مقدمة التحقيرّ
© مقدمة عامة .
© نسخ الكتاب الخطية .
© خطة التحقيق .
© أهمية كتاب السنن المأثورة وعمل الامام الشافعي
بها
بين عشرات وعشرات السنين » فى كل مطالع شموس
من حياة المسلمين يأتى على الزمان مصلح يوقظ فضائل
النفس + ويرفع صوت الحق ويعارض التيار المتحرف +
ويكافح الفساد الشامل .
والدارس لتاريخ هذه الآمة الإسلامية » والمتتبع لحوادثه
وشخصياته لايعرف عهداً قصياً ساد الظلام فيه على العالم
الإسلامى + أو خبت مصابيح الإصلاح ؛ أو خفتت
أصوات الحق
لقد كان العلماء فى كل عصر يوجهون أعمال هذه الأمة +
وفى ثباتهم على الحق يستطيعون أن يكونوا نبراساً في سواد
الظلام » ومصباحاً اذا خفتت أصوات الحق .
إن سجل التاريخ العلمى لمذه الأمة فى علمائها الذين
حاجات بطونهم » واطرحوا رغبات الغنى والجاه ؛ وكل
ماتزاحم عليه الناس » أو ما يتفاخر به أصحاب الثراء
فاستهانوا فى سبيل العلم بكل صعب ؛ وعرّضوا حياتهم
لأخطار كثيرة ؛ لقد كانوا يرحلون على الابل الاشهر ذوات
لمحة فى سجل
التاريخ العلمى
للأمة الإسلامية
تضحيات العلماء
في سبيل العلم
واستهاتتهم
بالصعاب فى
[مقدمة عامة
حركة التدوين فى
الاسلام
أثئر الدعوة
تطوير الجتمع
العدد قاطعين الأرض من مشرقها إلى مغربها فى طلب مسألة
مفردة » فى لقاء إمام محدث » فى سماع حديث واحد .
والمتقصى لتاريخ التجديد فى العالم الاسلامى لا يرى
فترة لم يظهر فيها عالم كبير إمام » والمتبحر فى تاريخ العلم
ولا ثلمة فيه إلا وقد وانبرى لها أكثر من عالم +
مشاعل عبر القرون الآتيات . فاستضاء من بعدهم
وتستضىء بهداهم .
وتحت عنوان « حركة التدوين فى الاسلام وتنظيم الحياة
ينية » قال الداعية الاسلامى : أبو الحسن
عمت الآفاق وتخطت الحدود . وبفضل الجهاد الذي
أخضع نصف المعمورة للاسلام من طور البداوة والبساطة
والانحصار فى دائرة جغرافية ؛ ومجتمع صغيرء الى
وقد كانت قارة افريقية تحت وصاية الاسلام وادارته +
وتدخل فى هذه الامبراطورية الاسلامية أقطار وبلاد من
أرقى البلاد فى العالم واعرقها فى المديئة والعلوم ؛ وكانت
هذه الحكومة العظيمة تواجه بطبيعة الحال تطورات كثيرة
سريعة بحكم الاختلاط بالعناصر المختلفة » والمدنيات
الكثيرة » وتواجه شؤونا جديدة ومشاكل عديدة فى التجارة
والزراعة والجزية والخراج + وتواجه من مسائل البلدان
والاقطار التى يفتحها الاسلام ويحكمهاالمسلمون؛ الشىء
التطور العلمي الاسلامي ]
ما يتنافى مع الاسلام كثيرا ؛ ويتفق معه قليلا » وكان
وكانت هذه النواحى كلها تتطلب الحل الحاسم السريع +
وتمتحن كفاية هذه الأمة الفكرية » وصلاحية التشريع
الاسلامي لمسايرة العصر والمدنية وشؤون الاجتماع
البشري . وكانت الحكومة فى حاجة ملحة الى دستور شامل
أوتعطيله عن الحركة في انتظار التشريع +
فاذا تكاسل العلماء في الاجتهاد والاستنباط » وآثروا
الراحة على العمل والكدح » أوضعف انتاجهم وجمدت
قريحتهم ؛ التجأت الحكومة تحت وطأة حاجات الحياة
وتطبق القانون الرومانى والايرانى على المملكة الاسلامية ؛
سعادة القانون الاسلامى » وبركات المجتمع الاسلامى +
