يَعلْمُونْ «رأملي لَهُم [القلم :4 ف
أوحاه إليه من هذا الكتاب العزيز الذى «لا يأتيه الباطل من بن يديه ولا من خلفه تنزيل مَنْ حكيم حميد»*
واشتغالهم بغير ما أمروا به من اتباع كتاب الله
يلين القلوب بالإيمان بعد قسوتها من الذنوب والمعاصى؛ والله المؤمل السؤول أن يفعل بنا ذلك» إنه
() رواه مسلم فى صحيحه برقم (371) من حديث جابر .رضي الله عنه
الجزء الأول مقدمة ابن كثي 7
جواد كريم.
فإن قال قائل: فما أحسن طرق التفسير؟
فالجوا. أصح الطرق فى ذلك أ 3
خَصِيمَا» [النساء: 5 »]٠١ وقال تعالى : أو
[النحل: ١]44 وقال تعالى : وما أنزا
الذى وف رَسسُولَ رسول الله م1 يرضى رسول اللها”*". وهذا الحديك فى المباندا"" والسان بإناد
يد انام اراق لوقي
وحينتذ؛ إذا لم نجد التفسير فى القرآن ولا فى السنة؛ رجعنا فى ذلك إلى أقوال الصحابة؛ فإنهم
الصحيح» والعمل الصالح» لا سيما علماؤهم وكبراذهم» كالأئمة الأربعة والخلفاء الراشدين»
والأئمة المهديين» وعبد الله بن مسعود؛ رضى الله عنه!"
ريف
يعنى: السنة. والسنة أيضاً تنزل
قال الإمام أبو جمفر محمد بن جريرا"": حدثنا أبو كُرَيٍ
الأعمش» عن أبى الضحى؛ عن مسروق؛ قال: قال عبد الله - يعنى ابن مسعود -: والذى لا إله
غيره؛ ما نزلت آية منل*" كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت؟ وأين نزلت؟ ولو آعلم مكان أحد أعلم
)١( فى ب: «كما ينزله عليه () فى ب: «رحمة الله عليه».
عن أبى عون عن الحارث بن عمرو عن ناس من اصحاب معاذ عن معاذ به وقال الترمذى: «هذا حديث لا تعرفه إلا من هذا
الوجه؛ وليس إسناد عندى بمتصلء وابو عون الثقفى اسمه محمد بن عبيد الله». وللشيخ ناصر الالبانى مبحث ماتع بين فيه كلام
العلماء فى نقد الحديث. انظر: السلسلة الضعيفة برقم (881)
الإمام أحمد فى المسند (4/ 171 وأبو داود فى السئن برقم 40+ 83) من حديث المقدام بن معدى كرب + رفي الله عنه
8 الجزء الأول - مقدمة ابن كثير
بكتاب الله منى تناله المطايا لأتيته'". وقال الاعمش أيضآء عن أبى وائل» عن ابن مسعود قال: كان
الرجل منا إذا تعلم عشر آبات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن؛ والعمل بهن!"".
ميم "1
ومنهم الحخبر البحر عبد الله بن عباس» ابن عم رسول الله كف وترجمان القرآن وببركة دعاء
قل" قال عبد الله - يعنى ابن مسعود -: نعم ترجماٌ القرآن ابن عباس"'. ثم رواه عن يحبى بن
داودء عن إسحاق الأزرق؛ عن سفيان؛ عن الأعمش؛ عن ملم بن
مسروق؛ عن ابن مسعود أنه قال: نعم الترجمان للقرآن ابن عباس""". ثم رواه عن بُنْدَار؛ عن جعفر
وقال ابن جرير: حدثنا محمد بن بشارء حدا
ظنك بما كسبه من العلوم بعد ابن مسعود؟ .
وقال الأعمش عن أبى وائل: استخلف على عبد الله بن عباس على الموسم؛ فخطب الناس+
ة؛ وفى رواية: سورة النورء ففسرها تفسيراً لو سمعته الروم والترك والديلم
ولهذا غالب ما يرويه إسماعيل بن عبد الرحمن السدى الكبير فى تفسيره؛ عن هذين الرجلين
عبد الله بن مسعود وابن عباس؛ ولكن فى بعض الأحيان ينقل عنهم ما يحكونه من أقاويل أهل
عبد الله بن عمرو يوم اليرموك قد أصاب زاملتين من كتب أهل الكتابء فكان يحدث منهما بما فهمه
() تفسير الطبرى (1/ 40 وجابر بن نوج ضعيف لكنه
عن الأعمش به.
(1) رواه الطبرى فى تفسيره (1/ 80) من طريق الحسين بن واقد عن الأعمش به
(7) رواه الطبرى فى تفسيره (1/ -8) من طريق جرير عن عطاء عن أبى عبد الرحمن السلمى.
(8) رواء الإمام أحمد فى اللسند (07//1"» 133+ 714) واصله فى صحيح البخارى برقم (015).
(2) تفسير الطيرى (1/ 40
0 تفسير الطبرى (1/ +4) ورواه الحاكم فى المستدرك (9/ 488 من طريق سفيان به
(ه) تفسير الطبرى (1/ -4)
الجزء الأول - مقدمة ابن كثير
من هذا الحديث من الإذن فى ذلك.
وتجوز حكايته لما تقدم» وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر دينى؛ ولهذا يختلف علماء أهل
الكتاب فى هذا كثيراًء ويأتى عن المفسرين خلاف بسبب ذلك؛ كما يذكرون فى مثل هذا أسماء
أصحاب الكهف» ولون كلبهم» وعذتهم؛ وعصا موسى من أى الشجر كانت؟ وأسماء الطيور التى
أحياها الله لإبراهيم» وتعيين البعض الذى ضرب به القتيل من البقرة؛ ونوع الشجرة التى كلم الله منها
كه وَيَقْولُونَ حَسْة مادملهم كلهم جما بلقب ون سبع اهم كلهم قل ري أعلم تهم ما
هذه الآية الكريمة على الأدب فى هذا المقام وتعليم ما ينبغى فى مثل هذاء فإنه تعالى أخبر عنهم بثلاثة
تنبه على الصحيح منها وتبطل الباطل؛ + وتذكر فائدة الخلاف وثمرته؛ لثلا يطول النزاع والخلاف فيما
فقد أخطاء وكذلك من نصب الخلاف فيما لا فائدة تحته. أو حكى أقوالا متعددة لفظاً ويرجع
حاصلها إلى قول أو قولين معنى؛ فقد ضيع الزمانء؛ وتكثر بما ليس بصحيحء فهو كلابس ثوبى زور+
والله الموفق للصواب.
)١( فى ج: «صحيح للاعتقاد (؟) زيادة من طء ب
الجزء الأول مقدمة ابن كثير
فصل
إذا لم تجد التفسير فى القرآن ولا فى السنة ولا وجدته عن الصحابة؛ فقد رجع كثير من الأئمة
فى ذلك إلى أقوال التابعين» كمجاهد بن جيرا فإنه كان آية فى التفسيرء كما قال محمد بن
فحبك به
وكعيد بن جر وعكرمة مولى ابن عباس؛ وعطاء بن أبى رباح» والحسن البصرى؛ ومسروق
ابن الاجدع» وسعيد بن المسيب» وأبى العالية؛ والربيع بن أنس» وقتادة» والضحاك بن مُرَاحم»
وغيرهم من التابعين وتابعيهم ومن بعدهم» فتذكر أقرالهم فى الآية فيقع فى عباراتهم تباين فى
الالفاظء يحسبها من لا علم عنده اختلافاً فيحكيها أقوالاء وليس كذلك؛ فإن منهم من يعبر عن
الأماكن. فليتفطن اللبيب لذلك» والله الهادى.
وقال شعبة بن الحجاج وغيره: أقوال التابعين فى الفروع ليست حجة؛ فكيف تكون حجة فى
بعدهم؛ ويرجع فى ذلك إلى لغة القرآن أو السنة أو عموم لغة العرب؛ أو أقوال الصحابة فى ذلك.
مسدد عن أبى عوا: (". وقال البرمطي: هنا دينع حسن.
