة ودواعيها؛ وذكر باباأعظيماً في أحكام
النظر وغائلته وما يجني به على صاحبه؛ ثم ذكر فوائد غض البصر ومتافعه»
ثم ذكر الثم التي استدل به القَسقة من الإباحية + علئ جواز النظر إلى ما لا
تخير الصور الجميلة (ذوات الجمال) للوصال الذي يحبه الله تعالى» ورسوله
علامات اللحبة وشواهدها وهو باب عظيم جدير بالعناية» ثم باباً في غيرة
وأضراره» ثم باباً فيمن ترك محبوبه الحرام فأعاضه الله تعالى عنه خيراً منه»
وغير ذلك من المباحث النفيسة؛ والكلمات الرائعة؛ والحكم الباهرة»
والاستنباطات المفيدة من نصوص القرآن والسئة؛ وفهم السلف
نبوية؛ ومسائل فقهية» وآثار سلفية؛ وشواهد شعرية؛ ووقائع كونية؛ ما يكون
*#عملي في الكتاب :
١ حذفت الأحاديث الضعيفة والمنكرة الواردة في الكتاب.
للحياء؛ دون حاجة شرعية تقتضيه» وهو أحد ما كان يصد بعض الناس عن
4 أبقيت تعليقات محمد حامد الفقي رحمه الله تعالى أو جلّها .
هذا والله تعالئ أسأل أن ينفع بهذا الكتاب شباب الأمة وفتياتهاء وأن يكفينا
وصلى الله وسلم وبارك وأنعم علئ عبده ورسوله محمد وآله وصحبه
محمد الحمود النجدي
هو الإمام المحقق المدقق المنفئن : أبو عبدالله شمس الدين محمد بن أبي
بكر بن أيوب الزرعي ثم الدمشقي الحنبلي» الشهير بابن قيم الجوزية» أويابن
القيم .
ولد سنة 2851ه»؛ ونشأ في بيت صلاح وفضل وعلم+؛ فوالده #أبوبكرا+
قال عنه الحافظ ابن كثير : «الشيخ الصالح العابد الناسك أبوبكر بن أيوب بن
سعد الزرعي الحنبلي؛ قيم الجوزية؛ كان رجلاً صالحاً متعبداً قليل
التكلف . . » (البداية والنهاية: 16/ ١)
تلقئ علومه في المدرسة الجوا
بعشرات المدارس والجوامع+ والدروس والحلق المفتوحة لكل طالب وسامع .
قال ابن كثير عنه : اوكان حسن القراءة والخُلق ؛ وكثير التودّد؛ لا يحسد
في مجموعه وأموره وأحواله؛ والغالب عليه الخير والأخلاق الفاضلة» .
وقال الحافظ ابن رجب : «وكان رحمه الله تعالئ ذا عبادة وتهجدء وطول
صلاة إلى الغاية القصوئ» وتألم لهج بالذكرء وشغف باللحبة والإنابة
والاستغفار والافتقار إلى الله؛ والانكسار له؛ والإطراح بين يديه على عتبة
جمعاني القرآن والسئة الإيمان أعلم مثه؛ وليس هو المعصوم» ولكن لم
آر في معناه مثله؟
وقال الذهبي : «عُني بالحديث وفنونه ورجاله؛ وكان يشتغل بالفقه ويجيد
بالخلاف ومذاهب السلف».
والتدريس بالصدرية (مدرسة) وتصدّئ للفتوى والتأليف .
التفسير والحديث والفقه وأصوله في المواعظ وغيرها
ومن أشهرها: زاد المعاد في هدي خير العباد؛ وإعلام الموقعين عن رب
العالمين؛ وإغاثة اللهفان من مصايد الشيطان؛ وبدائع الفوائد؛ والصواعق
المنزلة علئ الجهمية والمعطلة وغيرها من التصانيف الفذة .
عرب
من أشهر مشايخ ابن القيم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله تعالى»
الدّين في حياة المسلمين على منهج السلف الأولين؛ من الصحابة ومن تبعهم
روادها في كل ناحية وصّقع ؛ وأنقذ الله بهم كشيراً ممن وقع في المذاهب
الكلامية. والتخبطات العقائدية. وأصحاب التقليد والطائفية؛ راجعين بهم
إلى ما كان عليه حال الرسول المصطفئ الكريم؛ وصحابته معادن الفضل
تتلمذ عليه الحافظ زين الدين أبو الفرج ابن رجب؛ والحافظ ابن كثير
الدمشقي؛ صاحب التفسير والبداية والنهاية؛ والحافظ ابن عبدالهادي؛
قال الحافظ ابن كثير : وفي ليلة الخميس ثالث عشر رجب (سنة ١8لاه)
وقت أذان العشاء توفي صاحبنا الشيخ الإمام العلامة شمس الدين محمد بن
أبي بكر بن أيوب الزرعي» إمام الجوزية وابن قيمهاء وصلي عليه بعد صلاة
الظهر من الغد بالجامع الأموي» ودفن عند والدته بمقابر الباب الصغير رحمة
الله
فرحم الله تعالئ الإمام ابن القيم رحمة واسعة؛ وطوبئ لمن عطف الله
قلبه على محبة أهل العلم والفضل» جعلنا الله تعالئ منهم؛ والحمد لله
رب يسريا كريم
الحمد لله الذي جعل المحبة إلى الظفر بالمحبوب سبيلاً؛ ونصب طاعته»؛
والخضوع له على صدق المحبة دليلاً» وحرك بها النفوس إلى أنواع الكمالات
إيثاراً لطلبها وتحصيلاً» وأودعها العالم العلوي والسفلي لإخراج كماله من
العالية إلى أشرف غاياتها تخصيصاً لها وتأهيلاً. فسبحان من صرف عليها
القلوب كما يشاء ولما يشاء بقدرته؛ واستخرج بهاما خلق له كل حي
القرآن. وفضل أهل محبته ومحبة كتابه ورسوله على سائر المحبين تفضيلاً»
ولها تحركت الأفلام الدائرات» وبها وصلت الحركات إلى غاياتهاء واتصلت
() المعاطب : المهالك ؛ وأحدها معطب كمذهب
ربا وبالإسلاك ديناً وممحمد قلةٍ رسولاً؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له شهادة مقر بربوبيته؛ شاهد بوحدانيته؛ متقاد إليه محبته ؛ مذعن له
بطاعته؛ معترف بنعمته» فار إليه من ذنبه وخطيئته؛ مؤمل لعفوه ورحمته؛
وبكل معروف آمراً»؛ وعن كل منكر ناهياً؛ رفع له ذكره؛ وشرح له صدرة
ووضع عنه وزره؛ وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره؛ وأقسم بحياته
عبده ورسوله شهادة اليقين:
أنفر عليه للنبوةخائم
من الله مسيمون يلوح ويمشسهسة
)١( إشارة إلى قوله تعالى في سورة الحجر :(لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون) وأكثر المفسرين
على أن القسم مقصود به النبي ل . (الفقي)