ويكتب عليها أن تعيش مسلمة متدينة فى مسجدها 6
جاهلية أولادينية فى بيوتها واسواقها ومحاكمها ؛ كما هو
الواقع فى البلاد والدول التى ديانتها الرسمية النصرانية
وليس عندها تشريع مسيحى كما هو واقع - مع الأسف
والخجل فى البلاد والدول التى تدين بالاسلام فىالعقيدة
والعبادة » ولاتدين به فى التشريع والقانون واذا ساغ في
النصرانية التى لا تملك الشروة الدستورية » ولا تلح على
تطبيق الدين على الحياة فانه لايسوغ فى الاسلام الذي هو
دين ودولة » وعقيدة وسياسة » وعبادة واجتماع , فكانت
الأمة تجتاز مرحلة :
مفترق الطرق . وكانت الغلطة دقيقة في حياتها ؛ وقد وقفت
على مفترق الطرق . وكانت الغلطة الواحدة . أو العثرة
[مقدمة عامة
الحديث النبوى
الشريف هو ثروة
الأحكام
موثق للسير على
والاجتماع الاسلامى والنظم الاسلامية » وتفرض على
الاجيال القادمة أن تعيش حياة ليس للاسلام فيها الا
المظلم الا اذا كانت مصادر التشريع ؛ ومنابع الفقه
الاسلامي ؛ محفوظة من الضياع + ميسورة الانتفاع ٠
الضياع والتحريف هو « الحديث » الذي هو مصدر
منظم » وثروة زاخرة لاستنباط الاحكام » ولا يعرف
التاريخ سيرة ية أوثق من هذه السيرة » وأحراها بالاعتماد
والتعويل » ويصح أن يسمى سجل الوقائع اليومية » وشيه
« مذ كرات » اذا صح هذا التعبير لمدة ثا اث وعشرين سنة
ترينا كيف كان رسول يي يعيش فى هذه الحياة » وكيف
السجل الخالد لنبيها ؛ بل العكس من ذلك » نرى الأمم
كلها فقيرة لا تملك مصدرا من مصادر العلم عن الأنبياء
والرسل ؛ وهي - من عمى وظلام تاريخي قد انقطعت
التاريخية التى تصلها بعصر هؤلاء الرسل - سلام الله
ظروف وملابسات ؛ فهذه الامة المسيحية التى هى من
اغنى الامم بالتأليف والثروة العلمية لا تعرف عن سيدنا
المسيح الا أخبار ثلاث سنوات حوتها الأناجيل الأربعة +
وأما شأن الرسل قبله ؛ وشأن مؤسسي الديانات فى الهند
وغيرها فأمرها أعجب » وفقر الأمم أبين من ذلك وأوضح ِ
حتى صار كثير من المستشرقين والمؤرخين يشكون في
وجودهم ؛ ويميلون الى أنها شخصيات خرافية ليس لها
وجود تاريخي + ونحن - على معارضتنا لهذا التطرف نوافق
هنالك حلقات مفقودة لا يمكن البحث عنا والاهتداء
أما الرسول الاعظم ف فهو الشخصية الفريدة من
بين الرسل والعظياء - التي نعرف عنها كل دقيق وجليل »
ونعرف عنها من دقائق الاخلاق والعادات والميول والرغبات
والقول والعمل » ما لا نعرفه عن كثير من الشخصيات التى
كله بفضل « الحديث » الذي سجل لنا هذه الحياة المباركة
لقد اعتادت الأمم القديمة والديانات أن تصور
أنبياءها » وأن تنحت لا تمائيل للأجيال القديمة : وتجدد
ذكراهم ونشأت من ذلك الوثنية وعبادة التهاثيل التى يعرفها
تعانيها » وقد لطف الله بهذه الأمة وبالانسانية ؛
وابدلها بهذا الحديث النبوي » الذي هو مجموع صور ناطقة
يتعرف بها الانسان بن ويسعد بصحبته » وكأنه حضر
ليسمع كلامه ويشاهد فعله ويدرس سيرته ؛ فكان ضياع
[مقدمة عامة
والحديث النبوى
ميزان عادل
لتوجيه هذه الأمة
أثرالحديث فى
والدعوة الى الدين
الخالص
هذه الثروة لاسمح الله بذلك كارثة لاتقدر » وخسارة
لاتعوض .
ثم إن الحديث ميزان عادل يستطيع المصلحون فى عصر
أن يزنوا فيه أعمال هذه الأمة واتجاهاتها » ويعرفوا الانحراف
الواقع فى سير هذه الأمة ؛ ولايتأتى الاعتدال الكامل فى
الأخلاق والأعمال الا بالجمع بين القرآن وبين الحديث +
الذي هو ملأ هذا الفراغ الذي وقع بانتقال الرسول قن الى
الرفيق الأعلى . وهذه الفجوة لابد منها في السئن الإهية +
ؤوما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل .إنك
ميت وانهم ميتون » فلولا الحديث الذي يمثل هذه الحياة
الحكيمة » ولولا هذه الأحكام التى أخذ بها الرسول
المجتمع الإسلامى لوقعت هذه الأمة في إفراط وتفريط +
واختل الاتزان » وفقد المثال العملي الذي حث الله على
الاقتداء به ؛ بقوله : # لقد كان لكم في رسول الله اسوة
حسنة وبقوله :9 قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحيكم
الله » والذي يطلبه الانسان ويستمد منه الثقة والقوة في
الحياة ؛ ويقتنع بأن تطبيق الأحكام الدينية على الحياة
ميسور وواقع ٠
ثم إن الحديث زاخر بالحياة والقوة والتاثير الذي لم يزك
يبعث على الانتاج والزهد والتقوى » ولم يزل باعثا على
محاربة الفساد والبدع + وحسبة المجتمع » ولم يزل يظهر
بتأليه في كل عصر وبلد ؛ من رفع رايةٍ الاصلاح
والتجديد » وحارب البدع والخرفات والعادات الجاهلية »
ودعا الى الدين الخالص والاسلام الصحيح ؛ لذلككله *
حركة الجمع والتدوين ]
حركة الجمع والتدوين في القرن الأول والا
وقد يسر الله ذلك ؛ اذ بعث نبيه فل في امة عرفت بقوة
الذاكرة والصدق والامانة في الرواية ؛ وفاقت في ذلك
الأمم » وقد وعى الصحابة - رضي الله عنهم الحكمة
وقد بدأوا يكتبون الحديث فى عهد النبى يي » ومنهم من
كانت له مجموعة خاصة اشتهرت به ؛ فقد كان لعبد الله بن
عمرو بن العاص مجموعة تسمى « الصادقة » وأثر عنه أنه
كان يقول : مايرغبني فى الحياة الا خصلتان « الصادقة »
و الوهط» ؛ فأما الصادقة فصحيفة كتبتها عن رسول الله
فلة.وكان لعلي بن أبى طالب صحيفة ؛ وكان لأنس
صحيفة كان ييرزها اذا اجتمع الناس ؛ ونقل الجمع
والكتابة عن عبد الله بن عباس ؛ وعبد الله بن مسعود +
وعن جابر بن عبد الله » وتدل صحيفة همام بن منبه (م
٠ 7 ه) صاحب أبى هرية رضي الله عله التى يرجم
تأليفها الى أواسط القرن الاول ( لأن أبا هريرة توفي نحومة.
للهجرة وهي من إملائه ) على تقدم هذه الحركة .
في الجوامع والمسانيد والسنن في القرن الثالث » وهكذا
يتحقق أن المجموع الكبير الأكبر من الأحاديث سبق تدوينه
وتسجيله من غير نظام وترتيب - في عصرالرسول ل
وي عصر الصحابة رضي الله عنهم » وقد شاع في الناس -
حتى المثقفين والمؤلفين - ان الحديث لم يكتب وم يسجل
حركة المجمع
والتدوين فى
القرن الأول
المسانيد والسنن
[مقدمة عامة
كثرة الأحاديث
السبب فى كثرتها
هو كثرة المتابعات
والشواهد التى
عني بها المحدثون
إلا في القرن الثالث الهجري + وأحسنهم حالاً من يرى أنه
قد كتب ودون فى القرن الثاني » وما نشأ ذلك الغلط الاعن
طريقين : الاولى أن عامة المؤرخين يقتصرون على ذكر
مدونى الحديث في القرن الثانى ؛ ولا يعنون بذكر هذه
الصحف والمجاميع التى كتبت فى القرن الاول ؛ لان
المؤلفات المتأخرة . الثانية : أن المحدثين يذكرون عدد
الاحاديث الضخم الحائل الذي لايتصور أن يكون قد جاء
أن عدد الاحاديث الصحاح غير المتكررة المتجردة من
المشابعات والشواهد لا يزال قليلا » وقد نبه على ذلك
العلامة » مناظر أحسن الكيلاني رئيس القسم الدينى
سابقا في الجامعة العشمانية بحيدر آباد في كتابه العظيم
« تدوين الحديث » يقول رحمه الله :
« قد يتعجب الانسان من ضخامة عدد الاحاديث
المروية فيقال : ان احمد بن حنبل كان يحفظ أكثر من سبع
مائة ألف حديث » وكذلك يقال عن أبي زرعة ؛ ويروى
ثلاثماثة ألف حديث .
الذي يكون هذا العدد الضخم هو المتابعات والشواهد التي
عنى بها المحدثون ؛ فحديث « انما الاعمال بالنيات » مثلا
يُروى من سبع مائة طريق فلو جردنا مجاميع الحديث من
هذه المتابعات والشواهد . لبقى عدد قليل من الاحاديث +
فالجامع الصحيح للبخاري لا تزيد الأحاديث التى رويت