عن عبد الأعلى؛ به"
(©) تفسير الطيرى (1/ :4
(5) رواه الظيرى فى تفسيره (41/1) من طريق أبى بكر الحنفى سمعت سفيان فذكره
(5) تفسير الطبرى (1/ 77
الجزء الأول مقدمة ابن كثير. 11
مرفوعال'". ولكن رواه محمد بن حميد؛عن الحكم بن بشير» عن عمرو بن قيس اللاثىء عن
عن بكر؛ عن سعيد بن جبير؛ عن ابن عباس من قوله”"؛ فالله أعلم.
وقال ابن جرير: حدثنا العباس بن عبد العظيم العبرى» حدثنا بان بن هلال» حدثنا سهيل أخو
حزم حدثنا أبو عمران الْموَنى» » عن جندب؛ أن رسول الله ككَيِةٍ قال: «من قال فى القرآن برأيه فقد
وقال الترمذى: غريب» وقد تكلم بعض أهل العلم فى سهيل!*"
وفى لفظ لهم: «من قال فى كتاب الله برأيه. فأصاب؛ فقد أخطأ» أى: لأنه قد تكلف ما لا
علم له به؛ وسلك غير ما أمر به؛ فلو أنه أصاب المعنى فى نفس الأمر لكان قد أخطا؛ لأنه لم يات
الأمر من بابه؛. كمن حكم بين الناس على جهل فهو فى النارء وإن وافق حكمه الصواب فى نفس
الامرء لكن يكون أخف جما ممن أخطاء والله أعلم » وهكذا سمى الله القدقة كاذبين» فقال: ظِفَإِذْلم
فى نفس الأمر؛ لأنه أخبر مما لا يحل له الإخبار به ولو كان أخبر بما يعلم؛ لأنه تكلف ما لا علم له
ولهذا تحرج جماعة من السلف عن تفسير ما لا علم لهم به كما رو
وأى سماء تظلنى؟ إذا قلت فى كتاب الله ما لا أعلم!"".
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: حدثنا محمدا"" بن يزيد؛ عن العَرَمِ بن حَوْشَب؛ عن إبراهيم
؛ أن أبا بكر الصديق سثل عن قوله: إوفاكهة وأبا» [عبس: ١3]؛ فقال: أى سماء
وأى أرض تقلنى؟ إذا أنا قلت فى كتاب الله ما لا أعلم . متقطع!*'.
(1) تفسير الطبرى 094/10 ورواه وكيع عن عيد الأعلى فوقفه؛ رواه ابن أبى شبية فى المصنف /1١( 4517
() تفسير الطيرى (08/1)
(8) تفسير الطبرى (1/ 094
(5) سنن أبى داود برقم (3731) وسفن الترمدى برقم (3457) وسنن النسائى الكبر
70 فى اب: #محمودة
(ه) فضائل القرآن (اص 7؟1) وروا ابن أبى شيية فى المصنف )317/1١( عن محمد بن عبيد عن ال
7" الجزء الأول مقدمة ابن كثير
هذا لهو التكلف يا عمر”"".
قال: كنا عند عمر بن الخطاب» رضى الله عنه؛ وفى ظهر قميصه أربع رقاع؛ فقراً: #رفاكهة رأبا
مع رقع
وهذا كله محمول على أنهماء رضى الله عنهماء إنما أرادا استكشاف علم كيفية الابء وإلا
ذكرهما الله تعالى فى كتابه؛ الله أعلم بهما. فكره أن يقول فى كتاب الله ما لا يعلم!".
ميمون» عن الوليد بن مسلم؛ قال: جاء طلق بن حبيب إلى جندب بن عبد الله؛ فسأله عن آية من
وقال مالك» عن يحبى بن سعيد؛ عن سعيد بن المسيب: إنه كان إذا سثل عن تفسير آية من
القرآن» قال: إنا لا نقول فى القرآن شيعا 4
وقال الليث» عن يحيى بن سعيد؛ عن سعيد بن المسيب: إنه كان لا يتكلم إلا فى المعلوم من
وقال شعبة؛ عن عمرو بن مر قال: سأل رجل سعيد بن المسيب عن آية من القرآن فقال: لا
(1) فضائل القرآن لص 7؟1) ورواه ابن أبى شيبة فى المصنف (-317/1) عن يزيد به
ا الحاكم فى المستدرك 14/90 من
طريق يز
(7) فى جد: «التكلف يا عمر؟.
(7) ورواه ابن سعد فى الطبقات (؟/7117)م
() تفسير الطبرى (483/1.
البخارى فى صحيحه برقم (7747) عن سليمان
(0) تفسير الطبرى (43/1).
ابن وهب عن مالك يه
الجزء الأول - مقدمة ابن كثير ات ١١
وقال ابن شَوذّب: حدثنى يزيد بن أبى يزيد قال: كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال
والحرام؛ وكان أعلم الناس» فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت؛ كأن لم يسمع!"".
وقال ابن جرير: حدثثى أحمد بن عبدة الصَبى؛ حدثنا حماد بن زيد» حدثنا عبيد الله بن عمر»
قال: لقد أدركت فقهاء المدينة؛ وإنهم ليعظّمون القول فى التفسير؛ منهم: سالم بن عبد الله؛ والقاسم
ابن محمد؛ وسعيد بن المسيب» ونافع!"".
تاو آية من كتاب الله قط!؟.
وقال أيوب» وابن عون وهشام الأستوائى» عن محمد بن منيرين: سألت عبّيدة السلمانىء عن
وقال أبو عبيد: حدثنا معاذ. عن ابن عون» عن عبد الله بن مسلم بن يسار عن أبيه؛ قال: إذا
حدثت عن الله فقف» حتى تنظر ما قبله وما بعده
ولكنها الرواية عن الله عز وجل!*".
التفسير؛ فإنما هو الرواية عن الله 0١١
فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام فى التفسير
)١( رواه الطبرى فى تفسيرة (47/1) وابن أبى شية فى الصلف )911/1١( من طربق محمد بن جعفر عن شعبة به
(©) تفسير الطيرى (1/ 48).
(4) فضائل القرآن (ص 174).
(د) فى جا اتزلة
(3) رواء الطبرى فى تفسيره 43/1) من طريق ابن علية عن أبوب وابن عون به.
(1) فضائل القرآن (ص 778
(8) فضائل القرآن اص 174) ورواه أبو نعيم (777/8) من طريق جرير عن اله
(4) رواه الطبرى فى تفسيره (47/1) من طريق سعيد بن عامر عن شعبة به.
)٠١ فضائل القرآن (ص 914)
1 الجزء الأول - مقدمة ابن كثير
الحديث المروى من طرق: «من سثل عن علم فكتمه؛ الْجم يوم القيامة بلجام من ناره!"".
حدثنا عباس بن عبد العظيم» حدثنا محمد بن خالد بن عَثمة؛ حدثنا جعفر بن محمد بن
فإنه حديث منكر غريب؛ وجعفر هذا هو ابن محمد بن خالد بن الزبير بن العوام القرشى
الزبيرى» قال البخارى: لا يتابع فى حديثه؛ وقال الحافظ أبو الفتح الأزدى: منكر الحديث.
عن أبى الزناد [عن الأعرج]!""» قال: قال ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب
قال ابن جرير: وقد روى نحوه فى حديث فى إسناده نظر:
القرآن على أربعة!*' أحرف: حلال وحرام» لا يعذر أحد بالجهالة به. وتفسير تفسره [العرب. وتفسير
من طريق يوسف بن إيراهيم عن أنس» وقال البوصيرى فى الزوائد (1)117/1 هذا !.
فرواه ابن ماجة فى السنن برقم (170) من طريق محمد بن داب عن صفواذ بن سليم عن عبد الرحمن بن أبى سعيد عن أبى
سعيدء وقال البوصيرى فى الزوائد (114/1): «هذا إسناد ضعيف»
(7) تفسير الطبرى (44/1) ورراء أبو يعلى فى صنده (17/4) من طريق معن الفزاز عن فلان بن محمد بن خالد» عن هشام بن
عروة به؛ ورواه البزار فى مسنده برقم (1188) «كشف الاستار» عن محمد بن المثنى. عن محمد بن خالد بن عثمة؛ عن حفص -
اظنه ابن عبد الله عن هشام عن أيه به
() زيادة من نسخة مساعدة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
(8) تفسير الطبرى 005/13