ولكن مع ذلك لا يمكن وصفه إلا بالجبن الذكي الماكر إذ انهم بذلك
يتحاشون غضب العرب من قبائل الصحابة المرافقين» والذين لا قبل لهم بملاقاتهم
ولإرضائهم بدون ثار مهلك أو ديّةٍ معجزة ومفقرة لخزائن اليهود البخلاء -.
بريق امل في وسط اليهود ينبه إلى أن مكائدهم
سوف يكشفه الوحي الالهي على رسول الله كي
ورغم إحكام الخطة. وذهبية الفرصة السائحة بالمحاولة للاغتيال. عرض بعض
اليهود؛ وعلى رأسهم سلام بن مشكم أن هذا التدبير تسرى جدواه على البشر
العاديين أما على أصحاب الوحي والتبليغ فمثل هذه المؤامرات بعيد خطرها عنهم
بعد المشرقين - ونادى القوم مستجديا بالرجوع عن الخطة قائلا:
رغم هذا الاستجداء العقلاني الواعي المدرك لخطر المكر السلبي المترتب عن
وأسبابها ومسبباتها وكل واحد منهم يتيقن أنها الفرصة الأسنح للقيام بمهمة القضاء
على هذا البشير النذير العربي؛ وإلحاقه بقافلة ضحايا جرائمهم في حت عباد الله
تعالى المبشرين والمنذرين عن الأنبياء والرسل .
وحي السماء يام النبي ب بضرورة القيم من جوار الحائط فوراً
إذ هيأ عمرو بن اش الصخرة ليرسلها على سول الله َقةِ ويدحرجهاء فلما
أشرف به وجهزها جاء رسول الله يق خبِرٌ السماء بما صمْموا به فنهيض رسول
الله كي سريعاً كأنه يريد حاجة» وتوجه نحو المدينة.
وجلس أصحابه يتحدثون وهم يظنون أنه قام يقضي حاجةٌ وهو على وشك
العودة لاستكمال إجراءات اخذ المساعدة اليهودية والاستعانة بالجاه اليهودي لدى
بني عامر بحكم الحلف الذي بينهما.
يهودي بخبرهم برحيل محمد قن من مقعده
وبينما اليهود على ذلك إذ جاء رجل من اليهود من المدينة فلما رأى أصحابه
قالوا: هذا محمد قريب!!
اعتراف وإقرار
الله كَل وسلم لأمر».
قال: بلى والتورارة إني لأدري قد أخبر محمد بما هممتم به من الغدر فلا
دار هجرته يثرب؛ وصنعته بعينها ما تُخالف مما في كتابناء وما يأتيكم به أولى في
تسل امول
قال: تسلمون بأنذيأخذ أموالكم» ولا تخرجون من دياركم . . .
قالوا: لا نفارق التوراة» وعهد موسى .
من داري فلا تعقب يا حبي بن أخطب كلامه. وأنعم له بالخروج من بلاده.
عقاب وتاديب
ما إن عاد رسول الله و8 إلى المدينة حتى أمر محمد بن مسلمة بالغدو على
اليهود ليعلمهم أن أمرهم قد كشف وعليهم الرحيل خلال عشرة أيام.
فلقد روى ابن سعد أنهم حين همُوا بغدر رسول الله َيةِ وأعلمه الله بذلك»
ونهض سريعاً إلى المدينة بعث إليهم محمد بن مسلمة أن اخرجوا من بلذي فلا
بعد ذلك ضربت عنقه).
من ناس من أشجع إبلاء فأرسل إليهم ابن أبي : لا تخرجوا من دياركم» وأقيموا في
.016/1( عيون التاريخ والسير: )١(
لماوعل
إلى رسول الله و8 : إنا لا نخرج من ديارنا فاصنع ما بدالك.
فأظهر رسول الله كَل التكبير» وكبّر المسلمون لتكبيره وقال: حاربت يهود.
فسار إليهم النبي 8 في أصحابه فصلى العصر بفناء بني النضيرء وعلي بن أبي
طالب يحمل رايته واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم .
الحلقة فنزلت يهود على ذلك.
وولى إخراجهم محمد بن مسلمة؛ وحملوا النساء والصبيان» وتحمّلوا على
ستماثة بعير فقال رسول الله َل :
«هؤلاء في قومهم بمنزلة بني المغيرة في قريش».
كناية عن عزتهم؛ وعلو مقامهم عند اليهود. فلحقوا بخيبر» وحزن المنافقون
عليهم حزناً شديداً. وقبض رسول الله قل الأموال والحلقة فوجد من الحلقة خمسين
الأنبياء والرسل بمجرد حماية أهدافها ومكاسبها الدنيوية ناسين أو متناسين حقيقة
التكليف. ومدى خطورة تحدّي الله تعالى والإعراض عن وحيه؛ وإبلاغه.
وللعلم فقد كانت هذه الحادثة بمثابة دعوة أخرى ليهود بني النضير أظهر الله
تعالى بها صدق نبيه كَل وحقيقة ارتباطه فَل بالوحي؛ ومدى تأييد الله عزّ وجل له
بكل أسباب الحماية والتبصيرء ولكن أنَّ تنفع الهواتف مع أهل الطبع والرانا*».
