أشعري في باب الصفات والقدر والإيمان وغيرها؛ ومرجعه في أبواب الا
هي كتب الأشاعرة كماسيأتي تفصيله إن شاء الله تعالى
وموقف الشاطبي زحمه الله تعالى من البدع العملية(وهي البدع في
العبادات)في تحذيره منها وبيان مفاسدها والتشديد على التمسك بالسنة فيها
موقف جيد؛ وعمل مشكور. ولكنه مع ذلك وقع في بدع الأشاعرة
والمتكلمين الاغتقادية في الصفات والقدر وغيرها
ولم ينفرد الشاطبي رحمه الله تعالى بهذا الأمربين العلماء ؛ فقد وقع فيه غيره
التحذير من البدع العملية ومع ذلك فقد وافق الأشاعرة في أصولهم؛ وكأبي شامة
الدمشقي رحمه الله تعالى؛ فإن له كتاب(الباعث في إنكار البدع والحوادث)في
البدع العملية وهو أشعري المعتقد» والسبب في ذلك_والله أعلم أن علماء الكلام
الحق وسعى إليه بخلاف الاعتقادات كالأسماء والصفات والقدر والإيمان وغيرهاء
(1)) تعليقًا على كلام للشاطبي رحمه الله تعالى في الصفات :(فمن تيع عقيدة المصنف
رحمه الله من سياق تابه وجد ما يثلج صدره) مع أن الشاطبي بعد هذه الحاشية بصفحةٍ
واحدةٍ فقط(1/ ل ٠ صرّح فيها بموافقة الأشاعرة في الكلام النفسي !!وله غير هذا
في نفس الكتاب أيضًا كما سيأتي إن شاء الله تعالى؛ ومثل عثمان بن علي بن حسن في
كتايه(منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة)حيث قال(1/
قمت بتقييد مخالفاته لمعتقد أهل السنة والجماعة ؛ ورأيت أن أخرجها نصيحة
رتبتها وجعلتها على ثلاثة أبواب كمايلي :
الباب الأول:مخالفاته في التوحيد؛ وتحته فصلان :
الفصل الأول : مخالفته في توحيد الربوبية
الفصل الثاني : مخالفاته في توحيد الأسماء والصفات.
الباب الثاذي: مخالفاته في الإيمان والقدر » وتحته فصلان :
الفصل الأول : في مخالفته في الإيمان.
الفصل الثاني : في مخالفاته في القدر .
الباب الثالث:مخالفاته الأخرى» وتحته ثلاثة فصول :
الفصل الأول : تأثره بعلم الكلام.
الفصل الثاني : تأثره بالصوفية .
مشهور الدحسن
() ألف عبدالرحمن بن آدم بن علي - رحمه الله تعالى - كتابًا بعنوان(الإمام الشاطبي -
عقيدته وموققه من البدع وأهلها) وقد أحسن فيه رحمه الله تعالى» ولكنه لم يذكر إلا
وفي القدر والنبوات وموافقاته لبدع المتكلمين والصوفية في مواضع كما سترى هنا إن
شاء الله تعالى وكذلك فإن محقق كتاب (الموافقات) الشيخ الفاضل/ مشهور آل سلمان
دفي التحسين والتقبيح وغيرهاء إلا أنه ترك التنبيه على مواضع كثيرة من مخالفاته في
الصفات وفي القدر والنبوات وغيرها .
0 الإعلام بمخالفات( الموافقات)و(الاعتصام)
الفصل الثالث : إنكاره للمهدي .
