فإذا قال الله يق هذا لنبيه إذا وافق المشركين فى شئ قليل من باطلهم
بحق الله د عليهم بقدر ما تكون لهم العزة والرفعة ١ فإن هان عليهم الدين
هانوا على الناس ؛ وحصل الشر والفساد؛ ومن ذلك تصدر الصبية والمتطفلين
على العلم وما حصل إلا بسبب تقصير العلماء فى القيام بحق الله عن عليهم
من بيان الحق للناس ؛ وإبطال الباطل؛ وإن اقتضى ذلك التكلم فى بعض
الناس بالتجريح لأجل النصيحة فهذا ليس من التشهير ولا الفضيحة ولا الغيبة
بدليل على عدم مشروعية التحذير من أهل البدع والانحراف بأسمائهم »
كانوا مشغولين بغيره من أمور الدين ؛ أما أن ينكر بعضهم الجرح والتعديل
فهذا من الجهل بالدين ؛ ولا يمكن أن يوجد من أهل العلم الذين هم أهل العلم
حقا من ينكر الجرح التعديل وينكر تسمية أشخاص لهذا الغرض الشرعى +
كيف وقد قالت عائشة - رضى الله عنها - : إن رجلاً استأذن على النبئة +
النبى 85 فى وجهه ؛ وانبسط إليه ٠ فلما انطلق الرجل قالت له عائشة : يا
شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره.»"
أخرجه البخارى فى " الأدب " (1054) ؛ وبؤب له : باب ما يجوز من
اغتياب أهل الفساد والريب ؛ وروى البخارى فى صحيحه " رقم (2051)
7 وقال الترمذى فى "علله ": وقد عاب بعض من لا يفهم على
أصحاب الحديث الكلام فى الرجال ؛ وقد وجدنا غير واحد من الأثمة من
التابعين قد تكلموا فى الرجال منهم : الحسن البصرى وطاوس قد تكلما فى
معبد الجهنى ؛ وتكلم سعيد بن جبير فى طلق بن حبيب ؛ وتكلم إبراهيم
النخعى وعامر الشعبى فى الحارث الأعور ؛ وهكذا روى عن أيوب
السختيانى وعبد الله بن عون وسليمان التيمي وشعبة بن الحجاج وسفيان
الثوري ومالك بن أنس والأوزاعي وعبد الله بن المبارك ويحيى بن سعيد
القطان ووكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدى وغيرهم من أهل العلم »
أنهم تكلموا فى الرجال وضعفوا ؛ فما حملهم على ذلك عندنا والله أعلم إلا
النصيحة للمسلمين ؛ لا نظن أنهم أرادوا الطعن على الناس أو الغيبة ؛ إنما
+ ؛ ومسلم (7557 ) ؛ وغيرهما ) ©٠33( رواه البخارى )١(
ومن أراد الوقوف عليها فليرجع إلى كتاب ” نشر الصحيفة " لشيخنا مقبل بن هادى )7(
أصحاب غفلة وكثرة خطأ ؛ فأراد هؤلاء الأئمة أن يبينوا أحوالهم ؛ شفقة على
الدين وتثبيتا ؛ لأن الشهادة فى الدين أحق أن يتثبت فيها من الشهادة فى
الحقوق والأموال +
7 قال ابن رجب فى ”شرحه لعلل الترمذى " ( 48/1 :
#مقصود الترمذى - رحمه الله - أن يبين أن الكلام فى الجرح
والتعديل جائز ؛ وقد أجمع عليه سلف الأمة وأئمتها لما فيه من تمييز ما
يجب قبوله من السنن مما لا يجوز قبوله ٠
فإن ذكر عيب الرجل إذا كان فيه مصلحة ؛ ولو كانت خاصة كالقدح فى
شهادة شاهد الزور جائز بغير نزاع ؛ فما كان فيه مصلحة عامة للمسلمين
أولى ٠
وروى ابن أبى حاتم بإسناده عن بهز بن أسد قال : لو أن لرجل على
رجل عشرة دراهم ؛ ثم جحده لم يستطع أخذها منه إلا بشاهدين عدلين »
فدين الله أحق أن يؤخذ فيه بالعدول +
+ تنبه أخى القارئ إلى وصف الذى ينكر الجرح والتعديل بأنه لا علم عنده )١(
وكذلك يجوز ذكر العيب إذا كان فيه مصلحة خاصة ؛ كمن يستشير
فى نكاح أو معاملة ؛ وقد دل عليه قول النبى 8 لفاطمة بنت قيس : " أما
معاوية فصعلوك لا مال له . وأما أبو الجهم فلا يضع العصا عن عاتقه 0"
نذكر الجرح والتعديل ؛ وذكر ابن المبارك رجلاً فقال : يكذب ؛ فقال له
رجل : يا أبا عبد الرحمن تغتاب ؟ قال : اسكت ؛ إذا لم نبين كيف يُعرف
الحق من الباطل ؟" وكذا.روى عن ابن علية أنه قال فى الجرح : إن هذا
الرجل يغلط ويهم ويصحف ؟ فقال : بين أمره ؛ فقلت لأبى مسهر : أترى
ذلك غيبة ؟ قال : لا +
وروى أحمد بن مروان المالكى ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل
قال : جاء أبو تراب النخشبى إلى أبى ؛ فجعل أبى يقول : فلان
ضعيف ؛ وفلان ثقة ؛ فقال أبو تراب : يا شيخ لا تغتب العلماء +
+ رواه مسلم (1880) ؛ وغيره )١(
() الحديث مشهور فى ” الصحيحين " وغيرهما ٠
© رحم الله ابن المبارك لو كان فى زماننا لوجد من يقوم فى وجهه قائلا : هذه أمورٌ
شخصية ؛ أين العلم فى قولك ( فلان كذاب ؛ فلان يسرق عمل غيره ؛ ليس بهذه الطريقة
ليشتد علئّ أن أقول : فلان ضعيف ؛ فلان كذاب ٠ قال أحمد : إذا سكت
أنت ؛ وسكت أنا فمن يعرف الجاهل الصحيح من السقيم ؟
وقال إسماعيل الخطبى ثنا عبد الله بن أحمد : قلت لأبى : ما تقول فى
أصحاب الحديث يأتون الشيخ لعله أن يكون مرجئا أو شيعيا أو فيه شئ من
خلاف السنة ؛ أيسعنى أن أسكت عنه أم أحذر عنه ؟
نعم تحذر عنه +
قال ابن رجب : وقد خرج ذلك كله أبو بكر الخطيب فى كتاب
الكفاية " وغيره من أئمة الحفاظ ؛ وكلام السلف فى هذا يطول ذكره
© وأقول : فكم أبواب من الشر فتحت وفشا الشر ؛ وانتشر بين الناس
بسبب قعود أهل العلم عن هذا الواجب ؛ فلو أن أهل العلم الذين يُرجع إليهم
لسقط هذا الرجل ونكون بذلك قد منعناه عن الشر ؛ ومنعنا شره عن الناس +
شرح علل الترمذى ( 7//1ا34 - 260 ) +
فعلى سبيل المثال فى موضوعنا الذى نتكلم عنه ؛ وهو الحديث عن هؤلاء
الذين حُّرفوا نصوص الكتاب والسنة ليطبقوها على وقائع العصر عمداً أو
خطأ ؛ لو أن أهل العلم تكلموا فى أشدهم بعداً وانحرافاً كمحمد عيسى داود »
فصدر عنهم بيان بأنه يكذب على رسول الله 45 ؛ ونُشر هذا البيان ٠ وعليه
المعروفين عن الجرح والتعديل جعل الرجل يستغل الأحداث لينشر عشرات
الكتب فشغل الناس وأخذ أموالهم بالباطل ؛ وأفسد أفكار كثير من الجهال » بل
راح يفتخر بانحرافه وضلاله ؛ بل وينقم على من يأخذ عنه انحرافه ويسمى
فعله سرقة أفكاره حيث يقول فى كتابه الذى سماه "المفاجأة " فى المقدمة
المحفوظ أول رجل فى أمة سيّدنا محمد ب يمهد للمهدى سلطانه ؛ كما تفضلت
علىّ من قبل وجعلتنى أول رجل فى الكرة الأرضية يكشف أن المسيخ [ كذا ]
الدجال له قلعة فى برمودة ؛ وأنه صاحب الأطباق الطائرة ؛ وأنه السامري +
وأنه صاحب الختم على العملة الأمريكية بشعاره هو ؛ لا الماسونية ؛ وأنه هو
الذى صاغ برتوكولات شيوخ صهيون ؛ وأنه صاحب الوجه الآخر للمؤامرة
على البشرية ؛ فاجعلنى اللهم أول من يبنى منبراً للمهدى فى مصر والعالم
الإسلامى ؛ والكرة الأرضية ؛ ويهيئ العقول للخير القادم ؛ حاملاً سنبلة
خضراء يتضاعف عطاؤها رزقاً واسعاً لكل أبناء آدم ؛ وفى اليد الأخرى
على من يسرق فكرى ؛ أو يحاول تعطيل مسيرتى بأى كيد وضيع كوضاعة
أهل الكيد والسرقة والشر والكذب "١اه +
فانظروا إلى الرجل يسرح ويمرح ؛ ولا يبالى بأحد ؛ وما حمله على
ذلك إلا قعود أهل العلم عن واجبهم فى حماية عقائد المسلمين من أن يتلاعب
بها الجهال والمغرضون ؛ وأذكر هنا موقفاً لبعض الدعاة من انحراف واحد
من هؤلاء ؛ وهو ما ذكره أخونا الشيخ محمد حسين يعقوب فى مقدمته لكتاب
كشف المكنون فى الرد على كتاب هرمجدون “" حيث قال : ”وفى مجلس
ولدى عبد الرحمن - هداه مولاه وأباه - أجمع الدعاة على استتكار كتاب
عمر أمة الإسلام " فى وقته ؛ وكتبنا بذلك مكتوباً وقع عليه معظمهم "؛ ثم
قال الشيخ يصف ما فى الكتاب الذى وقعوا عليه : ” إنه من الإجرام فى حق
أمة الإسلام التلبيس عليها فى دينها بتلك الأخبار التى لا تعتمد على السنة
الصحيحة بفهم السلف الصالح ؛ وإن من الإجرام فى حق الأمة دعوتها إلى
التخاذل والاستسلام + لأن عمر أمة الإسلام انتهى ؛ وما بقيت إلا أحداث آخر
الزمان "١اه +
يبتفيه من وراء ما يكتب ؛ وهو الرزق الواسع ؛ ولذا فهو يتميز غيظاً على من يأخذ
كلامه الفارغ فيأكل به أموال الناس +
حرثة
0 وأقول : أنا أتصور أنه لو نشر هذا المكتوب عليه توقيع هؤلاء
الشيخ محمد حسين بقوله : ” ولكن طواه النسيان ؛ وغابت عنى الآن تلك
الورقة 0+
3 وكانت النتيجة هى خروج أمين علينا بكتابه الأخير
"هرمجدون " الذى بلبل به أفكار كثير من الناس ٠ فقد انتشر انتشاراً ما أظن
أن كتابا ضاهاه فى الانتشار فى الفترة الأخيرة''' ؛ وأرهق الناس بالردود
عليه بالقول والكتابة والتعليق ؛ وشغل مجالس الناس ؛ وكان يمكن تفادى هذه
المفاسد لو قام أهل العلم بوا. إنكار المنكر . ثم الجرح والتعديل ونشر ذلك
بين الناس ؛ فأسأل الله كن أ يعين أهل العلم للقيام بحق الله عليهم +
إذا أراد أن يقدم على عمل "من أعمال الدنيا وكان هذا العمل سيضع فيه ماله
عن كل شئ عن هذا العمل ؛ فإذا أراد أن يعمل مصنعاً لا يمكن أن يذهب إلى
مزارع فيسأله ؛ بل غالبا لا يكتفى بواحد ؛ بل يسأل كل من يستطيع سؤاله +
+ فالله أعلم
أغلى عليك من دينك ؟
الحقيقة المرة هى أن هذا هو حال كثير من المسلمين اليوم ؛ وإلا فلو
الأحداث المعاصرة ؛ واقتحموا باباً لم يلجْهُ أهل العلم ؛ فحرفوا النصوص
فإن القول فى دين الله ف بغير علم جناية عظيمة ؛ فقد قال الله فد: ( ولا