(#) انظر تفاصيل هذه الحادثة:
١ الطبقات الكبرى لابن سعد: (88-01//1) 3 مغازي الواقدي: (717/1- 88 7# سبل
الهدى والرشاد: (107/8 0467 04). 4 عيون الأثسر (4/1ل: 75). 0 الاكتفاء
لسلا ماوال
محاولة
شيبة بن عثمان بن أبي طلحة*
الكنية واللقب
التحقيق في تدبيره لمحاولة اغتيل رسول الل قي
١ رواية المزي:
() انظر ترجمتة:
-١ تهذيب التهذيب: (71/4)» 7 تهذيب الكمال: (947/7) 7 تجريد أسماء
الصحابة: (131/1 رقم 1757). 4 تقريب التهذيب: (051/1)؛ م - أنساب
١١ )78 - سير أعلام النبلاء: (13/7 17 رقم *)؛ -١١ الجرح والتعديل:
(/ترجمة رقم 1476 ١7 تلقيح فهوم أهل الأثر: (81)» 18 شذرات الذهب:
(1/ه4» 10 1١ الوافي بالوفيات: (101-13) 17 خلاصة تذهيب تهذيب
71 0114 الجمع بين رجال الصحيحين: 714؛ 30 - جمهرة الأنساب لابن حزم: - ١4
المعرفة والتاريخ : ؟/ 713 3 علل الحديث لابن المديني : 0317 77 - مسد أحمد:
الكامل في التاريخ :0717/1 077807700/7 10 الطبقات الكبرى لابن 1404047
77 تحفة الأشراف: 187//8» رقم 777 77 المعين الذهبي: 77 1731/١ الجنان:
79 رقم لادلا 74 فيل المذيل: 7ف 70 أتناب الأضراف: ١ألاف في تا
جمهرة الانساب لابن الكلبي: ص 6+
لسلا م0ا وال
قلبه الإسلام؛ فأسلم ؛وقاتل معه؛ وكان ممّن صبر معه يؤمئذٍ.
وفزع وقذف الله في قلبه الإيمان. فقاتل مع رسول الله َل .
ابن العوام!"0.
٠ رواية ابن عساكر»:
خرجت إبغاء أن تظهر هوازن على قريش» فوالله إني لواقف مع النبي 48 إذ قلت:
قال: فما رفع النبي و يده عن صدري الثالثة حتى ما أجد من خلق الله أحب
رواية البيهقي:
قال شيبة بن عثمان بن أبي
14/17 تهذيب الكمال: )106 )١(
لل امول
* - رواية الواقدي:
طلحة قد تعاهد هو وصفوان حين وجّه رسول
الله ققة إلى حنين - وكان أمية بن خلف قتل يوم بدر» وكان عثمان بن طلحة قتل يوم
كان شيبة بن عثمان بن أ
قال شيبة: فأدخل الله الإيمان قلوبناء
ممتنع مني» وأيقنت بالإسلام .
وقال الواقدي : وقد سمعت في قصة شيبة وجهاً آخر كان شيبة بن عثمان
يقول: لما رأيت رسول الله ك8 غزا مكة فظفر بهاء وخرج إلى هوازن قلت: لعلي
انهزم أصحابه جنته عن يمينه» فإذا العباس قائم» عليه درع بيضاء كالفضَةٍ يتكشف
ايل فقلت: ابن عمه لن يخذله! فجثته من خلفه فلم إلا أسورة بالسيف
178/0 دلائل النبوة: )١(
(©) الشواظ: اللهب الذي لا دخان له. (الصحاح 1177/7).
(4) القهقرى : متراجعاً.
لماوعل
١ رواية الذهبي:
قال شمس الدين الذهبي : عن عثمان بن
كان مشاركاً لابن عمه عثمان الحجبي في سدانة بيت الله تعالى. وهو أبو
وحجبة البيت بنو شيبة من ذريته. . . وقيل إنه نوى أن يغتال رسول الله قَةِ ثم
روى عنه: ابناه مصعب بن شيبة؛ وصفية بنت شيبة» وأبو وائل» وعكرمة مولى
ابن عباس؛ وحفيده: مسافع بن عبد الله بن شيبة .
وله حديث في صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب؛ وروى له أبو داود وابن
لماذا رغب شيبة بن عثمان في قتل رسول الله قي
توجد لدى أي إنسان بواعث كامنة في النفس» وأسباب مباشرة في الحياة تدفعه
إلى التحرك في أي عمل يقوم به. وتظهر هذه البواعث جلية في الظروف الطارثة
إن علماء النفس الطبي يقرون أن زيادة افراز بعض الغدد يؤدي إلى إثارة
الجسم فيدفع بالإنسان إلى الجنوح والطيش والتهور والعدوان.
وأما اث نة من أن [أباه قتله علي بن أبي طالب رضي
الله عنه يوم أحدء فلما كان عام الفتح خرج شيبة كافراً مع النبي في إلى حنين وفي
.)410-4+4/0( مغازي الواقدي: )١(
)17/( سير أعلام النبلاء: )(
لماوعل