إن تعجب فعجب لرجل أعجمي يدعى الغيرة على الإسلام والدفاع عن
صفاته » ونعوت جلاله تبارك وتعالى ويطعن في أئمة الحديث ؛ ونوابغ العلماء
وأشهر مشاهير الأمة ؛ من دون ورع ولا حياء» ولا ييالي أن يكتب العقائد
من عند نفسه » وأن يملي التاريخ من حقده » فينحل أهل السنة عقائد المعتزلة »
وبثني عليهم بها؛ ويشوه تراجم الرجال ومحاستهم » ويقلب الحقائق رأمًا
على عقب .
هذا هو الشيخ زاهد الكوثري الجركسي : الذي كان سمح له الأستاذ
السيد : حسام الدين القدسي أن يصحح بعض مطبوعاته؛ وأن يعلق عليها
فاضطر الحسام الفاضل إلى إيقافه عن التصحيح والتعليق » وأعلن في مقدمة
كناب « الانتقاء » خيانته على رءوس الأشهاد » وجنايته على الدين وأهله» بما لم
(©) اعتمدنا في طبعنا لهذه الرسائل الأربع المتالية على طبعة: « مطبعة الإمام 4 +
وذكر أمثلة منها تراجع في تلك المقدمة .
وأشار إلى تعيين تعليقاته كلها ليكون القراء على بينة من أمرها .
وإليك أيها القارئ الكريم أمثلة مما ذكرناه لتشهد بصحة قولنا فيه ؛ ولتعلم
مبلغ هذا الرجل من الدين والحقيقة والإنصاف .
قال الإمام أبو القاسم بن عساكر حافظ الشام في كتاب «تبيين كذب
لمفترى فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري» (ص: 27):
وقذفوه - أي الإمام الأشعري - بمثل ما قذفت به اليهود عبد الله بن
سلام وأياه سلامًا .
ونقل في (ص : 40) عن أبي بكر القيرواني أن أبا الحسن لما رجع عن
مذهب الاعتزال صار عند المعتزلة ككتابئٍ أسلم ؛ وأظهر عوار ما تركه؛ فهو
أعدى الخلق إلى أهل الذمة وكذلك الأشعري أعدى الخلق إلى الممنزلة » فهم
يشنعون عليه الأشانيع» وينسبون إليه الأباطيل .
وعلق عليه الكوثري فقال في تعليل ما قذفت به اليهود ابن سلام وأباه»
حيث قال اليهود : هو شرنا وابن شرنا؛ وتنقصوه حين علموا أنه أسلم بعد أن
كانوا يقولون فيه هو خيرنا وابن خيرنا ؛ وأفضلنا وابن أفضلنا » وهم قوم بهت
أهل غدر وكذب وفجور ؛ على ما جاء في « صحيح البخاري 4 وغيره .
قال : وقد ورث منهم أفراخحهم المشبهة الوقيعة في إمام السنة بيهتان
يختلقونه هداهم الله تعالى .
فانظر أيها المطلع البصير إلى هذه الوقيعة الشنيعة في أئمة التوحيد والفقه
والحديث » وكيف يجعلهم الكوثري أفراخ اليهود» وبرميهم ب ْ
البهتان» وهم لم يزيدوا على أن أثبتوا لله تعالى ما أنبته هو لنفسه من غير
تشبيه ولا تثيل» ولا تأويل ولا تعطيل .
وهذا هو مذهب الإمام الأشعري الأخير الذي صار إليه ؛ ودان الله به وعزم
وفي «التببين» (ص : 40) أنه رضي الله عنه صعد على منبر الجامع
بالبصرة بعد صلاة الجمعة ومعه شريط شده في وسطه ؛ وقال : اشهدوا عل
كنت فيه من القول بالاعتزال .
ِِ - فعلى مذهب هذا الأعجمي الشركسي صار الإمام أبو الحسن الأشعري
فرحا لليهود مجسمّا؛ وقد كان على مذهب الاعتزال المعطل مسلعًا! !
ولذلك تراه يحمل مالب الممعتزلة على أهل السنة والجماعة مثبتي
النصوص ؛ ويسميهم مشبهة وأفراخ اليهود - وحاشاهم .
لرجوعه إلى المذهب الحق» وإيثاره نصوص الكتاب والسنة ؛ واتباعه هدى
سلف هذه الأمة؛ ويحاول أن ينقض بتعليقاته كتاب الإمام ابن عساكر الذي
انتصر فيه للإمام أبي الحسن ومذهب السلف ودين الحق » إما عن جهل؛ أو
سوء نية وقصد الله عليم بذات الصدور» زآل عمران : ]1١4 ولكن الإمام
الأشعري صرح أنه كان في اعتزاله على غير الإسلام » وأنه أسلم منذ الساعة
التي دخل فيها في مذهب السلف .
فليختر الكوثري :
إما الدخول معه في الإسلام, أو قبول ما كان عليه من قبل !1
الكوثري وتبيين كذب المفترى
أرأيت هذا العنوان الذي هو اسم كتاب الحافظ ابن عساكر - رحمه الله
تعالى - : إنه ينطبق على الكوثري فيما علق عليه » فهو أشد الناس عداوة
لمذهب أئمة السلف في الأسماء والصفات .
وهذا الكتاب ألف في الأشعري بعد رجوعه إلى مذهيهم» فدعوى
الكوثري فيه كدعوى آل حرب في زياد؛ وتعليقاته عليه مفسدة لأصله
مناقضة له .