والطريقة في عرض أقواله ونقضهاء أنني أذكر نصوص الشاطبي كلها
بلفظها وإن طالت في المسألة محل البحث؛ ثم أذكر مواطن الخطأ فيها
وردهاء مستدلاً على ما أقول بالنصوص الشرعية» وأنقل في ذلك ما تيسر من كلام
السلف» ومن كلام العلماء الذين كتب الله لهم القبول بين أهل السنة والجماعة؛
وخصوصًا شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى
وقد ذكرت قبل هذه الأبواب مقدمات مختصرة هي :
المقدمة الأولى : في عرض أقوال الرجال على الكتاب والسنة
المقدمة الثانية : في أن الرجل الفاضل الجليل قد تكونله زلات وهفوات
المقدمة الثالثة: في عرض مختصرٍ لعقيدة الشاطبي والرد عليها من
هذاء وقد اجتهدت في بيان الحق قدر الاستطاعة ؛ فما كان في كلامي من
صواب فمن الله والحمد لله على ذلك؛ وما كان فيه من خطأ فمني ومن الشيطان
الإعلام بمخالفات (الموافقات)و(الاعتصام) __ ل
المقدمة الأولى
«في عرض الأقوال على الكتاب والسنة»
فقد أتت النصوص الشرعية بوجوب عرض كلام العلماء على الكتاب
ولا يحتج بهاء وقد ضُينت لنا العصمة في الكتاب والسنة ولم تضمن لنا في
أقوال العلماء» فيرد ما لم يضمن إلى المضمون الذي لا يأتيه الباطل من بين
ألو[ الشورى : ١٠]؛ وقال تعالى : ( أنَِعاآ
و4[ الأعراف : ؟]؛ وكانت هذه وصية الرسول في آخر أيامه.
ففي صحيح مسلم من حديث زيد
«يا أيها الناس إنما أن بشرٌ يوشك أن يأنيني رسول ربي فأجيب»؛ ثم حضّ
على التمسك بكتاب الله ووصى بأهل بيته . وروى أحمد والترمذي وأبو داود
من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله كثةِ موعظة
وجلت منها القلوب وذرفت منها الدموع فقلنا : يا رسول الله كأنها موعظة مودع
فأوصناء فقال : أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد »
ن أرقم رضي الله عنه أن النبي كَل قال :
الخلقاء الرافدين المهدون حرا علا اواج وإياكم ومحدثات
الأمور » فإن كل بدعة ضلالة وروي مرفوعًا : ١تركت فيكم أمرين لن تضلوا
ماتمسكتم بهما : كتاب الله وسنة نبيه كوا ؛ وليس المقصود هنا استيعاب
النصوص في هذا الباب؛ وإنما المقصود التنبيه عليها .
وكانت هذه وصية السلف أيضًاء فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما
تنزل عليكم حجارة من السماء ؛ أقول قال رسول الله كِةِ وتقولون قال أبو بكر
فاتركوا قولي لكتاب الله)» قيل : (إذا كان قول رسول الله كَيةٍ يخالفه)؛ وقال
(اتركوا قولي لخبر رسول الله قيل : (إذا كان قول الصحابة يخالفه)
يحل لأحدٍ أن يقول مقالتنا حتى يعلم من أين قلنا)» وقال مالك رحمه الله
تعالى : (إنما أنا بشر أخطىء وأصيب» فانظروا في رأبي فكل ما وافق الكتاب
منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر كلةٍ)؛ وقال الشا ي رحمه الله
تعالى : (أجمع العلماء على أن من استبانت له سنة رسول الله كي لم يكن له أن
بقولي عرض الحائط)» وقال أحمد رحمه الله تعالى : (من قلة فقه الرجل أن
الإعلام يمخالفات (الموافقا 5 1١
كثير جدًال'" وفيما مضى كفاية إن شاء الله تعالى لمن أراد الحق -
فالحاصل أنه يجب عرض الأقوال على الكتاب والسنة؛ ومن فعل ذلك
فقد أمن _بإذن الله من الزيغ والزلل والوقوع في الباطل» وأما من قدّم أقوال
الرجال عليهما فما أحقه بقول الإمام أحمد رحمه الله تعالى حين قال : (عجبت
لقوم عرفوا الإسناد وصحته ويذهبون إلى رأي سفيان» والله تعالى يقول:
قوله أنيقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك)!"' .
نسأل الله تعالى أن يجنبنا أسباب الزيغ وأن يثبتنا على دينه
وهذه المقدمة ممهدة للمقدمة الثانية وهي :
انظراجامع بيان العلم وفضله)1/ 137 ؛و(إعلام الموقعين)171/7» ولفتح المجيد)
() انظر (فتح المجيد )784-7405
ين الإعلام بمخالفات(الموا
المقدمة الثانية
«في أن الرجل الفاضل الجليل قد تكون له زلات وهفوات
يجب التنبيه عليها»
اعلم أن سعة العلم وكثرة العبادة وظهور الفضل ليست من موانع الخطأ
والزلل مطلقًا؛ فإن الله سبحانه لم يعصم أحدًا من الناس غير الأنبياء عن
ذلك وقد يكون العالم مشتهرًا بين الخاصة والعامة بالعلم والفضل وله لسان
مفضولاً؛ لأن مراد الجميع الحق» ولهذا الأمر كثر التحذير من زلات العلماء
في كلام السلف» لأن العلم مظنة الاتباع
ومن ذلك قول عمر رضي الله عنه : (ثلاث يهدمن الدين : زلة عالم؛
وجدال منافق بالقرآن» وأئمة مضلون)» وروي نحوه عن أبي الدرداء وسلمان
رضي الله عنهما؛ وقال ابن عباس رضي الله عنهما : (ويل للأتباع من عثرات
العالم» قيل : وكيف ذلك؟ قال : يقول العالم برأيه؛ ثم يجد من هو أعلم منه
برسول لله كَقة: فيترك قوله ذلك ثم تمضي الاتباع)!'.
ويخطىء في هذا المقام طائفتان من الناس :
الطائفة الأولى : من إذا رأوا صدق العالم وفضله أحبوه وقبلوا جميع
)١( انظر (جامع بيان العلم وفضله) 1773/7 وما بعدها
بالكتاب ولا السنة إلابعد عرضها على قوله» وهذا كله من باب عبادة الأحبار
والرهبان والتي ذمها الله سبحانه وتعالى بقوله : ف أتكذْدا أَحِصَالَكٌُ
وَرُخبسسَتَهُمَ رساب يَن رب أله [التوبة ١: 13]؛ وفي مثل هؤلاء يقول عبد الله
ابن مسعود رضي الله عنه : (ألا ل يقلدن أحدكم دينه رجلاً؛ إن آمن آمن وإن كفر
الطائفة الثانية : من إذا رأوا العالم أخطأ أو زل في مسألةٍ أو مسائل قاموا
الإجحاف والظلم واتباع الهوى» فإن سبيل المسلمين اتباع الحق أينما كان
فإنه قبل الحتى من اليهود كما في الصحيحين من حديث عبد الله
ابن مسعود رضي الله عنه قال : (جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله كَل فقال: يا
محمد إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع
والشجر على إصبع والماء على إصبع والثرى على إصبع وسائر الخلق على
رسولالله
[الزمر : /731]؛ وفي النسائي من حديث كُتيلة بنت صيفي رضي الله عنهال أن يهوديًا
بل وأبلغ من ذلك ما في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه الطويل
الطعام فيمسكه أبو هريرة في كل مرة ثم يطلقه؛ فلما كانت الأخيرة أطلقه بعد
عليك من الله حافظ » ولايقربنك شيطان حتى تصبح)؛ وفيه قول الرسول كِلة:
فقال: لا؛ قال : «ذلك شيطان»» فقيل كلام الشيطان هنالأنه موافق للحق .
عنه بإسناد صحيح قال : (وأحذركم زيغة الحكيم» فإن الشيطان قد يقول كلمة
الضلالة على لسان الحكيْم » وقد يقول المنافق كلمة الحق» قال الراوي: قلت
لمعاذ: ما يدريني رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة؛ وأن
المنافق قد يقول كلمة الحق؟ قال: بلى» من كلام الحكيم المشبهات
إذا سمعته فإن على الحق نورًا) .
فأشار رضي الله عنه إلى الطائفة الأولى بقوله : (إن الشيطان قد يقول كلمة
الضلالة على لسان الحكيم)» وإلى الطائفة الثانية بقوله : (وأن المنافق قديقول
كلمة الحق)ء وأشار إلى الطريق القويم في هذا الباب بقوله: (اجتنب من كلام