وروى عن الأشعري - رحمه الله - أنه قال:
«الجوابات في الصفات عن مسائل أهل الزيغ والشبهات » » نقضنا فيه كتايًا
ألفناه قدا على تصحيح مذهب الممنزلة لم يؤلف لهم كتاب مله » ثم أيان.
فهلا رجع الكوثري عن مسائل أهل الزيغ والشبهات إلى مذهب الحق كما
رجع الإمام؟
أم يريد أن يستمر في هذا التخبط يديجور الأكاذيب والأوهام .
وإليك شذرة من عقيدة الإمام الأشعري التي أفصح عنها في أول كتاب
«الإبانة» ليظهر لك من هو الأحق بالانتساب إلى هذا الإمام .
قال رحمه الله تعالى :
باب في إيانة أهل الحق والسنة
فإن قال لنا قائل :
قد أنكرتم قول المعتزلة والقدرية والجهمية والحرورية والرافضة والمرجئة »
قيل له:
قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها: التمسك بكتاب ربنا عز
وجل وبسنة نبينا عليه السلام» وما روى عن الصحابة والتابعين وأئمة
محمد بن حنبل - نضر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته - قائلون» وما
خالف قوله مخالفون ؛ لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل » الذي أبان الله به
الحق »؛ ورفع به الضلال » وأوضح به المنهاج» وقمع به بدع المبتدعين» وزيغ
لزائغين» وشك الشاكين» فرحمة الله عليه من إمام مقدم ؛وجليل معظم
والإكرام » [الرحمن: 97]» وأن له يدين بلا كيف كما قال : الخلقت
ثم عقد الإنام الأشعري في كتابه «الإبانة» أبوابًا وفصولًا في إثبات
الصفات الإلهية : صفة صفة » ونصر العقائد السنية : عقيا
أهل الزيغ والضلال المحرفين : شهبة شبهة فكتابه هذا - رحمه الله - هو
مجموعة عقائد وحقائق لأهل السنة ؛ ودحض أباطيل لأهل البدع والأهواء»
عليه كتابه وسنة رسوله تك وأن مذهبه هو مذهب الصحابة والتابعين وأئمة
الحديث» وهو مذهب إمام السنة : أحمد بن حنبل - نير الله وجهة .
وترى من أبواب هذا الكتاب «الإبانة»: د باب ذكر الاستواء على
العرش » وباب الكلام في الوجه والعينين والبصر واليدين ) +
ولكن الكوثري - عامله الله ما يستحق - لا يقيم لشيء من هذا وزنّاء
ولا يرفع به رأما ؛ بل يعده ضربًا من الضلال والحبال » » وإن كان في كتاب الله
المتعال» وفي كلام النبي البين لما نزل من عند اله ؛ وإن كان مذهب الصحابة
والتابعين وأهل الحديث وأئمة الرواية؛ وحتى وإن كان مذهب أبي الحسن
الأشعري: الذي يزعم الانتصار له؛ بل وإن كان مذهب الإمام أبي حنيفة
ليده وزداكية
فقد قال الإمام أبر حنيفة - رضي الله عنه - في كتابه «الفقه الأكبر»
المطبوع مع كتاب «الإبانة؛ (ص 16):
«من قال لا أعرف الله أفي السماء أم في الأرض فقد كفر»» قال الله
تعالى : ف الرحمن على العرش استوى .
فإن قا أقول بهذه الآية ؛ ولكن لا أدري أين العرش : في السماء أم في
الأرض؛ فقد كفر - أيضًا .
وقال في كتاب «الوصية » (ص 1010
« ونقز بأن الله على العرش استوى 6+
وقال في «الفقه الأكبر» - أيضًا (ص 014):
«وله يد ووجه ونفس كما ذكره الله تعالى في القرآن» فما ذكره الله في
القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس . فهو له صفات بلا كيف .
في أواخر حياته ؛ ويدعي أن طبعتها محرفة؛ وهو يريد بهذا التخريف إبطال
الثقة بكتاب « الإبانة » وبالمذهب الحق الذي صار إليه الإمام ورده إلى مذهب
الاعتزال .
وماذا بعد الحق إلا الضلال .
وقد اذكرنا بهذا التعصب الذميم بما حكاه في رسالة: «الذب عن
الأشعزي » الحافظ أبو محمد بن علي البغدادي أنه شاهد نسخة من « الإبانة »
كنت كتبت نسخة أخرى مما وجدته في كتاب الإمام نصر المقدسي .
« ولقد عرضها بعض أصحابنا على عظيم من عظماء الجهمية المنتمين افتراء
إلى أبي الحسن الأشعري - بيت المقدس - فأنكرها وجحدهاء وقال : ما
سمعنا بها قط » ولا هي من تصنيفه ؛ واجتهد آخرًا في إعمال رويه ؛ ليزيل
دريت من أي أمريه أعجب : أين جهله بالكتاب مع شهرته وكثرة من ذكره
فما أشبه الكوثري المحرف لآيات الكتاب المجيد بهذا الجاهل العنيد؛ وهو
مقلد له ولأمثاله في تلقيب مثبتى النصوص بالحشوية وهم : الصحابة والتابعين
وأئمة السلف والصالحون ف كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا
الله وآياته يؤمنون ويل لكل أفاك أليم » يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر